صفحات ثقافية

مهرجانان… والشعر في الهامش

null
في القاهرة مهرجانان للشعر في آن واحد: الأول ينظمه «المجلس الأعلى للثقافة» وعلى رأسه الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، والثاني يقيمه شعراء شباب ارتأوا أن يسمّوه «الملتقى الأول لقصيدة النثر»… هذا التسابق على تنظيم مهرجانين قد يكون دليلاً على «عافية» الشعر ورواجه، لكنّ الجوّ الذي يخيّم عليهما لا يشي بما يطمئن كثيراً. فالمهرجان الأول الذي يدّعي أنه يعقد تحت عنوان عريض هو «المشهد الشعري الآن» استبعد معظم الأصوات الشعرية الشابة في مصر والعالم العربيّ، لا سيما شعراء قصيدة النثر التي كان وصفها حجازي بـ «القصيدة الخرساء» في كتاب له صدر حديثاً. هذا المهرجان ذو طابع رسميّ وقد موّلته وزارة الثقافة ويحتل فيه حجازي موقع القرار، يختار مَن يشاء، ويقصي مَن يشاء متخطياً – على ما يبدو – صلاحيات اللجنة الشعرية. وكان معروفاً أن حجازي سيدعو الى المهرجان «شعراءه» لئلا أقول «مريديه» الذين اعتاد أن يدعوهم سابقاً. فالأسماء المصرية والعربية تكاد تكون هي نفسها التي ضمّها المهرجان السابق، وتنتمي جميعاً الى القصيدة العمودية والقصيدة التفعيلية. وعمد حجازي الى دعوة قلّة من شعراء قصيدة النثر في مصر مدّعياً الانفتاح على هذه القصيدة التي كانت بمثابة «عقدة» في حياته. إلا أن هؤلاء الشعراء لم تنطلِ عليهم حيلة صاحب «مدينة بلا قلب» فانسحبوا من المهرجان تاركين الساحة لـ «ديوك» التفعيلة. ومن المنسحبين شعراء مهمون فعلاً مثل: عبدالمنعم رمضان، حلمي سالم، فاطمة قنديل، رفعت سلام، محمود قرني وسواهم.
أما المهرجان الثاني، مهرجان قصيدة النثر، فهو هامشي جداً ولم ينل أي دعم ماليّ من أي جهة، ما عدا «نقابة الصحافيين» التي قدمت له المكان. لكن الشعراء الشباب أصرّوا على عقده بما توافر أو أمكن، سعياً منهم الى إظهار المشهد الراهن للشعر المصري والعربي الذي ترينُ عليه قصيدة النثر. ولئن بدا هذا المهرجان رداً على مهرجان حجازي الرسميّ، فهو أشد طليعية وعمقاً منه، ليس لأن قصيدة النثر هي نجمته بل لأنه أقرب الى الراهن الشعري ويحمل أسئلة الشعر الحقيقي في مصر والعالم العربي. ولو كانت لدى القائمين عليه من أمثال: فتحي عبدالله ومحمود قرني وغادة نبيل وسواهم، إمكانات مادية لجعلوا منه واحداً من أهم المهرجانات العربية، نظراً الى طابعه المختلف والغاية التي يرنو إليها. لكنه مهرجان فقير مادياً، وقد اعتمد على مبادرة الشعراء أنفسهم، فدعاهم من غير أن يغطي نفقاتهم، على خلاف مهرجان حجازي الذي ينعم بالكثير من الدعم المالي، ويمنح في ختام أيامه جائزة ذات قيمة مالية. ويقال إن حجازي يمني نفسه هذه السنة بهذه الجائزة التي منحت قبل عامين للشاعر محمود درويش. ولكنْ لا نعلم إن كان سعدي يوسف سيلبي دعوة المهرجان كما فعل سابقاً، بعدما أُصيب بخيبة سبّبها فوز درويش بالجائزة. هل سينافس سعدي يوسف هذه السنة حجازي على الجائزة؟ ومَن سيفوز بها: الشاعر المصري «الرسمي» أم الشاعر العراقي «المقتلع» الذي قد تليق به المشاركة في المهرجان «الهامشي»؟
استبعد أحمد عبدالمعطي حجازي إذاً شعراء قصيدة النثر ودعا شعراء يحظون برضاه، وكثرٌ منهم مجهولون أو شبه مجهولين، ولا حضور لهم في المعترك الشعري، مصرياً وعربياً. يود حجازي أن يظل هو سيد الساحة فلا ينافسه أحد ولا يتجاوزه أحد. ولعله مطمئن تماماً إزاء الأسماء التي يصرّ على دعوتها والتي لا يمكن أن تنافسه ولو أن بينها بضعة أسماء مهمة، وقد تكون أهم من حجازي نفسه. ولا أحد يدري كيف سيعالج المهرجان أبعاد «المشهد» الشعري الراهن بعدما استبعد عناصر هذا المشهد أو صانعيه مقصياً قصيدة النثر أو عازلاً إياها. أما العناوين التي اختارها المهرجان للندوات التي سترافق القراءات فهي عناوين عامة وخاوية ومستهلكة جداً ومنها على سبيل المثل: الشعر والتلقي، الشعر والتعليم، الشعر والمستقبل… وهلمّ جراً. أما مهرجان قصيدة النثر فكان أعمق في اختيار عناوين ندواته: قصيدة النثر المصرية الراهنة، المؤسسة الرسمية وموقفها من قصيدة النثر، الإعلام وقصيدة النثر وسواها. ومثل هذه العناوين قد تكون محلّ سجال لا يخلو من بعض الإشكالات الجوهرية.
كان على الشعراء المصريين السبعينيين أن ينسحبوا من مهرجان «المجلس الأعلى» ليظهر طابعه التقليدي جليّاً أولاً، ولئلا يكونوا ثانية «ستارة» تتوارى وراءها الأصوات العادية وغير الموهوبة التي اختارها حجازي قصداً. وليت هؤلاء السبعينيين ينضمون الى مهرجان قصيدة النثر ولو عابراً، مانحين المزيد من القوّة لهذا المهرجان الطليعي الذي يسعى الى اكتشاف المواهب الشابة وإلقاء الضوء عليها، علاوة على ترسيخه قصيدة النثر التي ما برحت تواجه كثيرون من الخصوم أو الأعداء.
خلال «مهرجان دبي العالمي للشعر» الذي عقد قبل أيام بدا أحمد عبدالمعطي حجازي الذي ينتمي الى الهيئة الاستشارية للمهرجان، محايداً تماماً ومنفتحاً على قصيدة النثر، ولم يتفوه بأي كلام ضدّها، بل كان يصفق لشعرائها متناسياً أنهم شعراء «القصيدة الخرساء». ولعله كان مرغماً على هذا التصرف بعدما أدرك أن الشعراء العالميين المدعوين الى دبي هم شعراء قصيدة نثر. ولو علموا انه وصف هذه القصيدة بـ «الخرساء» لاستهجنوا الأمر كثيراً، هم الذين لا يسمّون أنفسهم شعراء قصيدة نثر، بل شعراء فقط. ولو قدّر لهم أن يقرأوا كتاب حجازي هذا لضحكوا حتماً لأن في الأمر ما يدعو الى الضحك والضحك فقط. فقصيدة النثر لم تكن يوماً على المحك عالمياً، وقد مرّ على تأسيسها أكثر من قرنين، وباتت اليوم واجهة المشهد الشعري العالمي الراهن.
أما شعراء قصيدة النثر في مصر فنأمل أن يحافظوا على الطابع الهامشي لمهرجانهم الذي يجب أن يصبح مناسبة سنوية، فلا يكون رد فعل على المهرجان الرسمي الذي استبعدهم، ولا مهرجاناً «بديلاً» كما حصل قبل عامين، بل مهرجاناً حقيقياً، بقصائده وقضاياه وأسئلته.
الحياة

داعـي نفسـه
محمد مصري
في مفاجأة متوقعة نال الشاعر المصري الكبير احمد عبد المعطي حجازي جائزة الإبداع الشعري في ختام فاعليات «ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي»، وهو الملتقى الذي رأسه حجازي نفسه على مدار ثلاثة ايام واختتم أعماله الأربعاء الماضي.
كانت الأيام السابقة لبداية الملتقى قد شهدت حديثاً حول إمكانية منح الجائزة لحجازي الذي ادلى بتصريحات للصحف وقت انعقاد المؤتمر بحقه في نيل الجائزة رغم ان اللوائح المنظمة على الجائزة تشترط ان يكون للشاعر انتاج في الخمس سنوات الاخيرة، وهو شرط لا يتوفر في حجازي الذي اصدر آخر دواوينه منذ عشرين عاما. وهو الامر الذي رفض التعليق عليه عبد السلام المسدي رئيس لجنة التحكيم الذي ذكر في تقديمه لفوز حجازي ان الجائزة «أسندت بالإجماع إلى الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي اعتمادا على مقياس الريادة الشعرية، والسبق التاريخى الذى أحرزه حجازي في حركة التجديد الشعري، في حين نفى محمد عبد المطلب عضو اللجنة وجود شرط السنوات الخمس، مؤكداً على استحقاق حجازي للجائزة.
اسم الشاعر حجازي ـ مواليد 1935 – كان مطروحا بقوة لنيل الجائزة منذ البداية برئاسته للملتقى وإصراره على توجيه المؤتمر فتمسك بإهداء اعمال الدورة التي حملت اسم «المشهد الشعري الآن» الى خليل مطران، في مقابل أسماء مثل محمود درويش الراحل منذ اقل من ستة اشهر وأيضا رفضه لإطلاق اسماء شعراء العامية المصريين فؤاد حداد او صلاح جاهين على هذه الدورة.
القاهرة انهت شتائها المتقلب بفوران شعري شغل وسط المدينة من المجلس الأعلى للثقافة في بداية جزيرة الزمالك وجلسات الملتقى الرسمي الى نقابة الصحافيين المصريين بوسط البلد المزدحم. حيث عقد «الملتقى الاول لقصيدة النثر» الذي اقيم بالتوازي مع المؤتمر الرسمي في سياق رد الفعل رغم نفي اللجنة التأسيسة للملتقى ذلك اكثر من مرة.
اختيار النقابة التي تحولت في السنين القليلة الماضية الى المساحة الوحيدة المتاحة لإقامة تظاهرات ذات طابع سياسي تلقي بدلالات على اختيار شعراء النثر لمكان انعقاد مؤتمرهم الاول.
وليست هذه المحاولة الأولى، فعلى مدار العامين الماضيين اقام شعراء النثر «المؤتمر البديل» الذي عقد في مقر حزب التجمع «اليساري»، ولكن تبدو خطوة تغيير المكان مصحوبة ايضا بتغيرات في «رعاة» الحدث في السنوات الماضية ـ حلمي سالم وعبد المنعم رمضان – اللذين شاركا في مؤتمر «حجازي».
الذي اصدر كتابا بعنوان «القصيدة الخرساء» في نوفمبر الماضي هاجم فيه قصيدة النثر وشعراءها واستعاد المعركة التقليدية بين قصيدتي النثر والتفعيلة كما استبعد اسماء شعراء النثر من جيلي الثمانينيات والتسعينيات وحاول استمالة عدد من شعراء السبعينيات فألقى حلمي سالم كلمة في الجلسة الافتتاحية للملتقى وظهرعبد المنعم رمضان في حفل الافتتاح.
وفي حين ذهب السبعينيون إلى حفل افتتاح المؤتمر «الرسمي» دعا شعراء ملتقى قصيدة النثر الشاعر الكردي الكبير شيركو بيكه سه الذي تمت دعوته من قبل المؤتمر الرسمي ليلقي عددا من قصائده في الجلسة الختامية للملتقى.
السمة المشتركة الابرز في المؤتمرين هي تجاهل شعراء العامية، ففي حين رفض حجازي اسماء جاهين وحداد، تدارك ملتقى النثريين الامر فقدم البيان الختامي للملتقى اعتذارا الى شعراء العامية في بيانه الختامي.
ضعف الجمهور كان السمة الغالبة على المؤتمر الرسمي حيث ضمت الجلسات الصباحية والمسائية في جلسة واحدة، في حين شهد مؤتمر النقابة تواجداً اكثر لغالبية شعراء النثر الذين حرصوا على التواجد بنقابة الصحافيين.
استحواذ حجازي على الجائزة وخيب آمال الكثيرين في امكانية ان يتحلى الملتقى الرسمي بشيء من الموضوعية في اختيار الفائز، وهو االامر الذي عبر عنه الشاعر فارس خضر عضو اللجنة التأسيسية لملتقى قصيدة النثر بقوله «لا يمكن انكار ان حجازي شاعر كبير ولكن كيف يمكن ان يكون هو الداعي الى مائدة وفي نفس الوقت هو ملتهمها الأول».
(القاهرة)

معركـة علـى غائـب
حمدي جليل
انتهت أعمال «الملتقى الدولي الثاني للشعر العربي» و«الملتقى الدولي الاول لقصيدة النثر» اللذين عقدا حول الشعر بالقاهرة في نفس التوقيت ( من 15 الى 18 مارس الجاري ) الى «الاعلان عن جائزتين سنويتين واحدة للشعر وأخرى للنقد وتشكيل لجنة تحضيرية دائمة تعمل على اقامته بشكل دوري، وتضم الشعراء العرب نديم الوزة وحسين جلعاد وعلي المقري ومحمد صالحي وخضيري، بالإضافة لبعض الشعراء المصريين» بالنسبة للملتقى الاول.
وفوز الشاعر المصري احمد عبد المعطي حجازي كما توقعنا بجائزة «ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي» بالنسبة للملتقى الثاني، والغريب انه ضغط أو قل عارك حتى فاز بها «ألستُ استحقها كواحد من ابرز الشعراء العرب المعاصرين» هكذا برر حجازي فوزه بها رغم انه رئيس الملتقى الذي يمنحها ورئيس لجنة الشعر التي أعدته وحتى الرئيس الفعلي للجنة التي منحته الجائزة حيث جرت العادة في هذه الجائزة التي تمنح كل عامين بالتناوب مع جائزة القاهرة للرواية لأبرز شاعر عربي ان يختار رئيس لجنة الشعر أعضاءها من النقاد العرب بل ومن حقه ان يقترح عليهم الاسم الفائز، والاهم ان حجازي لم يصدر ديوانا شعريا منذ أكثر من عشرين عاماً وهذا يخل بأهم شروط الجائزة بل شرطها الوحيد المعلن وهو نشر ديوان شعر على الأقل لم تمر على طباعته أكثر من خمس سنوات !!
واللافت ان كلا «الملتقيين» اتهم في الاوساط الشعرية والثقافية المصرية بعدم الجدية والافتعال والشللية والانغلاق على اتجاهات و أسماء شعرية دون غيرها والاهم التعارك على الشعر في عز غيابه على مستويات عدة اوضحها التلقص الكبير لطباعته وتوزيعه وحتى كتابته، وتلخيص الاهتمام بالشعر في مجرد التكالب على منصات الإلقاء في «الملتقيين» لدرجة ان السبب الوحيد المعلن لانعقاد «الملتقى الاول لقصيدة النثر» تلخص في استبعاد منظميه من القاء قصائدهم في الملتقى الثاني !!
«ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي» ترعاه وزارة الثقافة المصرية ممثلة في المجلس الاعلى للثقافة برئاسة الناقد علي أبو شادي وعقد بدار الأوبرا المصرية في الفترة من 15 حتى 18 مارس الجاري تحت عنوان «قرن من التجديد والتجريب»، وشهد عددا من الندوات والأمسيات الشعرية في القاهرة والأقاليم ، وأهدى أعماله للشاعر خليل مطران باعتباره «رمزاً للتجديد والتجريب في الشعر العربي الحديث» وشارك فيه أكثر من مئة شاعر وناقد من مختلف انحاء الوطن العربي، ورغم انه حاول استيعاب واحتضان وحتى إرضاء واستمالة الشعراء من مختلف التيارات الشعرية في مصر خصوصا شباب قصيدة النثر ابتداء من كلمة راعيه الناقد علي ابو شادي في جلسته الافتتاحية (غاب عنها فاروق حسني وزير الثقافة المصري على غير عادة) حيث خصصها للتأكيد على ان الملتقى «يؤمن ويقوم على التنوع والتعددية وحق الاختلاف وينفتح على كل الأطياف والأصوات الشعرية ولا يمكن ان يغيب فصيل شعري طالما يمثل حقيقة شعرية خصوصا قصيدة النثر» ، ورغم انه باقتراح من حجازي خصص أول محاوره وجلساته لمناقشة «المشهد الشعري الآن» و«جند» الشاعر حلمي سالم لإعداد دراسة مطولة تحت عنوان «دفاعا عن قصيدة النثر ـ إلا انه ووجه بهجوم عنيف من شعراء قصيدة النثر عبر عن نفسه في ملتقى شعري دولي مضاد اتفقت معظم أوراقه ابتداء من كلماته الافتتاحية على مهاجمة «كل ما يخص» ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي ابتداء من منظميه «كهنة الشعر» على حد وصفها وانتهاء بالمؤسسة الثقافية الرسمية التي تعمل بلا هوادة على «على عسكرة الشعر وتدجينه».
«الملتقى الاول لقصيدة النثر» اعدته لجنة تحضيرية مستقلة ضمت الشعراء فتحي عبدالله ومحمود قرني وفارس خصر وصبحي موسى وحسن خضر وعاطف عبد العزيز وعقد عن قصد ان لم نقل عن مكيدة في نفس توقيت «ملتقى القاهرة الثاني للشعر العربي» بمقر نقابة الصحافيين المصريين أي وسط القاهرة وعلى بعد خطوات منه وحضره أيضا لفيف من الشعراء العرب على نفقتهم الخاصة ومنهم على المقري من اليمن ولينا الطيبي من سوريا وإدريس علوش من المغرب وحسين جلعاد من الاردن وعلي الرباعي من السعودية وخضير ميري من العراق، وتضمن عددا من الندوات والامسيات الشعرية التي انغلقت على شعراء قصيدة النثر دون سواها بل ركزت على شعراء جيل بعينه هو جيل الثمانينيات، وفي جلسته الافتتاحية أرجع الشاعر محمود قرني اسباب انعقاده الى الاقصاء المتعمد من المؤسسة الرسمية ممثلة في وزارتي الثقافة الاعلام لقصيدة النثر وشعرائها رغم ان تجاربهم تجاوزت ربع قرن وقدمت إضافات هامة للقصيدة العربية الحديثة، وقال «لقد طال الإقصاء والنفي وتجاوز حدود القبول الإنساني ولا تعكس الشتائم المجانية للشعر الجديد أزمة غياب الموضوعية فحسب، بل تعكس رغبة متعسفة في مصادرة المستقبل لصالح الماضي «وتابع» ففي الوقت الذي ينبري فيه نقاد وشعراء الكتب الصفراء لشتيمة قصيدة النثر بدافع الذود عن أشكال يعتقدون بقداستها في وجه شعراء موصومين بالتفلت فإنهم يعترفون لأنفسهم بفضيلة مكذوبة وهي الإحاطة الشاملة والعميقة بالنص الجديد»..
كما القى الشاعر فتحي عبدالله كلمة اللجنة التحضيرية لملتقى القصيدة التي جاءت اشبه ببيان ثوري عنيف ابتداء من عنوانها «بيان ضد عسكرة الشعر» وشنت هجوما ضاريا خشنا على المؤسسة الرسمية التى «ترعى الشعر التقليدي المدجن وتتجاهل الشعر الجديد وتغيبه» وواجهها الشعراء بـ«الملتقى الاول لقصيدة النثر»، وفيها جاء إن «هذه التظاهرة الشعرية ـ يقصد الملتقى – وما يصاحبها من فنون أخرى هي نوع من الاحتجاج المدني السلمي على عسكرة الشعر والثقافة معا، إذ إن القائمين على مؤتمر الدولة لم يحتكموا إلى مفهوم القيمة في الاختيار، وإنما اعتمدوا على الولاء والمساندة وعلى الجماعات اليمينية التي تهدر كل تجديد، حتى يحصلوا على المكاسب كاملة دون منافسة أو توزيع عادل».
وأن «مأساة الشعر وصلت لذروتها في الصراع بين أنماطه وأنواعه خاصة بين التفعيلة وقصيدة النثر، وهو ليس صراعاً تقنياً خالصاً كما يروجون له، وإنما هو صراع سياسي بالأساس بين هيئات اجتماعية متناقضة، الأولى عسكرية الطابع وتاريخية بامتياز وتحتمي بما هو ديني وتدافع عن الهويات المغلقة والثانية تسعى أن تكون مدنية».
غير ان «ملتقى قصيدة النثر» لم يختلف عن «ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي» الذي أقيم أساسا من اجل مواجهته وتقديم نفسه كبديل له والمؤسسة الثقافية الرسمية بشكل عام، بل يكاد يتطابق معه في كل شيء ابتداء من عنوانه ومرورا بندواته وأمسياته وحتى الاسماء المشاركة فيه لدرجة ان البعض وصفه بالمثل الشعبي المصري «إن فاتك الميري تمرغ في ترابه» بسبب تقليده لكل انشطة ملتقى القاهرة الثاني ، وحتى الشعراء الذين شاركوا فيه أكثرهم شارك او حضر ملتقى القاهرة الثاني بل جاءوا ضيوفا عليه خصوصا من الضيوف العرب، ومنهم الناقد محمد برادة الذي دعي على نفقة ملتقى القاهرة الثاني وحضر افتتاح الملتقى الاول لقصيدة النثر وإن كان انصرف منه محتجا على هجوم الشاعر فتحي عبدالله على المؤسسات الثقافية الرسمية، كما انه استبعد عددا كبيرا من شعراء قصيدة النثر المصريين، ثم انه ووجه بنفس الاتهامات التي وجهت لملتقى القاهرة الثاني وكانت اهم اسباب انعقاده المعلنة، أي الاقصاء المتعمد والانغلاق على شعراء بعينهم من عدد من الشعراء ومنهم الشاعرة فاطمة ناعوت التي اتهمته بأنه «رد فعل طفولي على إقصاء لجنة الشعر وملتقى القاهرة لبعض الشعراء» وقالت ان منظميه «ارتكبوا من خلاله ما يزعمون انه أغضبهم ودفعهم لعقده من استبعاد وتهميش لمن لا يروق لهم من الشعراء الأشعر منهم لا لشيء إلا لأنهم «شلة» قررت ان تقيم زوبعة من أجل التنفيس عن أمور ليس أولها الغضب من المؤسسة الثقافية الرسمية ولكن أهمها أن معظم هذه الشلة تمتلك الكثير من وقت الفراغ بسبب افتقار أفرادها لمشروع حقيقي مما يدفعهم لإشعال تلك الثورة المفتعلة. كما وصفته الشاعرة د. سهير المصادفة بالعشوائية بل الفساد و« رد الفعل المراهق» على استبعاد ملتقى القاهرة الشعري الثاني.

جائزة لأحمد عبد المعطي حجازي … ملتقيا القاهرة للشعر يجسدان صراع القديم والجديد
القاهرة – علي عطا
لعل أبرز ما أسفر عنه تزامن ملتقيين للشعر عقدا أخيراً في القاهرة، هو فتح باب السجال على صراع أجيال عدة على صدارة المشهد الشعري المصري، إذ بدا الأمر كأن تجاور الأجيال بات مستحيلاً، مثلما استحال تجاور الأشكال المختلفة للقصيدة. ففعاليات «ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي» الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة، وأضفى عليه طابعاً رسمياً، خلت تقريباً من شعراء وباحثين تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً، وذلك على عكس ما ساد فعاليات «الملتقى الأول لقصيدة النثر» الذي نظمته مجموعة من شعراء جيل الثمانينات وشارك في أمسياته التي أقيمت في مقر نقابة الصحافيين المصريين في القاهرة أكثر من خمسين شاعراً من مصر ودول عربية عدة.
وإضافة إلى ثنائية «الشباب»، و «من ليسوا شباباً» حضرت ثنائية قصيدة التفعيلة التي هيمنت على ملتقى المجلس الأعلى للثقافة عبر أسماء معظمها ينتمي إلى جيل الستينات وأجوائه، وعبر منح «رائدها» الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي جائزة الملتقى، في مقابل قصيدة النثر التي لم يكن هناك سواها في ملتقى نقابة الصحافيين، وإن غاب عن أمسياته الشعرية الخمس عدد ممن لهم بصمة واضحة في منجز تلك القصيدة سواء ممن ينتمون إلى جيل السبعينات أو الأجيال التي تلته.
وشهد الملتقيان ما يشبه حرب بيانات، لكن المحصلة صبت في مصلحة «ملتقى قصيدة النثر» الذي بدا خطابه أكثر منطقية لجهة التعبير عن الطموح إلى التغيير وتجاوز الماضي، وهو خطاب متسق مع الآمال المطروحة في مختلف المنتديات، خصوصاً على المستوى السياسي، فضلاً عن نجاح الملتقى نفسه تنظيمياً في شكل فاق توقعات حتى منظميه، فيما شهد ملتقى المجلس الأعلى للثقافة ارتباكاً ملحوظاً في جلساته البحثية وأمسياته الشعرية على رغم ما توافر له من إمكانات بشرية ومادية، وجاء ختامه ليعزز التشكيك في صدقية الحدث برمته إذ بدا الأمر كأن رئيس المؤتمر الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي قرر منح نفسه الجائزة على رغم اعتبارات عدة تمنع ذلك، أهمها كونه رئيس الملتقى الذي منح جائزة دورته الأولى إلى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وتلقى منظمو «ملتقى قصيدة النثر» ما اعتبروه الإشارة الأولى على نجاحهم المبدئي من كلمة الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة علي أبو شادي في الجلسة الافتتاحية لـ «ملتقى القاهرة» الذي عقد تحت شعار «المشهد الشعري الآن»، إذ قال: «إن ملتقى قصيدة النثر إثراء لملتقى القاهرة ومكسب للشعر وللشعراء عموماً». وأضاف: «نؤمن بالتنوع ولا نملك ترف استبعاد فصيل شعري»، مشيراً إلى ان المجلس الأعلى للثقافة يسعى لأن يكون ملكاً لكل المثقفين، وأن يكون للشعر بمختلف تياراته».
وتوالت الإشارات، ومنها مشاركة الشاعر العراقي الكردي شــيركو بيكه سه، في الأمسية الشــعرية الختامية لملتقى قصيدة النثر، علماً أنه أساساً من ضيوف ملتقى المجلس الأعلى للثقافة، وقرأ قصائد له باللغـــتين الكردية والعربية وخاطب منظمي الملتقى قائلاً: «يا شباب التجديد نحن بالاختلاف نتجدد، والإبداع لا علاقة له بالزمن أو بالعمر».
وأدارت هذه الأمسية الشاعرة السورية لينا الطيبي التي استهلتها بتوجيه التحية نيابة عن المشاركين إلى منظمي الملتقى «الذين نجحوا في تنظيم مؤتمر لأجل القصيدة وحدها من دون أن يحسبوا حسبة واحدة لأنفسهم». وشارك في الأمسية محمد الصالحي وإدريس علوش من المغرب وحسين جلعاد من الأردن ونديم الوزة من سورية ومحمود قرني وفتحي عبدالله وحسن خضر ونجاة علي وجيهان عمر وشرف يوسف ومحمد متولي من مصر. وعقب تلك الأمسية قرأ الشاعر المصري فارس خضر بصفته عضو اللجنة التحضيرية البيان الختامي الذي اتسم بلغة هادئة مطمئنة ومتسامحة في الوقت ذاته، على عكس ما تضمنه البيانان اللذان ألقيا في الجلسة الافتتاحية.
وجاء في البيان الختامي: «لم يكن في حسباننا أبداً أن تتشكل بهذا الوضوح صورة الملتقى الأول لقصيدة النثر، وها هو بين أيدينا ثمرة غضة تحتاج أكثر إلى مزيد من الرعاية والاعتناء قبل الحديث عن أية استحقاقات»، وتضمن البيان توصيات عدة أو لنقل آمالاً ساهم نجاح الملتقى في التعلق بها، ومنها الاستعداد لعقد الملتقى دورياً على أن يمنح جائزتين، الأولى لعمل شعري أول والثانية لأفضل بحث نقدي حول قصيدة النثر، وإطلاق مؤسسة أهلية هدفها رعاية التيارات الشعرية الجديدة تحت اسم «بيت الشعر العربي»، وأن يتجاوز الملتقى فكرة الانغلاق على أجيال بعينها بحيث يستوعب شعراء قصيدة النثر من مختلف الأجيال.
وتقرر توسيع تشكيل اللجنة التحضيرية ليضم الشعراء نديم الوزة (سورية) وحسين جلعاد (الأردن) وعلي المقري (اليمن) وعلي الرباعي (السعودية) وخضير ميري (العراق) ومحمد الصالحي (المغرب)، لتبدأ العمل في التجهيز للمـــلتقى الثاني على أن تكون مدته أربعة أيام بـــدلاً من ثــلاثة «وأن تتميز فعالياته بالنوعية ودقة الاختيار ووضع معايير أكثر دقة للمحور النقدي عبر تـــشكيل لجنة علمية مسؤولة».
وكان حجازي (74 سنة) قال في افتتاح ملتقى القاهرة إن جوهر الشعر واحد مهما تعددت الصور والأشكال والأساليب. وأضاف أن الشعر «موجود في كل زمان ومكان باعتباره حاجة إنسانية تطلب الارتواء»، ومع ذلك تساءل: «هل هو موجود الآن كإبداع جديد»؟ ووصف حجازي الشاعر خليل مطران الملقب بشاعر القطرين والذي أهديت إليه الدورة الثانية لملتقى القاهرة للشعر العربي بأنه «ثمرة الثقافتين ورسول الرومانتيكية وحارس مجد الفصحى الناسك الزاهد والفارس المحارب دفاعاً عن حرية الرأي».
وقال الأكاديمي التونسي عبد السلام المسدي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية نفسها نيابة عن المشاركين العرب: «إن الذين جاهروا بالقول إن العصر هو عصر الرواية ما لبثوا أن استدركوا وثاب إليهم رشدهم النقدي، فمجد الرواية ليس مرهوناً بنكبة الشعر».
ويمكن القول إن قصيدة النثر حضرت بقوة في «ملتقى القاهرة للشعر العربي»، على الأقل نقدياً، على رغم اتهام منظميه وعلى رأسهم مقرر لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بتجاهل شعرائها مع أنها، كما قال الناقد عبد المنعم تليمة، في افتتاح الملتقى الذي استضافته نقابة الصحافيين، تتصدر المشهد الشعري الراهن بعدما نجحت في استيعاب البلاغة الموروثة وتجاوزها في غير نهاية. وأشار رئيس اللجنة الثقافية في نقابة الصحافيين علاء ثابت في افتتاح ملتقى قصيدة النثر إلى أن اللجنة استضافت هذا الملتقى إيماناً بدور الشعر وترحيباً بالإبداع حتى ولو كان طريد المؤسسات الرسمية.
وكان الشاعر محمود قرني عضو اللجنة التحضيرية لملتقى قصيدة النثر تساءل في كلمته في افتتاح الملتقى: «لماذا تذهب الدعوة إلى التجاور والتنوع أدراج الرياح؟ هل لأن النقد العربي أسرف على نفسه كما يقول إحسان عباس في تقييد الشعر بالدعوة المسرفة إلى مراعاة المقام واللياقة ودعم روح الاعتدال وعدم الايغال في الاستعارة والخيال إجمالاً والإعلاء من مقام اللفظ على المعنى والشكل على المضمون؟
وخلال الجلسة نفسها قرأ الشاعر فتحي عبد الله بيان الملتقى الذي جاء تحت عنوان: «ضد عسكرة الشعر»، موضحاً أن هذه التظاهرة الشعرية وما يصاحبها من فنون أخرى هي نوع من الاحتجاج المدني السلمي على عسكرة الشعر والثقافة معاً إذ أن القائمين على مؤتمر الدولة لم يحتكموا إلى مفهوم القيمة في الاختيار وانما اعتمدوا على الولاء والمساندة وعلى الجماعات اليمينية التي تهدر كل تجديد حتى يحصلوا على المكاسب كاملة من دون منافسة أو توزيع عادل، والحقيقة أننا لم نهتم بكل ذلك ولأن ما نرجوه أكبر وهو تجديد المجتمع من خلال عقد اجتماعي جديد بين القوة الاجتماعية الفاعلة وهذا لا يتم إلا في وجود معرفة جديدة تعطي لكل الفئات والشرائح حقها في الوجود الإنساني المتميز وكذلك حقها في التعبير مهما كان الشكل أو النمط المختار.
ومنذ الجلسة الأولى لملتقى القاهرة للشعر العربي تجلى حضور قصيدة النثر نقدياً حيث قدم الشاعر حلمي سالم مداخلة بعنوان «دفاعاً عن قصيدة النثر»، وقدم الناقد محمد بريري بحثاً بعنوان «قصيدة النثر: حتمية ثقافية أم اختيار جمالي»؟ وفي موازاة ذلك اعتذر شعراء بارزون في تيار قصيدة النثر ومن أجيال مختلفة عن المشاركة في أمسيات ملتقى المجلس الأعلى للثقافة والتي أقيمت في القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وفضل بعضهم المشاركة في أمسيات ملتقى نقابة الصحافيين.
الحياة

ملتقيان شعريان في القاهرة يختتمان اعمالهما: جائزة ملتقى القاهرة للشعر العربي لمقرر الملتقى عبد المعطي حجازي!
القاهرة ـ ‘القدس العربي’ اختتمت في القاهرة فعاليات ملتقيين شعريين كبيرين الاول هو الملتقى الثاني للشعر العربي والثاني هو الملتقى الاول لقصيدة النثر. الاول تعقده لجنة الشعر بالمجلس الاعلى للثقافة والثاني قام عليه شعراء مستقلون يرون ان منجز جيلهم الشعري تعرض للامتهان والاقصاء على مدار ما يقرب من عشرين عاما. وقد استضافت دار الاوبرا المصرية والمجلس الاعلى للثقافة وقائع الملتقى الرسمي واستضافت نقابة الصحافيين وقائع الملتقى المستقل.
وقد منحت لجنة تحكيم مهرجان الشعر العربي الذي اقامه المجلس الأعلى للثقافة لمقرر المهرجان أحمد عبد المعطي حجازي في سابقة هي الأولى من نوعها اذ ان العرف يقضي ان لا يتقدم رئيس مهرجان ما لنيل الجائزة التي يمنحها المهرجان الذي يشرف على اختيار ضيوفه بمن فيهم اعضاء لجنة التحكيم.
وقد شارك من الشعراء العرب حسب برنامج المهرجان، سامي مهدي، علي جعفر العلاق، شيركوبيكه سي، أمجد سعيد، يوسف الخطيب، المتوكل طه، عز الدين المناصرة، حيدر محمود، حبيب الزيودي، روضة الحاج، حسن دورتيانيا، مباركة بنت البراء، المهدي أخريف، ابتسام المتوكل، محمد عبدالسلام منصور، علوي الهاشمي، محمد علي شمس الدين، جودت فخر الدين، جوزيف حرب، فاطمة بن شعلان، عبدالقادر الحصني، اشجان هندي،، ميسون صقر، محيي الدين اللاذقاني، المنصف الوهايبي.
وشارك من النقاد العرب كل من: عبدالسلام المسدي، حمادي صمود، لطيفة كمال، عمران النجار، محمد عيسى، فاضل القعود، وجدان الصائغ، ومنصور الحازمي.
وشارك شعراء أجانب من تركيا، ايطاليا، اريتريا، اسبانيا، الصين، بولندا، اليونان، أمريكا، اليابان، فرنسا.
ومن الشعراء المصريين: أحمد عبدالمعطي حجازي، فاروق شوشة، محمد سليمان، محمد إبراهيم أبو سنة، حلمي سالم، محمد الشهاوي، شيرين العدوي، أحمد أمين حداد، أحمد بلبولة، حسن طلب، سيد حجاب، جمال الشاعر، فولاذ عبدالله الانور، فوزي خضر، جمال بخيت، أحمد فؤاد نجم، احمد سويلم، سمير عبدالباقي، محمد كشيك، عبدالستار سليم، ماجد يوسف، سامح درويش، شعبان يوسف، حسام نايل، محمد أبو دومة، صلاح اللقاني، عبدالرحمن الأبنودي، محمد عبدالرازق، سهير متولي، عبداللطيف عبدالحليم، نصار عبدالله، حميدة عبدالله، عزت الطيري، احمد بخيت، محمد الزياتي، عبدالعزيز موافي، رجب الصاوي، محمود طمان، محمود نسيم، عبدالمنعم عواد يوسف، مجاهد عبدالمنعم، سماح عبدالله، سعد عبدالرحمن.
يذكر أن بعض الأسماء التي وردت بنشرات المؤتمر الصحافية قد اعتذرت عن المشاركة مثل الشاعر سعدي يوسف الذي اعتذر لأسباب أشيع أنها صحية، والشاعر السوري ادونيس الذي يشارك في نفس التوقيت باحدى فعاليات مكتبة الاسكندرية واعتذر كذلك كل من أمجد ناصر وسيف الرحبي وعبد المنعم رمضان ورفعت سلام كما اعتذر كل من إبراهيم داود، وعماد غزالي، ومحمود قرني لمشاركة الاخيرين في الملتقى الأول لقصيدة النثر.
وسوف يشارك من النقاد المصريين كل من الدكتور محمد عبدالمطلب، محمود الربيعي، حماسة عبداللطيف، محمد زكريا عناني، سيد إبراهيم، عبدالناصر حسن، أحمد درويش، ماهر شفيق فريد، محمد فكري الجزار، محمد أبو الفضل بدران، أسامة عرابي، سعيد توفيق، هناء عبدالفتاح، يوسف نوفل، السيد فضل، رشيدي طعيمة، كمال مغيث، عبدالغفار مكاوي، محمد بدوي، عبدالرحيم الكردي، وفتوح أحمد.
وقال الناقد علي أبو شادي في كلمته الافتتاحية إن ‘الملتقى الثاني يأتي بعد مؤتمر دولي للشعر العربي عقد قبل أيام في دبي.. وبعد ساعات سيفتتح الملتقى الدولي الأول لقصيدة النثر في نقابة الصحافيين’.
وتابع: ‘نحن في المجلس الأعلى للثقافة لدينا قناعة بجميع الاتجاهات الشعرية وكل الإبداعات التي تصب في هذا الاتجاه وإننا نرحب بالتعددية في اللقاءات الشعرية في القاهرة والعالم العربي’
جاءت كلمة علي أبو شادي لتبرير وجود ملتقيين شعريين يعقدان في القاهرة في نفس اليوم ويستغرقان نفس الأيام الأربعة لكل منهما ليؤكد من خلال ذلك براءة المجلس من شق صفوف الشعراء المصريين والعرب على أرضية التنوع الشعري.
وكان رئيس المؤتمر مقرر اللجنة الشعرية في المجلس الأعلى للثقافة الجهة المنظمة للملتقى احمد عبد المعطي حجازي تجاهل في كلمته إقامة الملتقى الأول لقصيدة النثر متحدثا فقط عن أهمية الشعر.
وقال في كلمته: ‘خلال الظروف الحالكة التي تمر بها المنطقة هذه الأيام حيث تهب علينا ريح اليأس ويتراكم الشعور بالعزلة والوحشة وتعصف الأزمة الاقتصادية بالجميع ويستمر المستبدون في سحق الإنسان.. لم يبق لنا سوى الشعر يجسد أحاسيسنا وأفكارنا وينقلها إلى المستقبل’.
وأكد حجازي في كلمته ‘فشل نظرية أصحاب مقولة إن الزمن الحالي هو زمن الرواية بعد أن اكتشفوا خطأهم وتراجعوا عن مواقفهم لأن الشعر حاجة إنسانية ملحة لا يمكن لأي فن أن يلغيه’.
ومن جهته، دعا المتحدث باسم المشاركين العرب الناقد التونسي عبد السلام المسدي إلى ‘الإصلاح العربي من اجل ترسيخ الديمقراطية في مختلف مناحي الحياة وفي الإبداع الثقافي خصوصا في ظل الأزمات السياسية التي تعيشها المنطقة ‘ .
وتحدثت الباحثة الأمريكية سوزان استكيفتش عن ‘عالمية الشعر العربي كونه نسيجا من ثقافة عالمية تسعى للتوفيق بين الحضارات والشعوب’.
وفي اسبوعية ‘اخبار الادب’ قال الكاتب والصحافي محمد شعير قبل اعلان جائزة الملتقي:
بورصة التكهنات تكاد ترشح الشاعر محمد عفيفي مطر بقوة، كما يتردد أن شعر العامية قد يبدو في الصورة على عكس رغبة رئيس المؤتمر وطرح البعض اسم الشاعر عبد الرحمن الأبنودي كنوع من مصالحة شعراء العامية في أعقاب رفض حجازي إطلاق اسم الدورة على أحد شعراء العامية المصرية : صلاح جاهين أو فؤاد حداد ووصفهم في اجتماع رسمي بالزجالين ، وهو ما استدعى انسحاب الشاعر سيد حجاب من اللجنة التنظيمية قبل أن يعود بعد اعتذار حجازي . واضاف شعير مستنكرا: ورغم أن المؤتمر يحمل عنوان ‘ الشعر الآن ‘ إلا أن فاعلياته مهداة إلى الشاعر خليل مطران الذي يعتبره النقاد مرحلة وسطى بين المرحلة الكلاسيكية، والمرحلة الرومانسية وهو ما أثار دهشة الكثيرين في أن يحمل مؤتمر يناقش شعر اللحظة الراهنة اسم هذا الشاعر، وتجاهل شعراء مثل محمود درويش الذي رحل قبل أقل من عام، وحصل على جائزة المؤتمر في دورته الأولى . ومن سوء حظ المؤتمر أنه سبق بمهرجان دبي الشعري الذي شارك فيه شعراء عالميون أمثال وول سوينكا وهو ما يجعله رهنا بالمقارنات، وإن كانت كل الدلال تأتي في صالح مؤتمر دبي، بل ومؤتمر الشعر البديل الذي يقيم شعراء النثر بالتوازي مع مؤتمر ‘حجازي ‘.
هكذا اختتم محمد شعير حديثه عن الملتقى الرسمي.

الملتقى الاول لقصيدة النثر والذي استمر على مدار ثلاثة ايام

شهد حفله الفتتاحي كلمات لعلاء ثابت مقرر اللجنة الثقافية بنقابة الصحافيين الذي كان له فضل استضافة الملتقي حيث دعى الى ضرورة تدريس قصيدة النثر وتقريرها بالمناهج التعليمية كما تحدث الدكتور عبدالمنعم تليمة والكاتب والمحلل السياسي نبيل عبدالفتاح والشاعر محمود قرني، والشاعر فتحي عبدالله الذي القى بيانا باسم اللجنة التحضيرية تحت عنوان عسكرة الشعر .
شهد الملتقى خمس امسيات شعرية، ثلاثٌ منها مسائية واثنتان صباحيتان، كذلك شهد اربع ندوات نقدية، وشارك حوالي خمسة عشر شاعرا عربيا أتوا من بلدانهم على نفقتهم الخاصة .
الشعراء المشاركون هم : ابراهيم داود، ياسر الزيات، علاء خالد، لينا الطيبي (سورية ) فارس خضر، عزمي عبدالوهاب، عماد غزالي، هدى حسين، مؤمن سمير، اسامة الحداد، محمد الكفراوي، تامر فتحي، علي عطا، ايهاب خليفة، احمد المريحي، عيد عبدالحليم، فتحي عبدالسميع، عبدالله الريامي (عمان)، محمد خضر (السعودية) غادة نبيل، عاطف عبدالعزيز، جرجس شكري، صبحي موسى، البهاء حسين، علي المقري (اليمن )، علي منصور، ‘، اشرف يوسف، ياسر شعبان، كريم عبدالسلام، محمود خير الله، جيهان عمر، محمد ابوزيد، احمد السلامي (اليمن )، ميلاد زكريا، شريف رزق، فاطمة قنديل، فتحي عبدالله، نجاة علي، محمد متولي، حسن خضر، حسين جلعاد (الاردن )، ادريس علوش (المغرب )، ومحمود قرني .
اما الندوات النقدية فتضمنت عددا من المحاور منها ‘قصيدة النثر بين الاصطلاح والتطبيق’ وشارك في هذا المحور كل من ايمن تعيلب، احمد الصغير، اماني فؤاد، و’قصيدة النثرية البعد التاريخي والبعد الجمالي’، وشارك فيه وائل غالي، شريف رزق، صلاح فاروق، و’قصيدة النثر العربية وملامحها المائزة’، وشارك فيها الناقد، علي الربيعي، شوكت المصري، جمعان الغامدي .
اما الندوة الاخيرة فجاءت تحت عنوان ‘قصيدة النثر المصرية الان’ وشارك فيها محمد السيد اسماعيل، عمر شهريار، ويسري عبدالله .
وقد شارك بالملتقى المستقل الشاعرة اليمنية ابتسام المتوكل والشاعر العراقي الكردي شيركو بيكه سي رغم انهما مدعوان للملتقى الرسمي.
وهنا جزء من كلمة الافتتاح التي القاها الشاعر محمود قرني:
إنه لمساء جديد بحق.. ونحن ننتظر إشراقة جديدة لشمس الشعر، في لحظة هي موضع احتفاء العالم بـ ‘ربيع الشعر’.
ونحن إذ نعلن شراكتنا في تلك اللحظة.. نقول إن انحيازنا للشعر هو انحياز لما هو نبيل في التاريخ الإنساني، انحياز يماهي بين لحظات الصدق النادرة التي نهضت فيها الحضارة.. رغم أنف القتلة.. والساسة.. والسلطة الأبوية.. وحروب العشائر.. لتنزع المعرفة العامة من أسر الكهانة بكل صورهـا، ولتشكل الإرث العام لصناع التاريخ الحقيقيين، ولتنزع اللغة من أفواه كهنة المجامع.. لتتشكل في حناجر الفلاحين والصيادين والعصافير وكافة الكائنات.
من هنا نستطيع أن نتفهم الدور الذي كان على الشعر أن يلعبه باعتباره آخر الصكوك الروحية التي تمنحها القوة المجتمعية لشاعرها، وكذلك يمكننا أن نتفهم لماذا تثير قصيدة شعرية تقزز الساسة ورجال المال والمحافظين، الباحثين عن منتجعات للراحة، بعيداً عن الضجيج الذي يعيد إنتاج الألم الروحي غير المحتمل لكائنات ستظل في نظرهم حالمة وضالة.
فهل كان نقاد العالم الكبار يدافعون عن هذا السلوك السلطوي والمتعالي عندما وصموا الشعر بالتخلف، باعتباره يتغذى على الطفولة البشرية، ويعيد إنتاج الرعوية في إطار شبق ميتافيزيقي للعدالة والحرية ؟!
ومع ذلك لن نتراجع عن طرح السؤال الذي نراه جوهرياً : لماذا لم يساهم الشاعر العربي والشعر معه قديماً وحديثاً في إنجاز الثورة المجتمعية.. ولماذا يقف الشاعر نفسه في نهاية المطاف ضد حق مجتمعه وإنسانه في التطور ؟
نعتقد أن الإجابة على مثل هذا التساؤل تقتضي منا أولاً أن نُقصي من المدونة الشعرية العربية أكثر من ثلثيها.
وحضراتكم تعلمون بالطبع أن ما نقصده يتمحور حول الطبيعة البنائية للنظامين السياسي والثقافي، اللذين أبقيا لمئات السنين على الأشكال الشعرية البطريركية التي خدمت في أغلب الأحوال الشكل التراتبي لأنظمة الحكم بكل تخلفها واستبدادايتها.
فكما حافظ السياسي على موقعه بإطاحة آلاف الرؤوس، حافظ الشاعر على موقعه بعقده صفقة دائمة مع المنتصر. وهو عمل يقع خارج فهم الأخلاقيين من البسطاء، الذين يقدسون العمل، ومنظومات الإنتاج.. التي صنعت مشروعيتها عبر وسائط عقلية محضة. كذلك يقع خارج وعي الشعر بذاته، باعتباره عملاً ضاغطاً.. ضد التكيف.. وضد نفسه أحيانا.. ومشايع للحرية الإنسانية في كل صوره.
فهل يليق بالشاعر أن يتحول كليةً إلى الدفاع عن اللا مساواة، وإلى احتقار التطور كقيمة إنسانية ومجتمعيـة، فيستبدل الموهبة بمقلديها، ويشطب اسم الشاعر لصالح ظله، بحثاً عن الثريات المخملية على أكتاف الأقنان، وعن مقعد وثير تحت أقدام الخليفة.. أي خليفة.
إننا نعتقد أن الشاعر الذي يعمل دون امتلاك القدرة على تحليل الواقع والحدس بآلامه الروحية.. يعني أنه وشعره يعملان على تكريس وتعظيم الفوضى.
من هنا كانت العديد من المذاهب الشعرية، ربما كلها، تعتقد أن الشعر فعل تحرير، لذلك كان ‘ لوتريامو ‘ صاحب ‘ أناشيد مالدرورو ‘ يقول: ‘ إن الشعر يجب أن يكتبه الناس جميعاً ‘.
في هذا السياق ثمة افتئات كبير على دور الشعر الآن ومستقبلاً.. بعد أن اهتزت الكثير من معتقداتنا والكثير من التقاليد التي آذنت بالانهيار، لذلك يعتقد المتفائلون ونحن معهم بطبيعة الحال أن للشعر مستقبلاً عميقاً فهو ‘ القادر على تحقيق توازن بين دوافع متضادة، وخليق بأن ينقذنا، لأنه وسيلة من الوسائل التي يمكننا بها أن نتغلب على الفوضى’.

حجازي هو الذي يختار لجنة التحكيم

القاهرة ـ (رويترز): فاز الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي مقرر (ملتقى القاهرة الدولي الثاني للشعر العربي) بجائزة الملتقى الذي نظمته وزراة الثقافة المصرية واستمرت جلساته وأمسياته الشعرية أربعة أيام. وأقيم مساء اليوم الأربعاء حفل ختام الملتقى (دورة خليل مطران) بدار الأوبرا المصرية وتسلم الفائز جائزته وقدرها 100 ألف جنيه مصري (نحو 17762 دولارا).
وأعلن رئيس لجنة التحكيم الكاتب التونسي عبد السلام المسدي أن لجنة التحكيم منحت حجازي الجائزة “بالإجماع” حيث “أرسى في زمن مبكر أعرافا من القول فجرت طاقات الشعر الحديث… تتوج الريادة الفكرية منجزات الريادة الشعرية.”
وحجازي بحكم رئاسته لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة منظم الملتقى يرأس اللجنة التحضيرية التي تحدد محاور الملتقى وتختار ضيوفه. وقال مصدر بالمجلس إنه يختار أيضا المحكمين في اللجنة التي ضمت كلا من العراقي علي جعفر العلاق والمصريين محمود الربيعي ومحمد عبد المطلب وفاروق شوشة إضافة إلى رئيسها المسدي.
ولقيت كلمة حجازي استحسانا إذ أشاد بشعراء رواد راحلين منهم المصريان عبد الرحمن الشرقاوي وصلاح عبد الصبور والعراقيان نازك الملائكة وبدر شاكر السياب إضافة إلى الروائي المصري نجيب محفوظ الذي كان “أول من دعا لإقامة ملتقى للشعر” على غرار ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي. وحمل الملتقى الثاني للشعر عنوان (المشهد الشعري الآن) وشارك فيه نحو 100 شاعر وباحث عربي وأجنبي. وكان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش قد فاز بجائزة الملتقى الأول للشعر العربي (دورة صلاح عبد الصبور) عام 2007.
ونظم شعراء مصريون في توقيت إقامة ملتقى القاهرة للشعر العربي هذا الأسبوع (الملتقى الأول لقصيدة النثر) في نقابة الصحفيين بالقاهرة بمشاركة أكثر من 50 شاعرا عربيا ومصريا.
وأعلن الناقد السينمائي علي أبو شادي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في حفل الختام عن إقامة (ملتقى القاهرة الأول للقصة القصيرة) في نوفمبر تشرين الثاني القادم ويمنح جائزة مماثلة لجائزتي ملتقيي الرواية والشعر قدرها 100 ألف جنيه وتحمل اسم الكاتب المصري يوسف إدريس (1927-1991).
القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى