صفحات الشعرعلي جازو

قبلات صغيرة كالدموع

null
علي جازو
قصائد مهداة إلى لقمان ديركي

ذا شأني:
بكاءّ مكتوم ، ورقةّ ذابلة.
ذا شأني.

أيها الضوء البارد ،
أيتها النظرات الخائفة ،
كيف اجتمعتم حولي،

سامحني يا أبي ، افهمْني.
أنا ابنُ جسدك ،
لكنني لست ابن أفكارك.

أيها الكلب ، أيها الكلب العابر ،
تعال ، شمَّ عظامي.
أنت حرّّ ، لطيف
كنسمات هذا الصباح ،
تعال ، شمَّ عظامي.
أنت وريثي ، أنت مالكي.

أيتها الوردة ، أنت اسمي وعائلتي.
أيتها العجوز الرائعة ،
يا من يتخلى أبناؤك عنكً ،
واحداً تلو الآخر.

أيتها الحمامات ،
أنتن أجنحتي ،
يا رمز السلام الميت.

والكلمات العاقلات الخاشعات ،
الكلمات التي أبدعت الآلهة ، والشياطين ،
درجاتً الفردوس وآفاق الجحيم،
أنا يتْمُكً العاشق. أنا وحشُكً الغنائيّ:
لأن الأشجار صامتة كالحجارة ،
والليالي خرساء كالموت.

أريد أن أحبّ نفسي ، الليلة ،
أشمَّ يدي وأنظر في ماء عيني ،
أرى غرقَ الأشياء الوحيدة.
أريد أن أودّعَ نفسي ، الليلة ،
كما في الصباح ،
ودّعتُ من أحبّ.

أيها الحبُّ انفجرْ بي.
أيها القلب اقتلْني ،
لأكن بعدَكَ عطراً ،
أو خشبَ طاولةْ ،
أو ملمس حجرْ في الفجر.

أي وجهْ لي؟
عينان ، نقطتا رماد.
فمّ ، جرحّ مغلق.
أي وجه سيكون وجهي الأخير:
حجرّ أم غيمة أم خيط عشب؟

يا لنسيم الفجر،
ضعيفّ وعار كوجه نائم ،
هائمّ كقلب مخمور.
يا لنسيم الفجر ، يا حبي،

بفمها الصغير ،
بفمها المبلل ، أمسكتْ فمي.
أغلقتُ عيني ، لأرى
كيف تُؤكَلُ قبلاتّ كالدموع،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى