صفحات الناس

“طل الملوحي” .. جيل التغيير الشبابي في سوريا

null
|أحمد موفق زيدان
يواصل النظام السوري حملته الشرسة على الصغار بعد أن أطبق على كثير من الكبار المعارضين أو المنشقين عنه .. فكانت ضحيته فتاة لا تتعدى التسعة عشر ربيعا ” طل الملوحي” من مدينة حمص حيث يرقد الصحابي الجليل سيف الله المسلول خالد بن الوليد .. طل ذنبها كتابات انتقادية جد بسيطة للنظام السوري دونتها على مدونتها.. فكان أن عاجلها عملاء المخابرات السورية بالاعتقال وحرمانها من المشاركة امتحان الشهادة الثانوية ” البكالوريا” ..
سارع شباب وشابات سوريون إلى فتح صفحة لها على الفيس بوك للتضامن وانضم على الفور كتاب وشعراء وممثلون ..وأنا في هذا المقال أدعو كل محب للإسلام والعروبة والإنسانية إلى التضامن معها والمشاركة في هذه المجموعة الكوكبة التي تضامنت مع الملوحي على الفيس بوك.
لكن اللافت هو صمت كثير من منظمات حقوق الانسان عما تتعرض له طل الملوحي .. وصمت الإعلام العربي عنها في حين لمسنا اهتمامه الواسع بأي مدونة أو ناشطة حقوقية يتم اعتقالها في أقاصي أفريقيا ومجاهل أميركا اللاتينية ..
وقبل الملوحي يواصل النظام السوري حملته المسعورة بحق قادة إعلان دمشق للتغيير السلمي الهادئ ويشن حربا لا هوادة فيها على منظمات حقوقية إنسانية تطالب فقط وفقط بالتعبير عن النفس والذات وضمان حقوق أساسية للشعب السوري المنتهك حقوقه بشكل ممنهج على يد الطغمة الحاكمة من خلال قانون حالة الطوارئ المفروض منذ أكثر من أربعة عقود، يتوازى ذلك مع استثمارات عربية وإسلامية وعالمية تنهار على نظام استبدادي شمولي ليعزز من خلالا قبضته على شعبه، والأدهى من ذلك يرفض توقيع الاتفاقية الأوربية ـ السورية المشتركة للتهرب من استحقاقات حقوقية تضمن أبسط أساسيات حقوق الانسان السوري ..
يعاجلك الكثير من العرب أننا نقوم بمثل هذه الاستثمارات من أجل سحب البساط من تحت أرجل إيران ، وإبعاد سوريا عن إيران، ولم يدروا أنهم طوال العقود الماضية فشلوا في ذلك، فالعلاقة بين الطرفين علاقة عقدية مصيرية، علاقة كعلاقة افتراس الفتاتين السورية طل الملوحي،وندى سلطان يتشابه النظامان باستبدادهما كما تتشابه الضحيتان باسميهما ندى وطل وكلاهما ذنبهما أنهما ينشران الندى والماء الخفيف على شجرة سورية أو إيرانية ذبلت ويبست لعلها تعود إلى الحياة من جديد فالله يحي العظام وهي رميم..
الجزيرة توك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى