صفحات سورية

ملحق لديمقراطية الشتائم

null
منذ انشاء صفحات سورية عام 2003 حتى الآن اعتمدت على مبادئ ثلاثة لم تحد عنها ألا وهي الحرية والتعددية واحترام الآخر، وكنا على الدوام صفحات منفتحة، عقلانية دون تخندق ايديولوجي أو أحكام مسبقة.
ولكننا هنا نود الأشارة الى النقاط التالية
المقالات التي يرسلها أصحابها إلينا، من النادر أن يشيرون إلى انتماءاتهم، أي أن يشير الكاتب إلى أنه عضو من الجماعة الفلانية أو الحزب الفلاني. ولم نسألهم أبدا عن انتماءاتهم، لأن ذلك ببساطة لا يدخل في صلب عملنا كصحافة مستقلة.
نحن نقرأ المقالات التي تصلنا بالبريد الألكتروني بمنتهى الحرص، ولأننا قراء مهرة ومتابعين دقيقين للشأن السوري، فنحن ببساطة نكتشف من السياق إلى أين يميل هذا الكاتب أم ذاك، يتعرى أمامنا النص، فالكاتب مهما كان ذكيا، لا يستطيع اخفاء مشاعره وميوله وتوجهاته الايديولوجية.
ونستطيع اكتشاف أيضا مدى ارتباطه بهذه الجهة أو تلك، فبعض الكتاب يميلون إلى استعراض قوتهم وقدرتهم وعلاقاتهم أمام القارئ، بعض الكتاب لازال يعتقد أنه يكتب لقارئ غبي، ويستخف بامكانياته في البحث والتدقيق.
ولكي يكتمل المشهد، فاننا لا نعتمد في تشكيل وعينا بالشأن السوري على المقالات الدبلوماسية التي يكتبها كتاب معينون من قيادات أحزابهم أو تنظيماتهم، ولكننا نتابع في العمق، نتابع رأي الناس في قاعدة الهرم، نتابع المنتديات وما يكتب بها حيث يكتب الكتاب هناك بدون قفازات من مخمل، ونتابع غرف المحادثة العلنية على الأقل في البال توك وغيره، ونعرف توجه تلك الجماعة أو الأخرى، عبر توجهات القواعد، نجري بحثا متأنيا كل أسبوع عن مستجدات الشأن السوري، وغالبا ما نجد مفآجات مهمة في انتظارنا. لم ننشر ذلك لأنه ببساطة يحتاج إلى مؤسسات تفرزه وتقرر اتجاهاته، ولعل المخابرات المركزية الأميركية أو جهات أخرى أوروبية تقوم بهذا العمل المخابراتي الذي ستنشر نتائجه ذات يوم.
نحن بالتأكيد لسنا طرفا ضد طرف آخر، ولسنا معنيين بالتخندق والتحزب الأعمى، لذلك نشرنا لكل أطياف المعارضة السورية بدون تمييز، ولم نآبه سوى لنوعية المادة وجديتها، وسنظل بالتاكيد على نفس الطريق.
مناسبة هذا الكلام، أن البعض ظن بصفحات سورية أنها تقدم معلومات مغلوطة أو لا تستند إلى براهين ولا اثباتات، ,انه لم يصل صفحات سورية مقالات تتسم بالبذاءة فيما يتعلق بانشقاق جماعة الأخوان المسلمين في سورية عن جبهة الخلاص الوطني، ورغم أن مبدأنا يتلخص بأننا لا نرد على المقالات التي تتناولنا سواء بالمدح أو الذم، ولكنها الآن قضية عامة وليست مسألة شخصيةولأننا نحترم قراء صفحات سورية ومتابعيها لذلك سنقدم على نشر جزء صغير من المقالات التي وصلتنا والتي تتناول هذا الشأن، مع اعتذارنا الشديد للقراء والمتابعين عن بذاءة المقالات واستخدام ألفاظ شائنة مخجلة من كتاب تلك المقالات -مع الأشارة بأننا لم نذكر أسماء كتاب هؤلاء الكتاب- في وصف معارضيهم في الرأي، وسننشر هذه المقالات لهذا الأسبوع فقط، ومن ثم سيتم حذفها تماما، لأننا ننأى بصفحات سورية أن تنزل إلى هذا الدرك.
ولأن عدد الرسائل الذي وصل الينا كان كبيرا، وملفتا للنظر ببشاعة لغته، كان من غير الممكن السكوت وتجاهل ذلك، فكان لابد أن نكتب رأينا في ذلك، محاولين قدر الامكان الاشارة إلى قضية مهمة للغاية بأن أن الديمقراطية  هي مشروع إعادة بناء الفرد والرأي العام على أسس جديدة، إنسانية. بهذا المعنى ليست الديمقراطية هدفاً بعيداً نحلم بالوصول إليه وننتظر قدومه أو الانقلاب التاريخي الذي يجعله ممكناً. إنها تربية يومية ومنهج إحياء إنساني يبدأ منذ الآن ومن قبل جميع حاملي المسؤولية وقادة الرأي. باختصار معركة الحرية واحدة لا تتجزأ. إنها تكمن في مواجهة كل ما يقف عقبة أمام تحرير الإنسان واستعادته ثقته بنفسه وكرامته
حسين الشيخ
المحرر المسؤول عن صفحات سورية

ملحق نماذج عن الرسائل التي وصلت صفحات سورية

كلب ينبح  وأولهم هذا الديوث المدعى بالمقداد هذا العاهر في كرخانات الغرب المُحشش المأفون
ما رأي الجبهة والسيد خدام بهذا العواء
هل يجب علينا أن نتأدب مع هؤلاء ومن وراءهم لأنهم معارضون أم نشتغل فيهم ونكشف خباياهم سؤال سنصبر على الإجابة عليه ولكن ليس طويلاً ، وإنها بداية حرب ومعركة لن تنتهي إن لم يكفوا سفهائهم ، والمُتحللين من دينهم وأخلاقهم وقيمهم
من الطبيعي أن تبدأ معركة كلامية يبدأها الطرف المُعتدي بالإفتراء ولكن من غير الطبيعي أن تستمر والسيد البيانوني على تلفزيون ال ب ب سي يقول لا زالت أيادينا ممدودة لكل القوى الوطنية والإنسحاب لا يعني التعادي والخصومة ، وأتمنى أن يتفهم الوسطاء ماوراء هذا القول ، وأبعاد الدخول في المُشاحنات
أوقفوا الكذب والخداع يا إخوان سورية
وأخيرا نتنفس الخلاص من حمل ثقيل خيم على على صدورنا نحن طالبوا الحرية لشعبنا السوري …حرية من نظام بشار الفاسد الشمولي وحرية حقيقية لشعبنا كله بأقلياته وأكثريته
بنسائه وأطفاله…..بعلمانيته وتدينه….بحريته أن يؤمن بماشاء…..حريته بأن يمارس حريته تحت قانون علماني عقلاني يضمن حرية المواطن الحقيقية بأن يعيش حراّ …حرا يأن يطلب رحمة الرحمن إن أخطأ ……حراّ من أن يأمره ويحاسبه العبد على عبادة المعبود .
بحرية الطفلة أن تلعب وتدرس من دون مجرم قذر شبق أن يكون قادراّ على اغتصابها تحت راية الزواج ؟؟؟!!!
اليوم انسحب الإخوان المسلمون  من جبهة الخلاص!!!! ويدّعون في بيانهم أن سبب الخلاف
هو غزة والحرب المجرمة عليها …وأن بقية الجبهة لم تقدم المطلوب بإتجاه القضية الفلسطينية …الخ …الخ من كذب وتزوير للحقيقة …
قضية فلسطين لم تكن أبدا جزئا من هذه المعادلة …… قرر الإخوان وقف معارضتهم للنظام الفاسد في سورية بناء (حسب زعمهم) “لحشد الجهود لدعم أهلنا في غزة”…..
جاء هذا الإعلان في غمرة المذبحة البشعة لأهلنا في غزة…..
لكن ما أخفاه الإخوان أنهم كانوا غارقين حتى رؤوسهم في مفاوضات مع النظام السوري بواسطة القرضاوي وتركيا من وراء ظهور حلفائهم بجبهة الخلاص وإعلان دمشق.
وما طلبه النظام شروطا في هذه المفاوضات كانت
أولاّ أن يعلن الإخوان توبتهم…….(وتعني إعطاءه شهادة في الوطنية)
فقرر الإخوان وقف معارضتهم أو بالأحرى الوقوف معه

ثانياّ ومن دافع الحقد على عبد الحليم خدام أن ينسحبوا من جبهة الخلاص…..لاحظ لم يطلب النظام منهم الإنسحاب من إعلان دمشق؟؟؟؟؟
يامسكينة فلسطين حتى إخوان سورية يتاجرون بها
ما كانت فلسطين سببا في هذا …..بل حلم البيانوني وزهير سالم بأن يكونوا يوما ما مثل غول تركيا….يعتبرون بشار الأسد سيبلع ما سيقدمونه لهم ويفتح لهم الطريق لحلمهم
فليهنأ بشار بهم وبهم ببشار
ولنحتفل بحريتنا منهم ولنعلنها على الملأ أننا طالبون الحرية من كل مغتصب ….
أكان بشاراّ ببدلة رسمية أو ملتحيا ببدلة باكستانية
فكلاهما يعيشون على اغتصاب حريتنا…وكلاهما يتاجرون بفلسطين الحبيبة حتى يستعبدونا ….مسكينة فلسطين……مسكينة فلسطين …….
أه فلسطين…لوكنت قادرة على الكلام….!!!!


مرآة الخطيب وأشباهه ” 1 ”
هذا الخطيب اسمه فاضل من الفضالة وليس الفضل بمعنى الحُثالة كونه قد قلع ثوب الحياء عن وجه وهو يُحدثنا عن المرايا ، ولا أدري عندما ينظر مرآته .. ماذا يرى؟
في السابق كان يتجرأ مستهزئا بالذات الإلهية وبديننا الإسلامي وأنبيائنا وقيمنا وأخلاقنا ، وقد تحدثت حينها إلى أحد أعضاء جبهة الخلاص عن تلك السفالة فتبرأ منه ومن قوله ومن أشكاله ، وأذكر حينها أنّ مقالاته قد سُحبت من المواقع ، كما واعتذر البعض عن نشرها ، حتى وصل بالبعض أمر الاستهجان أن وعد ألا يُدنس هذا الوغد موقعهم أبداً كما وصفه باللفظ ، وقال لي آخرون بأننا سنقلب الطاولة لوجود أمثال هؤلاء في الجبهة ، ولم أُتابع الموضوع بحينها لأن شكله اختفى منذ  ذلك الحين ، ولم نعد نراه إلا ذليلاً خانعاً مُنكباً على وجهه القبيح، وفجأة اليوم طفا على السطح بعد انسحاب الإخوان المسلمين من جبهة الخلاص كسبع البورمبا بعد أن صار قائداً ومُنظراً ومُرشدا لينال من رموزنا مُستهدفاً شيخنا وحبيبنا العالم المُجاهد الرباني فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله دون سبب سوى لسفالة عنده وانحطاط أخلاقي يجره على الدوام للوقوع في بيارات الوساخة لينضح بما ابتلعه من القاذورات التي لا تُعبر إلا عن نتانتة ودنسه ، وهو كذلك لم يستحي أن يوجه سهامه الى المُقاومة الإسلامية المنيعة الحصينة حماس التي اضطر الغرب بالاعتراف بها لما أثبتته من بسالة في وجه الطغيان الإسرائيلي الذي وصفها رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بالمُعيق لمشاريعهم وطموحاتهم ، ووجوب القضاء عليها لكسر الإرادة العربية والإسلامية عندما تتكسر شوكة حماس
وقبل أن أخوض في مرآة الخطيب التي نظر اليها القرد وتعجب من جماله
، ومثله فعل هذا الخطيب الذي تبرأ من قيم الأمّة ومن جذوره وطالبنا أن نكون مثله في أفكاره ، نعشق المومسات ، نفجر نتخذ الخليلات نستبيح الحُرمات ونكفر بالإله ولا نتقيد بثوابت ونجعل ذلك بقانون ، ندعو إلى الإباحية حتى لا يُقال عنّا رجعيين وكذلك يدعونا أن نقتدي به وبأمثاله ، ونذهب الى مجتمعنا وأهلينا ليسألوننا عن إنجازاتنا فنقول : من أجل عيني هذا الفضالة الزعيم المُلهم الذي تنازل أن يقبلنا في صفوفه وصفوف أشباهه بعد رجاءاتنا وتوسلاتنا له لخلق أوسع تحالف مُعارض كما جاء في تفاهته قررنا يا أحبتنا تحت إطار الحرية الشخصية أن نوافق على قانون الزواج المثلي وإباحة الزنا والمُحرمات ، والتعدي على الله والأديان وجعل كوندريزا رايس الآفلة قبلتنا لأنها حققت لنا الديمقراطية ، ودافعت عن الأحرار في كل مكان ، وفعلت لنا مع بوشها غوانتنامو وأبو غريب ، لتزيد على حُكامنا في مستوى الحريات التي ساعدها الغرب على تحقيقها لينتج عندنا عراقاً موحداً في المآسي والآلام  وأعداد القتلى الذين تجاوزوا المليونين ببركات العم سام ، الذي أوصل العالم إلى العديد من الكوارث وأهمها تدمير البيئية اللا أخلاقي ومُقدار التلوث الكوني الذي أكثر من نصف بلاويه من وراء تعنته وامتناعه باسم الإنسانية للتوقيع على وثيقة الحفاظ على البيئة والحد من انتشار الغازات السامة التي تُسببت للملايين سنوياً من الأمراض القاتلة التي لم تعرفها البشرية من قبل ، وكذلك الكارثة الأسوأ المالية بفضل النظام الليبرالي الرأسمالي ، وغيرهما من الكوارث التي ليس وقت تعدادها هنا ، والتي تتسبب سنوياً بموت الملايين من البشر وليس الحيوانات ، ولكن البشر عند هؤلاء قسمان ولا أعرف في أي خانة يضعون هذا الخطيب وأشباهه
هذا الخطيب ومن يُمثل لم تكن مرآتهم يوماً المُثل العالية ، بل لم تكن مرآتهم إلا أكابر مُجرميها الذين لم يتجرأوا  يوماً على ما يدعونه زوراً بالحرية في انتقاد أسيادهم بأي شيء،  بل فقط يتغنون  بآثارهم القذرة ، فيُخفون حقيقتهم على الناس وعلى أنفسهم وما فعله هؤلاء  على أرض الواقع ليتكلموا بالقشور ، كالذي يلبس البدلة الأنيقة ولا تراه عن بُعد إلا بأبه صورة لكنك إن اقتربت منه فنتن رائحته تزكم الأنوف ، لأسأل اليوم عمّا فعله القرضاوي وما فعلته ربيبتهم أمريكا ، فالقرضاوي وقف مع أهلنا في غزّة الشامخة وطالب بُنصرتها على الكيان الصهيوني المُتغطرس الذي اعترف جنوده بقتلهم للمدنيين الأبرياء وبدم بارد ، بينما هؤلاء وقفوا ضد أهلهم وذويهم وحملوا مسؤولية سفك دماء إخوانهم في الدين والعقيدة إلى الضحايا في نفس الوقت الذي أرسلت فيه سيدتهم زعيمة الاستكبار العالمي أمريكا بمئات الآلاف من الأطنان من المُتفجرات وآلات القتل إلى هذا الكيان الذي أدانه العالم بأجمعه على جريمته ، ليُعوضه عمّا نقصه من آلة التدمير والقتل ويزيده بأضعاف مما فقده تشجيعاً له في سفك الدماء الطاهرة الفلسطينية ، ليزيد  في غروره وبطشه بدلاً من الدعوة إلى مُحاكمته وفقاً للتقارير المُصورة التي نُقلت على الهواء عن بشاعة ما ارتكبوه من الجرائم بحق المدنيين الأبرياء وبحق الإنسانية ، بل ذهبوا إلى مُحاكمة البشير الذي لم تكن لحكومته القدرة في وقف الاقتتال في دارفور أو الجنوب الذي تدعمه وتُغذية وكُلنا يعلم آلة الاستعمار بغية تقسيمه والسيطرة عليه     يتبع ….


السياسة فن الممكن ومبادرة الإخوان “2” والمفلح ومن على شاكلته
مشكلة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي والحركة الإسلامية بشكل عام أنهم على الدوام يتعاملون على أساس المبادئ وليس المصالح ، مُعتمدين في ذلك على الأسس الشرعية ، فلم يُبالوا بشيء عندما تحالفوا مع السيد عبد الحليم خدام على الرغم من الكثير من الانتقادات التي وُجهت لهم وما تزال ، ولم يُبالوا عندما قبلوا بانضمام أحزاب صغيرة لا وزن لها أو شخصيات مغمورة الى جبهة الخلاص للرفع من شأنها ، وكذلك لم يُبالون بأي طعنة وجهت لهم من حُلفاء الأمس ، مُعتمدين في ذلك كما جاء في بيانهم على الآية الكريمة (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )
ولأنهم أيضاً يُدركون سعة حجمهم وضخامة شعبيتهم وتفاهة وسخافة ونتانة فكر المتطاولين الذين لا يمتلكون أي قاعدة شعبية ، بل وحتى أفكارهم التي بشروا بها في السابق ذهبت إلى مزابل التاريخ ، بعدما تخلو هم عنها واعتنقوا الفكر المُعادي لها ، ولن أُطيل بهذا الشأن سوى للتذكير بحالة جبهة الخلاص اليوم التي أصبحت بكل أسف مرتعاً للتآمر وبث الأحقاد وتوجيه السهام على المؤسس الأم ، وبعدما أثبتت الأيام بأن لا حل لهذه المشكلة إلا بالبتر ، كون هذه الجبهة التي يتزعمها الإخوان والسيد خدام لم يستطيعا التخلص من هذه العناصر الموبوءة المُتسللة التي لم تُراعي في الحليف إلاً ولا ذمّة ، بل الأنكى من ذلك أن يتحول موقعنا الجميل سورية الحرة منبراً لهؤلاء ، وبما أتحفنا به هذا الموقع أخيراً بمقالات لا ينبغي أن تكون فيه إلا إذا تمّ تبنيها من المشرفين عليه ، بينما حجب في نفس الوقت للمقالات  التي ترد عليهم كتعبير عن روح الديمقراطية التي صار يتمتع بها هذا الموقع الذي طالب من خلاله غسان المفلح أحد كتابه بما توهمه أو تمناه أو رآه في منامه القيادات الواعدة في الإخوان المنقلبة على قياداتها بحسب رأيه المزعوم ، التي تؤمن كما وصفها بتبني فعلي وحقيقي لمفاهيم العصرنة والديمقراطية التي نراها هنا ، من خلال  الحجب وكلامه الممجوج والسافر العداء ، والذي يكشف عن حقيقة ونوايا هذه الزمرة التي التي طفت على السطح مؤخراً لتُتحفنا بالعجائب والغرائب
ومن العجائب التي ساقها هذا المفلح حشر الحركة الإسلامية في سورية بل وحتى التنظيمات الإسلامية في العالم العربي في الفلك الإيراني مُتناقضاً مع نفسه في مقالة كتبها منذ أيام عن حماس والتوجه السني الإسلامي بوصفه إياهم بالعصاة عن التوغل المذهبي الإيراني ، ولذلك هي كما قال سعت للقضاء عليهم في حرب غزّة ، وكذلك هو يلوم الإخوان صعودهم في قطار توجه الحركة الإسلامية ، وتبنيهم للاستراتيجيات الحركة الأم ، مُتمنياً عليهم الانسياق وراءه ووراء أفكاره الجهنمية ، ما لم فهم مُنساقين وراء المشروع الإيراني وتتويجه كسيد للموقف في مُغلطة فادحة ومكشوفة لا نستطيع ان نفهم من وراءاها إلا جلب  الاستعداء والتآمر ، ليدخل ضمن جوقة العازفين للمشاريع الغربية في بلادنا بعد أن ترك اليسار وتحول لليمين ، ليصير بين ليلة وضُحاها أكثر يمينية ، وملكاً أكثر من الملك ، ولينبري متشدقاً بمحاكمة البشير الذي أعلن الغرب فجأة أنه قاتل ، وصار علينا أن نُردد بأنه قاتل ، بينما أركان الكيان العنصري الصهيوني الذين ارتكبوا المذابح في غزة وفلسطين وبالوثائق والتصوير أبرياء ودُعاة السلام ، ومن ارتكب المجازر في العراق الجريح وأفغانستان ضحايا زرع الديمقراطية ، ليرهن أمور التغيير  على المحكمة الدولية في مُحاكمة الشهيد الرمز رفيق الحريري رحمه الله ـ التي طالت عليها السنين ، والتي لن تكون بأحسن من سابقاتها كما في لوكوربي ، والتي لن تكون على الأرجح إلا بتحقيق المزيد من المكاسب لأشقائنا اللبنانيين في السيادة والاستقلال ، وبذلك لا يكون دم الحريري قد ضاع سُدىً ، ولكن في الوقت نفسه لا يُؤمل بأن تكون النتائج أكثر من ذلك ، حتى لا نوهم الناس بشيء ويُصابوا بعده بالإحباط ، وخاصة بعدما رأينا الانفتاح الأوربي والأمريكي على النظام السوري ، والذي كما وصفه المفلح كمكافئة من الرئاسة الفرنسية على اجتياح حزب الله لبيروت
وأخر ما أود قوله من المقالة رقم 2 من هذه السلسلة المفتوحة من مقالات ” السياسة فن الممكن ومبادرة الإخوان ” التي سأتناول من خلالها الردود التي وصلتني على تساءل (كيف ترى مُبادرة الإخوان المسلمين ذات طبيعة اليد الممدودة بتعليق مُعارضتها للنظام السوري
) واستطلاعات الرأي الكاسحة المؤيدة لخطوة الإخوان ، والمُعبرة عن الاشمئزاز من الطُفيليات التي ظهرت على السطح وتُريد أن تصطاد في الماء العكر ، والتي أنضم إليها مُسفهاً للآراء التي تُريد أن تُعلمنا كإسلاميين ضالعين في العمل السياسي ما ينبغي علينا فعله وما لا ينبغي ، ونحن ذوو التاريخ النضالي المُشرف الطويل ، الذي لم نكن فيه يوماً إلا إلى جانب الشعب وطموحاته وتطلعاته ، ليأتي الأغرار في مُحاولة سخيفة لفرض الوصاية علينا ، في صفاقة وتبجح مُعتمدين في ذلك على أساليب خسيسة بغية التأثير وليس الحجة والإقناع ، مُبتعدين في نفس الوقت عن النقد البناء المقبول من أي طرف ما لم يكن فيه الإساءة الوقحة التي لا تقصد النقد بل التجريح ، في أسلوب مُستعل علينا ، وكأنهم يريدوا أن يُعلمونا أبجديات السياسة في استخفاف واضح للقراء والمُتابعين ، مُغالطين أنفسهم قبل غيرهم ، ومستغلين صفاء ونقاوة الاتجاه الإسلامي الذي باعتقادي لن يصمد كثيراً أمام هذه السخافات إن لم تُلم ويُضرب على أيدي سُفهائهم
لأقول في الختام : دعوا الناس تعمل إن بطرتم أنتم ، وليستفيد كُل طرف من امتداداته الطبيعية له في خدمة الشعب والوطن والصالح العام ، ولنُسخر كل طاقاتنا من أجل قضايا المظلومين ، لا أن نحمل السلاح على بعضنا ، والبادئ على الدوام هو الأظلم ، ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

السياسة فن الممكن ومبادرة الإخوان “3” وافتراءات كتن
الحركة الإسلامية وبما فيهم الإخوان المسلمين ، كانو وما زالوا على الدوام عُنصر جامع وليس مُفرق ، ولم تكن طلباتهم في يوم من الأيام مُنصبة لصالح حزبهم أو جماعاتهم ، بل كانت جميعها في خدمة الشعب ، والخطأ والصواب وارد عليهم مثلهم مثل غيرهم ، كما هي فكرتهم النموذجية المُطبقة الآن في تركيا ، فلم يَدّعو يوماً بأنهم الوحي الرباني أو أنهم سلطة الله على الأرض كما ادعي عليهم زوراً من أسمى نفسه جورج كتن ، الذي نشر مقالته المُعبرة عن روح الليبرالية اليمينية المتطرفة المُتصهينة في منبر إعلان دمشق الذي نُشر فيه من قبل مقالات تُسيء للذات الإلهية وديننا الإسلامي ، عبر موقعهم المُسيطر عليه من قبل أمثال هذه الزمرة الحاقدة على كل شيء اسمه إسلامي وإسلام حسداً وحقداً من عند أنفسهم ، كونهم  وأفكارهم العفنة لم تلقى رواجاً إلا عند من باعوا ضمائرهم للأجنبي  ، ورهنوا أنفسهم بعجلة التغريب ، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي بخلو مكانتهم بين الجماهير التي تنبذ أمثال هؤلاء المارقين ،  الذين يرفعون الشعارات البراقة وهم أبعد الناس ما يكون عنها، وعلينا ان نُذكر من حكم من أمثالهم في العالم العربي دون أن أُسميهم  ، وكيف حولوا البلاد إلى واحة سجن  وكتم الحريات وبمباركة الغرب الليبرالي المتطور المتمدن صاحب الحداثة وكل انتكاسة في بلادنا الإسلامية
وما نراه اليوم على الساحة السياسية السورية ، هو بمثابة الحملة الموجة التي  ابتدأها الغلمان المدفوعين الأجر بدافع ممن وراءهم  ككبش فداء ، فإن نجحوا من النيل من الحركة الإسلامية  فحينها سيبرزون في أعين أسيادهم على انهم الفاعلون ، وإلا لكان هؤلاء بمثابة الكرت المحروق الذي سرعان ما يتخلصوا منه وينفضوا أياديهم منه ، وربما يستخدمون أزلاماً آخرين في تجاربهم الخطرة تلك ، وكذلك إن فشلوا سيتبرؤون منهم كما سيتبرأ إبليس ممن أغواهم يوم القيامة ، وهنا يُراودني أو سؤال يطرح نفسه في هذا السياق بقوة ، وهو لمصلحة من هذه الحملة الشرسة ضد أوسع فصيل جماهيري مُعارض؟  هل هو لمصلحة المُعارضة مثلاً .. بالطبع “لا ” لأن فيه إضعاف لها ، فهل هو  لمصلحة الوطن ؟ أيضاً بالطبع “لا ” لأن هذا التيار مُتجذر في أعماق وضمير الجماهير الواسعة ، إذا : لا يبقى إلا انه يصب في مصلحة النظام !! ربما.. وذلك يتبين من إشارة الكتن من قوله ” الناس في ظل أنظمة الاستبداد الراهنة، حتى مع حريتهم السياسية المفقودة، قد يتغاضون عنها كأهون الشرَين لما توفره من بعض الحريات الاجتماعية ” أو لم يبقى لنا إلا خيار واحد ، وهو ما يصب  في مصلحة أعداء الوطن الذين يدفعون لهؤلاء بسخاء لتسميم الأجواء ، وإضعاف مُقاومة الشعوب عبر ضرب عصبها النابض ، لنصل إلى نتيجة هي حقيقة هؤلاء الغامضة ، إذا احترنا معهم على أي جنب يريدوننا أن ننام ، فلقد أعلن الإسلاميين منذ زمن طويل عن خيارهم الديمقراطي الذي لا رجعة عنه ، وعن الاختيار لممثلي الشعب عبر صناديق الاقتراع فلم يُعجبهم ذلك ، فادعى هؤلاء بأنها مكيدة اتخذوها كذريعة للسيطرة واستخدامها لمرة واحدة ، ونحن تحديناهم بكتابة وثيقة لا نُفرط بها في شيء ، بأن نجعلها كوديعة مضمونة عند من يريدون بأن هذا لن يكون ، وبأن الإسلاميين هم الأحرص على إشاعة الحياة الحرة والديمقراطية مُستلهمين ذلك من دينهم وإن اختلفت المُسميات ، ولكن أمثال هؤلاء من رفض حتى على التوقيع على وثيقة الشرف التي تُحافظ على الحد الأدنى في الأخلاقيات
بينما هؤلاء أنفسهم  لم ينبري أحد منهم  بالنقد على وصول اليمين الأشد تطرفاً في إسرائيل إلى السلطة وباسم الدين ، او لم ينتقد الأحزاب المسيحية الغربية القائمة على أساس الدين ، بل ان السيد جورج دبليو بوش أعلن بأنه وحي السماء ومع ذلك انتخبه شعبه لدورة أُخرى ، وكذلك لم نسمع لهؤلاء صوتاً وحاخامات اليهود الكبار يُبيحون قتل كم ما كان من الفلسطينيين إلى أن يؤمن إسرائيل من أي خطر عليهم ولو كان العدد بالآلاف من المدنيين أو إبادتهم جميعاً كما صرح سياسيهم ورجال دينهم ، ومع ذلك لم يهتز العالم الغربي أو أمثال هؤلاء على هذا الإجرام المُعلن ، لنسمع لهم النُباح فقط على التجارب ً الديمقراطية التي يُريد أن يخوضها الإسلاميون ، ويريدون أن يكونوا عليها أوصياء  ، بما يؤمن فوزهم عبر التزوير والتدليس وسن القوانين المُجحفة بحق إرادة الشعب واختياراته ، رغم نبذ الشعب لهم ولأمثالهم ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم للغرب المتصهين ، فهم لا يتعاونون مع غيرهم لإنهاء حالة الاستفراد والاستبداد ، بل من مصالحهم أن  يُشككوا بأي تجربة ديمقراطية ما لم تضمن وصولهم للأغلبية مُعتمدين في ذلك على الأضاليل والأراجيف ، ولا أدري كيف يتكلم هؤلاء عن الوصول للسلطة وهناك أولويات أهم للبحث فيها وكأنها لا تعنيهم في شيء ، ومنها إعادة الحياة الطبيعية إلى سورية ، ومنها إطلاق جميع سجناء الرأي وعودة المنفيين قسراً إلى بلادهم وإلغاء القوانين الاستثنائية ، وسن قوانين الأحزاب والإعلام والمطالبة بسيادة القانون ووو ، وكأن الإخوان أو الإسلاميين صاروا في رأس الهرم لذا فهم يُصوبون إليهم سهامهم  بدلاً من التوحد للمطالبة بما ذكرت أعلاه عن التفكير في طريقة الوصول إلى الكراسي التي لا تشغل فكر هؤلاء سواها، وكأنه لا يهمهم من التضحيات إلا الوصول إلى الحكم أو إبقاء الحال على ماهو عليه ، ليستفيدوا من مُعانات الناس وآلامهم
وأخيراً : لا يسعني إلا أن أقول لهؤلاء الذين حفظوا كم كلمة عن ظهر غيب وهم لا يُدركون معانيها  أو لا يؤمنون بها كحق من حقوق الناس ، عن الديمقراطية التي نراها في مواقعهم وصحفهم التي لا ينشروا فيها إلا أرائهم العفنة ، وتوجههم السقيم دون أن يسمحوا لأحد بنشر الرد أو الرأي المُعاكس لهم ، والحرية التي لا يُريدونها إلا كا إباحية إلحادية متطاولة على كل القيم الإنسانية والأخلاقية ، وقضية حقوق المرأة التي أول من حاربها أمثالهم بالأدلة والوثائق ، والتي لا يريدونها إلا كمتعة أو أداة لنشر الرذيلة وتفسخ المُجتمع ، وغير ذلك من القضايا التي دبجها هذا الكتن في مقالته التي ليس موضعها هنا لمناقشتها ، ليخلطها بأطروحات افترضها عمّا أسماه بالإسلام السياسي ، الذي افترض فيه دعوته للدولة الدينية زوراً ، بينما الإسلاميين والحركة الإسلامية أكدوا مراراً وتكراراً وعلى الدوام ، على تمسكهم بالدولة المدنية ، التي تشترط حقوق المواطنة لكل أبناء الشعب بالتساوي ، وغير ذلك من الافتراءات التي وردت عن هذا الكتن وأمثاله من المنبوذين

السياسة فن الممكن ومبادرة الإخوان “4” والتعامل المُباشر معنا
إرادة الشعوب دائماً وأبداً هي الأقوى والأثبت والأعظم والأقدر على المواجهة والتحدي ، وهذه الإرادة لا يمكن تسليمها لأُناس مُنبتين عن مُجتمعهم وأهاليهم ، وهذا ما أثبتته التجارب العملية خلال السنوات الماضية ، فلم يتعامل المجتمع الدولي إلا مع من يُثبت نفسه على الأرض وبين جماهيره ، فهاهو الشيخ شريف في الصومال الذي جرت مُحاربته وجماعته وتجييش الجيوش للقضاء عليه يعود اليوم على رأس السلطة هناك ، وها هي طالبان التي حُركت الأساطيل الدولية للقضاء عليها هي آخذة بالتوسع والانتشار أكثر مابين باكستان وأفغانستان ، وهم يستجدونها اليوم لإدخالها معهم بمفاوضات ، ومثلهم تشافيز وكوريا الشمالية والسودان وكل من رفض الاستسلام للهيمنة الخارجية ، وكذلك الحال بالنسبة لحماس التي ثبتت على الأرض بفضل تلاحمها مع جماهيرها والأحزاب الوطنية المُخلصة التي وفت معها وكشفا معاً زيف المُرجفين ووجه العدو الإسرائيلي وجرائمه والمتعاونين معه ممن ينتسبون إلى الجناح العلماني الليبرالي اليميني المتطرف أو بما يُسمى بالمُتصهين، وكذلك الحال بالنسبة للحركة الإسلامية في سورية وبمن فيهم الإخوان المسلمين الذين أثبتوا نُبل مواقفهم وثباتهم على مبادئهم وعودتهم إلى خطابهم الإسلامي الأصيل واتخاذهم القرار الحاسم لصالح الوطن والقضية المركزية للأمة الإسلامية وقت الملمات ، بعدما تحالفوا مع القوى الليبرالية التي ظنّوا فيها الخير ، ليُثبت هؤلاء جنوحهم إلى التطرف والمُغالاة والابتعاد عن قيم الأمّة ،والتصاقهم  الكامل بعجلة الدوائر الإستخباراتية الخارجية ، التي باعتهم على حين غرّة وانحازت إلى النظام السوري فلم يعد لهم أي قيمة ، فانخفت حسّهم ليرتفع صوتهم على من أوهمهم سادتهم الأمريكان والأوربيين على أنهم الأعداء ، وسواءً كان ذلك في جبهة الخلاص المُنتهية الصلاحية أو مع البعض في إعلان دمشق المُسيطر على إعلامه وبعض مفاصله أمثال هؤلاء ، الذين لم يستحوا من التجرؤ على التيار الإسلامي وعقائد الأمّة ونشر كل ما من شأنه أن ينال من التيار الإسلامي الحليف الأوسع  وتبنيهم لكل مُندس زنيم ، وهذا ما من شانه أن يجعلنا نُعيد التفكير في الكثير من التحالفات بعد صبرنا الطويل على المتطاولين الذين أوسعناهم رحابة الصدر وأوسعونا طعناً وغدراً وتكليباً علينا ، فانعدمت الثقة والآمان ولم يعد من جدوى في الاستمرار على الكذب والخداع وأساليب التضليل التي لم تعد تُفضي نفعاً بعد الحملة المكشوفة من الطعن والغدر والنيل من هذا التيار العريض ، وكأنها الفرصة للانقضاض على الفريسة لالتهامها وتوزيع مجرد تقديم مُبادرتهم التي ظنوها من وراء ضعف
وفي الحقيقة لم تكن الفترة الماضية المُنقضية من عمر تلك التحالفات التي كان للإسلاميين الفضل الأكبر في إنشاءها أفضل حالاً من هذه الفترة التي أظهر الحُلفاء عداءهم السافر مع أول امتحان لخوض تجربة رأى فيها الإسلاميين الخير في إتباعها لصالح الوطن وأبنائه والأمة الإسلامية بشكل عام ، تلك الفترة الماضية التي تبلور فيها بشكل واضح مشروعان مُتناقضان الأول إسلامي عروبي وطني يدعوا إلى إعادة ترتيب الأوراق وإعادة اللحمة الوطنية والسعي إلى تخفيف الأضرار والاهتمام بشان المواطن والوطن والآخر تغريبي مُنبت عن واقع الأُمة وأخلاقياتها ، يدعوا إلى حرية الانسلاخ من كل الأخلاقيات القيمة والمُتوارثة  دينياً وضميرياً في الوجدان الإنساني وحتى وصلت دعوة البعض إلى حرية تشريع اللواط في بلادنا الإسلامية ، كما فعل بشار السبيعي مدير محطة زنوبيا مع محبوبته الزنديقة وفاء سلطان ، وهو يتحدث عن حرية الزنا واللواط واحتضان كُل سافل ومنحط وخارج عن قواميس الكون ، في نفس الوقت الذي يحظى فيه أمثال هؤلاء بالمكانة العالية عند السيد خدام وموقعه الذي لا زال يُجاهر بالعداء لحماس والمُقاومة الفلسطينية وهو يُنادي بالانحياز للأمريكي واليهودي بدلاً من الوقوف مع الأخ المسلم والعربي الفلسطيني المذبوح الذي لم تكن مطالبه أكثر  من أن يعيش كباقي خلق الله بحرية وسلام وضمن أبسط الشروط الإنسانية التي يدعي هؤلاء برغبتهم لتحقيقها لأبناء شعبنا ، وكلنا يعلم بأن فاقد الشيء لا يُعطيه
واليوم يُطالعنا سافل مُنحط من هذه الجوقة العلمانية المتطرفة المُغالية في عدائها للأديان وقيم الأمّة كمازن كم الماز الذي يدعي أنه من المُعارضة بُهتاناً وزوراً لتشويهها في مقالته بعنوان “عن الإسلاميين مرة أُخرى ” والتي بلغ فيها خروجه السافر عن  أبجديات الأدب والأصول ولغة النواميس  وهو يتعدى على الإله الخالق البارئ المصور سُبحانه عمّا يصفون ، وهو يُصوره والعياذ بالله كدمية وسخرية ويتعدى على الأنبياء جميعاً والأديان في تطاول لم يجرؤ عليه حتّى أساطين الكفر وقوّاد المشاريع التغريبية ، في خطوة قلّ مُشاهدتها حتى على مستوى النطاق الأوسع العالمي  ،إذ  أقدم هذا الأحمق بدفع ممن وراءه وبكل صلافة العدوان على التعدي ليس على الإسلاميين والعروبيين والملل والنحل في أقدس المُقدسات عندهم ، بل على الإنسانية جمعاء ، في سابقة لم تُسجل إلا لهذا التيّار المُجرم الذي يقوده نبيل فياض ووفاء سلطان وسلمان رشدي وغيرهم ممن فقدوا أصولهم وأخلاقهم وأنفسهم وارتموا في أحضان الخنا والعهر والفاحشة ، وبالتالي صار من الواجب التشهير بهم ، والابتعاد عنهم لكونهم دنس  وسحب أي التزام تجاههم ، بعدما تجاوزوا كل الخطوط الحمر ، لنُعلن في الوقت نفسه عن التزامنا الكامل بالخط الإسلامي والعربي الأصيل ، وتبرئنا من كافة التحالفات الفاشلة مع هؤلاء العلمانيين المتطرفين ، والتي دفعنا ثمنها غالياً ولم نحصل من وراءهم إلا على المؤامرات ، ولا زلنا ننتظر موقفاً حاسما من كل التيارات الوطنية في هذه الحُثالة التي أبت إلا مواجهة الأمّة في أقدس مُقدساتها
وأخيراً لا يسعني إلا أن أُعبر عن خيبة الأمل من هذه الفئة الضالة ومدى شرودها عن الطريق ، كما لا يسعني إلا أن أُوجه نداءي إلى كل القوى السياسية الوطنية بمُخاطبة تيارنا الإسلامي مُباشرة وعدم السماع عنه إلا منه ، لأنّ الأمور وصلت إلى الطريق المسدود الذي لا يُرتجى منه العلاج ، بعدما لاحظنا عتو وتمرد الطرف الآخر ، وكذلك لا يسعنا إلا أن نمد أيادينا إلى كل القوة الوطنية الحرّة لرص الصفوف للوصول إلى الاستحقاق الإنساني الطبيعي ونيله كمقدمة وخطوة تمهيدية إلى إشاعة الحياة الديمقراطية ، وهي دعوة في نفس الوقت إلى النظام في سورية لتلقي اليد الممدودة لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع القوى الوطنية والمُعارضة على أساس القلب المفتوح ، عساها هذه الخطوة أن تُخفف الاحتقان وتكون السبب إلى ما نطمح إليه جميعاً بالإفراج عن الآلاف من السجناء السياسيين وعودة عشرات الآلاف من المنفيين قسراً إلى بلادهم ، وإلغاء القوانين الاستثنائية ، لينعم شعبنا السوري بأبسط حقوقه في الحرية والمساواة كما هو حال باقي  شعوب الدول الأخرى ، ولتعش سورية دائماً وأبداً حرّة عزيزة في ظل تسامح وتعايش كريم بين كل أبنائها الكرام ، وفي ظل قوانين طبيعية إنسانية ومدنية في نفس الوقت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى