صفحات الشعر

ثلاث قصائد

null
تشارلز سيميك

أزهار برية
كانت هناك أزهار برية
على طول الطريق إلى الجحيم
هبت الريح ورقصت الأزهار
في الخنادق، وحيدة، أو في أزواج
بذاك المرح الذي تمتلكه الأزهار
كان يجب أن تكون هناك كي تراها
وترى أبراج الحراسة تظهر للعيان

أنا لم أكن هناك. ومع ذلك،
ففي عصر يوم صيفيًّ حار
وأنا مستلق، جاءتني ألوانها الساطعة
وذاك الطريق المغبر والخندق الطويل
حيث لعبت الريح معها
وحملت عطرها عبر الأسلاك الشائكة
أو هكذا خيل لي
و خفت أن أتخيل ما تبقى

جندي قديم
حين بلغت الخامسة
كنت قد حاربت في مئات المعارك
وقتلت الآلاف
وتكبدت العديد من الجراح
لكنني كنت أنهض وأحارب ثانية

بعد غارة القصف كانت السماء مليئة
بالجمر الطائر والعصافير
أخذتني أمي من يدي
وقادتني إلى الحديقة
حيث كانت أشجار الكرز مزهرة

كانت هناك قطة تنظف نفسها
أردت أن أجرها من ذيلها
لكنني تركتها لحالها للحظة
لأنني كنت مشغولاً بقتل الذباب
بسيف من الورق المقوى

كل ما كان يعوزني هو حصان أمتطيه
مثل ذاك المربــوط إلى عربة الموتى
خارج كومة من الأنقاض
ينتظر، برأس محني،
أن ينتهوا من تحميل التوابيت

التجول في العاصمة
هذه البنايات القديمة الضخمة
قاعات المؤتمرات الواسعة
أبوابها المبطنة بالجلد
حيث يزنون الحياة والموت
بلا لحظة خوف
من أن يحاسبهم أحد

ثم ينصرفون ليأكلوا بترف
ويشربوا أنخاب بعضهم البعض
في نواد خاصة أو قصور في الريف
بينما نظل نحن على الرصيف
معجبين بصفوف النوافذ
التي أصابتها شمس الأصيل
بالعمى
ترجمة/ سنان أنطون
(كاتب سوري)

السفير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى