صفحات الناس

ملوك جدد وأولياء عهد جدد وجمهوريون جدد

null
لدينا في عالمنا العربي ملكيات قديمة يطلق عليها ممالك أو إمارات ومعضمها تتوارث الحكم عموديا وبعضها تتوارثه أفقيا .. وأكثر من دولة عربية أطيح بنظامها الملكي واستبدل بنظام جمهوري وهو تغيير بدأه الرئيس الراحل جمال عبد النصر الذي نجح في العام 1952 بخلع آخر ملوك مصر ‘فاروق’ المتحدر من أسرة الألباني الأصل ‘محمد علي’ الذي أسس الحكم الملكي له ولأسرته من بعده في العام 1805 وفي خضم المد الناصري القومي والثوري نجح اليمنيون بدعم عسكري مصري بالإطاحة بمليكهم (1958) ثم أعلنوا تحول اليمن للنظام الجمهوري وعلى التوالي أطيح بالأنظمة الملكية في العراق (1958) ثم في ليبيا (1969) لتعلن وعلى رؤوس الأشهاد جمهوريات عربية معادية ورافضة للأنظمة الملكية.
جلس الجمهوريون الجدد في البلاد العربية التي ذكرناها فوق كراسيهم ومارسوا قمعا ضد شعوبهم لم يمارسه من سبقهم من ملوك العرب ثم مددوا لبقائهم فوق هرم السلطة لعشرات السنين، ومن أجل هذه الغاية لجأوا لأساليب عديدة تعتمد الخداع والتضليل فتارة تحت يافطة حزبية وتارة أخرى تحت ادعاءات ثورية أو إصلاحية زائفة وفي جميع الحالات أجروا استفتاءات أو انتخابات شعبية محددة نتائجها مسبقا… فلا رجل يعلو فوق قائد الثورة الملهم وما من أحد يصلح لقيادة البلاد غيره، لأن طلته بهية وبدونه سوف يجوع الشعب ويعرى ويشقى.
بالأمس واليوم احتكر ملوكنا وأمراؤنا جميع السلطات واليوم وبالأمس احتكرها أيضا جميع رؤسائنا الجمهوريين فلم يعد المواطن العربي يفرق بين ملك وبين رئيس جمهورية .. الملك يمدد تلقائيا ويورث تلقائيا ولا من معترض والرئيس يمدد بالتحايل وبالالتفاف على دستور الدولة ثم يورث بتحايل أشد، وليس من أهمية تذكر للمعارضين فلتذهب شكواهم الى الجحيم طالما ان أياديهم قصيرة وإن كانت عيونهم بصيرة.
تعلن دولنا العربية الملكية والأميرية أسماء أولياء العهود وهي لا تجد حرجا في ذلك، أما الجمهوريات العربية فلا تعلن أسماءهم لكن لا تنفك تلمع أسماء أبناء الرؤساء لتهيئتهم لولاية العهد غير المعلن عنها . جميعهم يستقوون على شعوبنا المستضعفة صاحبة الأيادي القصيرة والعيون البصيرة، نحن المواطنين العرب نعرف حكامنا الحاليين ونعرف مسبقا حكامنا القادمين ولقلة حيلتنا لا نجد أمامنا غير تمجيدهم والتصفيق لهم والترحيب بهم.
اعتدنا على ملوكنا الجدد في الجمهوريات العربية وقبلنا صاغرين بأولياء عهودهم الجدد فما باليد حيلة، لقد ودعنا الحرية التي كنا نتغنى بها وقبلنا ان نكون مطايا لا حول لها ولا قوه ولا بواكي لنا حيث لا ينفع البكاء طالما أعرضنا عن قول الله تعالى: ‘ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم’ صدق الله العظيم.
عمر عبد الهادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى