صفحات سورية

سوريا والقوى الدوليه

null

مصطفى السراج

مايتداوله الكتّاب بين الفينه والاخرى في العلاقه بين سياسي الدول الناميه (المتخلفه عند البعض) مع القوى الدوليه صاحبة النفوذ السياسي بالعالم… قادني للتساؤل: هل الشعوب في الدول الناميه تصنع أحداثها المحققه لأمانيها بدون أي علاقه خارجيه او تدخل خارجي؟..
سؤال واسع والأمثله قد تتناقض، المجدي تحديده بحدود سوريا. هل ماأراده الشعب السوري حصل في سوريا خلال القرن العشرين؟.. سؤال غير دقيق لأن سوريا بحدودها المعروفه الآن لم تكن موجوده مع بداية القرن العشرين!!.. وتفادياً للاطاله لاأود الدخول بأواخر سنين السلطنه العثمانيه، وسيطرة الاتحاد والترقي وسياسة التتريك، حيث كان مركز القرار السياسي خارج حدود الوطن السوري.

لنبدأ منذ قرار عصبة الأمم بانتداب فرنسا على سوريا بحدودها المرسومه من قبل سايكس بيكو، هل كان انشاء هذا الوطن بارادة السكان المقيمين داخل هذه الحدود المرسومه؟.. وخلال فترة الانتداب مارست فرنسا سلطتها على هذا الوطن، الى أن نال الشعب السوري استقلاله، والاجدر البدايه من هنا لرصد ماتحقق من اماني الشعب السوري الحر المستقل بعد عام 1945 ، وحيث أن البدايه كانت عن الحدود والوجود، لنبقى ضمن الحدود..

لنرصد ارادة الشعب السوري بما تعبر عنه ادبيات الأحزاب السوريه، حيث كانت كلها تقريباً تعتبر حدود سوريا أقل بكثير من أماني شعبها، وحسب علمي القليل وذهني الكليل، لا أعلم بوجود حزب سياسي في سوريا خلال النصف الأخير من القرن العشرين يعتبر سوريا وطن نهائي بحدوده التي استقل بها.

الكتله الوطنيه تعتبر السوريين جزءاً من الأمه العربيه.

وكذلك حزب الشعب (رشدي الكخيا، ناظم القدسي..) ومحاولاته وسعيه للوحده مع العراق.

الحزب القومي السوري الاجتماعي يعتبر الكيان الشامي جزءاً من سوريا الكبرى التي تحتوي قبرص والعراق وسيناء والاردن وفلسطين وأجزاء من تركيا الى صحراء جزيرة العرب.

حزب البعث وكافة الأحزاب والتكتلات القوميه العربيه والناصريه تعتبر الوحده مع بقية الدول العربيه واجباً مفروضاً من البحرين الى المغرب.

أغلب الشيوعيين على تعدد مسمياتهم يعتبرون سوريا جزءاً من الأمميه العالميه لايتكامل الا معها.

الاخوان المسلمون يرون سوريا جزءاً من العالم الاسلامي المفروض توحيده ديانةً.

حزب التحرير الاسلامي يقول بفرضية الخلافه الاسلاميه باسطة السلطه على الأمه الاسلاميه.

فماذا كانت النتيجه من أماني الانطلاق اوسع من حدود سايكس بيكو!!..

هل تحقق وثبت على أرض الواقع في سوريا ماكان مطابقاً لارادة الشعب السوري المتمثله بأحزابه؟..

أظن أن الجواب معروف من الجولان الى الاسكندرونه.

دوله تنشئها قوى عالميه وترسم حدودها اتفاقية سايكس بيكو، وكل أحزابها خلال نصف قرن لم تستطع أن تغير مارسمه سايكس بيكو الا بالنقص الذي أملته القوى الدوليه التي تعهدت ارث سايكس بيكو..فهل الاستقلال التام صحيح والاراده الحره للشعب السوري في قضية الحدود دقيقه؟..

بالقياس على مسألة الحدود والدراسه لأي جانب آخر من الجوانب السياسيه والعسكريه، الصناعيه والاقتصاديه، العلميه والثقافيه حتى المواصلات والطرق والسكك الحديديه سنرى الكثير من التشابه في هذه المسارات بعداً عن ارادة الشعب السوري .

مثال آخر للقياس فقط، كان حاكم العراق، وسوريا (مازال) حزب واحد هو حزب البعث، والوحده أول أهدافه، وكانت السيطره تامه لفتره طويله نسبياً في كلا الدولتين، ولم تتحقق الوحده بين دولتي الحزب الواحد بل تآمرت الدولتان على بعضهما الى حد الحرب بين الجيشين العقائديين. وكذلك الهدف الثاني لحزب البعث الحاكم في سوريا هو الحريه، فهل استطاع الحزب زيادة هامش الحريه لشعبها بعد أكثر من أربعين سنة حكم؟.. والهدف الثالث الاشتراكيه هل تحقق منها غير الفساد.

أعود الى السؤال اذا لم تكن ارادة الشعب السوري واحزابه أثناء فترات الديموقراطيه على قصرها، ثم أثناء الحكم الحزبي المطلق على طول مدته، لها أي تأثيرفي مآلات الأمور في سوريا، اذن فمن له التأثتر والنفوذ الحقيقي في سوريا؟… وهل من الواجب على القوى الوطنيه الشريفه التفاهم مع القوى صاحبة النفوذ فيها لتدارك مايمكن تداركه لمصلحة الشعب أم تترك لعشاق المناصب والاموال، حرصاً على النقاء.!!..

واذا قيل وما الضمان أن لايكون الوطنيون الشرفاء الساعين للتفاهم مع القوى الدوليه كالسابقين سعياً للمناصب والاموال، اذن فليكن الضامن ثلاثة أمور:

الأول أن يقبل السياسي السوري بكل شفافيه التصريح عن دقائق تفاهماته مع القوى الدوليه.

الثاني أن تتفق كافة القوى السياسيه السوريه على اشتمال الدستور على بند ثابت لايسمح بتغيره مهما كانت الاسباب وهو عدم اشغال المناصب السياديه والاقتصاديه الهامه الا مده واحده محدوده لاتجدد ولا تمدد.

الثالث أن يقبل السياسي السوري الشاغل لتلك المناصب وبكل شفافيه التصريح عن أوضاعه الماليه وأوضاع أسرته قبيل وبعيد استلامه لمنصبه، والموافقه على مراقبة ذلك ونشره من قبل الجهه القضائيه المخوله بذلك والبعيده عن تأثير بقية السلطات.

ومع ذلك يبقى على القوى الدوليه صاحبة النفوذ الجانب الاهم وهو فتح الحوار مع من يريد مصلحة الشعب ويعرفها ابتداءً، وليس مع من لايعرفها أولا يريدها.

مصطفى السراج كندا

Mustafa_alsrraj@ hotmail.com

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى