صفحات ثقافية

أمجد ناصر بعد عمله الروائي الأول: الرواية ليست مجرد حكاية!

null
الدوحة ـ (رويترز): بعد نحو ثمانية دواوين شعرية أولها ‘مديح لمقهى آخر’ 1979 يرى الشاعر الأردني أمجد ناصر الذي أصدر روايته الأولى ‘حيث لا تسقط الأمطار’ أن العالم لا يمكن تخيله من دون شعر على عكس الرواية التي يمكن تخيل العالم من دونها وأن الشاعر حين يكتب الرواية يخلصها من ‘ركاكة’ يتهم بها كثيرا من الروايات العربية.
ويضيف أن الشاعر حين يكتب الرواية لا يهرب من الشعر الذي ‘بوسعه أن يتخلل أنواعا كتابية عدة من بينها الكتابة السردية الروائية أو القصصية’ وإنه حين كتب الرواية كان يرغب في توسيع حدود إطار التعبير إذ ‘ يمكن تخيل العالم من دون رواية ولكن من الصعب تخيله من دون شعر. الشعر أصل التلفظ الأدبي على ما أظن. في البدء كان الشعر. الرواية حصلت لاحقا’ وإن كان شكل الشعر تغير وتغيرت صورته وإجراءاته اللغوية والكتابية منذ وجدت قصيدة النثر.
ويرى أن الرواية وسعت حدودها وأصبحت أكبر من كونها وعاء حكائيا فقط ومالت إلى فعل الكتابة أكثر من ميلها السابق إلى الحكاية ‘وفي فعل الكتابة يمكن توقع الشعر والمعرفة والتواريخ الصغيرة والتأمل في مصائر الإنسان في زمن استفحال القوة والمال والتكنولوجيا والحروب. ولا أعتبر كتابتي للرواية هربا من الشعر أو إعلان هزيمة للشعر خصوصا وأنا من الذين كتبوا باكرا أدب الأمكنة أو ما يسمى أدب الرحلة’ الذي يضم خصائص نثرية وسردية وشخوصا ليست بعيدة تماما عما هي عليه في الرواية.
ويرجح ناصر أن الشاعر ‘يسحب معه لغته إلى الرواية أو أي شكل كتابي يتصدى له. ليست هناك لغتان للكاتب واحدة للشعر وأخرى للنثر وهذا يعني أن لغة الشاعر في الرواية مشدودة ومكثفة أكثر. الاقتضاب سمة الشعر عموما فهو يعمل على ضغط العالم في حيز لغوي وتعبيري محدود. هذا يفيد الرواية التي تعاني عند كثير من الروائيين العرب من الترهل والثرثرة اللغوية إن لم يكن من الركاكة.’
ويشدد على أن ‘الشاعر يقدم للرواية تصورا مختلفا للعالم. إنه تصور قادم من البعد الحلمي للشعر. ولكن هذا لا يعني مماهاة الشعر بالرواية’ وإن ظل عالم الرواية أوسع وأكثر مرونة من عالم القصيدة.
ويقول إن الأمر لا يتعلق بتهريب شطر من حياته إلى الرواية بل رغب في كتابة عمل روائي قائم بذاته ليس فيه من حياته الشخصية والواقعية إلا النزر القليل نافيا أن يكون الشخص الرئيسي في روايته (حيث لا تسقط الأمطار) هو نفسه وإن كان ‘يحمل بعض مواصفاتي الخارجية (شخص يكتب الشعر وتغرب في أكثر من مكان)’ وإن الذي شغله هو كيف تكون الرواية على المستوى الفني.
ويضيف أن روايته (حيث لا تسقط الأمطار) ربما لا تكون ‘دفقة واحدة وانتهت’ فلديه أفكار ومخططات لأكثر من عمل سردي قادم لا يعرف الآن ما الشكل الذي ستتخذه حين يشرع في الكتابة.
ويشارك ناصر في عضوية لجنة التحكيم الخاصة بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) لعام 2011 التي أعلنت في العاصمة القطرية في وقت سابق من الشهر الجاري وصول ست روايات منها اثنتان من مصر واثنتان من المغرب ورواية من كل من السودان والسعودية للقائمة القصيرة للجائزة.
ويعلن في أبوظبي يوم 14 مارس اذار 2011 اسم الفائز بجائزة البوكر من بين المرشحين الستة.
وقال ناصر لرويترز بعد إعلان القائمة القصيرة ‘لا وجود لشيء اسمه أجندة. لا وجود لاشتراطات معينة غير تلك التي لها علاقة بالروايات موضوع النقاش والتحكيم’ نافيا أن تكون هناك اعتبارات لجنس الكاتب أو للتوزيع الجغرافي للمرشحين للجائزة أو الفائز بها. وأضاف ‘الجائزة ليست فرعا من الجامعة العربية حتى تراعي التمثيل العربي العادل.’
وشدد على أن لجنة التحكيم لم تقع ‘تحت إرهاب الجغرافيا ولا إرهاب الأسماء الكبيرة ولا إرهاب التابوهات الدينية والسياسية والاجتماعية. المعيار الوحيد الذي وقفنا أمامه هو جودة الرواية’ بغض النظر عن اسم كاتبها وتاريخه وبلده وجنسه ودار النشر مضيفا أن عمل اللجنة تم بصرامة لا تراعي إلا مدى تحقق الرواية على المستوى الفني.
وتثير جائزة البوكر العربية سنويا جدلا إما حول الفائز بها وإما لاستبعاد بعض الروائيين كبار السن ذوي الإنتاج الغزير من قائمتها القصيرة.
وقال ناصر إن خروج ‘الأسماء المعروفة’ من القائمة القصيرة هذا العام ليس مقصودا لذاته إذ كانت اللجنة تقرأ روايات لا أسماء مؤلفين ‘فما اعتبرناها روايات تستحق العبور إلى القائمة القصيرة عبرت وما رأينا أنها لا تتضمن هذا الاستحقاق لم تعبر مع احترامنا الكامل لكل الأسماء والمتسابقين بصرف النظر عن تاريخهم الروائي وسنهم’ موضحا أن الجائزة تمنح عن عمل منفرد وليست عن كامل الإنجاز أوالموقع الذي يحتله الكاتب في المشهد الروائي العربي.
ورجح أن الجائزة تثير ضجيجا لأنها محل ترقب واهتمام من الحياة الأدبية العربية وبالذات كتاب الرواية ‘هناك جوائز عربية لها قيمة مالية أعلى (من البوكر) ولكنها تمر مرور الكرام والسبب في ذلك أن البوكر العربية مسابقة فعلية وليست جائزة تكريمية’ موضحا أن من طبيعة المسابقة أن تثير حماسا وترقبا واهتماما كما تثير إحباطا وخيبة أمل عند البعض.
ونفى أن تكون البوكر العربية ‘لإرضاء الغرب أو لتبييض صفحة الدول الخليجية’ مستشهدا بأن معظم أعضاء لجنة التحكيم الحالية ينتمون إلى اليسار ‘أو من منتقدي السياسة الغربية.. فكيف نعمل على إرضاء الغرب ونحن من أكبر ناقدي سياساته خصوصا تلك المتعلقة بالعالم العربي..’

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى