صفحات أخرى

فيزا الصورة ـ 2010: عن مشكلات العالم وحروبه وحنين بلدانه إلى حقباتها المظلمة

جوزف الحاج
بدأ في بربينيان- فرنسا مهرجان “فيزا الصورة”- 2010، الأول والأهم في العالم الذي يهتم بقضايا الصورة الصحافية. كعادته حدّد مدير المهرجان فرنسوا لوروا ما تواجهه الصحافة المصورة من إشكاليات.
كتب لوروا: “ندرك المصاعب التي تواجه مصوري اليوم، خصوصاً وأن النماذج البديلة لم تتشكّل نهائياً بعد. فقدت الصحافة المصورة دورها الأساسي في توزيع ونشر التحقيق الصحافي المصور. تراجع الإنتاج وهبطت الأسعار. بدأ البحث عن قنوات وأفكار أخرى وطرق مبتكرة للتوزيع. بموازاة ذلك، دفن “الرقمي” نهائياً تقنيات “الفضة” التقليدية بأسرع مما تصوّر البعض. حملت الثورة الرقمية معها أدوات جديدة، هي عبارة عن برمجيات معالجة الصور، التي من المفترض أن تقدّم بعض المساعدة إلى المصور لا تتعدى ما كانت عليه عمليات “الرتوش” التقليدية، مثل رفع درجة التباين اللوني للصورة أو إضاءة جزء منها. اختلف الأمر جذرياً وأصبحت التعديلات مبالغاً فيها بعدما تجاوزت هذه الأدوات دورها البسيط المفترض فدخلت في التفاصيل وأصبحت ممراً إجبارياً لا غنى عنه (للأسف!)، بتنا نجعل الغيوم أكثر تجهماً ودرامية، ونتلاعب بكل الألوان، وأصبح بمقدورنا إضافة عناصر جديدة إلى الصورة. أين أصبح الواقع؟ انقلبت سماء بورت أو برنس في هايتي بعد الزلزال إلى لون قرمزي وأضيفت إليها لطخات زهرية. تغيّر لون بشرة المنكوبين من الأسود الحالك إلى الرمادي. الركام ناصع البياض والدماء أكثر بريقاً. إنه لواقع متنكّر يرضي جمالية لم تحدَد طبيعتها بعد. أما كل من يرفض ذلك من المصورين فهو سيئ!… يبررون هذا التلاعب بأنه مجرد خيار وقد حصل ما يشبهه في أزمنة سابقة!”.
من المعارض: ويليم ألبرت ألارد من “ناشيونال جيوغرافيك” في عرض استعادي يغطّي خمس حقب من حياته المهنية التي قضاها باحثاً عما يجري على هامش الأحداث. عمله جميل وغريب لواقع مدهش. ألارد من روّاد التصوير بالألوان، دخلت أعماله القلوب لبراعتها في تخليد لحظات عفوية تكشف عمق الطبيعة البشرية.
“العنف ضد النساء في الهند” يعرض تحقيقاً مصوراً لوالتر أسترادا تناول فيه مشكلة بدأت تتفاقم منذ الثمانينات بعد أن تكاثرت حوادث قتل المواليد الجدد من الإناث أو عمليات الإجهاض الانتقائية. تفرض تقاليد الهند على الزوجة إنجاب الذكور كهدية للزوج. نتيجة لذلك تناقص عدد الفتيات خصوصاً في الولايات الشمالية الغربية، فلجأ طالبو الزواج إلى سماسرة لتأمين فتيات في سن الزواج. المشكلة تكمن في التكاليف الباهظة التي يتقاضاها هؤلاء السماسرة الذين لم يعد بإمكانهم تأمين الطلبات المتزايدة في داخل الهند، فتوجهوا إلى البنغال الغربية وبنغلادش ونيبال حيث أسعار الفتيات تناسب مداخيل زبائنهم المتواضعة.
“إمباكت” لأنطونيو بولفو عن خطط دائرة شرطة نيويورك لتجنيد شباب في صفوفها تنقصهم الخبرة، فترسلهم إلى الأحياء النيويوركية الأشد عنفاً وخطراً لاكتساب تلك الخبرات. غاص أنطونيو بولفو في واقع مهنة المصوّر الصحافي عندما رافق هؤلاء الشبّان المتمرنين، لكن على خلفية اجتماعية تُظهر أزمة اقتصادية لا ترحم، هي التي أجبرت دوائر الشرطة على تخفيض ميزانياتها والاستعانة بهؤلاء الذين قبلوا مهمات صعبة لقاء تقاضي رواتب ضئيلة. من الشروط المفروضة على رجال الشرطة الجدد الإكثار من عمليات التوقيف. لاحق أنطونيو بولفو فرقة يبلغ عديدها نحو ثلاثين تتولى منطقة جنوب البرونكس الأشد بؤساً. رغم افتقار هؤلاء للخبرة وصعوبة مهماتهم نجحوا في تخفيض نسبة الجريمة إلى مستويات مقبولة. غير أن ما لفت بولفو هو ما يترتب على تداعيات التوقيفات الاعتباطية مثل هرب الشرطيين الجدد مع عائلاتهم للسكن بعيداً عن نطاق عملهم بسبب ازدياد التوتر في علاقتهم بالسكان الذي يشكون من كثرة التوقيفات.
“أفغانستان وامتحان الحرية، 1993- 2008” عمل للفرنسي ستيفن دوبون عن الوضع الإنساني للمجتمع الأفغاني الذي لا يزال يعيش الحرب: من حربه الأهلية في 1993 إلى الحرب التي سميّت حرباً “ضد الإرهاب”، مروراً بمشكلات اللاجئين وعمالة الأطفال وحكم الطالبان في 1996، وسيرة “مسعود” البطل الوطني، وعمليات الأميركيين.
“هايتي- بانغوك: من الرعب إلى الثورة”، تحقيق لكورانتين فوهلن يحمل الكثير من المآسي والدلالات. مواطن هاييتي يحمل مطرقة بحثاً عن أحياء تحت أنقاض بيته المتهدّم، وفيه التايلاندي بمقلاعه يقذف رجال الشرطة ومصفحاتها. يتساءل فوهلن: “هل ما نراه في هذه الصور معارك خاسرة مسبقاً؟ – لا إنها ليست كذلك، يجيب. هي قوة اللحظة عندما يعتقد ضعفاء هذا العالم وينتابهم الإحباط أن بإمكانهم الانتصار”. فوهلن مصور مستقل منذ ست سنوات، يشارك هؤلاء الضعفاء من الرجال والنساء معاركهم مقتنعاً أن الشهادة عليها هي حاسمة. من بورت أو برنس في هايتي إلى بانغكوك يلاحق الأساطير اليومية لهؤلاء الناشطين.
“حكمة الإنسانية” لدانيال وأوليفييه فولمي، تحية لعظمة الإنسان وكرامته. عمل يمجّد ميراث الإنسانية الروحي، ثمرة حقبة كاملة من الرحلات والأبحاث عبر العالم، مشروع ضخم يضم صوراً رمزية للمصور أوليفييه فولمي وأفكاراً جوهرية لعظماء كافة الثقافات اختارتها الباحثة الاجتماعية دانييل فولمي. عمل بمثابة رسالة سلام تسعى لأجل تفاهم أكبر بين البشر، مولته منظمة اليونسكو.
سيدريك جيربهاي الذي قدّم في السابق عمله “الأمازون” يأتي إلى “فيزا الصورة” مع عمله الجديد “نهر الكونغو” النهر الأعرض في العالم، أو عصب البلد الذي وهبه اسمه، وصلة الوصل لمناجم وغابات المناطق الاستوائية الأفريقية. لعب هذا النهر دوراً حيوياً حاسماً في إيصال المستعمِر البلجيكي إلى المناطق الداخلية. إنه المحور الوحيد لعبور البلد من جهة الشرق الناطق باللغة السواحيلية. نفِّذ هذا العمل لمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الكونغو.
“ذهب تشيرنوبيل الأسود” عمل الفرنسي غيوم هيربو الذي يعود باستمرار إلى تشيرنوبيل. 24 عاماً بعد الكارثة يزور هيربو موقع المفاعل النووي في أوكرانيا ومقبرة الآليات التي تشهد اليوم عمليات نهب منظمة غير مسؤولة، إذ يُسرق من نفاياتها المعدنية الملوثة بالإشعاعات ما يقارب المئتي طن أسبوعياً لإعادة صهرها واستخدامها من جديد. قامت كاميرا هيربو بتحقيق بوليسي عن عمليات التهريب هذه.
اختار غريغوار كورغانوف موضوع تحقيقه “سجلات الطوارئ” إثر تعرّضه لحادث سير خطير. منذ 2008 وهو يزور فريق الطوارئ الذي أنقذ حياته ليصوّر هذا الفريق الطبي الذي ينقذ على مدار الساعة العديد من المجهولين.
“يوم انهار كل شيء” للمصور أوليفييه لابان- ماتيي: هناك رجال ونساء، في كل أرجاء هذا العالم، يكافحون لحرياتهم ولبقائهم حتى وهم محاصرون في جحيمهم الذي ربما لن يكتب لهم الحظ للخلاص منه. في صوره ضحايا حروب وأنظمة ديكتاتورية وكوارث طبيعية، نراهم إما مستسلمين لأقدارهم وإما منتفضين، وفي الحالتين يعانون من آلامهم اليومية التي تُفرض عليهم. يبلغ لابان- ماتيي 33 عاماً، قضى أكثر من عشر سنوات مع “وكالة الصحافة الفرنسية” متنقلاً بين غزة وهايتي والعراق وجورجيا وبيرمانيا وإيران… حيث الأقدار المأسوية والكرامات الإنسانية هي نفسها في مواجهة الرعب.
تانغي لوازانس في “تشاد: مذكرات للسلام”، تحقيق نفذه قبل 25 عاماً. عشرات الرحلات إلى التشاد حيث قضى خمس سنوات متواصلة مغطياً سنوات الحرب (1980- 1985) ومراحل السلم الهش وفترات الهدوء القصيرة. يعود اليوم ليطرح السؤال: “هل تبدّلت الأحوال حقاً؟”.
جوستينا ميلنيكييفيتش التي نالت جائزة “جمعية النساء الصحافيات” في 2009 تعرض اليوم عملها “آلام مشتركة، خطوط متقاسمة” الذي يطرح نظرتها إلى أوضاع القوقاز الجنوبية وصراعات جماعاتها الإتنية المتنوعة التي كان لها تاريخ مشترك. من واقع تنوعها التاريخي والثقافي وأهميتها الجيوسياسية المتنامية تعتبر القوقاز أحد أكثر المناطق تعقيداً في العالم.
“تعدد الزوجات في أميركا” موضوع تحقيق ستيفاني سنكلير التي عايشت أفراداً ينتمون إلى فرع منشق عن طائفة المورمون المسيحية الأصولية التي تأسست بداية القرن العشرين. يعتبر هؤلاء أشد انغلاقاً ويشرّعون تعدد الزوجات والزواج الجماعي، ما أثار فضيحة في 2006 أدّت إلى توقيف رئيسها وارن جيف.
“رحلات الحج” عمل للياباني كازويوشي نوماشي الذي بدأ يصور في المناطق الصحراوية في عمر الـ25. الحج الديني في صلب اهتماماته. معجب بالقارة الأفريقية، قضى سنتين بين منبع نهر النيل وأثيوبيا. يعمل في آسيا منذ نهاية الثمانينات. في 1994 اعتنق الإسلام وتمكن أخيراً من تصوير الحج إلى مكة الكرمة، بعد سنوات من التحضير. لعمله طابع روحاني وإنساني عميق، برهان على احترام شديد للأديان. نوماشي معلم بارع في الألوان.
تابع المصوّر الأميركي غريغ واكر شاباً أميركياً منذ دراسته المرحلة الثانوية وحتى عودته من الخدمة العسكرية في العراق. عنوان تحقيقه “يان فيشر جندي أميركي” يغطي سيرة حياة هذا الشاب على مدى سنوات. التقاه واكر وراح يصوّر مراحل حياته: المدرسة، التدريب العسكري، خدمته العسكرية في منطقة الديوانية في جنوب العراق التي شهدت أحداثاً عنيفة، انتهاء خدمته العسكرية وعودته إلى الوطن.
“نؤمن بالله” تحقيق لمصور من بنغلادش يعمل لوكالة “VU” هو منعم واصف يقدّم صورة مغايرة لنظرة الغرب إلى الإسلام. يقول واصف: “في بنغلادش 130 مليون مسلم، الإسلام فيها أحد أهم مكونات الهوية الوطنية. إن موقف الغرب وتصوراته المسبقة نحو الإسلام هي نتيجة جهله وأحكامه الظالمة”. يبتعد هذا التحقيق المصوّر عن قوالب النظر الفوتوغرافية الغربية ليقدّم صورة حقيقية تناقض نظرة ما بعد الحادي عشر من أيلول.
أندريا ستار ريز بدأ منذ 2007 في تصوير حياة المشردين الذين يعيشون في خيم متواضعة رغم جهود بلدية نيويورك لتفريقهم. “الكهف المدني” حكايات مقاومة وإنسانية أفراد يعيشون خارج المجتمع.
“خلف الستار الحديدي: أصداء آخر التحصينات الشيوعية”، عمل توماس فان هوتريب عن نهاية الحرب الباردة وتخلي بعض الدول عن أنظمتها الشيوعية، وسط تفاقم الفروقات الاجتماعية التي فاقمت مشاعر الحنين إلى تلك الأنظمة وقبضاتها الحديدية والتمني بالسير عكس رياح التاريخ. عاد فان هوتريب بصور تحقيقه الضخم هذا من مولدافيا، الصين، نيبال، فييتنام، لاووس… بعد أن غاص في هذه الأنظمة المتحولة والتي تحاول التأقلم مع القرن الجديد في سبيل بقائها.
من الأسماء الشهيرة التي تقدمها بربينيان هذا العام، العبقري ويليام كلاين في عمله “نيويورك، روما، موسكو، طوكيو” حيث طرح نظرته إلى العالم والتي انتقل تأثيرها إلى أجيال متعاقبة من المصورين. قساوة تأطيراته وأسلوبه في الاختفاء عن شخصياته التي يقترب منها وكمال تأليفاته، شكّلت براعة مطلقة. من بين أعماله الكاملة اختار منظمو “فيزا الصورة” صوره لمدن نيويورك (1955)، روما (1957)، موسكو (1959) وطوكيو (1964) التي تعد من الأعمال العظيمة في تاريخ التصوير الحديث ومن الدروس الاستثنائية في الفوتوغرافيا التي لم تفقد شيئاً من حداثتها مع الزمن.
بالإضافة إلى معارضه، ينظم “فيزا الصورة” عروضاً ليلية لها مواضيعها تجمع جمهوراً يفوق جمهور المعارض وتستمر لأسابيع. من برامج هذا العام: “الحرب الكورية” في ذكراها الستين، والتي شهدت أهوالاً وكوارث سببها النابالم وأسلحة بكتيرية. وآخر عن المصوّر الفرنسي جيل كارون الذي اختفى في كمبوديا منذ أربعين عاماً أثناء تغطيته حربها. اعتبر المصور الأشهر لوكالة “غاما” منذ تأسيسها في 1967. صوّر في ثلاث سنوات مجموع الحروب والأحداث المأسوية التي حصلت في تلك الفترة: فييتنام، بيافرا، حرب الأيام الستة العربية – الإسرائيلية، النزاع في ايرلندا. لم يقتصر اهتمام كارون على الصراعات الدموية فقط بل تعداها إلى عالم السياسة والاستعراض.
جديد المهرجان لهذه السنة زاوية “نقل الصور”: وراء آلاف التحقيقات المصوّرة عن أيام العالم الصعبة هناك طبعاً مصور صحافي. لكن لا يقتصر الأمر على الموهبة والإبداع وحدهما، بل تكمن المسألة في مهنية وتقنية وشجاعة و”براعة وتعليم” كما يقول بيار لازاريف. رأى فريق المهرجان بأن “الوقت قد حان لتبادل هذه الخبرات. على مر السنين أصبح المهرجان ملتقى المصورين الصحافيين، الذين دفعتهم أزمة الصحافة إلى البحث عن وسائط جديدة أخرى كالإنترنت والتلفزيون، ما انعكس تزايداً في أعداد المصورين المشاركين في “فيزا الصورة” وهمهم تعلّم وفهم هذه المهنة. أبعد من “أسطورة التحقيق الصحافي الكبير” إنهم يرغبون في فهم كيفية اكتساب المهنة وتقنيات السرد المرئي. لذلك يشكّل المشاركون عائلة كبيرة، تلتف حول القيم المهنية والأخلاقية والشجاعة والحقيقة، هي نواة تغيرات الصحافة والمحاولات المستمرة لمواجهة الواقع. لهذه الأسباب أراد المنظمون لـ”نقل الصور” أن تكون محطة لقاء وتبادل وشهادة. لقد أصبح المصورون الصحافيون الذين يرتادون “فيزا الصورة” منذ أكثر 20 عاماً “معلمين كباراً” لكنهم حاضرون لنقل قيمهم وكيفية تطبيقاتها العملية. أول المشاركين لهذه الدورة: مونيكا أليندي، جاين- افلين أتوود، يوري كوزيريف، صمويل بوليندورف، باسكال ميتر ومايكل نيكولز.
“أخلاقيات وآداب المهنة” محاضرة ونقاش، و”صورة المرأة في وسائل الاتصال” طاولة مستديرة تطرح تساؤلاتها للنقاش: أي صورة للمرأة تصلنا عبر التصوير الصحفي؟ بخلاف صور الموضة أو الإعلان، هل هي في خدمة الواقع من دون صور نمطية؟ المرأة- الضحية، رمز الألم الكوني، المناضلة… أليست كل هذه الصور في خدمة تمثيل يبلغ حد التنميط؟ هل آلام وقضايا المرأة تساعد على بيع هذه التحقيقات أكثر من قضايا الرجل؟ ماذا يقول المصورون والصحافة؟
بالعودة إلى موقف فرنسوا لوروا القابل بحد أدنى من التأويل وتعديل الصور لكن “ضمن حدود اللياقة من دون بلوغ التحول المشوِّه”، اقترح منظمو مهرجان “فيزا الصورة” أن تكون لقاءاته حوارية “لأن الأمر قد بلغ حدّاً لا يُحتمل”.
المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى