جهاد نصرهصفحات سورية

شرُ البلية ما يعلن…!؟

null
جهاد نصرة
فاضت قبل أيام ديمقراطية ( التيار الإسلامي الديمقراطي ) وهذا التيار ( الهادر ) اختراع إسلامي سوري خالص إضافة إلى أنه أحد مكِّونات ( إعلان دمشق ) للتغيير الوطني والذي انفرد كعادته بنشر البيانات الإسلامية في موقعه الالكتروني ( النداء ) وكان آخرها بيان صادر عن التيار الحليف جاء فيه: ( إنّ سورية الأبية قلب العروبة والإسلام ـ عرين الشآم ـ لن تكون دولة علمانية بأي حال من الأحوال على الطريقة الأتاتوركية إنّ أدعياء الفكر العلماني يصرحون بأن العلمانية لا تتدخل بالحريّة الشخصية الدينية فكيف يكون لهؤلاء العلمانيين الحق أن يصدروا قرارات تمسّ صميم المجتمع وموروثة وهذا  لا يمكن تفسيره سوى الخضوع لضغوطات أجنبية خارجية وشخصيات علمانية حاقدة على الإسلام والدين لقد توغّل النظام إلى قلب المجتمع المحافظ ليوجّه طعنة نجلاء إلى صميم معتقداته وموروثه الثقافي والديني وذلك باتخاذه بعض القرارات التعسفية الوزارية بحق النساء الحرائر الآمنات.)
وعلى هذا فإن تحالف إعلان دمشق الذي يرى في نفسه بديلاً عن السلطة الراهنة والذي تكلم عن الحداثة والمدنية والمعاصرة يكشف المرة تلو الأخرى عن ثقافة بعض أطرافه المكِّونة ومرجعياتهم الفكرية ليظهر أنها لا تتعدى الشريعة والفقه الإسلاميين الأمر الذي يدفع من يعنيهم الأمر إلى التساؤل عن المعجزة التي ( سيقترفها ) التحالف المذكور والمتمثلة بعملية تخليق الحداثة والمدنية والمعاصرة من رحم الشريعة والفقه التي تلتزم بها بعض مكِّوناته وما ورد في بيان التيار المنشور في موقع الإعلانيين مجرَّد عينة مختصرة لا أكثر…!؟
وقد كان الكثيرون قد سألوا منذ البداية: كيف يتحدث هذا التحالف عن الدولة المدنية وبعض مكوناته لا تساوم على مرجعية الشريعة الإسلامية الناظمة للدولة المدنية البديلة التي ستكون قيامتها بعد سنة ضوئية على أيديهم..! تماماً مثل جماعة الإخوان المسلمين الذين تحدثوا بعد تجديد محدود في لغتهم السياسية عن الدولة المدنية..!؟  ثم إنهم ـ التيار الإسلامي في إعلان دمشق ـ يكفِّرون ويخِّونون القائلين بأن فصل الدين عن الدولة أساس جوهري من أسس بنيان الدولة المدنية..! وهم لا يقبلون إطلاقاً كما ورد في بيانهم أن تصير سورية دولة علمانية في قادم الأيام ثم إنهم  يؤكدون على أن العلمانيين أشخاص حاقدين على الدين ثم بعد ذلك كله يسمَّون أنفسهم تياراً إسلامياً ديمقراطياً..! إن العمى السياسي الذي أصاب الإسلاميين العرب والسوريين أولهم جعلهم بعيدين كل البعد عن إمكانية فهم واستيعاب أبعاد المشهد التركي وبخاصة تجربة الإسلاميين الأتراك الذي كانوا أكثر المستفيدين سياسياً من العلمانية والدولة المدنية وذلك بعد أن فهموا وأدركوا أن العلمانية لا تعني إلغاء الأديان أبداً ورأس الخضر بل تعني الأساس المتين والذي لا بدَّ منه لبدء مسيرة الديمقراطية وبناء دولة المواطنة والمؤسسات وفصل السلطات وسيادة القانون وحرية اللسان الخ الخ…!؟

قال بديل قال تعظيم سلام أفندم…!؟
*جهاد نصرة: كاتب ومحلل سياسي سوري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى