صفحات ثقافية

حاجة للتشكيل | عبدلكي …. سماوي …. داحول | ممنوع من الصرف

null

بلال زعيتر

لعلي أجد في اقتباس عبارة صفوان داحول في مقاله المنشور أخيراً في صحيفة السفير بتاريخ 9 تموز 2010 بدايةً لتفسير هذا العبث الذي جرى منذ مقابلة خالد سماوي صاحب “أيام” جالاري مع نشرة “يوميات ثقافية – شباط 2010” السورية و ما أثارته تلك المقابلة من ردود فعل متباينة و عنيفة في الأوساط التي صادف و أن اطلعت عليها.و على الرغم من تباين تلك الردود إلا أن حقيقة الأمر هو أن جل الانطباعات اندرجت تحت عنوان المفاجأة من سوية مقابلة كهذه أعرب فيها سماوي عن أفكار برأي الكثيرين هي أفكار سطحية و بسيطة و خاطئة. حتى جاء رد يوسف عبدلكي عليها في صحيفة السفير اللبنانية بتاريخ 25 حزيران 2010 قوياً عنيفاً تلقينيا تهذيبياً بل و حتى تقييمياً. و فجأت انبرى صفوان داحول للدفاع عن سماوي و مشروعه “أيام” غالاري و التصدي ليوسف عبدلكي.
يقول صفوان في عبارة تشكل مفترق طرق لفهم ايديولوجيتين متصارعتين على الساحة الفنية الثقافية السورية الضيقة أصلاً: من هو الرسام أو الموسيقي أو الشاعر الذي تؤمن له شروط الاستمرارية ويرفض؟
و لعل في هذا السؤال من السذاجة بمكان ما يسمح لي بتبرير هذا التدخل غير الطارئ الذي أقحم داحول نفسه فيه منيطاً بنفسه هم الدفاع عن سماوي
و الجواب على سؤال من هذا النوع قد يفسر لداحول الفارق بينه و بين عبدلكي من جهة و بين كل من داحول و عبدلكي من جهة و أحمد معلا من جهة أخرى.. و غيرهم كثيرون. فالحديث يجب أن يكون عن” نوعية” تلك الشروط. و كي لا أطيل في هذه الجزئية فسأقول لداحول لو عرض عليك “وزير الثقافة الاسرائيلية ” الاستمرار ضمن كل الشروط اللازمة لك فهل تقبل؟. لست أرمي إلى مقارنة سماوي بأي رأس مال غير وطني و إنما أسوق السؤال المستهجن لأرد على سؤال مستهجن أصلاً لا أرى أن داحول قد وفق إليه أبداً.
و أفضل ما في الأمر أن لا علاقة تربطني لا من قريب و لا من بعيد بأي من الأطراف الثلاثة. لا عبدلكي و لا سماوي و لا داحول و هو ما يجعل لدي قدرة على رؤية الأشياء من الخارج. و لا أظن أن هناك أي عقل فيه بعض الاستنارة قادر على تجاهل مستوى العداء الشخصي من داحول تجاه عبدلكي. و لا أدري ما إذا كان عبدلكي يضمر أو يعبر عن عداء من هذا النوع و القدر لداحول فأنا لم أقرأ رد عبدلكي حتى الساعة على داحول و آمل ألا يتم نشره أصلاً.
و لا يستطيع أي شخص إلا و أن يدرك مباشرة الفارق المعرفي و الأدبي و التعبيري كتابةً بين داحول و عبدلكي. و إن كان كلاهما يتخبط في تناقضات غريبة على المستوى الفكري.
يسمح داحول لنفسه على سبيل المثال بلعب لعبة اسمحو لي أن أسميها بغير اللائقة و غير المتحضرة حين يقول في معرض نقده لكلام عبدلكي عن المال “وكان يفترض، كونه يعيش الواقع ويناصر الفقراء، أن يتبرع معنا لجمعية “بسمة” لمكافحة سرطان الأطفال، حين تبرع جميع فناني «أيام» كل بلوحة، ما عدا يوسف عبدلكي، مع أنني أظن أن التبرع بلوحة لهكذا جمعية فيه شيء من الرجولة، وكانت حجة يوسف في عدم التبرع أن تلك الجمعية مدعومة من السلطة، لكنه لا يتردد في بيع مجموعة من أعماله للسلطة نفسها.”
في هذا شطط و خلط لحابل بنابل و استخدام رديء و غير أخلاقي لمعلومات نعلم جميعاً أن عبدلكي قد لا يتوانى عن اعلانها لكن بحسب الظروف المكانية و الزمانية التي يراها مناسبة.و بكل الأحوال فإن هذه المعلومات غير ذات قيمة أبداً للقارئ و لا دور لها أكثر من الاستفزار و التحريض.
ثم يتابع بعبارات أقرب ما تكون لبيان حزبي مصاغ بطريقة رديئة
إذا كان يوسف محباً للبلد فهناك صالات في جميع المحافظات، فليكن (مرة ثانية) رجلاً ويدور في المحافظات السورية بلوحاته قبل أن يدور بها في الخليج، حينها فقط أستطيع أن أؤمن بما يقوله.
ثم يتهم عبدلكي مسمياً إياه باسمه الأول قد استل يوسف مقتطفات محاولاً أن يلعب بالكلمات ويديرها باتجاه واحد، ليبني مقالاً ساذجاً و في هذا سذاجة مفرطة حين يكاد لا يقدم لنا سوى مثالاً واحداً و يتيماً اقتطعه من نص عبدلكي . و أخيراً يختم داحول بتهمة جديدة و سخرية من العراضات الشامية
لم أشعر بأن في مقالة يوسف غيرة على الفن السوري، بقدر ما هي إطلاق نار خلبي يذكرني بالعراضات الشامية التي صارت فلكلورية، خاوية من محتواها.
و لا أعرف كيف كان يتوقع أن يبدي “يوسف” غيرته على الفن السوري اكثر من سرد تاريخي موجز من بداية القرن للحضور الفني السوري تشكيلياً و عدم انتظار المنقذ القادم من وراء البحار.
لكن الجيد في مقال داحول هو أنه قد لبى و أثبت عن غير نية ما ذهب عبدلكي إليه في بداية مقاله حين قال أنه قد رغب بالرد المكتوب على مقابلة سماوي لأنه يرى وكأن المجتمع الثقافي السوري استمرأ على مدى عقود ثقافة النميمة على حساب ثقافة الحوار الواسع والعلني لقضاياه!
و هكذا يأتي نشر مقالين على صفحات صحيفة لبنانية فرصة لتوسعة ثقافة الحوار التي يعول عليها عبدلكي.
و قد يكون من حق داحول استغرابه تأخر عبدلكي في نشر مقاله على الرغم من السطور الأولى التي كانت قد جاءت في مقال عبدلكي ترددت كثيراً في كتابة هذا الرد، أولاً لاعتقادي أن صاحب صالة «أيام» أدى دوراً إيجابياُ فاعلاً في الحياة التشكيلية السورية في السنوات الثلاث الماضية ولا يُنقص من قيمة هذا الدور أنه كان مثار خلافات، وتقييمات متباينة، بل واتهامات. وثانياً لأنه أظهر كفاءةً لا تخفى على أحد في التسويق وثالثاً لأن الرجل لم يضع نفسه في أي يوم موضع المنظر أوالمثقف، بل كان يقول دائماً إن عمله الأساس هوالتسويق.
و لا يأتي تعليل من عبدلكي لسبب نشره المقال بشكل متأخر. لكن حقيقة ما المهم في مسألة التأخير؟ ؟
و لم يكن عبدلكي بدوره قد قصر في كيل سيل من التهم و الأوصاف إلى سماوي و إن كانت قد جاءت بطريقة أكثر فناً و ذكاءً من أسلوب داحول. فعبدلكي يتهم سماوي بالجهل حين يقول عنه غير أنه يدلي بأقواله بلهجة العارف الواثق، تلك الثقة التي ليست في المحصلة الأخيرة إلا الوجه الآخر للجهل ثم يقرر اختزال حياة سماوي بكلمتين: لا حياة لدى السيد سماوي إلا بالبيع والشراءو ما أسهل أن يرد عليه سماوي و لا حياة لدى السيد عبدلكي إلا بالفحم و الرصاص…و لكن أي مستوى من التقييم السطحي سيكون هذا ! .. ثم يتابع سماوي تهمة جديدة حين يقرر أن سماوي مستشرق: ففي هذا السياق البعيد والغني تُبرز لنا الحياة شخصاً طموحاً يحضر إلى سوريا، ولكنه للأسف يعتبرها، كأي مستشرق، صحراء خالية! ويعتبر أنه يستطيع أن «يفلح» فيها كما يشاء ثم يتابع عبدلكي استعراض ذكاءه في الكشف عن حقيقة المستشرق و تنبيهنا و السخرية منه بعد كل ذلك عندما يأتي من يعتقد أنه يحضر إلى بلد خام، وأنه يستطع أن “يأكل برؤوسهم حلاوة” فهو لا يفعل شيئاً سوى استغفال نفسه، وجعلها مطيّة لتندّراتهم
و مع أن عبدلكي كان قد افتتح مقاله بشهادة حق بأن سماوي لم يحاول قط أن يسوق نفسه على أنه ناقد فني و جمالي، إلا أنه يعود و يتعجب من خطاب سماوي المليء بمفردات المال و يستغرب عدم استخدامه أي لغة فنية ذات علاقة باللوحات و أصحابها و الأساليب الفنية و في هذا يقول: السمة العامة للقاء هي سيطرة المال عليه، حتى لتخال نفسك تقرأ لقاءً مع مدير بورصة، وليس مع صاحب صالة عرض تهتم بلوحات وتماثيل وصور لفنانين! فاللوحة مال! والمنحوتة مال! والثقافة برمّتها مال! لا شيء سوى المال! لا توجد كلمة واحدة عن أسلوب هذا الفنان! أوعن اللون عند ذاك! أوعن عمق الرؤية لدى هذا النحّات! أوعن مدى تواشج هذا المصوّر مع ثقافة بلده أو ثقافة العالم وتياراته! … لا شيء، لا شيء من ذلك البتّة! الحديث كله مال، مال، مال!
لكن سماوي نفسه يلعب دوراً أيضلً في تخليف هذا الانطباع إذ يخطئ هذه المرة في بيع نفسه للاعلام أو يخطئ في اخفاء عيوبه كسلعة. فسماوي بغرور السلطة و المال فتح على نفسه دون أن يعي باباً لم يكن يريده تماماً حين تحدث قائلاً: إن كل فنان بالتاريخ كان الحظ هوأهم عامل من عوامل نجاحه وشهرته»، ما جعل عبدلكي يرد على هذه العبارة قائلاً “هكذا بجملة واحدة يلغي أي قيمة إبداعية لدى آلاف الفنّانين على مدى التاريخ و لا ننسى أن ننوه إلى أن عبدلكي لم يستعمل اسم سماوي مرة واحدة إلا و اسبقه بلقب “السيد”. و الحقيقة لا أدري ما إذا كان هذا من باب الاحترام البالغ. لكني لا أذكر أننا حين نطالع أية صحافة غربية نحفل بسيل من ألقاب MR و Ms. و Mrs. ….
و ليس من باب الصدفة أن يكون سؤالاً واحداً هو مركز النقاش و الفتيل الذي أشعل حرب طواحين الكلام بين رفاق الأمس.
فسؤال الصحافي لسماوي عن الفرق بين لوحة بمليون دولار وأخرى بألف؟ يأتي جوابه الفرق أولاً بالحظ وثانياً بالترويج وثالثاً بالغاليري و هو رد على الرغم من جهله و “غلاظته على حد تعبير سماوي نفسه” إلا أنه يبدو مناسباً تماماً لايديولوجيا “سماوي”. لكن الغريب حقاً هو رد فعل عبدلكي عليه إذ يقول وينسى السيد سماوي أن السادة «الحظ والترويج والغاليري» لا يساوون فردة حذاء إذا لم ينتج الفنان لوحة هامّة
و لأن هذه العبارة تفتقر بشدة إلى فهم حقيقي لمفهوم التسويق فإنها ستكشف لنا عن مصدر الشقاق بين المنطقين. عذراً عبدلكي لكن الترويج يستطيع أن يبيع كل ما هو غير هام مثلما يستطيع أن يبيع ما هو هام. الترويج سَوَقَ الحرب على العراق و هو يبيع الهمبرغر و العلكة و الطائرات و المجوهرات و الثياب و اللوحات.
ثم ما الذي تعنيه عبارة “لوحة هامة”؟ هامة من منظور من؟ المقتني المحتمل؟ أم الناقد الفني؟ أم الأصدقاء ؟ أم الفنان الذي ((((أنتج – على حد تعبير عبدلكي نفسه))) تلك اللوحة الهامة؟
و لعله يمكن في ذات السياق الاجابة على تساؤل عبدلكي لماذا لا تبيع صالات العالم مخزونها من ملايين اللوحات بسعر / 106 / ملايين دولار كما حدث ذلك منذ أيام مع لوحة لبيكاسو، أو بسعر /104 / ملايين دولار مثلما بيع تمثال لجياكوميتي طالما الأمر يتوقف على “الترويج والحظ والغاليري” ؟ و الجواب ببساطة أن هناك شهرة محل !! نعم شهرة محل ! و هي ماتسمى في علم التسويق (أحببناه يا سيدي أم كرهناه)
Brand Equity .
و لعل بعضاً من أزمة المثقف العربي تكمن في قدرته على مواجهة نفسه بهذه الحقيقة (غير المرغوبة) و هو أنه “ينتج” و “يبيع” و أن “انتاجه الفني” و هو نفسه يصبح ماركة Brand . اسم . علامة. و لبناء هذا الاسم أو العلامة فإن جملة من العوامل يجب أن تتضافر معاً و أهمها التسويق و حاجة السوق و التطور و الابتكار و الجودة و الابداع و المفاجأة و رغبات المشترين …و هي عناصر كان عبدلكي قد ذكر بعضها فعلاً و لو في غير ذات السياق و المنطق إذ يجيب نفسه و يجيبنا مشكوراً بالطبع لا يخطر ببال السيد سماوي أن السبب لا يكمن إلاّ في عمل بيكاسو أو جياكوميتي نفسه في أهمّيته وعمقه وتجديده، معطوفاً على أهميّة مسيرتهما الإبداعيّة ككل طبعاً
و لا بد و أن يضرب أي انسان و مهما كان مستواه الثقافي و المعرفي بدائياً على رأسه حين يقرأ عن معيار انتقاء سماوي للأعمال الفنيّة إذ يقول: كل لوحة تشبه صاحبها، الفنان الغليظ لوحته غليظة، والفنان الحلو لوحته حلوة و المعيب ليس ما صرح به سماوي و إنما مستوى النبرة المتسلطة و التي خرجت على هيئة ثرثرة أطفال “بدي .. ما بدي”. و حين أقول أطفال فإني لا أرغب في اضفاء مسحة براءة على السيد سماوي. و إنما تعزيز ما ذهب إليه عبدلكي من حديث عن مستوى الجهل البدائي. و المشكلة هنا فعلاً لا تتعلق بلغة و مفردات سماوي. فأبسط ما يعتقده المرء أن يتجه رجل بهذا الثراء إلى قليل من التلقين الأدبي و الفني و إن لم يكن مقابل قسط من المال فأقله من خلال تواصله و احتكاكه مع كبار الفنانين و شبابهم.. لكن المشكلة الحقيقية على جانب سماوي تكمن في أن المال و سلطته أفسدت رغبته في البحث و التعلم. و الأسوء من هذا و ذاك هو جرأته على التصريح للصحافة بأمور يبدو أن معرفته بأصول التحدث بها على الأقل (و ليس بها) ضئيلة.
كان يكفي قراءة كتابان في تاريخ الفن قبل افتتاح “أيام” و خلال السنوات الماضية لتحسين هذه اللغة. لكن يبدو أن سماوي كان مشغولاً بالتفكير بأفضل نوعية طباعة و بتعيين البودي جاردز و الاتصال بالفنانين.
و هذا يقودنا إلى المشكلة في شقها التسويقي. فسماوي –للأسف- ليس ملماً بأصول التسويق و الترويج أبداً و هذا بيت القصيد. لأن من بديهيات التسويق أيضاً أن تعرف عن المُنتَج الذي تقوم بتسويقه. ما عدا ذلك فإن تاجر السمك سيكون قادراً على بيع و تسويق الأباتشي.
إن سماوي “بائع” و ليس “مسوق” أو “مروج” و بينهما فارق كبير. و ليس في هذا انتقاص لمهنة لبيع أبداً. و إنما هو تمييز في الشروط التي يجب أن يتمتع بها ممتهن كل من هاتين المهنتين. فالتسويق يستند إلى الاستراتيجيا أكثر من التكتيك و المسوق غالباً ما يكون أقرب إلى الفن لأنه يخطط و يدرس و يسعى للتأثير و التغبير. أما البائع فإن مهمته اتمام الصفقة بأسرع وقت و بأفضل شرط لتحقيق أكبر مردود مادي. اضافة إلى شروط كثيرة أخرى. و لكن الدليل الأكيد على هذا هو علاقة سماوي مع وسائط الاعلام، فهو لا يتوانى عن اجراء مقابلة بسوية ضعيفة دون احتساب عواقبها الاعلامية. و هو أيضاً لا يجيد حتى اختلاق قصة من حادثة. و لهذا فقد تحولت قصته إلى قصة سلبية باتت تحتاج إلى “إدارة أزمات” بدلاً من أن تتحول إلى كرة ثلج بناء على ما يسمى في علم الاعلام بالتناقل و الثرثرة الايجابية Positive Word Of Mouth – WOM بحيث تجلب عليه المنفعة.
ثم فجأة تبرز مشكلة ثقافية أخرى في الحوارات الدائرة و هي تتصل بمعنى الثقافة. فالواضح تماماً أن الأطراف الثلاثة يتصل تعريفهم للثقافة بالانتاج الفني أو الأدبي من جهة و بالاستهلاك لهذا الانتاج من جهة أخرى. و إلا فما دعوى اقتراح سماوي إلى أنه قد
آن الأوان للتوقف عن الاعتقاد بأن المثقّف هو الذي لا يملك المال ولكنّه الأكثر فهماً، بل على العكس، فالّذي لديه المال هو الذي أتيحت له الفرص ليجول العالم ويطّلع أكثر وليدرس أكثر وبالتالي تكبر وتتنوع خبراته اكثر من الذي يقضي جلّ وقته في المقاهي ويقوم بالتنظير فقط عبارة غريبة فعلاً فكما سيوضح لاحقاً عبدلكي فإن سماوي
ينسى أن هناك آلاف الأثرياء عند سفرهم الميمون لا يهتمون إلا بأعمالهم ولا تعنيهم الثقافة في كثير أو في قليل لكن الفجيعة الحقيقية لتعريف لمفهوم الثقافة تأتي في تتمة عبارة عبدلكي إذ يقول
والكثير من هؤلاء الكثر بعد يوم العمل يقضون وقتهم في المطاعم، والملاهي والولائم، فما المقصود من هذا الربط الميكانيكي بين السفر والثقافة! في الحقيقة فإن هذه العبارة هي التي تحتاج إلى اشارة تعجب (!) أوليست المطاعم و الملاهي و الولائم مكونات ثقافية ؟ و لماذا يعز على عبدلكي أن يتم الربط بين السفر و الثقافة؟! يبدو أن لدى الطرفين مشكلة مع المقاهي . ” الذي يقضي جلّ وقته في المقاهي ويقوم بالتنظير فقط” ، ” والكثير من هؤلاء الكثر بعد يوم العمل يقضون وقتهم في المطاعم، والملاهي والولائم” و ينسى كلاهما أن البورجوازية الحقيقية و التي كانت مركز تغيير حقيقي نبعت من مقاهي الشاي الانكليزية و المقاهي الألمانية و الصالونات الفرنسية ! حيث كان المقهى مثابة غيمة اجتماعية تحتوى الآراء كافة و تترك مكاناً فسيحاً للنقاش. Social Sphere . بل و يعتبر عبدلكي أن البورجوازية الأوروبية ” بدأت اثر انتصارها السياسي في نهاية القرن الثامن عشر بتحويل المنتجات المادية إلى سلع, واستطاعت خلال عقود من تسليع كل شيء، حتى الإنتاج الثقافي” ! ما هذا الكلام.؟
و نفاجأ في حديث كل من سماوي و عبدلكي و داحول ما لا يليق بموضوع الفن التشكيلي في سورية حين و يتحدثون عن الأغنياء و الفقراء منفلتين خارج اطار الفكرة و بطريقة لا تختلف كثيراً عن مسلسلات التخوين و التكفير
klyArticle.aspx?EditionId=1578&WeeklyArticleId=69298&ChannelId=9131&Author=%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D9%84%D9%83%D9%8A”مقال يوسف عبدلكي
klyArticle.aspx?EditionId=1590&WeeklyArticleId=69772&ChannelId=9191&Author=%D8%B5%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%A7%D8%AD%D9%88%D9%84″مقال صفوان داحول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى