صفحات الشعر

مباراة في ملعب المساكن

null
جولان حاجي
( إلى سندس خليل)

كذبتي سوداء
لو قلتُ
يا صاحبي
من تخومِ السكّةِ القصوى
النسوةُ القاطفاتُ للأبقارِ عشباً
يرجعْنَ هذا المساء
على مهلٍ، مثلنا،
عبر الملعبِ المفتوح للجهاتِ الستّ
يوبّخنَ بائعَ المثلَّجات
لا ملولاتٍ فيحتضَّ في البطونِ إخوتنا
ولا صامتاتٍ يَطلنَ، إن شئنَ،
ببسمةٍ، بالأيدي التي وُشمت،
ألقَ النجمةِ الأولى.

لأرهِفْ سمعي:
هدأ المساء
آخرُ الأنّاتِ مرَّ مواسياً
مرَّ السحابُ خفيفاً
وعمَّ الطنينُ…. الطنين.

بين شجرِ البيوت وسماءِ نيسان
نولٌ تحزُّ فيه الريحُ
ثم خفيفةً صافرةً تجيءُ إلينا
أوتاراً مقطوعة
صدِئتْ ولم تطربني.
فبمَ تقسِمُ حتى تكادُ الغصونُ
عليكَ تنثني أسَفاً
فيتراكض الفتيانُ إلى قطارِ الشمال
وينهضُ الغبارُ
فيما المسدّسُ بعقبهِ المذهَّب
يدقُّ الباب
فترتجُّ كؤوسُ الشاي
ويختفي اللاعبون في ظلامِ الحقول؟

هدوءاً، إذن، ولا تلهثنَّ بوجهي.
ما كنتَ لي شقيقَ شتاءٍ يوماً
ولا ساقك الليلُ إلى البعيد حيث أقمتُ
برهةً لغيابي.

لو استرخى جناحي
(وليس لي غيره)
واستجدى لساني
سأمَ الربيعِ القاسي
أريدُ الأرضَ آنئذٍ عشّاً
أجولُ تحت أديمها
لعلَّ ما أحببتُ يعودُ إليّ
ناضجاً وشهياً
لعلَّ الجذرَ يحمرُّ في الظلمة
وتبيضُ في دفئهِ الجنادبُ
أو ترقدُ النمالُ
راجعٌ بي إلى ما قد مضى
ومن يدري بأيِّ اللُّقى سأعودُ محمَّلاً
إذا تبدّدَ الرذاذُ
وابيضَّ الصبحُ….

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى