حسين عيسوصفحات سورية

محمد سيد رصاص يوجه رصاصاته للكرد مرة أخرى

null
حسين عيسو
مقالة الصديق محمد رصاص المعنونة ب”الجنبلاطية _ هل تتكرر داخل المعارضة السورية” كنت سأعتبرها خلطة من خلطات أحزابنا السورية  وانشقاقاتها المستمرة , والتي لابد من وجود سبب لها مهما كانت تلك الخلافات شخصية , لولا أن السيد رصاص حاول مرة أخرى توجيه رصاصاته الى الكرد , فالعنوان الذي من المفترض أنه يتعلق بالتبدلات التي تحصل دائما في تصرفات السياسي اللبناني الأستاذ وليد جنبلاط , وتشبيهها بما يجري داخل المعارضة السورية  , لم يتطرق اليها السيد رصاص الا في سطرين في نهاية المقالة , كنوع من رفع العتب , أما باقي المقال أو كله فيتعلق بمشكلته مع أمين عام حزبه السابق السيد رياض الترك , والاتهامات الجاهزة في أحزابنا السورية “عربية كانت أو كردية” لا يهم , فالكل يعتقد أن الشعارات الشعبوية سوف تقوي من معنوياته , كما كان يحصل ستينات القرن الماضي , وستهرع الآلاف من أبناء الشعب السوري للانضمام اليه حين يعلن أنه ضد أمريكا , أو ضد المشروع الأمريكي , أو اقتداء برد أحد الروس أيام العهد السوفييتي “رحمه الله” حين قال له الأمريكي أننا في بلادنا نستطيع شتم  الرئيس جونسون , فأجاب الرفيق السوفييتي ونحن أيضا نستطيع شتم جونسون ساعة نشاء . المصيبة تكمن في نظرة البعض الى الكرد السوريين ك”مكسر عصا” في كل مشكلة تحصل ضمن أحد أحزابها , أو بينها , ومحاولة حشر الكرد في مشاكلهم الشخصية مع أحزابهم , من هذا الطرف أو ذاك , وكأن الكرد السوريين أيتام على موائدهم , أما محاولة مقارنة الكرد بإسرائيل , أو العمالة لأمريكا , أقول أن هذه السمفونية عفا عليها الزمن , والكرد أكثر وطنية من كل العنصريين الذين لا يريدون الخير لبلدنا سوريا , وأقدم تجذرا داخل هذه الأرض , وليعلم الصديق رصاص أن عهد تزوير التاريخ لم يعد مفيدا لأحد , ونحن لسنا أيتاما على موائد أي منكم , بل نحن وطنيون سوريون ننتمي الى قومية مختلفة عن قوميتك , في بلد تعددي ثري بالثقافات , ولا أحد يستطيع ادعاء أنه أكثر وطنية من الآخر , والتاريخ والجغرافيا يشهدان على ذلك , ولا حاجة لتكرارها , كلما أراد أحد ما , تفريغ أحقاده في شعبنا للحصول على مصالح شخصية زائفة , كما يتوقع خطأ أنهم الحلقة الأضعف التي يمكن أن يشتم ويتهم وينفي دون أن يكون هنالك رد , فالعالم اليوم أصبح واعيا الى أن الفكر العنصري الالغائي لم يبن بلدانا بل يدمرها , ومثال ذلك ألمانيا وعظمتها والتي دمرها هتلر بعد أن حاول تدمير العالم , في سبيل سيادة العرق الآري , أما بخصوص المشاكل الحزبية والتي عادة ما تكون شخصية في أحزابنا السورية فيمكن حلها بعيدا عن توجيه التهم للآخرين , ومعالجتها بأساليب عصرية , تستطيع من خلالها نقد تصرفات سكرتيرك السابق والذي يبدو أنك لم تنتبه الى أخطائه الا بعد انفصالك عنه , أنا لست هنا في وارد البحث عن أسباب انفصالك عن حزبك , فتلك الأمور تخصكم أنت وحزبك , ولكن حشر الكرد والقضية الكردية في سوريا , داخل مشاكلكم الحزبية  ,ومحاولة الايحاء بأن سبب مشاكلك معهم هو تعامل ذلك الطرف مع الكرد وكأن الكرد أعداء أو قدموا من عوالم أخرى , ولم يعيشوا فوق هذه الأرض منذ آلاف السنين وما زالوا , فالتاريخ لا يمكن تزويره بجرة قلم , والأسلوب الذي يستخدمه الأستاذ رصاص لا يقارن الا مع الأساليب النازية التي ذهبت غير مأسوفا عليها , وأن اعتبار سوريا “كما فكر المرحوم هتلر أن تكون ألمانيا النازية” بأنها تتألف من عرق واحد هو العرق العربي فقط , أقول ومع كل التقدير لكل الشركاء في الوطن السوري عربا وكردا وآثوريين وغيرهم , بان هذا لا يخدم سوى العدو الإسرائيلي , وهو بالتأكيد لا يخدم أيا من مكونات الشعب السوري المتعدد الاثنيات والأديان والمذاهب , ولا يستطيع أحد إنكار أن الاسم “سوريا” آشوري وأن لفظ “العربية” أضيف اليها في عهد الانفصال للمزاودة على الوحدويين , كما فعل صدام حسين حين أضاف وهو العلماني كلمة “الله أكبر” على العلم العراقي , فلماذا التجني على التاريخ والجغرافيا والتزوير المتعمد لحل مشاكل شخصية بينك وبين حزبك , ان النظر للكرد كمكسر عصا “مثل لبناني” , تشتمونه ساعة يشاء أحدكم , وتنفون وجوده كلما اختلف أحدكم مع حزبه , واعتبار التواصل والتلاحم بين مكونات المجتمع السوري وكأنه تهمة , في محاولة لدفع الكرد السوريين الى خانة العدو جهارا نهارا , لا يخدم هذا الأسلوب الشوفيني سوى أعداء سوريا , وحتى مصالحك الشخصية , لا أعتقد أنه يخدمها , يبقى هنالك سؤالا آخر أوجهه للسيد رصاص الذي ما زلت أعتبره صديقا رغم الاختلاف الشاسع بيننا : هل تعتبر قيام حزب الشعب بنشر مشروعه على المثقفين السوريين لإبداء الرأي حوله تهمة أيضا , فأن تختلف معهم هذا حق لك , أما أن تعتبر نشر مشروعهم على الشعب السوري , للتعليق وإبداء الرأي تهمة “طبخة محروقة مع الطنجرة أيضا” , أقول وبغض النظر عن رأيي في مشروعهم , أن حزب الشعب بهذا الأسلوب الحضاري الديمقراطي , واستشارة الشعب السوري وجمع الآراء حول مشروع برنامجه , يتصرف بأسلوب ديمقراطي يحسب له لا عليه , صحيح أنه  يناقض ما كان يجري داخل كواليس الاتحاد السوفييتي قبل أن ينتقل الى مثواه الأخير , كذلك أسلوب المرحوم ستالين أربعينات القرن الماضي في قتل المعارضين بالجملة , ونفي الملايين عن أوطانهم , لم يعد ممكنا في القرن الحادي والعشرين الذي يقال أننا دخلناه .
الحسكة في 28 – 03 – 2010
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى