صفحات من مدونات سورية

أسم مستعار ؟

أذكر اني حين بدأت بالتدوين ، كان لدي تضخم حنجري بحاجة إلى تنفيس سريع ، ليس لأنني لا اتكلم كثيرا ً ( فأنا كثيرة الكلام جدا ً، اطرب أحيانا لمجرد سماع صوتي ) لكنه تضخم نوعي بكثير من الأشياء العالقة ( حب مكبل ، و الاف المواضيع الجنونية ، اهتمامات من غير الممكن التصريح عنها ، وقضايا تهمني حتى الرغبة بالحديث عنها امام الكثيرين ) وعوضا ً عن أن أفتح دفترا ً وأكتب كما هي العادة دخلت البلوغر وكانت مدونتي الأولى .. ( موضوع ياسين بأخوية كان أحد أهم الأمور التي شجعتني حينها شوفو هون )  تصميم بسيط ، صورة الفراشة في مكان ما ، ألاف الصور على السايد بار ( كانت مزدحمة بطريقة مضحكة كنت أود أن أقول كل ما أؤمن به عن طريق الشريط الجانبي للمدونة ) والأهم الكثير من الصدق
بدأت أكتب ، دون الاكتراث بمن يقرأ  ، دون معرفة إن كان أحد ما سيقرأني ، أو سيغلق متصفحه نادما ً على الدقائق التي قضاها في مدونتي ، لم يكن لدي شيء لأخسره ولدي الكثير لأعبر عنه لذا كنت اًصدق .
كانت الأفكار تفرقع داخل رأسي ثم إلى النشر .. دون المرور إلا  بقليل من الرقابة ( والخطوط الحمر .. ما متنا بس شفنا اللي ماتو * )
وقليلا ً قليلا ً بدأت أنتظر التعليقات ، أراقب ! بدأ أناس كثر من محيطي ، أناس يعرفون أنني // أنا // يقرأون يتابعون ، بدأت أُسأل أحيانا ً عن شخصيات في خيالي  واواسى على أحزان ِ اخترعتها ! بدأت تضيق مساحة الصدق ومساحة الحرية ..
ومع كل شخص إضافي يقرأ المدونة ، أصبحت الكتابة اصعب ،
لسببين الأول أنني فقدت الجرأة عن الكشف عن خباياي ، والثاني لأنني أكلت المقلب وصدقتو وأصبح همي أن أثير إعجاب الناس .
حتى أصبح لدي ّ في الفترة الأخيرة فكرة أن أكتب مجددا ً بمكان جديد وتحت أسم مستعار ! لكن ماالذي كنت سأكتبه لو لم تكن تعرفون أنها أنا ؟ ولو لم اكن خائفة فعلا ً من خسارة ‘إعجابكم ؟

لو كنت أكتب باسم مستعار لكنت كتبت :

– لكنت تحدثت كثيرا ً بالسياسة حتى الملل ( اتمنى ان تتفهموا خوفي 🙂 )
– كنت شاركتكم ربما بعض النكت ” الشقية الزعرة ” التي أضحك لها كثيرا ً في الواقع
-لكنت اخترعت شخصا ً جديدا ً لأحبه ، متقلبا ً مجنونا ً غامضا ً .. وكتبت به آلاف القصائد الجديدة
– لكنت عبّرت مثلا ً كم يزعجني ” موقع المدون السوري ”  ..
– لكنت وصفت لكم الكثير من الأشخاص المزعجين في العمل ، في عيلتي ، في أصدقائي
– لكنت أخبرتكم عن الرجل الذي سرقني منكم في الفترة الماضية ولم اكن سأدعي أنه الملل
– لكنت خصصت زاوية للأسئلة والنصائح .. ( أنت تسأل ونحن نجيب ؟ إسألوا سنفورة الأمورة .. أو ما شابه ) وكنت نظّرت فيها حتى الاستمتاع
– كنت كتبت كثيرا ً عن الجنس ( ستقنعونني اليوم أن هذا الموضوع لايشغل تفكيرنا ، لذا نتفادى الكتابة عنه )
– لكنت قلت مع إحدى المدونّات .. ” يلعن إخت الحياة في رجلي .”
– كنت حتما ً انتقدت الكثير في سلوك الكنيسة اليوم ( لكن شعور الأقلية يربح هذه المعادلة الغبية ” )
– كنت كتبت الكثير من الأفكار التي لا اكتبها اليوم لأني أعتقد أنها سخيفة

لو لم نكن نعرف من أنت في مدونتك ؟ أو لم تكن تود إثارة إعجابنا ؟ عم كنت ستكتب ؟

http://www.marcellita.com/2010/06/blog-post_17.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى