صفحات من مدونات سورية

بطر ثقافي

الفكرة الأولى : بيئة
فكر معي لحظة ، بعدد المثقفين السوريين الذين تعرفهم ، أو لنقل المهتمين بالشأن والقضايا العامة ” كي لا نقع بشرك تعريف من هو في حكم المثقف ومن لا يندرج ضمن هذه الفئة ”
أضف إلى هؤلاء ، الصحف المحلية الورقية وتلك الإلكترونية منها !
هل لاحظت يوما ً كم ضيق الحيز التي تشغلنا فيه أمور البيئة على اختلافها ؟ الاحتباس الحراري ؟ الطاقة ؟ المناطق الخضراء ؟ التوازن البيئي ؟ وهذه الأمور التي لا تخرج عن مواضيع الإنشاء الدراسية لتصبح همّا عاما ً ؟
لو جئت إليك وحدثتك عن حقوق الحيوان ” القطط الشاردة في حلب مثلا ً    ؟ هل ستضحك مني ؟ وإن لم تضحك أنت ، ألا تتفق معي أن معظم الشباب في المجتمع السوري .. سيعتبر الموضوع ” مزحة ” إن قام أحد اليوم بالقيام بحملة للحفاظ على حقوق الحيوان ؟
قد يتحمل التخلف العلمي الذي نحن فيه ، جزءا ً كبيرا ً من لا مبالاتنا بما يحصل ” انا جزء من هذا الكون ومن هذه الشبيبة التي لا تعتقد أن البيئة والحيوان و ..
قضية تشغل بالها ”  ولكنني اعتقد اننا لا نزال عالقين في قضايا أهم وأشد إلحاحا ً ،  الإنسان وقيمته ، حريته ، البطالة ، انتهاء حقوق المرأة ، غياب حرية التعبير وتغييب الشباب عن كل شي ..
لذا يصبح ربما الحديث عن البيئة .. مجرد ” بطر ثقافي ” لا يعني أحدا ً في شيء .
الفكرة الثانية : نسبة وتناسب
وإن كان هذا الحال بالنسبة لمن يعتبر أكثر اهتماما ً بالقضايا العامة ، دعونا نقيس اليوم الخطاب النخبوي ” إن صح التعبير ” ، ونتابع بعض شواغله والتي بذات النسبة والتناسب مع ما سبق يعتبرها المواطن المعتر بطر ثقافي بالنسبة له
ففي حين تغيب قضايا الفقر والبطالة وهجرة الشباب ” بشكل ملحوظ ” يحتل وبشكل كبير ” قانون الطوارئ ” ، ” حرية الرأي والاعتقال ” و ” فصل الدين عن  الدولة ”
وكما أن قضايا البيئة مهمة جدا ً لكننا مشغولون بأشياء اخرى ، كذلك القضايا التي نطرحها دوما ً مهمة جدا ً لكن من نخاطبهم لا يستمعون إلينا ، لا لأننا لا نجيد الكلام
بل لأنهم جائعون
الفكرة الثالثة : هم سياسي وتدوين سوري ..
أنقل لكم ” وناقل الكفر ليس بكافر ، ملاحظة للجهات المختصة التي تتابع مدونتي ”
في دراسة عن التدوين العربي أقامتها جامعة هارفرد p25 ، تقول الدراسة عن المدونون السوريون
المدونون معظمهم متوضع في سوريا ويكتبون عن شؤون محلية بما فيها السياسة
المدونون السوريون من الأقل تعبيرا ً عن دعمهم للقيادات السياسية مقارنة بباقي الجماعات التدوينية العربية
تناقش هذه المجموعات الدين بناء على خبرات شخصية والخواطر الدينية و في معظمها ” الإسلام السني ”
المدونون في هذه المجموعة الأعلى ذكورية ” او في تركيز الذكور مقارنة بالإناث ”
أكثر من نصفهم في العمر بين 25 -35 مما يجعل متوسط العمر أكبر من باقي المجموعات التدوينية  ولكن ليس بفارق عمري كبير
وجد المبرمجون أن هذه المجموعة أكثر انتقادا ً للثقافة والمعايير الغربية ، وواحدة من الأقل مناقشة ً للأفلام والتلفاز
وأحب أن أضيف ، أنني أعتقد ضمنيا ً أن أجمل ما يكتبه المدونون السوريون في الشأن العام والسياسة .. تمنعهم عوائق من نشره بحرية ” وهذا ينطبق علي تماماً ”
قمت مسبقا بنشر الدراسة مع عدد من كتب التدوين هنا
الفكرة الرابعة : من هون وهونيك
توضيح بيئي – الحياة وشياطين أخرى
بلدنا وحملات النظافة ( ماهر ، خارج الزمكان )
الفكرة الخامسة : زياد سحاب وياسمينا فايد
شو كانت حلوة بلادي ..
ما بلادي هيي بلادي ..
ناس وبيت وزوادة ..
حب مرفرف عالوادي ..
صوت غناني بتنادي
بلادي الخمر وفرح الخمر
وجع الناس الفوق الجمر
والحرية الما بتنعس ..
زهر لون خدودا الحمر .

بلادي – زياد سحاب
( بتستاهل تنسمع )
http://www.marcellita.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى