صفحات الناسنبيل الملحم

ابن بلد.. يبحث عن بلد يتبناه

null
نبيل الملحم
كان علينا أن لا نزور أرواد، تماما كما لانفكر بزيارة الساحل السوري، ليس لأن أرواد ذاكرة الفينيق، والطريق الى قرطاجة، كما ليس لأن الشاطئ السوري لايحمل رمالا من ذهب..
كان علينا أن لانفعل ذلك كي لانسرع بالجلطة القلبية، ومازال لنا سبب للبقاء على قيد الحياة، أقله ممارسة الالم.
سلة سمك صياد أرواد تتسع بعد مغامرة يوم بحري شاق الى كيلو سمك أو ربما أقل، فيما سلة صياد زميل له، او نظير له من الجانب التركي تحمل طنا من السمك.
بالتاكيد ليس لأن السمك يرغب في السياحة في الماء التركي مابعد الترويج السياحي الهائل الذي حصدته تركيا أعقاب مسلسلاتها المدبلجة، و لا لأن السمك يعرف التركية ويتأتئ بالعربية.. ليس لهذا السبب ولا لذاك وانما لأن السمك يواجه كل أشكال الجور على الشواطئ السورية بدءا من الديناميت، حيث العصابات المبرمجة التي تعمل بالتنسيق والترتيب مع مافيات المال، كما جرافات الاسماك الغريبة تأتي بحرنا وتجرف البيض من الاسماك الصغيرة فتأخذ الحوت وتبلع البيضة وتحت اعين وأنوف خفر السواحل، والقصة اكبر من سمكة ومن حوت.
القصة هي باختصار كيف نهجر جزءا من سكان الساحل أقله الارواديون بعد حرمانهم من مصادر عيشهم.. نهجرهم لأن فندقا من فنادق النجوم الخمسة سيحط بكلكله فوق ثلث الجزيرة الجنوبي، مارتب استملاكات (للصالح العام بطبيعة الحال وهو الشعار الأزلي)، والاستملاكات تفضي الى رفض من السكان خصوصا ورش صناعة السفن، والاحتجاجات تفضي الى مصادمات، والمصادمات تكشف المستور من صور الفضائح، والاسهل من هذا وذاك تجويع الناس لترحيلهم ، وتصورا أرواديا عاش حياته بين امواج البحر وهو يتمختر جارا عربة عرانيس ذرة في مدينة سورية شغوفة بالعرانيس.
حكاية الاروادي تجلط، بعد سلسلة من الجلطات التي يمارسها الشاطئ السوري على زائره، أقلها أنه بات اسمنتا مسلحا لارمل فيه ولا بحر.
فيه زينة الحياة الدنيا:
– مولات، وفنادق، ممنوعة على ابن البلد.
لماذا؟
لأنه ابن بلد، وعلى ابن البلد أن يبحث عن بلد يتبناه.
شوكوماكو – 2010-02-06

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى