صفحات سورية

في الذكرى الأربعين لحركة الجنرال الأسد !!

null
شبلي شمايل
بعد عشرة أيام مناسبة الذكرى الأربعين لما يسمى في الأدبيات الرسمية السورية “الحركة التصحيحية بزعامة القائد إلى الأبد حافظ الأسد”. وتصادف هذا العام يوم عيد الأضحى المبارك.
لن أستعرض العقود الأربعة، لأن ذلك يصيب بالقرحة، ويكفيني ما أنا فيه من أمراض. فعن ماذا أحدثكم، عن توحيد مركز القرار بيد شخص واحد وتأصيل عبادة الشخصية، عن تفعيل محكمة أمن الدولة من العام الأول بأحكام تصل للإعدام لترهيب الرأي غير المنضم لركب الرئيس، محاكم ميدانية، محاكم عسكرية، مجازر من سجن تدمر لمأساة حماه، وضع حد لاستقلال النقابات المهنية والعمالية، عسكرة البلاد والجامعات، زج أكثر من مئة ألف سجين سياسي في السجن، مقتل أكثر من 25 ألف إنسان في العدوان على المدن (من 1980 إلى 1982). وإعادة بناء طبقة أغنياء جديدة غير انتاجية من الكومبرادور ووكلاء الاستيراد والتصدير والخدمات على حساب المشاريع الإنتاجية.
استفادت السلطة أول عهدها من المال الخليجي، ثم حصلت عليه خوة من هنا وهناك.. ما سرق وهرب لخارج البلاد جعل من أشقاء الرئيس القائد يعيشون في ماربايا وباريس عيشة أمراء الخليج.. التعابير السورية في الرمرمة (نسبة لرامي مخلوف) والدوجنة (من عمل قادة المخابرات في كل أشكال السمسرة والشراكة بما في ذلك مزارع السمك والدواجن) كل ذلك لم يمنع الإبن من تراث الأب فيه شيئا بل عززه بانفتاح عشوائي لكل صاحب مال يؤمن بأن الركود السياسي عامل ازدهار للنشاط الاقتصادي.
الحصيلة مرة .. لكن في هذه الحصيلة تأصلت قضية غياب الأخلاق تماما وغياب مفهوم التسامح السياسي أو الحوار مع الآخر. كان الخلفاء في القرون الوسطى ينتظرون العيد للمصالحة مع خصومهم السياسيين، وفي الدول الغربية هناك مناسبات للعفو العام أو الخاص. في نظام آل الأسد العفو لا يتم إلا على المجرمين غير السياسيين لأن العمل السياسي جريمة لا استتابة فيها. لذا بعد عشر أيام وبمناسبتين أربعينية الأب وأضاحي الرب تنظر عائلات المعتقلين من شيخهم هيثم المالح إلى صغيرتهم طل الملوحي إلى قصر الشعب لتسأل: هل يمكن من أجل إنقاذ حيز صغير من تقاليد تعارف عليها كل البشر أن يصدر عفو تشريعي عام عن معتقلي الرأي في سورية (عفو لأن اسمه في القاموس الرسمي كذلك، وفي قاموسنا إطلاق سراح لأنهم غير مذنبين)، وأقول معتقلي الرأي لأنني متأكد من أن مافيات الجريمة المنظمة والجريمة الاقتصادية في رأس قائمة العفو الرئاسية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: قضايا الديمقراطيه والحريات في سوريا والعالم العربي:17-11-2010م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى