صفحات الناس

الملوحي وهيثم المالح ….. الشباب والكهول في السجون السوريه

null
علي الاحمد
إبن الثمانين ، المحامي هيثم المالح وبنت العشرين طل الملوحي ، كلاهما يقبعان في سجون الطغاة الاثمين يذوقون الالم والمراره على يد أبناء بلدهم الاشرار الحاكمين في دمشق ، وكلاهما يمثل وجها من وجوه الصمود الحقيقي لا الكاذب ، صمود السوريين في وجه القمع والقهر والسجون التى تتربص بكل من تسول له نفسه أن يفتح فمه بكلمة واحده تزعج مافيات بشار الاسد .
أليست ظاهرة تستدعي الإعجاب أن يصر بن الثمانين على العودة الى زنزانته التى عرفها وعرفته ، وأن تصر بنت العشرين على اللحاق به في ذلك الدرب الصعب من المواجهه مع النظام ؟ اليس أمرا يثير الإعجاب أن يصر الجيل بعد الجيل بعد الجيل من السوريين على مواجهة هذا النظام الباغي ويقبلون الدخول الى سجونه الرطبة المظلمة البشعه ولا يقبلون بالدنيه وأن يكونوا أذلاء في بلدهم ؟ أليس أمرا يستحق الإعجاب أن  ترى ذلك التواصل وتلك الإستمراريه بين تلك الأجيال من المقاومين العنيدين الصامدين الشامخين المتحدين لأجهزة القمع البعثيه ؟
ذهب جيل الثمانينات في السجون والمنافي وتبعه جيل التسعين بحذر وتحسب يشق طريقه ، لكن جيل الألفين كان أكثر جرأة وإقداما وإستمر في مطاولته وتحديه للنظام وقدّم الضحية تلو الضحيه قرابين على درب الحرية الذي ينشده ملايين السوريين بينما يتقدمهم القليل من الرجال والنساء الكبار من امثال السيد المالح والشابه الملوحي .
وإذا كانت كنية الإثنين مشتقة من الملح والملوحه لان الملح شيء أساسي لاغنى عنه في حياتنا تماما كما هي حالتهم في السجن ، حيث لا بد ولا غني ولا مفر ولا مندوحة  من وجود تلك الفئه التى تقود زمام المبادره في تحدي الظلم والطغيان في سبيل تحقيق الحريه لهذا الشعب المسكين .
ألا بورك ذلك الكهل السوري القابع في سجون العزة والكرامه  في دمشق ، وبوركت تلك الشابة الغضة الفتية الصامدة في الوحشة والظلمة والبرد والحرمان ، وبوركت كل العيون التى تبكيهم وتنتظرهم ، وبوركت كل تلك القلوب التى تخفق عطفا عليهم وحنوا على شبابهم الطري وشيخوختهم الشامخه الصابره القويه في وجه الأنذال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى