أزمة النقاب في سوريةمازن كم الماز

الحظر كأسوأ طريقة ممكنة للتعامل مع النقاب

مازن كم الماز
من المؤكد أن النقاب كعلامة يحمل دلالات مختلفة , منها ما يتعلق بالهوية مثلا في وجه علامات أخرى تفسر على أنها رموز لهويات مختلفة و منها ما يتعلق بمنطق العلاقة بين الجنسين و ما ينبثق عنها من منظومات أخلاقية سائدة .
إنه في الواقع علامة صريحة على تبعية المرأة و هيمنة الجنس الذكوري , إنه في الواقع رمز للعبودية . لكن يجب في نفس الوقت أن نكون حذرين جدا من اعتبار غياب الحجاب بحد ذاته كعلامة تحمل دلالة معاكسة , أي كعلامة على الحرية . و لذلك بالذات في الواقع لا يوجد طريقة أسوأ من الحظر بمرسوم كطريقة للتعامل مع هذه القضية بالذات . أيضا يجب أن نكون حذرين فيما يتعلق بعلاقة النقاب كرمز بالهوية , خاصة و أن الهوية كما وصلتنا هي نتاج لفكر و تشريع عدد محدود جدا من البشر و أنها فرضت عموما على البشر الذين أصبحت في وقت لاحق هويتهم , و أنها نتيجة لقمع منفلت مورس في كثير من الأحيان ليس فقط ضد الهراطقة و الخارجين على السائد , بل أساسا ضد الناس العاديين , ضد جمهور النساء , ليس فقط عن طريق عنف مسكوت عنه , بل عن طريق عنف همجي معلن , و محط ترحيب و تشجيع من قبل السلطات السائدة يومها . و لأنني أرفض تماما فكرة أن الناس يفضلون العبودية على الحرية , فإنني أعتقد أن هوية كهذه تبدو أكثر من مقبولة بل و تعبير عن موقف جواني , بل و ربما حر , أو حتى مناهض لعبودية ما , فقط في مواجهة محاولات فرض هوية بطرق قمعية كما في حالة المسلمين في الغرب الذين يتعرضون لمحاولة فرض خارجية فظة لهوية أخرى خارجية و فظة و جامدة و غير إنسانية بالتالي ما دامت لا تستطيع معاملة البشر كبشر فضلا عن معاملتهم كبشر أحرار . لهذا مرة أخرى لا يوجد ما هو أسوأ من إصدار مرسوم ما لمنع النقاب كطريقة للتعامل مع النقاب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى