صفحات الناس

رغدة الحسن.. كاتبة سورية تُقدّم للمحاكمة بسبب دراسة مسحية حول الفساد والديمقراطية

null
ذكرت منظمة العفو الدولية أنها اطلعت على وثائق رسمية تؤكد أن التهمة الموجهة إلى الكاتبة السورية رغدة سعيد حسن المعتقلة منذ شباط/ فبراير الماضي؛ تستند قيامها بإجراء بحوث مسحية حول قضايا الفساد وحقوق الإنسان والديمقراطية في سورية.
وقالت المنظمة في بيان تلقت أخبار الشرق نسخة منه؛ إنها اطلعت على وثائق رسمية للمدعي العسكري تظهر أن التهم تتعلق بدراسة مسحية زُعم أن رغدة حسن قد أجرتها حول قضايا حقوق الإنسان والفساد والديمقراطية في سورية. “وبناء على هذه المعلومات الجديدة، يبدو جلياً أن رغدة حسن تعتبر سجينة رأي، اعتُقلت وتحُاكم لا لسبب سوى أنها مارست حقها المشروع في حرية التعبير” حسب تأكيد المنظمة……..
واعتقلت رغدة الحسن (39 عاماً) في 10 شباط/ فبراير 2010 بينما كانت في طريقها بالسيارة إلى لبنان، حيث يُقال إنها كانت ستزور معارضين سوريين سبق أن فروا من سورية لتفادي القبض عليهم وتعرضهم للاضطهاد. وكانت تعتزم إجراء الترتيبات من أجل نشر أول رواية لها، بعنوان: الأنبياء الجدد، وهي قصة حب لسجينين سياسييين، وتصف أوضاع السجون السياسية في سورية في التسعينيات. وبعد ثلاثة أيام من إلقاء القبض عليها، تم تفتيش شقة رغدة حسن ربما من قبل أفراد الأمن السوري، حيث صدورت روايتها ومنشورات أخرى لمجموعات معارضة سورية.
وخلال الايام العشرة الأولى لاعتقالها، احتُجزت رغدة حسن (39 عاماً) بمعزل عن العالم الخارجي في فرع الأمن السياسي في طرطوس، (الساحل السوري) قبل نقلها إلى سجن دوما للنساء قرب دمشق.
وخلال فترة عزلها الأولى، تعرضت رغدة للصفع على الوجه على يدي أحد كبار الضباط، مما أدى إلى سقوطها على الأرض والدم ينزف من أنفها وفمها. كما أن الضابط قام بترهيبها بأن هددها بالضرب بكرسي. ولم تقم السلطات السورية بالتحقيق في شكوى رغدة بالتعرض للترهيب والضرب.
وتمكنت رغدة من رؤية أسرتها أسرتها للمرة الأولى بعد اعتقالها في 10 نيسان/ إبريل الماضي، بعد أن اقتيدت إلى المدعي العام العسكري في حمص الذي أودعها سجن حمص المركزي لبعض الوقت، حيث وجهت إليها تهمتا “إضعاف الشعور القومي، و”نقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن من نفسية الأمة”. وهاتان التهمتان غالباً ما تستخدمان ضد منتقدي الحكومة السلميين. وسبق أن منعت الأسرة مراراً من زيارتها ابنتها من قبل فرع الأمن السياسي رغم اعترافه باعتقالها.
وتحتجز رغدة الحسن الآن في سجن دوما للنساء، بالقرب من دمشق، في غرفة شديدة الزحام مع نساء أخريات يواجهن تهماً ذات طبيعة جنائية. وتستطيع رغدة لقاء أسرتها أسبوعياً، من وراء القضبان وفي حضور حراس السجن.
وتعاني الحسن من حصى الكلى، مما يسبب لها ألماً شديداً، لا سيما أنها تواجه صعوبات للحصول على الدواء في وقت منتظم من قبل سلطات السجن. ولم يتم إدخالها المستشفى من أجل إجراء فحص طبي متخصص.
ودعت المنظمة للكتابة إلى الرئيس السوري بشار الأسد والمسؤولين السوريين لحثهم على “إسقاط التهم الموجهة إلى رغدة حسن وإطلاق سراحها فوراً دون قيد أو شرط، باعتبارها سجينة رأي تم اعتقالها لا لسبب سوى أنها تمارس حقها في حرية التعبير بصورة سلمية”، و”الإعراب عن بواعث القلق بشأن ما ورد من أنباء بأن رغدة حسن تم احتجازها بمعزل عن العالم الخارجي حوال شهرين، وتعرضت للاعتداء والترهيب في الأيام العشرة الأولى عقب القبض عليها. وحث السلطات على التحقيق في هذه الادعاءات بشكل مستقل”، و”ضمان تلقي رغدة حسن كل ماتحتاجه من علاج طبي ورعاية لازمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى