صفحات الناس

بنطلون لبنى الحسين

null
أمين قمورية
اقبضوا على “بنطلون” لبنى الحسين، اسحقوه تحت اقدامكم، مرمغوا به الارض، اجلدوه واجلدوها معه، مزقوه، قطعوه اربا، ارموه بالرصاص… انه المجرم الرقم واحد في السودان الذي يستحق ان تلاحقه محكمة الجنايات الدولية ومدعيها العام لويس مورينو اوكامبوا والانتربول الدولي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. يجب احضاره فورا بكل السبل والوسائل، ومحاكمته سريعا. لا تجوز الرحمة عليه ولا الشفقة اعدموه فورا واخفوا جثته عن الخليقة حتى لا يحوله الفاسقون مزارا. اقلعوه من الذاكرة حتى لا تستسيغ النساء “الفاسدات” حكايته وتضرب عدواه ارض السودان، ارض السلام والوئام والمحبة، ويعيث فيها فسادا.
كم من جريمة ارتكب هذا البنطلون الجائر الظالم؟ كم من فعل شنيع اقترف؟ الا يكفي ما ارتكبه من ابادة جماعية في دارفور؟
الا يكفي الدم الغزير الذي نزف بسببه في اعالي النيل وكردفان وابيي؟
الا يكفي ما سببه من اضطرابات في بلاد النوبة وبين اهالي البجا؟
هو المسؤول عن جوع فقراء السودان، وعن الجفاف في اغنى ارض زراعية في العالم. هو المحرض على الاقتتال القبلي المروع بين ابناء الدينكا وابناء الشلوك والنوير في جوبا وملكال. هو فتيل الفتنة بين الشمال والجنوب. هو الذي افسد علاقات السودان بكل جيرانه. هو حامي الرقيق والعبودية. هو الذي جذب المستعمرين مرة اخرى الى الارض الطاهرة وجعلوها مرتعا لتقاسم الغنائم. هو من اعاد الاثيوبيين الى الصومال وجعل اديس ابابا تتلاعب بمياه النيل. هو الذي خرق الامن العربي المشترك في البحر الاحمر والقرن الافريقي ومنابع النيل… ملعون ابن ملعون هذا البنطلون.
كيف للبنى الحسين ان ترتكب هذه الفاحشة التي لا تصدق؟ كيف لهذه الفتاة “الشائنة” ان تتحدى القيم والاحتشام وتخدش الحياء العام في المدينة الفاضلة؟ كيف لها ان ترتدي لباس العار؟ لقد ســــوّدت وجــــه الوطن والامة والعروبة… يا للعار!!
احرقوه، حطّموا الشاشات الفضية التي تعلّم فتياتنا هذه التقليعات المسمومة. اضرموا النار في المنشورات والمجلات التي تزعزع ثقافتنا المثالية. تخلصوا من دواوين محمود درويش ونزار قباني. ادفنوا كتب حامد ابو زيد ونجيب محفوظ وصادق جلال العظم، اطعموها للجمر حتى لا تتمكن من عقول ابنائنا. اغلقوا الجامعات والمدارس وحولوها سجونا للجانحين والفاسدين امثال لبنى الحسين ورفيقاتها. الغوا دور السينما والمسارح واجعلوها دور عبادة او دور تنسك. عودوا الى الجاهلية… هناك نرتاح ونُريح ولا نرى الفاسقين والفاسقات مرتدي البنطلونات والتنانير… اخ ماذا لو كان بنطلون لبنى “شورت”؟
يا محاكم التفتيش عن البنطلونات في السودان. يا مطاردي الكتب والمسلسلات الفكاهية في كل العالم العربي. ويا آمرة النهي عن المنكر في غزة وفي الممالك والامارات والمشيخات ومعظم بلاد الامة، اذا كنتم عاجزين عن القيام بالمهمة الصعبة المولجين القيام بها حتى يستقيم المجتمع ويعود عن الضلال، ننصحكم بالاقتداء باخوانكم العراقيين الذين استعانوا بالاحتلال الاميركي للانقضاض على القوانين التي كانت قائمة قبل الغزو، وكانت تساوي بين المرأة والرجل وتقر بالزواج المدني. فاول عمل “ديموقراطي” اقره مجلس الحكم العراقي بعد تسلمه الحكم تحت الغطاء الاميركي، كان الغاء قانون الاحوال الشخصية وقانون الزواج المدني واعادة النساء الى نقطة الصفر. فافعلوا مثلهم، وابحثوا عن محتل يعينكـــم في هذه القضية التي صارت بجدارة قضيتنا الاولى.
•••
ويل لقوم يحشرون رؤوسهم بين جنبات بنطلون.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى