صفحات ثقافية

الناقد السوري حسام سفان يفوز بجائزة أكاديمية روما للمسرح والنقد المسرحي

null
محمد الحيجي
ديرالزور- سانا –  اليوم
بعد فوزه بالعديد من الجوائز على المستويين المحلي والعربي حقق الكاتب والناقد المسرحي حسام سفان حلمه بالفوز بجائزة عالمية رفيعة هي جائزة أكاديمية روما للمسرح والنقد المسرحي حسبما أعلنت الأكاديمية في العاصمة الإيطالية روما في 19-6-2008.
وقد تم اختيار عمله “مسرح العبث عبث المسرح” للفوز بالجائزة الأولى من بين أكثر من 2600 عمل عالمي، قدمها نقاد مشهورون مثل الإسباني ميلان كونديرا الذي حل بالمرتبة الثانية.
ويأتي فوز السفان تتويجا لمسيرة حافلة حصد خلالها العديد من الجوائز كان آخرها تكريم الجمعية الدولية للمترجمين الدوليين العرب له في المغرب كواحد من المفكرين المبدعين الذين أثروا بتطور الحركة الفكرية والأدبية عربياً.
عن فوزه يقول حسام سفان: في الساعة الأولى من سماعي نبأ الفوز بالجائزة شعرت أنني حققت هدفاً كنت أسعى إليه بل يسعى إليه كل أديب وناقد وفنان وأحسست أنني خطوت أولى خطواتي باتجاه درب طويل.
يعد البحث النقدي الذي قدمته “مسرح العبث.. عبث المسرح” التجربة البكر لي في هذا المجال، إذ أن نتاجاتي السابقة اقتصرت على مجال التأليف المسرحي ومجموعة قراءات صغيرة عن المسرح في الوطن العربي منشورة في الدوريات العربية مثل مسرح العبث وأثره في المسرح العربي التي تتبع فيها أوجه الشبه بين كل من توفيق الحكيم وسعد الله ونوس ويضيف السفان عن مشاركته بمجال النقد قررت المشاركة بالدراسات النقدية لسببين أولهما أنني فزت بجوائز عديدة في مجالات الأدب المختلفة وبالرغم من تكريم الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب لي كأديب وناقد إلا انني لم أشترك قط بمسابقة نقدية فقررت خوض غمار المسابقات بميدان جديد .‏
ثانيهما كنت أتوجس من خلال علاقتي بالمسرح مشكلة ما في المسرح العربي بعامة والمسرح “الديري” بخاصة فعملت على وضع نظرية تسعى لتطوير المسرح وقد اتخذت من المسرح بدير الزور نموذجاً لنظريتي وعندما أعلنت الأكاديمية الدولية في روما عن مسابقتها في شباط المنصرم كان المشروع قائماً بذهني فبدأت الكتابة ولم يكن الاشتراك بالمسابقة إلا هدفاً من عدة أهداف فقد كنت أنوي أن أتوسع بهذا المشروع مستقبلا ليكون رسالة دكتوراه أتقدم به للجامعة الأمريكية بالقاهرة التي كنت أراسلها في الوقت نفسه على هذا الأساس وعندما أنجزت دراستي النقدية ضمن الفترة المحددة أرسلتها وكان ذلك في اليوم الأخير لقبول الأْعمال المتسابقة وكان ماكان.
هذا ويتناول البحث الذي أعده الناقد ثلاثة محاور رئيسية، اولها الغوص في العمق التاريخي للمسرح، وصولاً إلى أرسطو وما طرحه في كتابه “فن الشعر” ثم يجري مقاربة مع المسرح العربي الذي قدم أرسطو بشكل خاطئ ويتحدث في المحور الثاني عن نظريته في المسرح والتي تستند الى ثلاثة اركان هي النص المسرحي والعرض المسرحي والجمهور ويؤكد على ثلاثة عناصر أساسية للمسرحية هي: تلاؤم الفكرة مع المجتمع أو الفكر‏ وتلاؤم اللغة وانسجامها مع الفكرة‏ وانسجام الفكرة واللغة مع الشخصيات وفي المحور الثالث يدرس الناقد أسباب الخلل في مسرح دير الزور ثم يتابع اسباب تأخر المسرح ويدرسها دراسة متأنية ويضع اقتراحات وحلولاً لأزمة في المسرح.
يذكر أن الناقد والكاتب حسام سفان من مواليد دير الزور 1976 يحمل الإجازة في الآداب جامعة حلب ودبلوم تأهيل تربوي ودبلوم دراسات عليا وماجستير دراسات سامية عضو الجمعية العالمية للنقاد العرب عضو الجمعية الدولية للغويين والمترجمين العرب عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب عضو جمعية القصة السورية وله العديد من القصص والمسرحيات والدراسات المنشورة أهمها:القادم، أحلام خارجة على القانون، تعالوا معي إلى جهنم، شيزوفرينيا، يداً بيد وفاز معظمها بجوائز على المستوى المحلي والوطن العربي يعمل مدرساً للغة العربية في أبو ظبي.

بطاقة تعريف الكاتب: حسام سفان
مواليدسوريا 1976 .
الشهادات :
– تخرج في جامعة حلب – كلية الآداب / قسم اللغة العربية .
– دبلوم دراسات عليا .
– دبلوم تأهيل تربوي .
– ماجستير في الدراسات السامية .
الأعمال التي مارسها :
–  محرراً للصفحة الأدبية في جريدة المسيرة .
– عمل مدرسا ًً للأدب العربي في مدارس حلب ، ودير الزور،
وفي معهد إعداد المدرسين بدير الزور – قسم اللغة العربية،
وفي جامعة حلب  .
–        يعمل الآن مدرسا ً للغة العربية وآدابها في “أبو ظبي”
المشاركات والأعمال الفنية :
–        اشترك في العديد من المهرجانات المسرحية في سوريا
” مهرجان الهواة ، الشبيبة ، الطلبة ” .
–        دعي لدورة لمدة شهرين في الإخراج المسرحي بدمشق 2003 .
–        دعي واشترك في  أسابيع ثقافية للإبداع الأدبي  في دمشق وحمص 1995-1996- 1997.
–        شارك في العديد من المهرجانات الأدبية في دير الزور 1991 – 1993، الرقة 1995، حمص1995- 1996 .
–        حائز على العديد من الجوائز ، منها جائزة الأديب سعد صائب أعوام 94-95-96-2003،
وجائزة اتحاد الكتاب العرب أعوام 95-96 -98
المنشورات :
–        نشر العديد من القصص والدراسات الأدبية والنقدية ؛ منها :
–        ماهية الكلمة الشعرية .
–        دراسة مقارنة بين الأساطير الشرقية والغربية .
–        مسرح اللامعقول وأثره في المسرح العربي .
–        تاريخ الموسيقى .
–        تاريخ الأدب التمثيلي .
–        الرسم والموسيقى وأثرهما في الصورة الشعرية .

نماذج من أعماله
عندما يطلق القطار صافرته الثانية

” ربّ صدفة خير من ألف ميعاد” هذا ما قلته وأنا أحتضن جاك عندما التقيته قريباً من محطة القطار . تعانقنا. تبادلنا قبلات معجونة بشوق خمس سنوات فرّقتنا. شدّتنا خيوط الحديث إلى إحدى الطاولات في استراحة المحطة.. وعلى الطاولة نبشنا ذكريات الدراسة  “فجرّتنا” إلى كلية الآداب “رفعت”  ناظريّ حتى التقت بعينيه، “فجزمت” آنذاك أنّ حزناً عميقاً  “مستترا ً”  خلف بريقهما، ” فأوّلت  “أنّ خمسة الأعوام قد غيرت “حال” جاك.
كان جاك طالباً مرحاً ..لا يمكن لمن يلتقيه أن يفارقه دون أن يصرعه الضحك ، فهو يمتلك قدرة عجيبة  لتحويل أكثر المواقف مأساوية إلى كوميدية . تـُـَرى مالذي غيًر حاله ..؟؟ لم يطل ضياعي بين شارات الاستفهام .. فلم يلبث أن انتشلني من حيرتي بقوله :
–  ألم تسمع بانتحاري…؟
ابتسمت ، وقلت في سري:( عادت حليمة لعادتها القديمة).
–  خير إن شاء الله . لماذا انتحرت..؟
– بل  لماذا أعيش .. وليس في الحياة ما يستحق الشقاء.؟ فأنا تخرجت منذ خمس سنوات كما تعلم ، لكنهم لم يتذكروني إلا منذ ثلاثة أشهر. أحمد الله على ذلك ، لكنهم عينوني مدرساً للفرنسية وأنا من قسم العربية . قلت لأذهب وأذكرهم لعل السنوات الخمس أنستهم ذلك . ساعات عديدة ، وأنا” معلقٌ ” على باب السيد مدير التربية ..
–  ممنوع الدخول .
–  يا ناس “ظرفي”  لا يسمح ” بالتعليق”  أكثر من ذلك.
– المدير عنده اجتماع .
–  اجتماع مع من .؟ لم يدخل “مضاف إليه ” .
–  المراجعة بعد الواحدة ظهراً .
– انتهى الدوام .
– راجعونا غداً .
– غداً ..غداً ..أمرنا على ربنا . راجعناهم غداً . غداً قالوا :غداً …وهلم جرّا  . أخيراً وافق السيد مدير    التربية أن يرى خلقنا …
– أستاذ .لقد عينتموني مدرساً للفرنسية ، بينما أنا مدرس للعربية .
– لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوى .
– حقاً, لكني لا أعرف شيئاً عن الفرنسية .
– بسيطة ..تعلّم .
– هل عينتموني لأعلّم ، أم لأتعلّم ..؟
– إذاً ما رأيك بالإنكليزية ..؟
– الإنكليزية على رأسي ، لكن هل بينكم وبين العربية ثأر …؟
– انتهت المقابلة . لحظة ..عليك أن تدرس التربية الإسلامية إضافة للإنكليزية .
– اسمي جاك
– لا تهمنا الأسماء . ما يهمنا هو الأفعال .
– أقصد أنني ….
– بسيطة ..
– هل أسلم ..؟
– على كيفك …فالديانات كلها تسعى للارتقاء بالأخلاق.
شهر كامل وأنا أكدح.. أدرس وأُدرّس. وفي الآخر أستلم راتباً لا يكفيني وعائلتي سوى أسبوع واحد . أسبوعاً واحداً نعيشه بأمان وبعدها يا رب السترة …
– الصغير يلزمه حليب ..
– نفد الوقود ..
– الغسالة تعطلت ..
– ………………
– من أين آتي بالنقود..؟ أقطع جسدي إرباً ..أم أبيع نفسي..؟ لم أجد أمامي سوى الانتحار، ففي الانتحار أخلص من المشاكل ومن كلمة هات. لكن كيف سأنتحر، وأنا لا أملك مسدساً ..المسدس أمره بسيط.. ندبره من أحد معارفنا الذين يحبون فعل الخير.. لكن الرصاصات من أين آتي بثمنها ..؟ استبدلت بأمر المسدس المشنقة ، لكن ماذا لو انقطع الحبل .. تنكسر رجلي .. يدي .. وأقعد معتوهاً، فيزداد الطين بلة ، فالحبال غير مضمونة هذه الأيام. قلت ليس لك يا رجل سوى القطار .. ميتته مكفولة وغير مكلفة .
– تصور يا عزيزي ..ثلاث ساعات وأناملطوع في محطة القطار..إلى أن شرّف البيك. ربطت جأشي ..قلت سأريح زوجتي ،علها تجد موسراً يتزوجها ، فيعيــلها هي والأولاد ، فينجون من حياة الفاقة والعوز التي ستصيبهم فيما لو بقيت حياً.علمتني الحياة أن أضحي من أجل من أحب …
أطلق القطار صافــرته الأولى، فبدأ المسافرون صعود العربات، بينما أناأقف على حافة الرصيف متأهباً لإلقاء نفسي على السكة حالمايطلق القطار صافرته الثانية. سيمضي القطارعلى جسدي، فيحوله إلى كومة من العجين، بل إلى مئات الشظايا المعجونة بالدم . لحظة واحدة وينتهي كل شيء. سأنزل عن ظهري حملاً ثقيلاً كوّمته السنون، بل لن يكون لي ظهر من أصله .
المسافرون يحملون حقائبهم للسفر إلى محطات أخر ، وأنا أحمل هموم السنين لأمضي إلى محطة بعيدة..ها، لكن هذا ليس سفراً، بل انتحاراً. أعوذ بالله ، فالانتحار من كبائر المعاصي ، وقد قرأت حديثاً عن عقوبة المنتحر(…ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها بطنه في نار جهنم …). هل من المعقول أن آتي يوم القيامة أحمل معي قطاراً..؟ لا مستحيل…إذاً يجب أن أجد شيئاً يسهل حمله.
كانت صافرة القطار موجة كهربائية صعقت جسدي .. رباه ما الذي أبعدني عن السكة كل هذه المسافة ؟ حاولت اللحاق بالقطار، لكنه مضى بعيداً .لا تظن أني توانيت.. أقسم لك إني حاولت اللحاق به لكنه مضى مسرعاً.
-على أي حال ..طمئني عن أخبارك ..كيف حالك..؟ماالذي تفعله هنا ..؟ أراك دون أمتعة؟.
أشرت بإصبعي إلى قطار كان المسافرون يصعدون إليه، وقلت :
–  أنتظر أن يطلق ذلك القطار صافرته الثانية .

تأريخ زهرة
-1-
في الخربة التي أحاطها بشير أفندي بسياج مدبج مبهرج لستر قوافل الماجنين الذين يدفعون له للتوافد عليه  طلعت …  زهرة .
-2-
الحشرات تحوم حولها . يجذبها بهرج اللّون والشّذا إلى أن تقع في الفخِّ إحداها ، فتحصد الرّدى ، بينما الطّيور تخطف النّدى ، ثمّ تمضي في السّماء عاليا ً .. دونما أذى .
-3-
زهرة كانت .. بعطر وأوراق .. وأشواك . داعبها نسيم الصّبا ، فتمايلت . تبادلها الأشخاص والأمكنة .. إلى أن هاجمها الذبول ، فانتهت إلى قارعة الطريق .. تدوسها أقدام السّابلة .
-4-
طائراً كان بعينين حزينتين وجناحين يحضنان الفضاء .. حاول انتشالها من مستنقع الطين ، لكنما أشواكها انغرزت بجسده النحيل . جرّته إليها ، بل حاولت ، لكنه كان طائراً ، لا حماراً .. فطار.
آلاف العابرين مروا غير آبهين بها .. وحده دنا منها . كان حماراً ، فـ… أكلها .

هكذا أصبحت مدمنا ً
عندما حطت بنا الطائرة في أرض المطار أحسست بأني هبطت من عالم آخر..أو على وجه الدقة في عالم آخر، فللوهلة الأولى لم أستطع أن أصدق بأن أمريكا تقاسمنا مجرة درب التبانة واستغرق الأمر وقتا طويلا لأقتنع بأن أهلها يستنشقون هواءنا .
على الرغم من العيون التي رمقتني شزرا لحظة وصولي وكأنها تحدق بجرذ خارج من جحره ، فقد شعرت بالرتياح وأنا أجرجر أولى خطواتي على أرض العالم الجديد، وأحسست وقتها بأن الطائرة هي الرحم الذي نقلني من عالم العتمة إلى النور .
عندما تجاوزت أسوار المطار لأستقل سيارة أجرة راودتني رغبة لم أستطع كبتها. رغبة جعلتني أضحك من كل قلبي ذلك اليوم لم تكن تلك الرغبة سوى النباح، فنبحت نبحت وأنا رافع رأسي ، وأدركت آنذاك أن ثمة فرقا مابين واشنطن و… وطني .
وصلت الحي الصيني فاستعنت بالخريطة التي زودني بها صادق معروف ، وبفراستي البدوية لأتعرف على المنزل الذي سأقطن به . وراء الباب استقبلتني امرأة لم تختلف عما رواه عنها صديقي صادق إلا بكونها قد جاوزت الثلاثين قبل ولادتي وتحتاج إلى جرأة أو نبوءة لاكتشاف أنوثتها .
كانت هيلين قد أجّرت الغرفة المجاورة لغرفتي لشابة مكسيكية تعمل في ناد ليلي ، أما الغرفتان المقابلتان ، فقد استخدمت إحداهما ، وأجّرت الأخرى لعجوز فرنسي ، بينما حلّ هندي على السطح ،مما أشعرني بالغبطة وأنا أستمع إلى المعلومات من فمها . فما من أحد سينافسني على جارتي ..
قبلت الكأس التي قدمتها لي جارتي بالرغم من أنه لم يسبق لشفتي أن عاقرت كأسا من ذي قبل ، فاحتسيتها ووقتها اقتنعت بما قال غاليلو بعد أن دارت الأرض بي ، فشتمته .. ولكي لا يظن الأمر شخصيا ،  فقد شتمت كولومبس .. وجورج واشنطن .. ولما تذكرت بأني لم أعد هناك في الوطن نبحت ، وشتمت الملوك والمحققين ورجال الشرطة والسجانين وكلّ من ألهمني الله شتمه ، ولما وجدت أن كأسا واحدة لا تكفي لشتم كل من يستحق، فقد طلبت كأسا ثانية ، وثالثة ، و…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى