صفحات سوريةفلورنس غزلان

الخصوصية السورية!!

null
فلورنس غزلان
كثيرا ما يرد على لسان المسئولين السوريين كحجة للهروب من مواجهة المطالبة بالحريات ،  حقوق الإنسان ، رفع حالة الطواريء، إطلاق سراح معتقلي الرأي والضمير…الخ ، يأتي الجواب مُفحماً غير قابل للأخذ والرد أن !!: ــــــ
(  لسورية خصوصيتها)…ولهذا نرفض استيراد الديمقراطية الغربية مقدمين على الفور المثال  المقنع والعذر الأقبح من الذنب ” العراق” أو  ديمقراطية بوش!!!…
إذن ، عليكم الإذعان والقبول  بالاستبداد ونظام الحكم الواحد والحزب  القائد للدولة والمجتمع،  والقائد الأوحد،  المُزَّكى والمُصفى ،  المنقى والمُحَّسن والمُغَّربل  من كل شائبة!!.حاميكم من ديمقراطية التشتت والتفرقة والحرب الأهلية، أفضل لكم  من الحال العراقية !…فإما هذا النظام أو الفوضى !…هذا هو لسان حال الكثير من أبناء الشعب السوري وبعض  مثقفيه من حملة ثقافة العصا والبوري!، المؤمنين عن يقين أو عن إذعان…عن قناعة أو خوف  من البديل النائم أو الإسلامي القادم..”.بالخصوصية السورية”!.
ـــ  الخصوصية الأولى،   التي تلبستنا كجلدنا وصارت ملحنا اليومي،  خصوصية النظام الديكتاتوري، الذي قام واستقام منذ عقود أربع ، جلس فيها وتربع واتخذ لنفسه مقاما ومقعدا. خصوصية الحاكم الملتصق بنا لزقة أبدية  بماركة مسجلة أسدية، بالضبط كلزقة الأسد ،  التي كانت لا ترضى إلا بها المرحومة أمي عندما تصاب بلمباغو ظهري ،  لكنها انقطعت من صيدليات سورية قاطبة،  فقط لأنها تحمل “ماركة الأسد”! ـــ…أقسم أن ما أقوله صحيح وحاولوا أن تسألوا عنها في صيدليات الوطن  ــ…حتى تنسب لكم كل التهم وتلصق بكم كل قوانين الإدانة والخيانة والتجريم والتحريم ،” بوهن عزيمة الأمة وإثارة النعرات الطائفية وتحريض دولة معادية للاعتداء على سورية”،  وما إلى ذلك من معزوفاتنا القانونية ذات الخصوصية السورية و موسيقانا  القومية الممانِعة والمقاوِمة، مع أن شعارها السلام !.. قوانين محلية تحمل يافطات رقمية معروفة للقاصي والداني سواء قرأ القانون وتخصص بالمحاماة أو تمترس بالقضاء أو كان حاله كحالي،  ألا وهي المواد ذات المفعول في إدانة كل معارض للنظام فستلصق به الجنح والإدانات حسب المواد ذات الأرقام المعلبة  والمحفوظة عن ظهر قلب :ــ” 285، 286، 306 ، 305 “.
الخصوصيات السورية لا تحصى ولا تعد لكننا نذكر فقط الأهم في الشهرة وربما أنها الأكثر احتكارا وندرة :”
ـــ الفساد والرشاوي” في التعهدات والاتفاقات، دولية أو وطنية، عربية أو إقليمية، في الوثائق ، في الطبابة، في المعاملات والمراهنات، في الأرقام والعدادات، كهربائية مائية، الكترونية ،  في الزراعة والصناعة، في المواسم والمآتم ، كما في الأفراح والأتراح…لأصحاب النفوذ والجاه،  نسبة مئوية مما يخصم ويحسم من الرقم النهائي في أوراق الشراء والبيع والاستئجار، لهم الحق في الخصم والحسم على من تقع عليه القرعة أو ترسو عليه البيعة والمناقصة، حين يرخي يده ويبحبح البخشيش  ـــ صحيح أن كلمة بخشيش هذه ، ليست من اللغة العربية، وقد ورثناها تَرِكَة من عهد الاستعمار العثماني، لكن علينا الانتباه والحذر وحذف كل هذه التركات من المعجم وكتب التاريخ،  بالضبط كما حُذف لواء اسكندر ون من كتب الجغرافيا ومن الخرائط ا لسورية في كافة دوائرها الرسمية ـــ …..ومن له حق الاستئثار بالبقرة الحلوب ذات العطاء  الذي لا يعرف النضوب…في الوطن السوري المحبوب، هم أصحاب الجلالة المالكة ، وأزلام النظام ، أتباعه ومتعربشيه ، طفيليه ومتنفذيه..أو من المدعومين من قريب أو صديق ولهم معرفة  برفيق،  أومن أهل الجاه والعز في مركز من مراكز الأمن…والمحسوبين على السلطة الغارقة في العسل والسمن!.
ـــ من خصوصياتنا واختصاصنا، بل تفردنا وتوحدنا  إنتاج  وتفريخ أحزاب خاصة بالرب ” أي..الله “… ( حزب الله القادم من ولاية الفقيه عند أصدقاءنا وأخوتنا  الإيرانيين ، جند الشام على مبدأ جنود لم تروها ، فتح الإسلام، لأنكم أخوة فُتِحت أرواحكم أو طلعت إلى باريها بالإسلام، حماس بدون تحميس، جهاد بدون اجتهاد …الخ )، كلها أحزاب تتناغم وتتكامل مع النظام العلماني في حزب الوحدة والحرية والاشتراكية، كيف؟ لا تسألوني…اسألوا السلطة السورية  صاحبة القدرة القادرة والمتخصصة بالانتاجات الغريبة العجيبة هي والصديقة النووية الجديدة ، إيران ذات الحسب والشان.
3 ـــ من الخصوصية السورية أيضاً،  الغلاء الفاحش، نقص في الغذاء والدواء، انخفاض بالماء والكهرباء ــ  ” عفوا ليس انخفاضاً، وإنما ترشيداً وتقنينا منعا للهدر عند الرعية التي لا تدرك ولا تعي وغير مثقفة بمعنى التقنين …هكذا  يسمى سورياً ” ــ الجوع والفقروالمرض والبطالة عند أكبر وأهم الشرائح السكانية وتقدر النسبة المئوية بما يعادل ال40%…لكنها ربما تكون أرقاما مبالغا فيها،  جاءت على لسان دول غربية،  تحاصر سوريا وتريد بها الأذية.!!..لهذا عليكم تصديق وزيرة الشؤون الاجتماعية ،لأنها تقول:” لا فقراء عندنا في سورية وإنما ناس دخولهم أقل ” !!!…أما مشكلة الخبز في الرقة وإدلب ودمشق وحلب كمثال فقط:ـــ وصل سعر كيلو التبن وليس القمح إلى 12  ليرة سورية!…أما سعر كيلو العدس في محافظة درعا المنتجة له بل المصدرة …على سبيل المثال لا الحصر حتى الآن…  يساوي 135 ليرة سورية، علماً أن متوسط دخل المواطن … بعد الزيادة … هذا إن كان  المواطن موظفا، لا يتجاوز العشرة آلاف ليرة…وأصغر أسرة في تعدادها…تعادل،  ستة أفراد…فلو أرادوا أن يأكلوا  يوميا وجبة واحدة من البرغل أو العدس، أو طبخة مجدرة بالرز أو بالبرغل لا يهم،  فهل يستطيعوا.؟..فلافل أو فول هل سيشبعوا أو يجدوا هذا في بيوتهم؟أما ماذا سيتناولوا على الإفطار والعشاء.؟.. اللبنة والجبنة ،الحليب والزيت  والزعتر ،السمن  أو المقدوس والمربى… البيض واللبن..فهذا غير وارد، لأن سعر طبق البيض 140 ليرة وهذا أقل من كيلو الجبنة أما اللحمة!!!! فهل يجرؤ أحد على ذكرها أو شمها؟ لأنها محسوبة من الكماليات، ويكتفي المواطن من البروتين بالبقوليات!!.المحروقات.! من غاز ومازوت …مازال بعضها يوزع بقسائم ..بَشروا الشعب بحذفها في المخطط القادم ،   فقط حتى منتصف عام 2010 وبعدها عليهم العوض…..أما المواصلات والدواء  ، المدارس والكساء؟!!…فهذا علمه عند أهل الحل والربط ، وباعتقادي أنهم يعرفون تحليل وتفكيك  المجتمع جيداً من خلال عودة العز لعوائق دفناها من زمن واعتقدنا أنها انقرضت، مثل ” الطائفية، العشائرية ، القبائلية، العصبية ، الاستزلام…” لكنها تطفو اليوم  وتسود بفعل  الثقافة الجديدة، التي  صاحبت ورافقت النظام الجديد القديم!  … يتجاهلون إيجاد الحلول أو لا يريدونها،لأن قتل الجوع ومحاربته يعني شعب شبعان…والشبعان يعني بطران …وبالتالي هو شعب قادر على التفكير…وهذا لا يريده  أهل النظام،  فمن يفكر يتبصر ، وربما  ينهض ويخلع ! وهذا يحيلنا لخصوصية أخرى…تسمى:ـــ
ــ خصوصية الصمت المطبق وعدم تجاوز خصوصية الخطوط الحمر…ولا يُفتح الفم  السوري حسب هذه الخطوط،  إلا عند الأكل أو الحكي…  يعني العلاك المصدي ، أو بما يفيد النظام وينشر خيره ويهتف باسمه وعظمة شأنه..
ــ من اختصاصنا ، حُسن الجوار والأخوة المثالية ، خاصة مع شقيقتنا اللبنانية، والسلطة الفلسطينية، عندما تتوجه أنظار عناية نظامنا لمبدأ وشعار السلام مع الجارة العدوة الصهيونية، رغم أن الحقيقة المكتومة وغير المكتوبة، والتي تخدم مصالحنا المعطوبة، لا سلام ولا حرب …والهزيمة أرجَّل عند الحزم والضرب، أرجو ألا يُشك بحسن السرائر والنوايا وتحميلنا كل الرذائل والخطايا…ألم نشير ونؤشر لأصدقائنا في المعارضة من أهل الثامن من آذار،  أن يوافقوا ويتوافقوا على حلول الشقيقة” الدوحة”
وينتظروا ما سيصدر عن محادثاتنا وما ستحمله لنا اللوحة..إسرائيلية أو تركية…لأن الصديقة التي نسعى وراءها واشنطن الشقية،  تدير ظهرها لنا وتبرم بوزها لحضرتنا
لهذا فسنهز لها بجزرتنا…..حكومة لبنانية مافي…تشدد وعناد ؟! البركة بالسيد العماد!.
حتى تخرج العنقاء من الرماد…..سنساوم أو نقاوم…فالسلاح جاهز واللعب بالنار لنا أكبر حافز… هدنة حماسية ملعوبة…وفي دفاترنا مدروسة ومحسوبة…ما نريده أن تقولوا بالقلم العريض…محكمة مافي…ونحن سنقول سلام بدون واشنطن مافي….وإلا  الفوضى على الرف…بانتظار ضرب الطبل والدف.
ــ باريس في 25/06/2008

خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى