صفحات ثقافية

اختفاء الصحافة الورقية!!

null
محمد حسين اليوسفي
قبل عدة سنوات، قرأت في صحيفة «نيويورك تايمز» وهي من الصحف الرائدة في الولايات المتحدة الأميركية من حيث الأهمية السياسية والتوزيع، تحليلاً يتنبأ باختفاء هذه الصحيفة العريقة ورقياً وتحولها إلى صحيفة إلكترونية قائمة على الإنترنت في غضون خمسة عشر عاماً!! ولم تمر إلا عدة سنوات حتى جاء إلى مسامعنا قرار الصحيفة الأميركية «كرستيان ساينس مونيتور» وقف إصدارها ورقياً والتحول «القسري» بسبب التكاليف التي لم تعد تقوى على تحملها، إلى الشبكة العنكبوتية الإلكترونية!!
وهاهي النيويورك تايمز تواجه صعوبات هي وغريمتها «الواشنطن بوست» ربما عجلت في هجرهما الظهور الورقي. فطبقاً لما تورده جريدة الحياة في عدد اول من أمس، فإن نيويورك تايمز قد لجأت إلى بيع مقرها الشهير في نيويورك ب225 مليون دولار بسبب انخفاض مبيعاتها وقلة عائدات الإعلان لديها جراء الأزمة العالمية الاقتصادية وتحول كثير من الشركات إلى الإعلان الإلكتروني.
ويبدو أن حمى الشركات الكويتية قد أصاب النيويورك تايمز، فقد قررت الامتناع عن توزيع أرباح على مساهميها ومحاولة توفير تلك الأموال تحوطاً للمستقبل!! هذا إضافة إلى خفض رواتب غالبية موظفيها والتخلي عن بعضهم!!
أما الواشنطن بوست، فحالها ليس بأحسن من زميلتها، إذ عمدت إلى إلغاء ملحقها الاقتصادي اليومي وتقليل عدد صفحات الجريدة، والتعويض عن ذلك بوضع الأخبار الاقتصادية المهمة في صدر صفحاتها، وتقليص جداول أسعار الأسهم في صفحاتها الداخلية، إلى جانب قيامها بالتخلي عن عدد كبير من موظفيها قدموا إلى الآن على دفعتين استقالات طوعية!!
والحق أن كل المؤشرات تقودنا إلى الاستنتاج أن ثمة تحولا من الورقي إلى الإلكتروني لا يقتصر على الصحافة وحدها، بل على كثير من أوجه حياتنا، فما أن تدخل مقهىً من المقاهي حتى تجد الشباب وقد انكبوا على «لابتوباتهم» يطالعون فيها شتى المواقع ومنها مواقع الصحف. وشخصياً «ألقي نظرة سريعة» على كثير من الصحف المحلية والعربية والعالمية كل يوم بالدخول إلى مواقعها، وأختار للقراءة المتعمقة ما يعجبني منها. وبت أحجز تذاكر السفر إلكترونياً، وأخبرني صديق من دبي أنه يدفع فواتير الكثير من فواتيره ومن ضمنها فاتورة الكهرباء بواسطة الإنترنت!!
حقاً إنه عالم متغير سيكون فيه « البقاء للأصلح»!!
أوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى