صفحات سورية

علي عبد الله السجين الانسان والمقيد وغير الحر خلف القضبان

null
كامل عباس
دعوت الصديق عماد شيحا لزيارتي بعد خروجه من السجن ولبّى الدعوة مشكورا , عندما شاهدته زوجتي دقّت على الخشب وأردفت قائلة : يا زوجي العزيز آثار السجن بادية عليك أكثر من عماد مع انه قضى في السجن ضعف المدة التي قضيتها . اجبتها على الفور : اذا عرف السبب بطل العجب . عماد ياعزيزتي كان وما يزال بن مدرسة الواقعية الاشتراكية ببطلها الايجابي ومسحتها التفاؤلية وحتميتها التاريخية , اما أنا فقد غادرتها في السنوات الأخيرة من سجني فأصبحت بعدها إنسانا عاديا غير محمي من تأثيرات السجن على روحي وجسدي .

تجربة السجن وأثرها على الرفاق كان محل دراسة لي وزعتها في منتدى الأتاسي تحت عنوان – الدرك الأوسط من النار – لم تلق استحسانا من أغلب كوادر المعارضة السورية , فهم يرون بالسجن مدرسة تصقل تجربة المرء وتخرِج مناضلين , اما انا فقد رأيت في السجن مكانا لتهديم الروح والجسد ومن يخرج منه وقد انتصر على سجنه فذلك استثناء للقاعدة وشذوذا لايقاس عليه .
بنفس الروح عارضت مفهوم المحامي حبيب عيسى عندما كتب بعد خروجه من السجن مقالا بعنوان – عتبات زنزانة – . عارضت المقال بعنوان آخر سميته – مزامير زنزانة –
تذكرت المقال عندما قرأت افتتاحية النداء الأخيرة المعنونة كما يلي – علي العبد الله الحر بين قضبان السجان – والتي تقول : ( علي العبد الله رجل حر بأفكاره وهو داخل السجن , بينما يقبع سجانوه أسرى داخل قيود سلطتهم ) كلام جميل ولكنه يقلب الحقائق فيجعل السجين حرا والسجان مقيدا بفضل منهج مدرسة الواقعية الاشتراكية .
لا ياسادتي علي العبد الله سجين مقيد أكثر من بقية السجناء لأنه يحمل وجهة نظر مخالفة لرأي سلطته الرسمية , ولذلك استحق العقاب الشديد من قبلها , ففصل عن زوجته واسرته التي ساء حالها جدا بعد غياب رب العائلة , وعلينا ان نعمل مع كل أحرار العالم داخل وخارج سوريا لإخراجه من محنته وإعادته الى أسرته لكي يساعدها على تصريف أمور الحياة .
*اللاذقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى