صفحات من مدونات سورية

العنف ضد المرأة

إن الحديث عن وقف العنف تجاه المرأة ، والتي هي إحدى القضايا التي لا تزال بعض المجتمعات المتقدمة تعاني منها حتى اليوم ، فما بالك عند الحديث عن مجتمعات لديها الإرث المتخلف الذي تمتلكه مجتمعاتنا  ، يتعقد  في عالمنا ” العربي إذا صح التعبير ” ، لتعلقه بالكلمتين الشائكتين لدينا ” العنف ” ، و ” المرأة ” ولافتقارنا للحلول العملية لهذه القضية
فإذا حاولنا إمعان النظر في مفاهيم مجتمعنا ونظرته إلى العنف ، أو للدقة ( العدوان ) ، لوجدنا ترسخ العدوان الجسدي أو اللفظي في أبسط مفاهيمنا ، فيُقدس القوي ، ويضرب الضعيف أو يتعرض للسخرية على أقل تقدير ” والتي هي شكل من أشكال العدوان ” ، نحن نؤمن بأهمية العنف في التربية ” وين أهلو ما عرفو يضربوه كام كف على تمو ، يعلموه كيف يحكي ؟ ” ونفوض مدارسنا أن تقوم بهذا العنف هي أيضا ً ( عن ظاهرة العنف في المدارس ) ، و لأننا في معظمنا لا نثق بالقانون ، ” لأسباب متعلقة بعدالة تطبيقه وبنا ” ، تحولنا إلى الإيمان البدائي بأن الحق يكتسب بالقوة .. ومقدار قوتك يحدد مقدار حقوقك .عدا عن أننا لسنا مولعين بالحوار كوسيلة مثلى لحل المشكلات
اما عند الحديث عن نظرتنا إلى ” المرأة ” ، فغالبا ً تصنف المرأة في خانة الضعيف ، وذاك أولا ً لأنها في حاجة الرجل في تسيير معظم أمورها ، ولأنها لا تتمتع بالمساواة القانونية ، ولأنها غير مستقلة ماديا ً بحكم أن توزيع الأدوار التقليدي في اغلب الأسر بأن العمل خارج البيت مسؤولية الرجل و العمل داخل البيت هو مسؤولية المرأة ، ورغم أهمية هذا العمل الذي تقوم به المرأة داخل البيت بدوام يفوق ال 8 ساعات بكثير ، لكنه عمل غير منتج على الصعيد المادي مما يجعلها تابعة اقتصاديا ً للرجل .. عدا التمييز العنصري وشعور الرجل بفوقيته عليها الذي ورثه من النظام الأبوي الذي لا زلنا نعتمده بكثافة ، وتعزيز مفهوم ارتباط الرجولة بالقسوة والعنف .. لا بالرفق والعاطفة
وإذا حاولنا أن نبحث في الحلول العملية لهذه القضية ، يواجهنا مشاكل جديدة ، فالحلول التي قد تقترحها على إمرأة معنفة قد تترواح بين ، الاستشارة الزوجية عند إخصائي ، التأهيل السلوكي للرجل ” ففي النهاية الرجل الذي يمارس العنف هو بالنهاية ضحية قناعاته وموروثاته البالية ” ، الانفصال
وبما اننا نفتقر اليوم إلى الإخصائين ، وإلى ثقة العموم في علم النفس والعلوم المتعلقة بالسلوك ، يتركنا أمام خيار الانفصال والذي يضع المرأة امام عبء جديد ، العامل المادي ، الأولاد ، النظرة المجتمعية ، الوحدة وعدم القدرة على الزواج مجددا ً ويجعل من هذا الحل أمام الكثيرات ، أسوأ من المشكلة ذاتها ، فتعض على الجرح وتسكت ..
ماذا نستطيع أن نفعل إذا ً
علينا تمكين المرأة قانونيا ، وماديا ً ، ومجتمعيا ً
علينا العمل كناشطين ووسائل إعلام ودراما لنشر مفاهيم المساواة ، واللاعنف ، والحوار ” للأسف اعتقد ان للاعلام المحلي والدراما دور سلبي في التطرق إلى هذه النقطة خصوصا ً تصوير الرجل على أنه عنترة ، وزلمي بمقدار قسوته ”
علينا أن نربي جيلا  مختلفا ً ، يؤمن بالحوار ، والعلم .. وقدسية الإنسان
يمكنك قراءة خربوشة كتبتها حول الموضوع ” باسم ضحايا العنف المنزلي ”
إذا كنت تتعرضين للعنف ، أو تعرفين شخصا ً تتعرض له ، ” فالصمت لن يحل المشكلة ”
“011-9219 نصغي لك ” هذا شعار هاتف الثقة ورسالته تتلخص بمساندة ضحايا العنف الأسري من أجل الحد من هذا العنف في سوريا. وتم افتتاح المركز فعلياً في 26 تشرين الثاني 2007 ويؤمن حالياً الخدمات التالي:
– الإصغاء للنساء ضحايا العنف الأسري
– المساندة النفسية والاجتماعية والقانونية ومتابعتها
;- تأمين مأوى للنساء المعنفات
– توعية النساء بحقوقهن
– رصد حالات العنف الموجودة في سوريا وتقييمها
– تعديل القوانين التمييزية ضد المرأة
– إقامة علاقات تشاركية مع الجمعيات الأهلية ذات الصلة

http://www.marcellita.com/2010/11/blog-post_28.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى