حازم العظمةصفحات الشعر

فندق ” نظرة الوادي الجميل”

null
حازم العظمة

كنتَ تُعيدُ :
غرفاً بجدران خشنةٍ صفراءَ
بمصابيحٍ ترتجفُ
، بمكالماتٍ ليليةٍ
تُهمَسُ في خشب النوافذِ
… كأنْ من شريطٍ
نَسوه في غرفٍ شبهِ فارغةٍ
ومضوا
*
كُنتَ، ثانيةً، تُعيدُ:
رصيفاً يطير إليه الغيمُ
وعلى بُعدِ مترينِ
ينهار بالسنديانِ إلى الأوديةْ
… إلى بيوت هناكَ
لا ترى منها إلا سطوحها
وخشبَ الموقد في السطوحِ
ثم لا تراها
*
كان يمكن أن تكوني هنا….
وأن تَنعمَ بهواء الليلِ على رُكبتكِ الكأسُ
كان يمكن أن أقولَ :
تهنأُ بهواء الليل على رُكبتكِ الكأسُ
*
… أو حين في الظهيرةِ
الضبابُ يصعد من البحرِ
والبيوت بمصابيحٍ ترتجفُ
*
لو تعبرُ
لو تتركُ الشرفةَ
كما رأيتَها …
كشريطٍ
تراه وتمضي
، كخزفٍ
تجمعه كلما انكسرَ
تُرمّمهُ كلما انكسرَ
*
كان يمكن أن تنسى …
أو تقولَ :
أُحبّ أن تكون رُكبتكِ اليمنى
ومن جهة النافذةْ
*
بين ذلكَ
كانوا يمضونَ
كأنْ لأشغالٍ لهم في الِفناءِ
… أو بعد منتصف الليلِ
في الضوء الشاحب بآخر الشرفةِ
أو  وراء  الشاحنةْ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. آهات مغترب
    بقلم: مصطفى محمد رشدي مفتي
    إليكمْ إخوتي أُهْدي السَّلاما = وبسم الله أبدؤُكم كَلاما
    فراقُ أخِلّةٍ سكنوا شَغَافي = فشوقُ القلبِ قد أمسى ضِراما
    ونارُ الشوقِ لَعْجٌ في فؤادي = وبُعد الصَّحبِ أورثني السَّقاما
    بِقُربي من صِحَابي كانَ أُنْسي = ونأيُ أحبَّـتي جَلَبَ السَّآما
    تلعثم نبضُ قلبي مِنْ وداعٍ = فلمْ أملِكْ لِجَارِحَةٍ زِماما
    فهل يَلْتمُّ شتٌّ بعد دَهْرٍ؟! = وهلْ تَنْضَمُّ أشْتاتي تماما؟!
    ألا يا لاذقيّةُ أنْصِتِي لي = فلا تُلْقِي على واشٍ سَلاما
    أُحِسُّ صَدَى شُجُونكِ في جَنَاني = فقدْ وَهَنَتْ ضُلُوْعِيَ والعِظاما
    وطَيفُكِ حاضرٌ دوماً أَمَامي = يُنَاديني كَفَى بُعْداً، إلامَ؟!
    فأنتِ أنا، ونحْنُ معاً أَلِمْنا = رَمَونا دُونما ذَنْبٍ سِهاما
    وَذِكْركِ غُصَّةٌ أشْجَتْ فؤادي = فطلَّقتُ المَبَاهِجَ والمَناما
    أنا طِفْلٌ أضاعتْني المَنَافي = فزادتْني إلى تِيْهِي هيَاما
    أنا طيْرٌ أُكَابِدُ مِن جِرَاحيْ = رأيتُ مَرَابِعيْ أضحتْ رُكاما
    أنا البحَّارُ تِهْتُ عنِ المَرَاسيْ = فأمواجيْ تُلاحِقُنِيْ لِطَاما
    أنا آهٌ تردّدها الثَّـكالى = يَضجُّ لِهَولِها كُلُّ اليَـتَامَى
    أنا تَـنْهيْدةٌ جوفَ الليالي = ينوءُ بِسَتْرِها كلّ الأَيَامَى
    أنا سِفْرٌ منَ التّاريخِ يَحْكيْ = جِنايَةَ ظالمٍ أرسىْ الظّلاما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى