صفحات الناس

شعبية الـ ‘فيس بوك’ تزداد في سوريا

null

حسن سلمان : ميدل ايست اونلاين

حجب موقع الـ ‘فيس بوك’ في سوريا يزيد من شعبيته، والبعض يعتبره متنفسا للشباب السوري للتعبير عن آرائه.

رغم حجبه من قبل الحكومة السورية قبل عدة أشهر، مازال موقع فيس بوك يتمتع بشعبية كبيرة لدى الشباب السوري، حيث فاق عدد المشتركين بالموقع من سوريا 38 ألفا.

ويبرر البعض قرار الحجب بكون الموقع يشكل قاعدة بيانات كبيرة يمكن الاستفادة منها في معرفة أمزجة واهتمامات عدد كبير من الشباب السوري على اختلاف انتماءاتهم واهتماماتهم “إعلاميين-فنانين-رجال أعمال”، فيما يذهب آخرون إلى اعتبار قرار الحجب يندرج ضمن مسلسل الحجب الذي طال عدد من الصحف والمواقع الإخبارية العربية والعالمية.

ويرى الإعلامي أيمن عبد النور رئيس تحرير موقع “كلنا شركاء في الوطن” أن فيس بوك يشكل متنفسا لعدد كبيرا من الشباب السوري، وفرصة للتعبير عن آرائهم في القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية بعيدا عن مقص الرقيب.

ويشير عبد النور إلى إمكانية استخدام الموقع كـ “وكالة أنباء شخصية نعبر فيها عن أرائنا”، إضافة إلى التعارف وتبادل المعلومات والخبرات والتعاملات التجارية بين الأفراد والشركات من خلال تأسيس عدد من المجموعات، والتي يمكن اعتبارها مواقع أو مدونات شخصية تمنح مُؤسسها هامشا كبيرا في التعبير عن آرائه أو الترويج لعمله، ودعوة عدد من الأشخاص لمشاركته في ذلك.

وفي إطار دراسة أعدها عن الموقع، يصنف عبد النور المجموعات السورية الموجودة في الموقع إلى عدة أنواع، يأتي في مقدمتها المجموعات التي أسسها المغتربون المدفوعون بالحنين إلى الوطن وتكوين صورة جيدة عنه في الخارج، ومنها “السوريون في دولة الإمارات” و”السوريون في بريطانيا” وغيرها.

ويأخذ التصنيف الثاني، حسب عبد النور، طابعا قوميا خاصا بالسوريين بشكل عام من خلال مجموعات من قبيل “السوريون في العالم” و”كل السوريين على الفيس بوك”، إضافة إلى تصنيف آخر خاص بالمدن السورية مثل “الحياة في دمشق” و”قاسيون” و”بحبك يا حمص” و”عجب كم حلبي في فيس بوك” وغيرها.

ويشير عبد النور إلى وجود بعض المجموعات الخاصة بالإعلام السوري مثل “صحافة سوريا” و”لا لحجب مواقع الإنترنت في سوريا” و”كلنا شركاء في الوطن” التي أسسها عبد النور مع بعض الأصدقاء، وأخرى خاصة ببعض الأماكن مثل “مقهى الروضة” و”مطعم حارتنا” و”شباب وصبايا القصاع والغساني“.

وفضلا عن مجموعات الفنانين ورجال الأعمال والمجموعات التي تأخذ طابعا هزليا مثل “عزاب وهم” و”أحلى النكات الحمصية”، ثمة بعض المجموعات التي تتناول قضايا سياسية وفكرية واجتماعية مثل “أوقفوا الضغوط السياسية على سوريا” و”إلغاء عقوبة الإعدام في سوريا” و”نحو مجتمع علماني” و”أوقفوا جرائم الشرف” و”الحرية لميشيل كيلو“.

كما يؤكد عبد النور وجود مجموعة خاصة بالرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته وأخرى خاصة بالجيش السوري، لكن يؤكد بالمقابل أن هوية مؤسسي هذه المجموعات غير معروفة.

ويضيف: “أنت لا تستطيع التأكد من الشخص المؤسس، كما أن إدارة فيس بوك لا تقوم بالمصادقة على مؤسس البروفايل أو المجموعة“.

ويؤكد عبد النور أن الذريعة التي سوقها البعض لتبرير حجب الموقع، وتتلخص بأن الحكومة السورية تخشى من اختراق الموقع من قبل جهات إسرائيلية لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من الحجب هو “منع التجمع“.

من جانبها تشبّه الصحفية رشا فائق الـ “فيس بوك” بالبحر الذي “يضم بداخله أعشاب وطحالب، وأيضا يحتوي أسماك صغيرة وأصداف وأسماك كبيرة وحيتان، وأحيانا قد يحالفك الحظ فتجد في شبكتك لؤلؤة أو على الأقل محارة جميلة“.

وتقول فائق إن هدفها من التسجيل في الموقع هو الحصول على معلومات وبيانات “ليست شخصية وإنما مجتمعية”، إضافة إلى التعرف على زملاء في الوسط المهني.

وترى فائق بأن الموقع يوفر إمكانية كبيرة للحوار والنقاش والتعارف، وهو”يستوعب جميع الأهواء والتركيبات النفسية والاجتماعية، والموضوع رهن بكل شخص“.

وتضيف: “الموقع ليس موقعا للبريد الالكتروني إنه مكان لقاء، من هنا أجد أن من يشارك به لابد وأن يعي منذ البداية موضوع الخصوصية وإمكانية اختراقه“.

وتشير فائق إلى أن تأسيس المجموعات وفتح مواضيع للنقاش وتبادل معلومات هي أمور مفيدة وهامة، ويمكن الاستفادة منه بشكل كبير على الصعيد الشخصي أو الجماعي، لكنها تؤكد أن هذه الأمور مرهونة بطبيعة المستخدمين وأهدافهم وليست مرهونة بالموقع وإمكاناته الكبيرة والمتنوعة التي يوفرها للمستخدمين.

وتضيف: “هناك مجموعات طريفة بأفكارها ومضمونها وحتى بأعضائها، وهناك مجموعات مفاجئة بمضامينها، فحيّز الحرية الكبير يصدم أحيانا،على الأقل بالنسبة لي“.

فيما يرى صفوان بركات أنه لا ينبغي النظر إلى فيس بوك بوصفه ظاهرة مستقلة، مشيرا إلى أنه يأتي في سياق التطور الطبيعي لاستخدام الانترنت، وهو برأيه ظاهرة “لا تختلف عن بقية الظواهر التي أفرزها تطور الإنترنت كالبريد الإلكتروني والمدونات ومواقع الفيديو، سوى أن فيس بوك يشملها جميعا“.

ولا ينكر بركات الدور الاجتماعي للموقع من خلال الروابط الاجتماعية التي يوفرها للمشتركين، مشيرا إلى أن السلبيات التي تُنسب للموقع هي ذات السلبيات التي تنسب إلى شبكة الإنترنت، و”هو لن يضيف شيئا على السلبيات الموجودة أصلا في الإنترنت“.

ويرد الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها فيس بوك إلى “الإخراج الجميل والخدمات التي يقدمها الموقع، بالإضافة إلى الخصوصية وثقة المشتركين، أما هامش الحرية فهو موجود في الفيس بوك مثله مثل معظم المواقع في الشبكة أي أنه لا يضيف شيئا في هذا المجال“.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى