صفحات من مدونات سورية

السيدة رغداء المدونة السورية الأكبر بيننا*

يعزف كبار السن في مجتمعنا عن استخدام الويب، أو قضاء وقت الفراغ وراء شاشته، وهو أمر لطالما كنت أفكر فيه وأتخيل حدوثه، ماذا لو كان لهم هذا الوجود في مواقع أو مدونات أو شبكات اجتماعية يشاركونا نتاج حياتهم الفكري وخلاصة آرائهم وردات فعلهم على ما نكتب، أقصد تلك الفئة من غير محترفي الإعلام والصحافة.
يحتاج كما أعتقد الوجود السوري على الانترنت لهم ليكملوا فيسفساءه، ولهذا أحببت أن أكتب هذه التدوينة عن أحدهم ممن اكتشفت مؤخراً.
رغداء سيدة سورية من حلب ستينية العمر كما أعتقد، ارتأت بعد تواجدها في منتدى شبابلك (حيث لم نكن ندرك عمرها) أن تفتتح مدونة خاصة بها.
هي لازالت جديدة على جو التدوين ولهذا أدعوكم لتشحيعها وتشجيع أي خطوة مماثلة ممن هم حولكم
هذا هو رابط مدونتها رغداء

http://raghdaa.wordpress.com/

تأملات
نعود إلى ألطف مائدة نجالسها وقت فراغنا .. التأملات فيما مضى من عمرنا ..
يوما ما .. حين كنت أمسح أول دمعة عن عيني حبيبي ابني وهو يعاني من فشل أول حب أحسّ به..
وكنت أخبره أن يجهز له أرشيف يدون به كثير من النجاح والفشل .. من أسماء من يمرّ عليه في حياته المتواترة يوما بعد يوم .
يوما ما .. حين ودعت طفولتي وبيت أهلي إلى غربة قاسية طالت طويلا .. غربة المكان والزمان والبشر .. كلّ ملابسات الحياة , حين تتغير ويتوجب عليك أن تعايشها , فتصبح غريبا عن ذاتك ..
كانت هذه كأبجدية الطفولة التي لاتنسى أبدا .. لم استطع نسيانها بل طبعت بأعماقي كيوم ولدت .. كانت أنا أخرى بداية لنهاية عمري السابق الذي يرفض عقلي نسيانه .. وبداية لحياة جديدة تماما ..
هأنا اليوم .. أحمل في جعبتي عشرين أنا وأنا .. ولا زلت أبحث بينهم وأحن إليهم جميعا ويبكيني تواردهم في خاطري ..
أيّ أنا .. أنت ياعمري ..
أيّ أنا .. في غربتي عن الدنيا ..
أيّ أنا .. أحمل لها مشاعل نور وتوهج في ذاكرتي .. أيّ أنا .. ؟؟
نعم والله .. أنا اليوم لاأتبع كوكبا .. ولا أسير في موكبا ..
أنا اليوم أزفّ نفسي عروس تزهو ببياضها ..
وبصحبة أرشيفها ..
فقد آن له أن يستريح ..
أريده .. بلا رتوش .. بلا وجوه .. أبيض تماما ..
كقلبي الذي غسل منه كلّ ما
أحمله من إرهاصات الحياة وتوجعاتها ..
أريد أن أحيا بالحب فقط..

http://raghdaa.wordpress.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى