صفحات الشعر

قولوا لصديقي هناك ….

null
وفائي ليلا

لعمار الحاج أحمد …

قولوا لصديقي هناك
أني قتيل هنا
دمي على شراشف الكون
ووسادتي الأرق
يطعنني جسدي
في منتصف الحيرة
ويلتف حولي    ملائكة الرصد

قولوا لصديقي الذي يتكأ غيمة
وينام
ويحلم أن يمطر
على وسادة أمه
أن لا أم لي    هنا
ولا أب ينشلني
من هوة الغرق
أن السماء قريبة
حد الخنق
والأرض بعيدة  حد الهاوية
والمسيح معلق….
على صليب صرخته

قولوا لصديقي الذي هناك
أن أربعيني اللاهث
لن تدركه  خطوات أصابعه القليلة
عديد عمره الضئيل
قولوا له
أن أحداً ما
لعب بروحي جيداً
كما يجب للمرح
أن إلهاً عظيماً
اخترعني من جذر الخطأ
أن هذا المكان منفاي
ومدينتي ميتة في قلبي
أني قتلت كل من حولي
كي لا أذكرني .
مسحت اسمي عن كل جدران دمشق
عن كل طرقاتها
أنني لم أكني

قولوا لصديقي هناك
أن كل أرغونات العالم
وكل الأجراس  تعرفني
أغان الغجر الملونة
خرزات تقافزها المجنون
تحفظني

قولوا له
أني أنزف من كامل جسدي
اللطمة اختصرتني
الصمت خاط فمي
أن أصابعي أكلتها الكلمات
ولساني ابتلعه الخرس

قولوا له هناك
أني قتيل هنا
وأن أحداً ما…..
سحل روحي
وأغلق كل الأبواب
قولوا لأحد ما  هناك
أن سمائي خاوية
وإلهي نحاس
أنها موصدة كانت
كل الأبواب
قولوا له …حين يتقوض ليلي الفاحم
يسندني
بضمادة قلبه البيضاء
قولوا لصديقي هناك
أن الطرق خدعتني
الشجر
اشارات المرور
شرطيّ الكون
نساءه الملوحات
أطفاله العمي
قولوا له
أن حباً  لقيطاً ضللني
وأخذني ….إلى الجدار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى