صفحات من مدونات سورية

حكاية موظف من جمهوريات الموز

محسوبكم أبو النور خريج كلية الاقتصاد قسم المحاسبة ، شهادته التي يحملها قد الباب صحيح أخدها شحط بس شهادة يعني ، و لكن نصحوه أن يبلها و يشرب ماءها و لذلك تركها عندهم و اكتفى بنص ورقة أي فور تثبت أنه تخرج بمعدل مقبول .
كان حلمه الذي يشغل باله و يسيطر على مشاعره أن يصير أستاذاً و لو في منطقة نائية ، و لذلك تقدم إلى مسابقة التربية ليستيقظ في صباح اليوم التالي ليكتشف أن تعيينه تم في وزارة لا تمت إلى التربية إلا في كلمة واحدة تربية و أضيف عليها عن سابق تصور و تصميم كلمة المواشي !
عندما قدم ليقدم أوراقه هناك ، في مدينة على أطراف الصحراء تجاور نهر الفرات العظيم و تبعد عن قريته الجميلة مئات الكيلومترات ، أول شرط وضع عليه أن يقدم تعهداً خطياً بألا يطلب نقله أبداً ، و كأن المدينة خلفته و نسته ، أحس بالغضب ساعتها و بحث في أرشيف القرارات الحكومية عن فتوى قانونية ليدفع ذلك الشرط الجائر و الذي وضعه مدير إداري ظالم لكي ننكفئ فلا نتوظف ، و لكن فوتنا عليه الفرصة و نبشنا له من قرارات ناجي عطري العتيقة قراراً بخمس سنوات فحسب .
الآن لي سنة و نصف موظف ، و ما زالت على حالي بقرار التعيين الأولي ، معاون رئيس شعبة في قسم الحسابات ، رئيسي المباشر يحمل شهادة بكالوريا ، و لمزيد من إكرامي و التفضل علي فقد أضيف إلى مهامي السابقة مهمة وطنية بتعييني عضواً دائماً في لجان المشتريات !
طبعاً البعض راح يقول “إجتك الرزقة” و بعدك عم تشكي و تبكي ، لو صارت لجدي ما كان مات ، معكم حق و الله ، يعني كنت مغمض و تفتحت و عيوني ، البعض يغمز من باب انفتحت الجيبة كمان ، هههههه يمكن انفتحت ، و لكن من سيحاسبني على بياض الكف و الضمير ؟!!
في الآونة الأخيرة أصبت بانتفاخ في البطن ، لا ليس من كثرة الشفط و الأكل الحرام ، و لكن من كثرة ما ابتلعت لساني حتى صار فيّ الذي حل بحلاق الوالي ، و صرت  أبحث عن بئر لأصرخ فيه : أذنا الوالي كأذني الحمار !
و لكن المشكلة أن أذني والينا ليست طويلة إلا في حضرة أفواه الفسافيس الذين زرعهم ليكونوا عينه و أذنه في الإدارة ، و قد كنت قدمت طلباً لإعفاء من إحدى اللجان ، فاقترب مني مستخدم المدير و سألني : ليش مقدم إعفاء أستاذ ؟ فسألته مستغرباً : شو عرفك ؟ فقال : إذا بدك بقلك شو عم تاكل و تشرب !!!
هلق عرفت ليش الأمن مستتب بها البلد ، فكل المواطنين عيون و آذان لتكون في خدمته و لتسهر على راحته ، شي بيخوف و الله ، كيف كنا نحلم بالبلد الآمن فأمسينا في بلد الأمن !
نكتة على الهامش : استغرب المدير العام كيف وصلت أخبار إحدى المناقصات إلى يد التجار في اللحظة التي وقع قرارها و أصدرها مكتبه ، و لذا اتهم كل المديريات في المؤسسة بالعمل على تسريب الخبر ، و لكن عفواً السيد المدير دود الخل منه و فيه ، فأسأل حجابك أيهم أطول لساناً إن لم يكن أنت !

http://nawarshash.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى