صفحات أخرى

المزارع المصري يواجه “الكاوبوي” الأميركي في حقول الوقود الحيوي

null

القاهرة ـ حمدي رزق

قديماً، قدّس المصريون نهر النيل وجعلوا له إلهاً عرف باسم “حابي” لكون النيل سبباً في الخصب والزراعة بفيضانه. واقتصاد المصريين ـ في ذلك العصر الذي لم تكن ثمة نقود فيه ـ إنما قام على “المبادلة”، وقيست فيه الثروات باللحوم والألبان والمنتجات الزراعية، ومساحات الأرض الممتلكة.

ولأن المصريين أول من زرعوا ـ حسب إجماع معظم علماء الحضارة الإنسانية والآثار ـ فإن علاقتهم بالنيل والزراعة ـ والتي تعود إلى عشرات الآلاف من السنين، قبل أن يعرف المصري الكتابة والعمارة أو قبل قيام دولة ـ علاقة تدخل في جيناتهم.

والمصري يجد نفسه اليوم مضطراً إلى خوض معركة للدفاع عما عاش يقدسه طوال الوقت: الزراعة، طعامه وشرابه ومهنته الأساسية، كأول وأمهر مزارع في تاريخ البشر!

في الماضي السحيق، دافع المصري عن زراعته في مواجهة الوحوش والطيور التي كانت تتطفل على ثماره نهاراً أو تتسلل إليها ليلاً، لتلتقط منها ما أمضي المزارع كل وقته يبذره ويرويه ويحرسه.. واليوم يصارع القطب الأوحد في العالم الجديد : أميركا!

المعركة الجديدة التي تدور رحاها وتشغل الرأي العام ـ نخبة وعامة ـ تحمل اسم “الوقود الحيوي” أو ما يعرف عالمياً بـ Bio-mass . المعركة تبدت ملامحها أوضح ما يكون في المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” الذي انعقد قبل أسابيع ثلاثة في منتجع “شرم الشيخ” الشهير بسيناء.. وتواصل في العاصمة الإيطالية “روما” التي انعقدت فيها قمة الأمن الغذائي الثلاثاء الماضي، وحضرها أكثر من 40 زعيم دولة بمشاركة الرئيس مبارك ولمدة ثلاثة أيام لبحث أزمة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم كله..!

أجندتان تتصادمان، من دون مبالغة في اختيار فعل “الصدام” كتعبير: أجندة عرفت العالم كله معنى إنتاج الغذاء ونشر الزراعة، وأخرى تريد أن تفرض على العالم حرق هذا الغذاء، لتخرج ـ وحدها ـ مستفيدة أقصي الاستفادة، ولتذهب البشرية إلى الجحيم بمنطقة “الكاوبوي”. الأولى أخذت القاهرة على عاتقها مهمة الترويج لها والثانية تقودها واشنطن!

وقفة.. مع الصديق

في مطلع العام 1972، فاجأ الرئيس الراحل “أنور السادات” المصريين بقراره المثير والخطير: طرد الخبراء السوفييت.. وهو القرار الذي كان يعني استغناء مصر عسكرياً ومدنياً عن آلاف الخبراء الذين كان قد استقدمهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر للاستنارة بآرائهم وتقنياتهم في المعركة مع إسرائيل.

وسمّي السادات ذلك بتعبير طريف صار مثلاً بعد ذلك.. “وقفة مع الصديق”! ولكن هذا الخلاف أو تلك الوقفة مع الصديق أول منعطف خطر مع السوفييت بل كان خاتمة لخلافات سرية وحادة في عصري عبد الناصر والسادات بين القاهرة وموسكو.

اليوم، يتذكر من عاشوا تلك الأيام اصطلاح السادات الطريف وإن اختلفت الظروف التاريخية، فشتان ما بين السوفييت وبين إدارة “بوش” الحالية، وشتان بين عصر ثنائي القطبية وعصر “الإمبراطورية الوحيدة”.. وإن كان منطق الأمور يبدو واحداً، فالقاهرة في “معركة الوقود الحيوي” لا تشهد أول خلاف بين اجندتها وأجندة واشنطن، ربما يكون الخلاف رقم مئة، في عصر الرئيس مبارك.. الذي يرفض قطع الشعرة التي تفصل بين فلسفة “التعاون” مع واشنطن، وبين منطق “الانصياع” لواشنطن. هو يصرّ على التعاون، ومن هنا تنشأ الخلافات مع الإمبراطورية الأعظم.

في 1982 كان لمبارك موقف متشدد ضد غزو إسرائيل لبيروت ومجازر صبرا وشاتيلا واختلف بقوة مع إدارة ريغان.

وفي الحرب على العراق لتحرير الكويت “أواخر كانون الثاني/ يناير 1991 ” رفض مبارك أن تمتد مهمة القوات المصرية المشاركة لتدخل العراق، واكتفى بالمهمة الأساسية، تحرير الكويت.. ولولا ذلك الموقف لكان بوش ـ الأب ـ احتل العراق منذ ذلك التاريخ!

وفي غزو العراق 2003 رفض مبارك ـ علناً وبصورة قاطعة ـ فكرة الحرب على العراق بالأساس، بل إن الدولة تركت التظاهرات الحاشدة تجتاح مصر غضباً من الحرب، بما في ذلك تظاهرات الإسلاميين ليس فقط من دون أن يتعرض لها، بل إن تظاهرة حاشدة كان على رأسها “صفوت الشريف” أمين عام الحزب الوطني الحاكم انطلقت ضد الحرب!

وكم من خلافات نشبت وتمسكت فيها الظاهرة بأجندتها، لكن “الوقفة” هذه المرة تبدو وكأنها ليست مع صديق، بل مع وحش ضخم، تنين من العصور القديمة بعث في 2008 ليأكل الأخضر ويحكم على الناس بالجوع.. لذا فإن سخونة المعركة لا يمكن أن تدارى خلف كلام دبلوماسي!

القمة… والقاع

ذهب مبارك لقمة روما كجولة ثانية في معركة “الوقود الحيوي“!

الجولة الأولى كانت في “شرم الشيخ”.. تناقض الأجندتين المصرية والأميركية كان واضحاً لدرجة لافتة حقاً، شعر بها من في القمة ومن في القاع.. النخبة، والبسطاء على السواء!

ففيما هاجم مبارك الدول التي تدعم إنتاج الوقود الحيوي في ظل أزمة الغذاء العالمية.. دافع بوش عن سعي “العالم المتقدم” وعلى رأسه أميركا إلى البحث عن مصادر بديلة للبترول، الذي لا يكفي المعروض منه احتياجات السوق العالمية.

وقال مبارك “إن توفير الأمن الغذائي للفقراء يمثل تحدياً أساسياً ولا يمكن أن يكون هدفاً للمضاربات أو توجهات تستخدم طعام الإنسان وقوداً للمحركات“.

في المقابل قال بوش “مشكلتنا تحل إذا شجعنا الطاقة النووية ومضينا في إستراتيجية دفع مصادر الطاقة البديلة.. مثل الوقود الحيوي“..!

سجال” متبادل لا لبس في وضوحه، أضفى على القاهرة المنشغلة منذ شهور ـ وبشدة ـ بعلاج حفنة من إشكالياتها الاقتصادية التي أضرت بالطبقتين الوسطى “أو المتبقي منها !!” والفقيرة ضرراً واضحاً بسبب موجات الغلاء المتتابعة، حيوية بالغة.. جعلت الناس ـ نخبة وبسطاء ـ يجدون نقطة جديدة يلتقون فيها مع “النظام“.

ولا يعني هذا أن معركة النظام ضد “الوقود الحيوي” معركة مستغلة لـ”تسكين” الداخل، لان أحداً لم يسع إلى هذه المعركة ولا كان يريدها، بل فرضتها الظروف الدولية، لأنه لم يكن من المعقول أن تسكت القاهرة، التي شهدت أطول “طوابير” للخبز في تاريخها في الشهور الأخيرة وغلاء كاوياً كالنار، على الذين يحرقون الغذاء ليحولوه إلى وقود للسيارات والطائرات والأجهزة، فينقص المعروض عالمياً منه، ويصبح العالم في انتظار موجات غلاء متتابعة جديدة، تفضي مستقبلاً إلى مجاعات!

تذكر البسطاء المصريون معارك مصر ـ قبل عقود ـ ضد واشنطن، مع “معركة الوقود الحيوي”، ولكنهم تذكروها هذه المرة بحدة واضحة، لان الأمر يتعلق بعيشهم اليومي، كذلك تذكرها المثقفون ورصدتها الصحافة، وكأنها كانت تبحث عن قضية كبيرة، فتلقفت هذه المعركة بلهفة واضحة !

ثقافة لا تموت

بالطبع، لا يملك المصريون البسطاء أية أسباب ليناصبوا واشنطن العداء.. هم بطبيعتهم مسالمون وأغلبهم من الجمهور المتيم بالسينما الأميركية منذ نشأتها، ولكن ثمة ثقافة مصرية ضاربة بجذورها في تربة عتيقة تأبي أن تموت، هي التي تشكل وجدان هؤلاء البسطاء وتدفعهم للحماسة في معركة “الوقود الحيوي“!

ثمة مثل شعبي مصري عامي متواتر ومشهور يقول “يا واخد قوتي يا ناوي على موتي” أي يا من تستولي على طعامي أنت تريد قتلي، وبقية المعني مفهومة ضمناً، أن المصري يقاتل إذا وجد الآخر يريد أن يحرمه غذاءه، لأنه ـ في الحقيقة ـ إنما يقتله جوعاً ولا يمكن أن يسكت عن ذلك!

وأمن الإنسان ـ في تراث المصريين ـ جزء أساسي منه هو الطعام، حتى إذا كان هذا الطعام بسيطاً “يقيم الأود” وحسب، لذا نجد مثلاً عامياً قديماً يقول “ما حدش يبات من غير عشا”. وهو يصور مدى انشغال المصريين بفكرة الغذاء في ذاتها!

وإذا كان المصريون لم يشهدوا موجة السلفية الدينية وتحكيم منطق الحلال والحرام في كل شيء ـ حتى في الأمور غير الدينية بالمرة ـ إلا في العقود الثلاثة الأخيرة، إلا أن شيئاً واحداً كان المصريون يحكمون فيه منطق الحلال والحرام من دون تردد، حتى في أوج علما نيتهم السياسية في العشرينيات والثلاثينيات. إنه منطق “النعمة”، وهذه الكلمة التي تعني في العربية كل الهبات الإلهية من دون استثناء، فإنها تعني عند المصريين “الطعام” في المقام الأول. والمصري البسيط يقسم على رغيف الخبز ويعتبر هذا القسم أغلظ الإيمان، ويقبل الخبز قبل أن يأكله، والأم المصرية تعلم أولادها احترام الطعام والحرص عليه منذ نعومة أظفارهم.. هذا تراث مصري عتيق للغاية، لدي المسلم والمسيحي على السواء، لانه في الواقع تراث فرعوني، فالخبز واللحم والخضراوات كان المصري القديم يعتبرها من “معجزات الآلهة” ولا تصح إهانتها بأية صورة من الصور!

مجتمع قام على الزراعة، ولا يزال نحو ثلث سكانه يمتهنونها، ولا تزال أغلب أرضه في عداد الأرياف، لا يمكن ـ أبداً ـ أن يتعاطف مع حرق الطعام لتحويله إلى وقود.. بخاصة إذا كان هذا المجتمع الزراعي يعاني غلاء اعترفت به الدولة، بل اعترف به رئيس الدولة وطالب بمحاربته! والدولة جزء من هذا المجتمع، والرئيس مبارك نفسه قبل أن يكون قائداً عسكرياً كبيراً ثم رئيساً للجمهورية، ولد وتربي ونشأ في الريف المصري “محافظة المنوفية بقلب الدلتا المصرية”، ووجد انه ـ كوجدان أي ابن للريف المصري ـ تأسس على احترام الزراعة و”النعمة”، إنه كحفيد لاقدم حضارة زراعية لا يمكن أن يقبل منطق حرق الغذاء، فلديه نفس الثقافة، من هنا اكتسبت معركة الوقود الحيوي بين القاهرة وواشنطن سخونتها سواء على مستوى النظام، أو على المستوى الشعبي الذي بات ـ بالأساس ـ مشحوناً ضد واشنطن في السنين الأخيرة، وتحديداً في عصر بوش الابن، وما ارتكبته إدارته في ملفات العراق وفلسطين وكل الملفات العربية والإسلامية!

والمعركة ـ التي امتدت في جولة ثانية في قمة الأمن الغذائي بروما، تمسك فيها مبارك بموقف المصريين ضد الوقود الحيوي ـ لا تقتصر على المؤتمرات والمنتديات التي يحضرها الرئيس ولا تدار في أروقتها فقط، بل يبدو أن القاهرة مصرة على المضي ـ عملياً ـ في الاتجاه المعاكس لواشنطن.. فثمة جهد محموم للخارجية المصرية للحصول على صفقات لتوريد القمح لمصر بشروط ميسرة، والترويج لغرض الاستثمار الزراعي الدولي في مصر وجذب شركات كبيرة إلى الزراعة في “توشكي” (جنوب مصر) وهو ما أعلنه مؤخراً وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.

اجماع صحافي

الصحافة كذلك تلقفت المعركة بلهفة ! فالصحف بكل أطيافها ـ القومية الرسمية، والحزبية

المعارضة، والخاصة المملوكة لشركات غير حكومية ـ انهمكت خلال منتدى شرم الشيخ في رصد التناقض بين خطاب الرئيس مبارك وخطاب بوش في افتتاح المنتدى، ورصد مغادرة الرئيس مبارك للقاعة الرئيسية للمنتدى فور إلقائه كلمة الافتتاح من دون أن ينتظر سماع كلمة الرئيس الأميركي الذي وصل إلى القاعة متأخراً، ومضت كل صحيفة تحلل هذا بطريقتها وعلى تأويلها الخاص. لكن كان ثمة إجماع بين الصحف والمجلات الرسمة والمعارضة والخاصة على أن تناقض الاجندتين هو السبب، وأن “الوقود الحيوي” كان في بؤرة هذا التناقض، إلى جانب الخلاف في الملف الفلسطيني وملفات أخرى! “ومنذ غزو العراق 2003 لم يحدث أن التقت الروافد الصحافية الثلاثة على أمر واحد إلا في قضية الوقود الحيوي، ورؤساء تحرير صحف ومجلات قومية كالأهرام والمصور وروز اليوسف كتبوا من نفس المنطلق الذي كتب به رؤساء تحرير صحف معارضة كالوفد والأهالي أو الذي كتب به إسلاميون مناوئون أو معارضون ناصريون أو رؤساء تحرير صحف خاصة.. الجميع ضد حرق الغذاء، والتحقيقات الصحافية في كل هذه المطبوعات مشغولة بالإتيان بالإحصاءات التي تثبت نذر المجاعة في المستقبل، وكيف تتسلط أميركا على فقراء العالم من أجل وقودها.. اليمين والوسط واليسار، الرسمي والمعارض والمحايد والموتور.. الكل اتخذ الموقف ذاته ضد الوقود الحيوي، كأنهم وقّعوا عقداً جماعياً بحروف من الهواء..!

وبالطبع فإن أقدم مزارع في العالم (المصري) لا يقف وحده في هذه المعركة، بل يتحرك من القاهرة ضمن تحرك عالمي آخذ بالتشكيل وبالاستقواء في الفترة الحالية.

فمسؤولو الأمم المتحدة طالبوا ـ ومنهم مثلاً “أوليفيية دي شوتر” كبير مستشاري المنظمة الدولية لشؤون الأغذية بسرعة تجميد الاستثمار في إنتاج الوقود الحيوي قائلاً “إن الاندفاع فيه عمل غير مسؤول على الإطلاق”.. وللسيد “دي شوتر” اصطلاح عبقري في وصف محرقة الغذاء الحالية بقوله “أنها تشبه تسونامي صامت يهدد حياة مئة مليون من سكان العالم، الأشد فقراً..” أما “جين تسيجلر” مستشار المنظمة الدولية السابق لشؤون الأغذية، فوصف إنتاج الوقود الحيوي بأنه “جريمة ضد الإنسانية يجب حظرها فوراً..” وأيضاً “فضيحة لا تستفيد منها سوى جماعة ضغط صغيرة “!

صرخات البسطاء

ولمن لا يتابع تفاصيل المعركة، نقول بإيجاز أن برامج الوقود الحيوي الحالية تنتج حوالي 19بالمئة من الطاقة في العالم الآن. (وهذا الرقم وكل الأرقام التي بين أيدينا من صلب تقرير البنك الدولي عن التنمية في العالم للعام ). هذا معناه المباشر تصاعد مستمر في أسعار الأغذية العالمية، ونشوب حروب على المياه والأراضي (الصين اضطرت لشراء مئة مليون فدان في أستراليا لزراعتها وتوفير الطعام لسكانها!!)، وربما يؤدي إلى إزالة الغابات بالكامل لحرقها كوقود واهم الزراعات التي يجري حرق ثمارها وتحويل وقود”هو علميا ما يسمي بمركب “الايثانول” هي زراعات القمح والذرة وقصب السكر وبنجر السكر، وأميركا وحدها تنتج نحو 25 بالمئة من حجم الوقود الحيوي في العالم كما يذكر تقرير البنك الدولي، والذي يذكر أيضاً أن نحو سبعة ملايين سيارة في العالم اليوم تعمل بوقود حيوي منها أكثر من مليوني سيارة في أميركا التي أحرقت في الأعوام الخمسة والعشرين الأخيرة 24 مليون هكتار من القمح وفول الصويا والذرة لتحويلها إلى وقود حيوي!

وأمام هذا “التسونامي الصامت”، الذي أخذ صمته يتبدد مع صرخات البسطاء والفقراء الذين يبذلون الجهد للحصول على قوتهم اليومي، تنتعش ثقافة المزارع المصري القديم، وتزداد صلابته ويزداد عناده في مواجهة أميركا وعدد قليل من الدول تبارك وترعى حرق غذاء الإنسان، لإهدائه طعاماً محركات السيارات والطائرات وخلافها!

لكن المثقفين المصريين يتساءلون هذه الأيام في جلساتهم التي أخذت تتسع للصحبة مع قدوم الصيف (فصل الحكي والكلمة الأكبر في مصر) هل ستنتصر أجندة القاهرة أم أجندة أميركا؟ البعض أيضاً يتساءل عن وجود علاقة بين انتصار أجندة “المزارع القديم” وبين انقضاء محنة رئاسة بوش الابن؟ ربما.. لكن لا أحد إلى الآن يعرف رأي القادم الجديد للبيت الأبيض في هذه القضية سواء أوباما أو السيدة هيلاري أو ماكين.. وإلى أن يحسم الزمن المعركة، سيبقي تناطح الاجندتين يراوح مكانه، وسيبقي إجماع المصريين على هذه المعركة، التي يبدو أنهم كانوا في حاجة إليها لكي يُجمعوا على شيء، بعد أن طال تصادم توجهاتهم.. واحتدم

المستقبل

!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى