صفحات العالم

اخوان سورية يخرجون عن اجماع حركتهم ويؤيدون موقف السعودية ضد الحوثيين

البيانوني يعارض موقف عاكف.. والهلباوي يستغرب فتاوى علماء الرياض.. ومرشد الاردن يدعو للحوار
لندن ـ ‘القدس العربي’ ـ من احمد المصري
تشهد صفوف حركة الأخوان المسلمين في ارجاء العالم العربي هذه الأيام حالة من الانقسام، يصحبها تناقض في التصريحات تجاه مواقفهم من الحرب الدائرة بين السعودية وجماعة الحوثي على الحدود مع اليمن.
وفيما رآه مراقبون بأنه انقسام بين إخوان مصر وإخوان سورية، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سورية بيانا أدانت فيه التمرد الحوثي في اليمن، ووصفته بأنه ‘منفذ لإرادة السوء’. وطالب الإخوان المسلمون السوريون اليمن والسعودية بمواجهة ‘الجماعة الباغية’.
وقال البيان الذي اصدره المراقب العام للحركة في سورية علي صدر الدين البيانوني وتسلمت ‘القدس العربي’ نسخة منه ‘إن من يتابع الحقائق، ومجرياتها على الساحة العربية والإسلامية، من العراق إلى الشام، إلى لبنان، إلى اليمن، يدرك، بوضوح، أن ما يجري على أرض اليمن، ليس حلقة في فلاة، بل هو جزء من مخطّط مرسوم، غايته دقّ المسامير الديمغرافية والسياسية، في بنية المجتمعات العربية والإسلامية، بغية تمزيقها، وإثارة القلاقل في ربوعها، والتحكّم بإنسانها وبقرارها’.
واضاف البيان ‘مخطّط طالما حذّرت منه جماعة الإخوان المسلمين في سورية، ونبّهت القائمين عليه، والمحرّضين عليه، وحين تزحف فلول مجموعات الحوثي، في هذه الأيام، إلى أراضي المملكة العربية السعودية، إنّما تكشف عن النيّات المبيّتة، للقائمين على هذا المشروع الأثيم، الذي هو، في حقيقته، ليس مشروع دفاع عن وجود، أو مطالبة بحقوق، بل هو مشروع بناءٍ لكيان مزروع، ليؤدّي دوراً استراتيجياً، في زيادة حجم الفرقة والانقسام، في قلب بلاد العرب والمسلمين’. ويأتي هذا الخطاب مناقضا لدعوة محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين للعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، إلى وقف القتال فورا في ساحة المعركة اليمنية، لمنع إراقة دماء المسلمين، وقتل المدنيين الأبرياء.
من جانبه قال الدكتور كمال الهلباوي المتحدث السابق باسم التنظيم العالمي للاخوان المسلمين في الغرب ، في اتصال هاتفي مع ‘القدس العربي’ تعقيبا على الحرب الدائرة بين السعودية والحوثيين ‘انا اتفق مع ما دعا اليه المرشد العام للاخوان في مصر محمد مهدي عاكف’. واضاف ‘يؤسفني ان هناك فتاوى شاذة تصدر من علماء بالسعودية تقول ان اراء الحوثيين فاسدة، والتعرض لمذهبهم، فهم اولا اخيرا مسلمون وفرقة من الفرق الشيعية، كما في اهل السنة’. وقال الهلباوي ‘كان الاجدر بمنظمة المؤتمر الاسلامي ان تشكل فريقا من العلماء لتدرس الموقف وتدعو للصلح وحقن دماء المسلمين بدلا من ان تقف بجانب السعودية، وان تتصرف باستقلالية ولا تكون اداة بيد السعودية’.
جاء ذلك فيما أثار الموقف الذي تبناه ‘التجمع اليمني للإصلاح’، (الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن) من الحرب في صعدة تساؤلات عديدة، بعدما اختار إخوان اليمن الوقوف على ‘الحياد’ تجاه الصراع الدائر بين الدولة وجماعة الحوثي، باعتباره مشكلة داخلية لا ينبغي حلها إلا بجلوس الطرفين على طاولة المفاوضات.
وتقوم رؤية التجمع للصراع باعتباره مشكلة داخلية ظهرت نتيجة سياسات خاطئة انتهجتها السلطة في البلاد، ومن ثم يجب وقف كل أشكال العمل العسكري والجلوس للتفاوض، بل يرى التجمع اليمني في زج الدولة بأطراف إقليمية كإيران والسعودية في هذا الصراع محاولة لخلط الأوراق والهروب من استحقاقات وطنية.
ويرى متابعون لشؤون الاخوان في العالم العربي ان الحركات الإخوانية في مجملها بالعالم العربي متماهية مع الاستراتيجية الإيرانية ـ السورية بحجة دعمها للمقاومة في فلسطين، خاصة عقب دعوة علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، حكومتي اليمن والسعودية إلى وقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، واعتبر أن ‘النظام السعودي يخوض حربا بالنيابة ضد إيران ولصالح الولايات المتحدة’.
ورفض بلحاج ما وصفه بإقحام الدين في حرب اعتبرها ذات علاقة بصراع مصالح دولية، ودعا السعودية إلى التمسك بنهج الحوار بدلا من الدخول في حرب قائلا إن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز سبق أن دعا جميع الأديان للحوار، فلماذا لا تضغط السعودية الآن للحوار بين الحوثيين والحكومة اليمنية. وعارض بلحاج الاتهامات الموجهة للحوثيين بالتأثر بإيران. ورأى أن مجرد التعاون العسكري بين الجانبين ليس دليلا على ولاء هؤلاء لإيران، ضاربا المثل بحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين حيث قال إن لهما علاقات عسكرية مع إيران وهما ليستا حركتين شيعيتين، كما أن الجزائر حصلت على السلاح من الصين أثناء مقاومتها الاستعمار ومع ذلك لم تصبح دولة شيوعية.
ولم يختلف موقف حركة الاخوان المسلمين في الاردن عن موقف المرشد العام في مصر حيث دعت الحركة الاسلامية الى ‘معالجة الازمة بالحوار، وحقن دماء المسلمين’، ولم يات في بيان الحركة اي ذكر لحق السعودية في الدفاع عن اراضيها، كما فعل فرع الحركة السوري.
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى