صفحات الناس

نسـاء البسطات.. أحلام مؤجلة على الرصيف

null
بعض النساء يكدن ينسين أنهن نساء ويتحولن تدريجيا إلى «روبوتات» لملاحقة لقمة العيش وغالباً ً ما يصبح أولادهن بائعي بسطات بالفطرة! بهذا ابتدأت صحيفة تشرين الحكومية السورية،تحقيقا تحت عنوان  نسـاء البسطات.. أحلام مؤجلة على الرصيف ، وذهبت الصحيفة في تحقيقها الى القول :
ما يزيد الطين بلة أن المجتمع غافل عنهن، فهم غالبا ما يغيبون عن الذاكرة إلا حين ملاحقة عناصر الشرطة للبسطات التي تستخدم الشارع بغير حق مشروع سوى الحق الإنساني والحاجة الملحة لعدم الانحراف أو مد اليد وتسول العطف والمال الذي غالبا ًًً ما ينتهي بالتطنيش والنهر والشتيمة أو الابتزاز مقابل بعض الليرات!
‏ وتوقفت الصحيفة في تحقيقها مع سيدة (أم ماهر) في الأربعين من العمر متزوجة ولها ثلاثة أطفال اختارت أن تبتعد عن المنزل طيلة النهار لتبيع الخضراوات وتؤمن أسباب الحياة لأولادها وأولاد زوجها الذي تزوج بأخرى – وما زالت على ذمته – لكن الزوجة الثانية لا تريد العمل، بينما تجلس أم ماهر في البرد وتحت المطر لتأمين عيش عائلتها ببيع الجوز في الموسم الحالي وبيع الخضراوات في الأيام العادية.. وتنقل الصحيفة عن أم ماهر: رغم المكافآت التي جاءت للموظفين إلا أن شيئا لم يصلنا منها حتى عبر الموظفين الذين يشترون مني رغم أني لا أرفع الأسعار لكن بسبب الغلاء العام مازال الزبون يفاصل لأبعد الحدود ولو بإمكانه لحلب النملة أيضاً ولا أدري إلى متى سأتمكن من العمل بينما زوجي لا يحتمل العمل ويمل منه ويترك أفواهنا مفتوحة يشبعها الهواء… بصراحة أولادي الثلاثة لم أعد أستطيع تحمل عبء مصروفهم الدراسي فالبرد على الأبواب ولا بد من المازوت لذلك فإنني أفكر بأمر يبدو أفضل من متابعتهم دراستهم في البرد وقلة الطعام، وهو أن يترك اثنان من أولادي المدرسة كونهما في الصف السادس والسابع ليساعدوني بجلب لقمة العيش لمنزلنا وإلا سنطرد منه أيضا لتأخرنا بدفع الأجرة..! ‏
وتعلق الصحيفة :”تعتبر أم ماهر يوم سعدها عندما تطلب إليها إحدى الزبائن زيارتها لتنظيف منزلها فتقبل بحبور لمعرفتها أنها ستعمل على الأقل في الدفء بعيدا عن البرد والمطر بينما يخيفها أكثر الرجال عند هذا الطلب لأنها تعرضت كثيرا للمضايقات منهم مما جعلها تفضل البرد على الدفء في أحضان أحدهم كراهية وعنوة وتخشى كثيرا على بنتيها من هذه الحاجة التي ستدفع بهن إلى الشارع ليتركن الدراسة ويصبحن محترفات مهنة بيع البسطات كوالدتهن تماما”. ‏
وتحت عناون فرعي :”بضائع سورية تحمل ماركة أجنبية ‏ ” ، تابعت الصحيفة تحقيقها بالقول:
كما أن البضائع التي تبيعها النساء الغربيات تضاهي بجودتها البضائع السورية وتنعكس سلبا على بعض الباعة ورغم ذلك فهن يصررن على متابعه عملهن ويجبرن الشاري على احترامهن كائنا من كان ولا يهربن من رجال الشرطة فهن قادرات على إسكات الأفواه وتغاضي بعض أعين الشرطة بإحدى القطع الممدودة على بسطاتهن كما يقلن. ‏
إحدى زبائن البسطات المعتادة (رنيم) تشكو إلينا صاحبات البسطات الغربيات فتقول: لقد اشتريت معطفا من الصوف وعليه بعض الشك على أساس أنه أجنبي ولدى وصولي للبيت تبين أنه صناعة سورية من إحدى اللصاقات التي كانت على الأكمام الداخلية بينما غيرت صاحبة البسطة لصاقة ياقة المعطف إلى صناعة أجنبية وطبعا الفرق عال في السعر بين الصناعتين ولم تعترف بفعلتها كما رفضت إعادة المعطف أو حتى التخفيض من سعره فقد دفعت ثمنه ألفين وخمسمئة ليرة رغم انه لا يستحق أكثر من 1000 ليرة. ‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى