صفحات الناس

تطورات اعتقال طل الملوحي – مجموعة مقالات –

null

نظره على مقاطعة الاخوان للمظاهره في اليمن
جرت يوم أمس مظاهرة رمزية أمام السفاره السوريه في اليمن – سفارة الأنذال – شارك فيها بعض الناشطين ورفعوا صور المدونه السوريه الشابه المسجونه منذ حوالي عام  في دمشق طل الملوحي  ، وكان من اللافت عدم مشاركة الاخوان السوريين هناك بالرغم من تواجد أعداد لا باس بها منهم هناك .
وفي النظر في سبب عدم مشاركتهم يمكن قراءة عدة أسباب أولها  العامل المتعلق بإستضافتهم هناك من السلطات اليمنيه حيث أنهم ضيوف هناك ، ومجرد قيامهم بأي عمل من هذا القبيل ربما يخلّ بشروط تلك الضيافه مما يحرج السلطات اليمنيه أمام ممثل سفارة الأنذال هناك – السفاره السوريه- وهذا سيؤدي حتما إلى إثارة مشاكل مع السلطات هناك هم بغنى عنها بعد كل ما تعرضوا له في العراق بعد الغزو وحتى في الاردن من ترحيل لعدد من قياداتهم وكوادرهم .
السبب الثاني ربما يكون نوع من الالتزام منهم بالهدنه من طرف واحد التى أعلنوها  بعد أحداث غزه ، والتى ما زالت سارية مع الاسف بالرغم من كل الاحداث التى تعصف بسوريه وما يعانيه المعارضون من إعتقال وتعذيب فإن قيادة الاخوان الجديده وبكل أسف قد أقرت الاستمرار في تلك الهدنه غير المبرره .
السبب الثالث وهو مستبعد طبعا ، أن تكون القيادة الجديده أخذت ببعض نصائح سابقتها واستمرت في إتباع سياسة- الأنا- التى تقول أن أي عمل او نشاط ليس من صنع وتخطيط الاخوان مائه بالمائه فلا يجوز المشاركه به . وهذه السياسه كانت سيئة جدا وسببت الكثير من الجفوه والبعد بين الاخوان السوريين وباقي شرائح المعارضه حيث كانت القياده السابقه تنظر بنظره فوقيه الى الاخرين وتعتبر كل ما يقومون به إما ناقصا او لا  اخلاص فيه ولا امانه ، لانهم يفترضون في أنفسهم فقط تلك الاخلاق الرفيعه ولا يجدوها عند الاخرين .
يجدر بالذكر أن المراقب العام الجديد المنتخب السيد رياض الشقفه قال في إحدى مقابلاته الاخيره مع صحيفة الوطن العربي في معرض توصيفه للنظام السوري ، قال : إن بشار أكثر باطنية من أبيه ، وهذا الكلام ربما كان من المحرمات في عهد سابقه ، حيث سادت في خطابه للنظام كلمات التودد والتزلف ومحاولة كسب الود التى باءت كلها بالفشل الذريع . إنّ مثل تلك الاوصاف الصحيحه عندما يرددها أعلى مسؤول في الجماعه ، إنما تعنى أول ما تعنيه وجود ورح جديده مختلفه عن تلك التى سادت وسيطرت لاكثر م خمسة عشر عاما ، ونقلت تلك الجماعه الى ما وصلت اليه من هوان وضعف .
ولكن من السابق لاوانه إطلاق أي تقييم او حكم على القيادة الجديده قبل مرور عام كامل على إستلامها لمسؤليتها لكي يتاح لها قدر معقول من التحرر من الاطار المتكلس المتحجر الذي أوصلتها اليه سابقتها العتيده ، وما علينا الا الصبر .

علي الاحمد

طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟
مسعود عكو
منذ اعتقالها في كانون أول/ديسمبر 2009 تحولت قضية الشابة السورية طل الملوحي إلى قضية حقوقية بامتياز، بات الكل يغرف بمغرافه لينشر بياناً إلكترونياً أو ينشئ صفحة فيسبوكية للتضامن معها. جهود مشكورة فهذه حيلتنا وما باليد سواها حيلة. لكن! أن تتحول القضية الحقوقية وهي اعتقال إنسان بعض النظر عن دينه ولونه وعرقه وجنسه خارج إطار القانون، إلى قضية منافسة “غير شريفة” بين المنظمات السورية المسماة بالحقوقية، من جهة وبين أشخاص “معارضين” تبنوا قضيتها. أمر يتوجب الوقوف عنده، وعلى القائمين على هذه الحرب وقف أوزارها، إنهم يدخلون طل وأمثالها في خضم معركة هن أو هم بغنى عنها.
لا أحد من القائمين على الحملات التي تدعو إلى إطلاق سراح طل الملوحي يعرفها، أو يعرف ذويها، والكل يقتبس “فعل أكثر لباقة من يسرق” المعلومات من الأخر، إلا ما ندر من بعض المصادر التي تقتفي أثر الملوحي بين هنا وهناك، وتقوم بنشر تلك المعلومات كجرعات كيماوية لمريض يصارع سرطان الرأي، فلا أحد من اللجان التي تم إنشاؤها أو من الشخصيات “المعارضة” يعرفون طل الملوحي وعن أسباب اعتقالها، فقد تكون فتاة عادية جداً اعتقلت لأسباب واهية ولا دخل للرأي فيه والتعبير عنه، أو قد تكون هذه الحملات هي من جعلت القضية تتضخم أكثر فأكثر. أو ربما بسبب التعبير عن رأيها، فلا أحد يعرف ماهية الكتابة أو المقالة أو القصيدة التي أدت إلى اعتقالها، فبحسب مدونتها ليست هناك أية إشارة لأي كلام عن حرية الرأي والتعبير وما إلى ذلك، ويستمر الكثيرون بإصرار على أن يتبنوا قضية طل الملوحي كقضية لصالحهم.
بغض النظر عن كل تلك التكهنات، فإن طل الملوحي فتاة سورية شابة كانت تحضر لامتحانات الثانوية العامة، اعتقلت بطريقة أمنية صرفة دون أية مذكرة قضائية، وهي تعتبر في عرف القانون السوري والدولي انتهاكاً صارخاً لأبسط حقوق الحياة، ويمكن أن تكون ببساطة قضية تعرض في الأمم المتحدة لدى المقرر الخاص للاختفاء القسري والاعتقال خارج القانون. لكن ليضع كل واحد منا نفسه مكان والدها أو والدتها، أخيها أو أختها، فلينظر أحدنا إلى القضية ببعدها الإنساني والاجتماعي، قبل أن يتم استغلال قضيتها لأغراض إعلامية أو سياسية.
أنباء نشرت عن أنها متهمة بالتجسس، والذي نشر الخبر يريد أن يوصل رسالة إلى أن المعارضة السورية التي تنشط في الخارج في حملة الملوحي، تدافع عن “عميلة ومتهمة بالتجسس” لكن لصالح من التجسس، إسرائيل مثلاً؟ مصر، العراق، القاعدة، الإخوان المسلمين، ابن لادن… من؟ لماذا لا يعلن صاحب الخبر عن كامل القصة؟
أنباء نشرت عن وفاتها تحت التعذيب، ولم يعر صاحب الخبر وناشره أي اهتمام واحترام لمشاعر العائلة التي تنتظر على أحر من الجمر خبراً عن ابنتهم، فيأتي شخص ما قد يكون وهماً في خضم هذه الثورة الإنترنيتية ويعلن للناس أن طل قد قتلت تحت التعذيب، لينشر بعد ذلك خبر بأنها ما تزال قيد الحياة، فنصدق من؟ ألا يدرك ناشر خبر كهذا مدى الألم الذي يسببه لوالدة طل وعائلتها؟ ما بال الناس تتحكم بمشاعر وأحاسيس أمٍ فقدت ابنتها منذ عدة شهور دون أن تعرف أية معلومة عن حياتها أو موتها؟
لقد تحول الصراع بين منظمات المجتمع المدني والحقوقية منها بالأخص “إن جاز التعبير” والشخصيات المعارضة، من الحرب مع النظام ضد تجاوزاته فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والمجتمع المدني وحرية التعبير، إلى صراع بين تلك المنظمات نفسها، وبين أشخاص، وبدأت تدك في بعضها بعضاً، متهمة بعضها بعضاً بتهم العمالة والتجسس وغيرها من تهم تعود المجتمع السوري عليها، وباتت تشكل حالة جديدة من الصراع الحقوقي “غير الشريف”، وهذا ما يريده أعداء حقوق الإنسان، الذين يسعون بكل طاقاتهم إلى استنزاف كل تلك الجهود وتحوير الصراع إلى صراع داخلي بين الناشطين الحقوقيين، ومنظمات حقوق الإنسان السورية.
إن حالة التنافس بين تلك المنظمات يجب أن لا تدخل في خانة التلاعب بمصائر الناس وحيواتهم، والباب مفتوح على مصراعيه لأي ناشط أو منظمة للعمل الحقوقي والسياسي، بغض النظر عن الصعوبات التي تواجهنا في هذه النشاطات، فمن يذهب لصيد السمك لا يرجع إلا مبللاً، لكن يجب الكف عن التلاعب بمشاعر وأحاسيس ومصائر العائلات التي تدفع ثمناً باهظاً بسبب اعتقال ابن أو ابنة، والد أو والدة، في حين يستمر القائمون على هذه المنظمات وهذه الحملات بعرض العضلات على حساب آلام الناس.
إن قضية طل الملوحي قضية إنسانية وحقوقية بامتياز، بغض النظر إن كانت ناشطة أو كاتبة أو مثقفة أو غير ذلك، يجب على الجميع التحرك من أجلها، ومن أجل أن تتوحد الجهود في كل مكان لوقف مسلسل الاعتقالات التعسفية في سورية، وعلى كل الناشطين التضامن والعمل من أجل أن يحكم سورية قانون ودستور يحترم كل الناس ويطبق على الجميع وأن يكون للجميع.

طل الملوحي.. هل هنالك قضية؟
غسان المفلح
في الحقيقة، أحيانا تأخذنا حالة التعاطف والتضامن مع أصحاب مصيبة محددة، ويجد المرء نفسه متورطا في كتابة ما أو مقال، وبعدها يقول ربما تسرعت في الكتابة. أما عندما تكتب عن مفاهيم الدولة والعلمانية والاصلاح الديني وعن مفهوم نظري للسلطة السياسية، لا تعاني من هذا الضغط، في أنك تسرعت أم لا!
في خضم هذه الحملة من أجل المدونة السورية المعتقلة منذ أقل من عام طل الملوحي، والذي لا يعرف مصيرها حتى اللحظة، ونتمنى ألا يكون مصيرها كمصير رفيقي مضر الجندي” أبو سنا” الذي توفي تحت التعذيب في 21 أو 22 أيلول عام 1987 ولأنه كان يعاني من مرض الربو المزمن، وهذه لم يأخذها السادة في فرع فلسطين بعين الاعتبار، حتى حملوه فوق بطانية عسكرية من ليس لديه أي مرض تجلب له أمراض الدنيا كلها، فهي مر عليها كل أنواع الغبار والأوساخ ورائحة المساجين.. وقضايا أخرى! ربما عندما حملوه فيها كان لايزال فيه نفس حياة، ولكن البطانية العسكرية قضت على حياته!! وبدأت أخته ووالدته رحلة البحث عن مصير ابنها ووحيدها، وحيدها كذكر هكذا تعلمنا اللغة. رحلة بحث لم تترك طريقة إلا ولجأت إليها من أجل معرفة مصير المهندس المدني مضر الجندي، وعضو اللجنة المركزية لحزب العمل الشيوعي آنذاك. سنوات وهي تتلقى أجوبة مراوغة، سنوات وهي تعاني وبنفس الوقت تعيش أملا أن مضر لازال حيا يرزق..رغم ما جاءها من تسريبات من داخل السجن أن مضر استشهد تحت التعذيب.
بعد سنوات تم إبلاغها بأن ابنها توفي نتيجة لأسباب صحية. هذه الحادثة تذكرتها وأنا اتابع قضية طل الملوحي، خاصة تم الحديث عن أن معها حالة قلبية مرضية إذا صح هذا الكلام.
السلطة لدينا قوية ولا يهمها أحد في العالم، هي تتصرف برعاياها كما تشاء….احتجاجات رسائل مناشدات كل هذا يستخدم في جلسات المسؤولين الأمنيين على سبيل الدعابة…ويمكن أن تسمع على ألسنتهم عبارات من مثل” قال شو ولاد الق…أو الش..محتجين امام السفارة في بلد كذا، او أنهم أرسلوا رسالة إلى السيد الرئيس…؟؟ أخواتهم واحد واحد..” عادي هذه عبارات عادية جدا.. ونحن كشعب سوري تعودنا عليها، فهي ثقافة راقية عندنا، لايستخدمها سوى صفوة القوم من نخب السلطة العلمانية او نصف العلمانية!!
متابعتي لقضية طل، وكتابتي تسرعت في أمر، أنني اعتبرتها طفلة! ربما نتيجة تعاطفي الشديد مع أمها بعدما قرأت رسالة المناشدة والرجاء التي وجهتها للرئيس بشار الأسد.
ولكن كان في تلك الأيام 1987 لدينا رفيقات وناشطات في أحزاب اليسار وخاصة حزب العمل الشيوعي، بعمر طل او أكبر بعام، ولم نتعامل معهن كأطفال..لا أريد ذكر اسماءهن، ولأنني أخاف من اعتقالهن من جديد!!
طل بدأت الكتابة وهي طفلة ولكنها الآن ليست كذلك، هي صاحبة رأي هكذا الأمر ببساطة، واتمنى من القائمين على نشاطات تخص طل من الحقوقيين أن يتعاملوا معها بوصفها صاحبة رأي وليست طفلة تخربش وتشخبط وترسم على دفتر واجباتها المدرسية، فهي لديها كومبيوتر محمول صادروه! كما أتمنى عليهم ان يأخذوا بعين الاعتبار أن سلطة بلدنا قوية، وخاصة بعدما جلست البارحة في نيويورك السيدة هيلاري كلينتون مع السيد وليد المعلم وزير خارجيتنا، من أجل بحث عن آليات مشتركة لإفشال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وإخراج محمود عباس مكسور الخاطر! لأن نتنياهو يريد العودة للاستيطان فلابد من مخرج لأوباما كي لا يبدو ضعيفا أو هزيلا أمام هذا الحشد من المستوطنيين المساكين، الناجين من المحرقة النازية!!!
اجتماع كلينتون يؤشر وفقا لما قلته أن طل الملوحي هي معتقلة رأي وليست طفلة، والسيدة كلينتون، عادي بالنسبة لها محاورة النظام السوري أو غيره من الأنظمة، التي تغص سجونها بمعتقلي الرأي..
لا أعرف لماذا أنتم ونحن نضخم الموضوع؟
لا يوجد قضية في القصة طل معتقلة رأي مثلها مثل علي العبد الله الذي لازال هو وابنه ومجموعة من الشباب اعتقلوا تقريبا بعمر طل أو أكبر بسنة أو سنتين.. حتى رسالة والدتها للسيد الرئيس ماكان لها من داع مطلقا، ولماذا؟! ولا أعتقد انها وصلت للسيد الرئيس!! لأن هذه قضايا لها مختصين ضمن دولة المؤسسات السورية نصف العلمانية! أو العلمانية لا فرق، كله عندنا يمشي…!
طل تركت أمها في الخارج، وذهبت إلى السجن، أما تهامة معروف فتركت طفليها الصغيرين وذهبت إلى السجن، لقد ضجرت من تربية أطفالها!! فتركتهم لزوجها بكر صدقي يربيهم، وهو يجيد التربية، لأنها تعلمها في سجنه الذي استمر لعقد ونصف تقريبا…
فاسمحوا لي أنا أيضا بعد أن اعتبرت طل الملوحي معتقلة رأي.. مثلها مثل الكاتب والناشط خلف الجربوع الذي كانت محاكمته منذ يومين ولم يسمحوا لأطفاله بمشاهدته في المحكمة، والذين تركوا بلا معيل، والكاتب مصطفى اسماعيل الذي تم تحويله إلى المحاكمة بعد تسعة أشهر من توقيفه أيضا، بتهمة اقتطاع جزء من الأراضي السورية باعتباره كردي سوري..
اسمحوا لي سأعود لكتابة مقال عن أسباب تخلف المجتمع السوري، وحاجته لاصلاح ديني. لأن استمرار اعتقال اصحاب الرأي ضرورة لحماية الدولة السورية نصف العلمانية! لهذا سيكون تضامني مع طل الملوحي وفق هذا الذي هو عادي جدا في بلدي، اعتقال أصحاب الرأي…فقط لي مطلب واحد واتمني على السلطة أن تؤشر لنا عن مصير طل الصحي…لهذا لن أشارك في أي نشاط تضامني لا وقفة أمام السفارات ولا توقيع عرائض…! اخاف من عبد الله الدردري نائب رئيس الوزراء السوري – نازل إجراءات لبيرالية بالبلد، عسى أن يتوقف عن هذه الليبرالية، وخاصة أنه يريد إعطاء المشغل الخليوي الثالث لشركات غير وطنية، كنت اتوقع منه أن يعطي الترخيص لشركة سيرياتيل!!!!

اليوم العالمي للشاعرة طل الملوحي المغيبة في المعتقلات الأسدية
ثائر الناشف
لا يفعل التعاطف مع قضية الشاعرة السورية طل الملوحي المعتقلة خلف جدران الاستبداد ، شيئاً لحل قضيتها العادلة في الحرية والحياة ، فلا بد من وقفة مع النفس أولاً ، وسؤالها بكل جرأة ، إلى متى سنبقى أسرى الظلام والاستبداد والديكتاتورية ؟.
بالأمس القريب كنا أسرى قانون الطوارئ ، وغداً نصبح أسرى الطائفية ، فإلى متى سيظل الإنسان يفتك بأخيه الإنسان ، لمجرد الاختلاف بالرأي ؟.
نحن اليوم ، كلنا طل الملوحي ، فقضيتها العادلة قضيتنا جميعاً، وحقها في الحرية ، لن يثني أصحاب الضمائر الحية والقلوب الشجاعة إلى طرق كل الأبواب ونزع حجب الخوف والرعب ، فالعالم لازال يناضل دفاعاً عن المرأة وحقها في الحياة المتساوية مع الرجل ، والنظام السوري يوغل في اعتقالها وتعذيبها وحرمانها من أبسط الحقوق .
هل يوجد نظام في التاريخ ، يمنع الزيارة والتواصل مع معتقلة بعمر الزهر، مثلما يفعل النظام السوري الآن مع المدونة طل الملوحي ذات التسعة عشر ربيعاً ، والتي لا يعرف ذويها ولا العالم عن مصيرها شيئاً ؟ .
إن المعتقلة طل الملوحي التي انقطعت أخبارها عن العالم ، فيما يشبه الخطف من أحضان الحياة ، لم تكن أول معتقلة ولن تكون آخر معتقلة ، فمسلسل الاعتقالات مستمر، طالما استمر نظام الاستبداد بحكم سورية ، وطالما استهتر النظام بحياة الإنسان السوري وكرامته وحريته في سبيل تثبيت عروش سلطته وإدامة استبداده على حساب حرية الإنسان .
غير أن عصر التعتيم والتجهيل والتضليل على أذهان الشعب ، ولى إلى غير رجعة ، وأن شعارات ” الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة ” سقطت مع أول صفعة من سوط جلاد طائش ، ومع أول صرخة ألم صدحت بها حناجر المعتقلين.
إن كل صرخة ألم أطلقتها طل الملوحي ، في زنزانة التعذيب وغرفة التوقيف ، وكل عسف وإرهاب مارسه الجلادون المستبدون ، يجعلنا نتساءل عن أي ذنب اقترفته ، وأي تهديد شكلته على أمن النظام ؟ هل دفاعها عن فلسطين يستدعي كل هذا العسف ، أم أن حبها لوطنها المكلوم أزعج المستبدين وقض مضاجع حكمهم ؟.
كما أن الغموض الذي يكتنف قضيتها ، وتضارب الأنباء حول مصيرها ، يضع النظام السوري أمام مسؤوليته الجسيمة ، إزاء أي أذى تعرضت له خلال فترة اعتقالها ، ويكفي الأذى الكبير الذي سببه النظام ، جراء حرمانها من التقدم لامتحانات الثانوية العامة لدورتين متتاليتين ، قبل اعتقالها وأثناءه .
إن استهتار النظام السوري بحياة الإنسان وكرامته ، لن يمر من الآن فصاعداً ، دون مساءلة أو محاسبة ، مهما بلغ حجم تواطؤ وتخاذل بعض الدول الساعية لتأمين مصالحها ، على حساب مبادئها الأساسية في الدفاع عن حقوق الإنسان .
فعصرنا اليوم ، هو عصر حقوق الإنسان ، الذي طالما ضربت به بعض النظم المستبدة عرض الحائط ، وما كان خفياً مضللاً بالأمس ، بات مكشوفاً اليوم أمام الرأي العام .
إن أولى أشكال المساءلة ، التي لم يعتد عليها النظام السوري من قبل ، ولم يكن يتوقع حصولها على الإطلاق ، تجلت في الدعوة المفتوحة للاحتجاج السلمي أمام سفارته في وسط القاهرة ، بمشاركة الفعاليات المصرية والعربية والأجنبية المختلفة تضامناً مع قضية طل الملوحي ، طالما كان ذلك متعذراً حصوله في دمشق بفعل القبضة الحديدية التي تحكم سورية ، وحالة الرعب والخوف التي تنتاب الشارع السوري منذ أربعين عاماً .
إن مشاركة الفعاليات في عواصم مختلفة من العالم ، ودفاعها عن معتقلي الرأي والضمير في سجون النظام السوري ، توجب على الأخير ، فهم رسالتها الاحتجاجية بالإفراج العاجل وغير المشروط عن كل المعتقلين الذين جرى اعتقالهم ومحاكمتهم بلا ذنب أو جريرة أمام محاكم تفتقر إلى الأساس القانوني لأي قضاء مستقل ، وإلا فأن ميزان العدالة الدولية لن يتساهل بعد اليوم مع أي نظام كان .
إن قضية المدونة السورية المعتقلة في زنازنين النظام السوري، والمصير الغامض حول اختفائها القسري ، لما يقرب من العام ، يجعلنا نقول كلنا طل الملوحي .
* * *
يعيش النظام السوري في هذه الأيام ، أسوأ أيام حياته، منذ انتهاء حقبة الثمانينات بآلامها المميتة، التي دفع الشعب السوري ثمنها الباهظ من دمه ومستقبل عيشه الكريم، أسوة بكل الشعوب الأخرى .
لماذا طل الملوحي ؟ سؤال برسم النظام السوري، الذي قام بالتربص عليها منذ نعومة أظافرها في مدرستها الإعدادية ، من خلال جهازه التعليمي المحلق بأجهزته الأمنية الساهرة على سلامة حكمه، والتي أشبعت الشعب السوري في سبيل ذلك، خوفاً ورعباً وظلماً، لم يمر على شعب من الشعوب، لا في التاريخ القديم ولا حتى في التاريخ الحديث، مثلما مر على الشعب السوري من ويلات ومحن.
لماذا طل الملوحي ؟ سؤال برسم النظام السوري ، الذي أوعز لأوكاره الأمنية المسماة عنوة بالسفارات ، بملاحقتها ومتابعتها وهي خارج أسوار وطنها الأسير في مهمة لا تقل سوءاً عن مهمات أي نظام فاشستي ، همه الوحيد قمع مَن هم في الداخل وتشتيت مَن هم في الخارج .
إن العاصفة الهوجاء التي أطلقتها حملة التضامن العالمية مع طل الملوحي في وجه النظام السوري، الذي أقدم على خطفها من أحضان الحياة وهي لم تكمل عامها العشرين، كأصغر معتقلة في العالم، تلك الحملة العفوية التي تداعى لها كل المدافعين عن حقوق الإنسان بمختلف أعمارهم وهوياتهم ، لقنت النظام السوري درساً لن ينساه على مر التاريخ ، وهو أن عصر الإفلات من المساءلة والمحاسبة ولى إلى غير رجعة ، وأن عصر التعذيب والترهيب وقتل أحلام الطفولة ، لن يمر بعد الآن دون جزاء عادل .
ولازالت الحملة مستمرة على كل المستويات في جميع عواصم العالم ، طالما استمرت سياسات النظام السوري القائمة على ممارسة الاعتقال التعسفي والتغييب القسري لكل معتقلي الرأي والضمير في سجونه ومعتقلاته .
وكل ما جرى ترويجه من أخبار أمنية وشائعات سوداء، حاول النظام تسريبها عبر مواقعه الاستخبارية ، بعد أن عجزت صحفه المطبوعة على مواجهة قوة الحملة التضامنية الآخذة في التصاعد والانتشار، لهو دليل ضعف وخواء ، لدى هذا النظام ، ودليل على انعدام الضمير الوطني والأخلاقي ، عندما يوعز لزبانيته المأجورين ، بتسريب أنباء رخيصة، تتهم طل الملوحي المعذبة في زنزانتها المظلمة ، بالتجسس تارة ، وبالإساءة إلى الأمن الوطني تارة أخرى .
هذا الخواء الذي بدا واضحاً في سلوك النظام السوري ، دفع بمواقعه الاستخبارية الرخيصة ( دي برس ، شام برس ، سيريا نيوز ، عكس السير ) لتتقول على لسان ذويها ، ما لا يمكن أن يقوله الأخ في حضرة أخيه ، فكيف إذا كان الأب لابنه ، كما فعل موقع “سيريا نيوز” المعروف بتوجهاته الاستخبارية ، ومن قبله موقع ” دي برس” لينضم إليهما مؤخراً موقع ” شام برس” لصحابه ( علي جمالو ) الأكثر صفاقة ووضاعة في تاريخ الإعلام الالكتروني .
أخيراً وليس آخراً ، إن شرارة طل الملوحي ، لهي أشد من شرارة أحداث الثمانينات ، وأخطر من شرارة الراحل رفيق الحريري التي لازالت تداعياتها تجثم على صدر النظام السوري ، إذا ما خبرنا تاريخ هذا النظام الذي لم يعتد الانحناء أمام العواصف ، وها هو اليوم لا يملك من خيار سوى الانحناء أمام هذه العاصفة الهوجاء، التي بدأت فصولها باختطافه لشابة مبدعة في مقتبل سني عمرها ، من دون أن يعرف ، ماذا ينتظره في منتصف الطريق ؟.
* * *
وقد بدأت قصة الشاعرة والمدونة السورية المعتقلة طل الملوحي ، قبل قدومها لمصر كانت طل قد تعرضت لعدد من الاستدعاءات الأمنية ، وذلك على خلفية ما كتبته سابقاً قبل حوالي 5 سنوات في موقع النادي السوري ، وهو منتدى مفتوح لكل الشباب السوري ، وقد كتبت حينها مناشدة علنية للرئيس بشار الأسد لكي يسرع في إجراء الإصلاحات في البلاد ، وكان عمرها آنذاك 15 سنة فقط ، وعلى إثر تلك المناشدة بدأت الاستدعاءات المتلاحقة إلى فروع الأمن السياسي وأمن الدولة في حمص ، وكان المسؤول عن التحقيق معها عقيد يدعى علاء ، وقد هددها هذا العقيد وشتمها بألفاظ مشينة مثل ( …) وأجبرها على إمضاء تعهد خطي بعدم الكتابة والنشاط على النت ، فما كان منها إلا أن خرجت مع أهلها الى مصر ، عاصمة المقهورين في الأرض .
في مصر ، حاولت طل متابعة دراستها الثانوية ، لكنها لم تستطع ، لأن نظام التعليم الثانوي في مصر يحتم عليها إعادة دراسة الثانوية من الصف الأول الثانوي ، لكنها لم تفعل ، ما فعلته أنها صممت مدونتين إلكترونيتين ، وقامت بكتابة ما يجول في نفسها من شعر ونثر ومقالات ، دون أن تأتي فيها لذكر سوريا أو نظامها العتيد ، لكن المهم في قضيتها ، أنها قررت العودة إلى سوريا في شهر حزيران 2008 للتقدم لامتحانات الثانوية دراسة حرة ، ومن ثم العودة إلى مصر ، وهو ما حصل فعلاً ، لكن الكارثة ، أنها خلال فترة الامتحانات تعرضت لثلاثة استدعاءات أمنية متتالية في أقل من شهر والأنكى من ذلك ، أنها وخلال تقديمها الامتحان في أحد المراكز ، حضرت ومن دون سابق إنذار ، رئيسة مركز الامتحانات ، وقامت بسحب أورواقها وبطاقتها الامتحانية من أمامها قبل انتهاء الوقت بكثير ، وقالت لها بعجرفة : هيا أخرجي أنت محرومة من الامتحانات ، من دون تبيان الأسباب التي أدت إلى منعها وحرمانها ، لكن من الواضح أنها تعلميات أجهزة الأمن لمديرية الامتحان ، فعادت طل أدراجها إلى مصر مكسورة الخاطر ، وهي ممتلئة باليأس والكآبة ، وفوق ذلك كانت تعاني من مرض في الغدة الدرقية .
خلال عام 2009 ، عامها الأخير في مصر ، كانت تحت أنظار ومتابعة السفارة السورية في القاهرة، ربما لأنها بدأت علاقتها مع كاتب السطور ، وقامت السفارة بدس مراسلة التلفزيون السوري ، بحجة تقديم المساعدة لها للعمل في مجال الصحافة ، لأن أوضاعها المادية كانت صعبة للغاية، وكانت وبحاجة إلى عمل تسد فيه رمقها وأهلها ، لكن هدف السفارة كان أخبث من المساعدة والعمل ، لأنهم لم يساعدوها أصلاً رغم أنهم قطعوا لها الوعود الخلابة ، بل كان هدف السفارة تخريب العلاقة بيننا ، وبنفس الوقت مراقبتها ومعرفة ما كانت تنوي علمه ، وعندما انفضح أمر المراسلة من قبلي ، قام الملحق الأمني في السفارة المقدم في فرع أمن الدولة الخارجي 253 سامر ربوع ، باستدعائها والتحقيق معها داخل السفارة ، وفي التحقيق سألها عني ، وما إذا كنت أنوي مساعدتها ، آنذاك كانت السفارة في القاهرة والنظام في دمشق في حالة هستيريا ، لأن قناة زنوبيا التي كنت أديرها من مصر ، كانت قد بدأت بثها من القاهرة على قمر النايل سات ، وللشهادة كنت قد عرضت على طل استضافتها في حوار تلفزيوني ، لكنها رفضت الظهور أو التصريح على اي وسيلة إعلام ، وهذه شهادة براءة تدين من اعتقلها ، ورسالة رفضها موجودة لدي أحتفظ بها ، ومن ثم طلبت مني طل تخفيف اللقاءات بيننا ، لأننا أصبحنا تحت أعين السفارة ، طبعا أنا لا أعير السفارة أي اهتمام .
ومن ثم عادت طل فجأة إلى سورية ، ولم أكن أعلم بميعاد سفرها المفاجئ ، ربما ضغطت السفارة على والدها ، وأعطته تطمينات بأن ابنته لن تتعرض للاعتقال إذا ما عادت إلى أرض الوطن المصون.
ولازال مصيرها مجهولاً حتى الساعة ، وقد مضى على اختفائها 11 شهراً ، من دون أن يزورها ذويها أو يعلموا عنها أي شيء .
الحرية لطل الملوحي .. الحرية لكل معتقلي الرأي والضمير في جون النظام السوري .
الحوار المتمدن

للنقاش حول قضية  اعتقال طل الملوحي على البي بي سي العربية، اتبع الرابط التالي
http://newsforums.bbc.co.uk/ws/ar/thread.jspa?forumID=12711

مظاهرة “الحرية لـِ طل الملوحي” الإلكترونية
http://www.facebook.com/event.php?eid=106361799428670

طل الملوحي و أكاذيب النظام السوري
ثائر الناشف
مع انطلاق حملة التضامن العالمية مع الشاعرة والمدونة السورية المختفية في سجون النظام السوري منذ ما يقارب العام ، طالعتنا بعض المواقع الاستخبارية التي تعمل كأبواق مأجورة لتلميع صورة النظام على الساحة الإلكترونية ، وتجميل وجهه الملطخ بآهات المعتقلين ودماء الضحايا ، بشائعات وأنباء أمنية تفتقر إلى الأساس الصحيح لأي خبر صحفي ، فضلاً عن أنها تضع النظام في أزمة أخلاقية مفتوحة مع الشعب السوري ومع دول بعينها كالولايات المتحدة الأميركية .
ففي الخبر الأمني الذي صاغته إحدى الأجهزة الأمنية السورية ، شائعة تتهم الملوحي التي كانت مقيمة بمصر في السنتين الأخيرتين بالتجسس على سفارة النظام السوري بالقاهرة ، وذلك لصالح السفارة الأميركية مقابل مبالغ مالية طائلة .
ومن باب معرفتي الشخصية لطل (18 ) سنة ، أنها لو كانت جاسوسة لصالح أميركا وتقبض بالدولار ، لما عاشت في أحياء فقيرة في ضواحي القاهرة ( حدائق حلوان ) ثم هل يعقل أن الولايات المتحدة بعظمة قوتها ، أن تعتمد على فتاة يافعة ، وتشرع في تجنيدها بداعي العمل لصالحها ؟ والسؤال ، أين ذهبت أجهزة الاستخبارات الأميركية ، هل عجزت عن أداء مهامها لكي تعتمد على فتاة في عمر الطفولة ؟.
ثمة خلط غريب في خبر ” موقع دي برس” الأمني ، لأنه على ما يبدو أن الحملة التضامنية العالمية أثخنت النظام السوري وجعلته يتخبط خبط عشواء .
الموقع الاستخباري أصر على تهمة التجسس لطل الملوحي ، وفوق ذلك قام بإجراء ربط مفضوح في خبره الأمني ، بين اتهامها بالتجسس من ناحية ، وتعرض ضابط أمن – مخابرات سوري ( المقدم سامر ربوع ) للاعتداء من ناحية أخرى .
ولتوضيح بعض الجوانب الغامضة لما نشر من تلفيق وأخبار أمنية مفبركة ، لا بد من إيراد الحقائق التالية ، التي لا يرقى إليها الشك .
أولاً : لم تكن طل الملوحي خلال فترة مكوثها في مصر تتجسس لصالح دولة أجنبية معادية ، بل كانت تتعلم اللغة الإسبانية في معهد سرفانتس، وهو معروف للجميع وله فروع في جميع أنحاء العالم .
ثانياً : لم تقم الملوحي بالتجسس على سفارة النظام السوري في القاهرة لصالح أي جهة أجنبية ، بل أن المسئول الأمني في السفارة (سامر ربوع) هو مَن قام بالتجسس عليها ، عندما دس لها صديقته الصحافية المصرية ( نجوى يونس ) مراسلة التلفزيون السوري في مصر سابقاً، لتتبع الأخيرة نشاط الملوحي عن كثب واتصالاتها مع السوريين في الداخل والخارج ، ومن ثم إعلام السفارة السورية التي تقوم بوظيفة إبلاغ الأجهزة الأمنية في دمشق ، بنشاطات المغتربين السوريين في دول المهجر .
ثالثاً : إذا كان المقصود بالدول الأجنبية المعادية (أميركا ) فطل لم تطأ قدمها حرم السفارة الأميركية لا في دمشق ولا في القاهرة ، والأمر المستغرب كيف تتهمها أبواق النظام السوري بالعمالة لأميركا ، بالوقت الذي ينبطح النظام السوري أمام أبواب الإدارة الأميركية ، لترفع العقوبات عنه ، وترسل إليه سفيرها .
فإذا كان مقالها ( الملوحي) الذي كتبته للرئيس باراك أوباما ، ونشرته على مدونتها ، عشية زيارة أوباما للقاهرة في شهر يونيو 2009 وإلقاءه خطاباً للعالم الإسلامي ، لا يعني البتة أنها على علاقة مع الأميركيان، وإلا فإن أي كاتب أو صحافي قد يتهم بعلاقة ما مع أي دولة يكتب عنها سلباً أو إيجاباً .
رابعاً : إن محاولة موقع “دي برس” الربط بين تجسس طل لدولة أجنبية ( أميركا ) وبين الاعتداء على ضابط أمن دولة – مخابرات ( سامر ربوع ) هي محاولة مفضوحة لا تنطلي على عقول الصغار ، لأن الوقائع تفند أخبارهم الملفقة .
والوقائع تقول : إن المقدم في فرع أمن الدولة الخارجي ( سامر ربوع ) هو ذات الشخص الذي حقق معها في السفارة السورية بالقاهرة وحاول ابتزازها وترهيبها ، لكنه فشل لأنها واجهته بقوة إرادتها وشخصيتها ، حيث كان ( ربوع) يقيم في مصر بصفة غير ديبلوماسية ، وهذه مخالفة قانونية تسجل ضد النظام السوري الذي انتدبه لهذه المهمة التجسسية، وكان (ربوع) قد تعرض للضرب المبرح من قبل حراس سيدة أميركية في القاهرة ، وذلك بسبب مضايقاته وتحرشاته الجنسية الوضيعة ، وقد عاد على إثرها إلى سورية بناء على طلب فرع أمن الدولة الخارجي ، بعدما تزعزع كيانه وتلطخت سمعته بين المصريين والسوريين ، والشيء المجزوم بصحته أن ( ربوع ) معروف لدى كل السوريين في مصر، ولكونه أعزب، بعلاقاته غير الشرعية مع الجنس الآخر ، وقد نال جزاءه العادل من أحد الحراس الأميركيين عندما حاول التحرش بهم .
والملاحظ ، أن طل الملوحي طوال فترة إخفاءها القسري، كانت ضحية تلفيق الأجهزة الأمنية ، التي لم تتحرك لإهانة أحد ضباطها في الخارج ، إلا في هذا الوقت ، أي بعد مرور 10 أشهر ، فالمأزق الذي وضع فيه النظام السوري نفسه ، بعد أن تصاعدت مطالب الحملة العالمية ، والتي وصلت حتى باكستان مروراً بأوروبا وأميركا ، وعواصم عربية كالقاهرة وصنعاء وغزة ، دفع بأبواقه الأمنية ، لتتصدى يائسة ، في محاولة منها لإنقاذ ما تبقى من ماء وجهها أمام الرأي العام العالمي .
وما يؤكد ، تلفيق الأجهزة الأمنية ، أنه وبعد عودة الملوحي إلى سوريا في يوليو 2009 ، ظلت الفتاة تستدعى بين فترة وأخرى من قبل جهاز أمن الدولة الخارجي في دمشق حتى تاريخ اعتقالها واختفاءها يوم 27 ديسمبر ، وكما ذكرنا ، هو نفس الفرع الذي يعمل لصالحه (ربوع) الذي حاول ابتزاز ها في مصر ، والسؤال لماذا فرع أمن الدولة الخارجي تحديداً ؟ هذا ما يؤكد ويجزم أن ( ربوع ) هو المسئول عن مضايقتها في مصر لمآرب شخصية ، مثلما فعل مع الكثير من السوريين ومنهم كاتب هذه السطور ، بغرض إرضاء أسياده في دمشق ، وبالتالي هو مَن أوعز لأسياده الكبار من خلال تقريره الأمني الذي بعثه من السفارة ، بضرورة متابعتها وملاحقتها حين عودتها لسورية دون ذنب أو تهمة .
لقد بات من الواضح ، أن النظام السوري ، ومن خلال مواقعه الأمنية ، يحاول اختلاق قصص وربط أمور متناقضة ببعضها البعض على طريقة حلفائه الإيرانيين ، عسى أن يخفف من وطأة الحملة المستعرة عالمياً .
الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ياسيدي هذه الوقفة ( المشكورة جداً ) من قبل الناشطين اليمنيين أمام السفارة السورية في صنعاء للمطالبة بإطلاق سراح طل الملوحي وهيثم المالح وكل سجناء الرأي والضمير في سوريا والتي لم يشارك بها الإخوان المسلمون — إن السبب في ذلك هو السبب الأول مما ذكرت في مقالتك ولالالالالالالالالالالالالالالاسبب غيره بتاتاً – فاطمئن ياسيدي إن الأخوان يؤمنون كل الإيمان أن حقوق الإنسان هي لكل إنسان بصرف النظر عن الدين واللون والجنس والإنتماء السياسي وهذا من صميم تعاليم الإسلام – لقد أنزل الله آيات قرآنية من فوق سبع سماوات لتبرئة يهودي من تهمة سرقة عجزت وسائل الأرض عن تبيانها – وكذلك نزلت الملائكة على نبي الله إبراهيم عليه السلام تحمل عتاباً من الله لنبيه في شربة ماء منعها عن كافر – حقوق الإنسان لالالالالالالالالالاجدال فيها ولالالالالالالالالالالالالالالانقاش أنها لجميع بني آدم – ولكن المؤسف أن السفير السوري رفض مقابلتهم واستلام رسالتهم لبشار الأسد كما فعل قبل أيام سفيرنا في القاهرة – فهؤلاء السفراء يخافون على مناصبهم ورواتبهم فلذلك لم يكن عندهم الجرأة لاستلام رسالة لاتقدم ولاتؤخر – وهذا دليل على الديمقراطية والحرية عندنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى