صفحات الجولان

الاسير سيطان الولي :زالت المعاناة بطغيان المحبة على الألم.

null
موقع الجولان \أيمن ابو جبل
من هناك، من داخل غرف معتقل الجلبوع التي ما زالت تشهد بين جدرانها مأثر من البطولة والتضحية والصمود والعطاء، بطولات قد تكون بالعرف البشري صغيرة، وبسيطة ولكنها في العرف الثوري والنضالي، فإنها كبيرة وعظيمة، تتجلى وتتجسد اكثر في تلك المواقف التي يتحول فيها الانسان الأسير في السجون الإسرائيلية في معركة الصمود، صمود الإرادات بين قوتين الأولى تملك كل القوة والوسائل الإجرامية والأدوات القمعية، والثانية لاتملك سوى الإرادة وقرار المواجهة والصمود. أسرى الجولان، اولئك الذين اجتمعت عليهم سنوات الأسر الطويلة، في ظل ظروف قاسية وأليمة، قدموا خلالها اربعة وعشرين عاما من سنوات عمرهم، وشهيدا مضى رهين الأمل والمقاومة ومرض السرطان، فتحول ومن بقى خلفه في الباستيلات الإسرائيلية، إلى تراجيديا إنسانية ما زالت تضئ في أحلامنا ويومياتنا وأحاديثنا أملا وحبا جديدا، بتلك الروح التي شب وشاب عليها الجولانيين جيلا بعد جيل، فتستحضرنا امجاد شعبنا،كلما اقتربنا اكثر منهم في معارك صمودهم. فليست نكبة ان يموت إنسان ،فكل انسان يموت يوما ما ،و لكن النكبة هي في الإنسان الذي يعيش و كأنه ميت لا يتحسس حاجات محيطه، ولا يشعر مع شعبه، بما يضره و ما ينفعه ولا يدرك ان عليه واجبات نحو امته ووطنه، وهذا ما حملته رسائل أسرى الجولان إلى المحامية السورية سهى منذر التي التقتهم صباح هذا اليوم على مدار أربع ساعات في معتقل الجلبوع. وفيما يلي رسائل الاسرى السوريين الى الاهل في الوطن الغالي وفي الجولان الحبيب كما نقلتها المحامية سهى منذر:
الأسير سيطان نمر الولي: ورغم وضعه الصحي المتدهور إلا انه وجه تحياته قائلا:” ان محبة الناس حديقة مليئة بالورود ،و هي تحركت للتضامن بسبب ظرف معين، فأطلقت عبق جولاني جميل ينعش النفوس، انني استكمل المعركة التي بدأها الرفيق هايل ابو زيد مع السرطان، واعد إنني سأنتصر….. – هذا الوعد اقطعه للرفيق الشهيد ووعد لكل المحبين . وتابع الأسير سيطان الولي رسالته:” ان محبة الناس وتقديرهم وتضامنهم وتآزرهم معنا كأسرى، كان دائما على مدار سني الاعتقال وظهر بشكل غامر في تعاطفهم ومحبتهم لي بالطارئ الصحي الذي تعرضت له،هذا ينبوع المحبة الفائض دائما، بماء الحياة ،التي تمدنا بالنبض الدائم لاستمرار الحياة فينا، والثبات على الموقف والصمود في مواجهة المصاعب والأخطار
ان محبتهم الغامرة التي شعرت بها، بكل لحظة كان من المفروض ان أعاني بها -فزالت المعاناة بطغيان المحبة على الألم. وأضاف الأسير سيطان الولي “إن التكامل ما بين موقف الحكومة السورية والموقف السياسي النضالي لأهل الجولان وأسرى الجولان ، في مستواه الثقافي والسياسي، لاستمرار عملية التواصل بين الوطني والمحلي، في إعلاء شأن قضية الجولان, واطلب من وزارة الخارجية السورية تصريح إعلامي خاص باسرى الجولان، يسبق المفاوضات في أطار الحديث عن قضية الجولان عموما ”
الأسير بشر سليمان المقت الذي استعرض وضعه الصحى المتردي وتعرضه الى نوبات قلبية مختلفة قال ” اوجه تحياتي لكل المهتمين بقضيتنا قضية الاسرى عموما وانا الان ما زلت انتظر اجراء عملية قسطرة في شرايين القلب للمرة الثالثة. لغاية الان لم تجري لي العملية ”
الاسيران وئام محمود عماشة وكميل سليمان خاطر فقد ثمنا عاليا فعاليات التضامن مع قضية الاسرى، وبشكل خاص تضامن ابناء شعبنا مع قضية الرفيق سيطان الولي الصحية
اما الاسير عاصم محمود الولي فقد نقل لمحاميته” نثمن عاليا موقف ابناء شعبنا في تضامنهم ونحيي الفعاليات داخل القطر وبضمنها اعتصام جمعية أصدقاء دمشق، فتحية لهم على تضامنهم معنا ، واوجه تحياتي الى قيادتنا في الوطن واثمن اهتمامها بمتابعة قضايا الأسرى واتمنى أن تقود المفاوضات السياسية بعودة الجولان والأسرى، ونعقد الآمال على القيادة وقوى الشعب الحية ،ونحن كما تعهدوننا على ثبات وثقة بالوطن والقيادة”
سيطان الولي وكل الرفاق المعتقلين، من هنا وعبر المساحات والاسلاك شعبكم في الوطن الغالي والجولان يقول لكم” انتم علمتم بإرادتكم الايمان بالقوة وصغرتم بإرادتكم بطش القوة.

اقرأ ايضا”  حريتهم… هي أمانة نطالبكم بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى