صفحات الناس

علي فرزات: يرى أن آفاق حرية الرأي في بلاده ضيقة للغاية

null
دمشق – دب أ
أشهر رسام كاريكاتير سوري “ممنوع” من النشر في الصحف المحلية
في واحد من أغلى مقاهي العاصمة السورية دمشق، عند النافذة، يجلس فنان الكاريكاتير السوري علي فرزات ممسكاً بقلم حبر يرسم به على مفرش المائدة الأبيض الدقيق مجموعة من الدراويش.
أمام فرزات فنجان بردت داخله القهوة المخلوطة بالحليب، لعله نسي القهوة الموضوعة أمامه، بل لعله نسي العالم الخارجي بكل ما فيه من وسائل مواصلات تروح وتغدو وأناس يسرعون الخطى للهروب من شمس دمشق الحارة في هذا الصيف.
يشعل الفنان السوري ذو اللحية سيجارة أخرى ويرسم رجلاً آخر يرتدي تنورة واسعة وقبعة سامقة.
وعلى الرغم من أن فرزات واحد من أشهر رسامي الكاريكاتير في العالم العربي إلا أنه لا توجد جريدة واحدة في وطنه سوريا لديها الاستعداد لنشر رسومه التي يفضح فيها أساليب التعذيب والفساد والتعصب الديني والأساليب القمعية.
وعلى النقيض من الكثير من زملائه الفنانين فإن فرزات يرفض ما يعرف بـ”الرقابة الذاتية” التي تأقلم عليها كثير من زملاء مهنته.
يحكي فرزات ساخراً أن صحيفة مقربة من الحكومة السورية عرضت عليه أن يرسم لديها بانتظام فأرسل إليها 10 من رسوماته لكي تختار منها مادة للنشر إلا أنها ردت بأنها لا تستطيع أن تنشر أي عمل من هذه الأعمال العشرة.
يذكر أن رسومات فرزات تنشر حالياً في صحيفة “الوطن” الكويتية، ومن وقت لآخر تنشر في صحيفة “لوموند” الفرنسية لأن “آفاق حرية الرأي” في سوريا “ضيقة للغاية”.
فمن يوجه أي انتقاد للرئيس السوري بشار الأسد أو لحزب البعث الحاكم يتم استدعاؤه أولاً للحضور للمكتب الثاني “المخابرات العامة” للاستماع لأقواله، ويعقب ذلك في مرحلة لاحقة صدور قرار بمنعه من السفر.
أما من لا تردعه مثل هذه الإجراءات فمن الممكن أن يواجه مصير الكاتب المعارض ميشيل كيلو الذي حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات عام 2006 بتهمة “إضعاف الشعور القومي” حيث أودع كيلو، الناشط في مجال حرية الإنسان، في زنزانة مع 32 شخصاً من بينهم لصوص وقتلة.
وعند خروجه قال كيلو، الذي كان يدعو إلى تحسين العلاقات بين سوريا ولبنان وإلى ترسيم الحدود بين البلدين: “لاتزال سمعتي طيبة جداً في هذا البلد”، وكان هناك الآلاف في انتظار كيلو عند خروجه من السجن في أيار/مايو الماضي للترحيب به عند بيته، على الرغم من تواجد عناصر المخابرات لمراقبة الزوار أمام المنزل.
وإلى جانب كيلو فإن هناك الكثير من المثقفين السوريين الذين اعتقلوا بسبب مناداتهم بوضع نهاية للسيطرة المنفردة لحزب البعث برئاسة الأسد على مقاليد الأمور في البلاد، من بين هؤلاء المثقفين المعتقلين النائب السابق رياض سيف وناشط حقوق الإنسان كمال اللبواني الذي حكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً.
وفي بعض الأحيان تتطرق المحادثات التي تدور بين ممثلي الحكومة السورية والضيوف الأجانب إلى قضايا هؤلاء المعارضين السياسيين.
غير أن المعارضين السوريين يرون أن الضغوط الخارجية على النظام السوري بشأن حقوق الإنسان وحرية الرأي خفّت بصورة ملحوظة خلال الأشهر الماضية، حيث يقول أحد عناصر المعارضة السورية: “شيء جيد أن تتخلى الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عن الاستراتيجية الخاصة بعزل سوريا، ولكن في الوقت نفسه على السياسيين الغربيين ألا ينسوا الحديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية عندما يأتون إلى دمشق، كما حدث خلال زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدمشق”.
العربية نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى