صفحات الناسغسان المفلح

عندما يسرقنا الخوف إلى الوهم

null
غسان المفلح
إلى تهامة معروف وطل الملوحي عنوان مرحلة
أكذب إن قلت أنني  لا أتمنى أن تسحب السلطة من تصنيفاتي معارض ديمقراطي- كما أزعم- وأعود بعد حريتكما وحريتنا جميعا، لأبقى ربما معارض يساري فقط! وربما لا أصبح لا أعرف..
أكذب إن قلت رغم كل شيء انني لا أتمنى أن تتحول سورية إلى وطن ديمقراطي، وبإرادة سلطوية، لأنني لست ميالا لطروحات بعض الأصدقاء، من أن الديمقراطية لا تأتي بإجراء فوقي.
نعم الديمقراطية تأتي في حال قررت السلطة السياسية، البدء بدخول عصر الديمقراطية.
الشعب السوري مطواع، لأن الخوف أصبح طبقات متكلسة في أعماقه، وأي إجراء أو تحول مهما كان صغيرا أو كبيرا تستطيع سلطتنا فرضه!
لكن هي لا تريد…لماذا؟
الخوف الذي يسرق منا أحلامنا ويجعلنا نركض خلف الأوهام، أوهام أن تقوم السلطة بإطلاق حرية المجتمع السوري، وأوهام أن تستطيع أية معارضة سلمية أن تغير السلطة.
واوهام أخرى تسرق بعض منا، أنه الوهم في أن السلطة هذه قابلة للإصلاح؟
هذا الوهم الذي يعتقل طبيبة الأسنان تهامة معروف ويحرمها من طفليها، ومن بكر صدقي الكاتب والصديق والمعتقل السابق، والمختص بالشأن التركي.
هذا الوهم هو الذي يحجب طل الملوحي الشاعرة المراهقة، عن عيون أهلها وأمها، رغم ان الأم المنكوبة باعتقال طفلتها  ذات ال19 ربيعا، قد وجهت رسالة للسيد الرئيس بشار الأسد ترجوه فيها أن يطلق سراحها، والأهم أنها أكدت له كأم وكمواطنة مطيعة” أن ابنتها لا تفهم بالسياسة مطلقا” لا بد من شكر كل من تضامن مع طل الملوحي وتهامة…
هذا الوهم هو الذي لا يجعل السلطة تتعاطى مع تحركات الاحتجاج والمطالبات من أجل إطلاق سراح طل الملوحي وتهامة معروف…هي سلطة لا تسمح لأحد بالتدخل بالشأن الداخلي السوري! الحكاية مزرعة…
سنأتي معكم بكل ما تقولون” الغرب منافق، وليس حريصا على حقوق الإنسان، وكل دعواته هي لتحقيق مصالحه السيئة” ولكن انتم أليس لديكم مصلحة من خلال رهانكم على السلطة هذه، في أن تطلق سراح هذه الفتاة وتلك الأم؟ لكي تبيض وجوهكم قليلا…!
ألا تقتضي العلمانية” تبعكم” أن تطالبوا بتهامة وطل؟
ألا تقضتي خصوصيتكم الإسلامية أن تمرروا رسالة لحامي الإسلام والمقاومة تناشدونه فيها بإطلاق سراحهما؟
ألا تقتضي ممن يدافع عن سجناء في دول اخرى أن يطالب بذلك؟
من حق أي منا أن يراهن على أي خيار يراه يتناسب مع قراءته ومصالحه… ولكن هذه قضية اعتقال، لم يثبت فيها جرم شائن، أو خيانة وطنية، اعتقال طبيبة أسنان كانت توزع منشور عام 1987 مثلا.. أو اعتقال فتاة كانت تكتب قصيدة شعر…هل منشور تهامة، وقصيدة طل تخيفكم إلى هذا الحد…
أنا متأكد أنكم لو طالبتم بإطلاق سراحهما ربما، سيصبح موقفكما التحاوري مع السلطة أقوى!
إننا جميعا أمام تهامة وطل مزيجا من الخوف والوهم وتحايلاتنا الفكرية….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى