اسرائيلالتفاوض السوري الإسرائيليصفحات العالم

أزمة التصريحات بين سورية واسرائيل، متابعة اخبارية

ليبرمان للأسد: عندما تقع حرب جديدة لن تخسرها فقط.. بل ستخسر السلطة أنت وعائلتك
وسط تصعيد في اللهجة بين سورية وإسرائيل، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الرئيس السوري بشار الأسد من أنه «سيخسر الحرب والسلطة» إذا ما شن حربا على إسرائيل. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن «رسالتنا يجب أن تكون واضحة للأسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة أيضا، أنت وعائلتك».
وأدت تصريحات ليبرمان إلى ردود فعل فورية، فقد رأت أوساط سياسية سورية التصعيد الإسرائيلي وتهديد ليبرمان في إطار احتمالين «إما أنها رسائل موجهة للداخل الإسرائيلي» أو «للتغطية على عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية على الالتزام بمتطلبات عملية السلام العادل والشامل»، فيما حمل حزب كديما المعارض، بشدة على حكومة بنيامين نتنياهو، متهما إياها بأنها «تلعب بالنار». وقال بيان كديما أمس «بغياب زعامة سياسية واضحة، يتلاعب كل وزير في الحكومة بدون مسؤولية من خلال إطلاق تهديدات باندلاع حرب شاملة». بينما دعت واشنطن كافة الأطراف «إلى ضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تزيد صعوبة المفاوضات». وقالت وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن «تعمل بجد لإعادة استئناف مفاوضات السلام فورا على كل المسارات» بما في ذلك المسار السوري – الإسرائيلي، مشددة على أنه «ما زالت هناك قضايا عالقة محل قلق مع السوريين وأن السفير الأميركي الجديد، روبرت فورد، سيبدأ فور أن يتم التصديق عليه من قبل مجلس الشيوخ بحث القضايا المثيرة للقلق مع السوريين». وجاءت تصريحات ليبرمان بعد يوم من تأكيد السوري بشار الأسد أن إسرائيل «غير جادة في تحقيق السلام لأن كل الوقائع تشير إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب وليس باتجاه السلام»، بينما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم موجها كلامه لقادة إسرائيل «كفى لعب دور الزعران في المنطقة، مرة يهددون غزة وتارة جنوب لبنان ثم إيران والآن سورية»، محذرا تل أبيب من «اختبار عزم سورية»، ومن مغبة شن أي حرب على سورية لأنها في هذه الحالة ستتحول إلى «حرب شاملة» لن تسلم منها المدن الإسرائيلية، على حد قوله.
وأتى كلام الوزير السوري ردا على سؤال حول التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مساء الاثنين أمام مسؤولين عسكريين كبار. وقال باراك آنذاك بحسب مكتبه «في ظل عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، قد نجد أنفسنا في مواجهة عسكرية يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة».
ورد وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان على التصريحات السورية بتصعيد أمس، قائلا إن سورية إذا دخلت حربا مع إسرائيل فإنها ستخسرها كما سيخسر الرئيس السوري السلطة هو وأسرته. وقال ليبرمان أمام منتدى رجال الأعمال في جامعة بار إيلان، «أقوال الأسد.. هي بمثابة تغيير لقواعد اللعبة بشكل دراماتيكي، وتهديد مباشر وتجاوز للحدّ.. فلا يمكن أن نمرّ مرور الكرام على ذلك لأنه هدد إسرائيل مباشرة، ومغزى كلامه أنه في حالة إقدام حزب الله على مهاجمة إسرائيل وقيام إسرائيل بالرد فإن سورية ستخوض الحرب وتهاجم إسرائيل ومدنها». وأضاف ليبرمان «يجب أن تكون الرسالة الموجهة من إسرائيل إلى الأسد واضحة: في الحرب القادمة، إنك لن تخسر الحرب فحسب بل السلطة أيضا.. أنت وعائلتك..لا أنت ولا عائلة الأسد ستبقى في السلطة». واتهم ليبرمان الأسد بأنه «لا تهمه أرواح الناس ولا القيم الإنسانية، وإنما يهتم بالسلطة فقط». ومضى يقول «رسالتنا لهم هي: حتى الآن لم يكن هناك تلازم بين خسارة الحرب وخسارة السلطة، فجمال عبد الناصر (الرئيس المصري الراحل) خسر الحرب غير أنه بقي في السلطة، وكذلك حافظ الأسد خسر الحرب وبقي في السلطة، لكن الآن يجب على بشار الأسد أن يدرك أنه إذا كان ينوي أن يستفزّ إسرائيل أو يهددها بالحرب فإن الأمر لن ينتهي بخسارة المعركة في ساحة القتال فحسب، بل بخسارة السلطة هو وعائلته». وأردف «آمل أن يتم استيعاب هذه الرسالة في دمشق جيدا». وزاد ليبرمان قائلا «من الخطأ الاعتقاد بأن تقديم تنازلات إقليمية سيؤدي إلى عزل سورية عن محور الشرّ، بل يجب إفهام الجانب السوري بأنه يتعين عليه التخلي عن المطالبة بإعادة هضبة الجولان إليه مثلما كان تخلى عن حلم سورية الكبرى». وأثارت تصريحات ليبرمان استياء في إسرائيل، فندد النائب شاؤول موفاز من حزب المعارضة الرئيسي كديما (وسط) بالتصريحات «غير المسؤولة» التي تهدد بإثارة «تصعيد كلامي، وربما أكثر». أما النائب العمالي إيتان كابيل فحث نتنياهو على إقالة وزير خارجيته الذي وصفه بأنه «مثير للحرب وبلا شرف ولا حكمة».
ووجه رسالة لنتنياهو، جاء فيها، «بدلا من تهدئة الخواطر تعمل إسرائيل الرسمية على تأجيج النار. ويجب عليك التعالي فوق مشكلاتك السياسية وإبداء المسؤولية تجاه مستقبل الدولة التي أنيطت بك مهمة الحفاظ عليها، إن إسرائيل أقوى من التفوهات الملتهبة وعديمة المسؤولية من قبل من يترأسونها». ودعا زعيم حركة «ميريتس» المعارض، النائب حييم أورون، نتنياهو إلى تنحية ليبرمان من منصبه قائلا: «يجلس في وزارة الخارجية وزير حرب حوّل الدبلوماسية الإسرائيلية إلى صناعة إثارة الفتن». أما النائب طلب الصانع فدعا إلى «لجم ليبرمان» واصفا إياه بـ«ثرثري خطر من شأنه أن يورط المنطقة في حرب شاملة».
وسعى مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ساعات إلى تخفيف حدة النبرة فأعلن أن نتنياهو تحدث إلى ليبرمان في موضوع سورية. وأكد مكتب نتنياهو في بيان أن «الرجلين يريدان التأكيد على أن سياسة الحكومة واضحة: إسرائيل تريد السلام والتفاوض مع سورية بدون شروط مسبقة». وتابع «في الوقت نفسه، سترد إسرائيل بقوة وتصميم على أي خطر يتهددها».
وردا على التلاسن المتصاعد بين سورية وإسرائيل، قالت وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن «تعمل بجد لإعادة استئناف مفاوضات السلام فورا» على كل المسارات، وأنها «تتوقع من جميع الأطراف ضبط النفس وعدم اتخاذ أي خطوات تجعل المفاوضات أصعب». وحثت واشنطن الدول المعنية على «اتخاذ خطوات لتهيئة الظروف للاستئناف الفوري للتفاوض وإنجاحه ووضع حد للصراع». وأوضح مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار عودة السفير الأميركي لسورية هو مثال ملموس على التزام الإدارة الأميركية لاستخدام كافة الوسائل، بما في ذلك الحوار – لمعالجة مخاوفنا. هذا القرار يعكس أيضا اعتراف إدارة أوباما بالدور المهم الذي تلعبه سورية في المنطقة، ويحدونا الأمل في أن الحكومة السورية سوف تلعب دورا بناء في تعزيز السلام والاستقرار. كما أن قرار إعادة السفير يخدم مصالح الولايات المتحدة في أن يكون لواشنطن صوت مسموع في دمشق، ممثلا للرئيس الأميركي ووزيرة الخارجية الأميركية». وشدد المسؤول الأميركي على أن واشنطن تعمل بجد لاستئناف مفاوضات السلام على كل المسارات وفي أقرب وقت ممكن. وتابع: «الولايات المتحدة تعمل بنشاط من أجل التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط، يضم إسرائيل والفلسطينيين، وإسرائيل وسورية، وإسرائيل ولبنان من أجل إقامة علاقات طبيعية بين كل الدول في المنطقة. الولايات المتحدة تعمل جاهدة لاستئناف المفاوضات»، بدون ذكر المزيد من التفاصيل. وفيما يرفض المسؤولون بالخارجية الأميركية تأكيد الحديث عن وساطة مباشرة تقوم بها واشنطن في الملف السوري في الأشهر القليلة المقبلة، قالت مصادر أميركية مطلعة في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن تريد الانخراط المباشر في الحوار مع السوريين، وإذا انطلق مسار التفاوض بين سورية وإسرائيل، فإن واشنطن ستكون على الأرجح هي الوسيط بين الطرفين. وجدد المسؤول بالخارجية الأميركية حديث واشنطن عن «قضايا عالقة مع سورية بسبب أفعالها في المنطقة. ونتوقع من سفيرنا، فور أن يصدق عليه مجلس الشيوخ أن يعمل مع السوريين لحل تلك القضايا محل القلق». وفي دمشق قالت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن التصعيد قد يكون رسائل موجهة للداخل الإسرائيلي أو للتغطية على عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية على الالتزام بمتطلبات عملية السلام العادل والشامل، وأنه في الحالتين يؤكد أن «الحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على الإيفاء بمتطلبات السلام وفق قرارات الشرعية الدولية». لذلك رأت المصادر في التصعيد الإسرائيلي تأكيدا جديدا على أن «إسرائيل غير جادة في تحقيق السلام».
أما بالنسبة لاحتمال شن إسرائيل حربا على سورية، فقالت المصادر إن «سورية لم تستبعد يوما هكذا احتمال وإسرائيل دولة عدوة وتحتل أراضي عربية وسورية، وكانت دائما تضع عراقيل أمام تقدم عملية السلام، لذلك فإن سورية، كما تدعو لتحقيق السلام العادل والشامل، تستعد دائما للدفاع عن نفسها فهي لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شُنت حرب عليها». غير أن محللين أشاروا إلى أن هذا التصعيد الكلامي لن يؤدي إلى نزاع مفتوح. وقال البروفسير في معهد موشيه دايان في جامعة تل أبيب، إيال زيسر، «كل هذا من قبيل إثبات مواقف وسيهدأ في يومين أو ثلاثة، فلا إسرائيل ولا سورية ترغب في اندلاع حرب». وأضاف الخبير في الشؤون السورية أن باراك «أخطأ التعبير، وأساء السوريون تفسير تصريحاته، التي كان هدفها داخليا وهو إقناع نتنياهو باستئناف المفاوضات مع سورية». كما يشار إلى شخصية وزير الخارجية الإسرائيلي المثيرة للجدل. وقال المحلل السياسي في الجامعة العبرانية في القدس، موشيه ماعوز، «إسرائيل بلد غريب يتكلم وزير خارجيته كوزير للحرب، فيما يتكلم وزير الدفاع كوزير سلام».
وتابع موعاز محذرا أن «ليبرمان تورط في استفزاز خطير فيما تحاول إسرائيل تصوير نفسها كبلد يطمح إلى السلام. ليبرمان يخرب كل شيء، وهذا كارثي، لأن تصريحاته لا يمكن إلا أن تعزز نظرية المؤامرة لدى السوريين».
من جهة اخرى أكد فيليب ماريني، مبعوث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في بيروت أمس أن سورية «تسعى إلى السلام وليس إلى الحرب».
وقال ماريني، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي الذي زار دمشق وبيروت: «سمعت الجانب السوري يجدد رغبته في استئناف الوساطة التركية» بين سورية وإسرائيل.
وكلف نيكولا ساركوزي ماريني بمهمة القيام بمشاورات حول سورية، وقال ماريني للصحافيين حسب وكالة الصحافة الفرنسية: «سمعت عن السلام الثنائي مع إسرائيل أكثر منه عن الحرب»، ردا على سؤال حول التصعيد الكلامي بين سورية وإسرائيل.
والتقى ماريني هذا الأسبوع في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد، ثم توجه إلى لبنان، حيث اجتمع بالمسؤولين اللبنانيين.
وقال ماريني: «الرئيس الأسد مثل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، شددا على مخاطر الحرب، وعلى هشاشة الوضع وتراكم التهديدات».
ولكنه أضاف أن «الرئيس الأسد عبر عن هذه المخاوف بهدف التشديد على ضرورة القيام بمبادرات حفاظا على السلام، وهذه حجة إضافية للقول بأنه ينبغي التحرك بسرعة، وبأن الوضع القائم لا يحتمل، ومن شأنه أن يؤدي إلى دائرة من العنف».

«معاريف»: تهديدات ليبرمان هدفها إحباط اتصالات سرية مع سوريا
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية اليوم، أن التهديدات التي وجهها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، للرئيس السوري بشار الأسد، أمس بإسقاط حكمه في حال نشوب حرب، تهدف إلى إحباط اتصالات سرية غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.
من جهة ثانية، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن تهديدات ليبرمان أثارت غضب الولايات المتحدة التي طالبت حكومة إسرائيل بإيضاحات بشأن أقوال ليبرمان ضد الرئيس السوري.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين في واشنطن مرروا رسائل عاجلة لنظرائهم الإسرائيليين بعد تهديدات ليبرمان، طالبوا من خلالها بتهدئة الأجواء ووقف التصريحات ضد سوريا.
وفي أعقاب ذلك تحدث المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نير حيفتس، مع الصحافيين، وقال إن نتنياهو بحث موضوع التهديدات مع ليبرمان، وأن الاثنين يعلنان عن أن وجهة إسرائيل نحو السلام وأنها مستعدة لإجراء مفاوضات مع سوريا بدون شروط مسبقة. ووفقاً للصحيفة، أمر نتنياهو وزراءه أيضاً بعدم التحدث في الموضوع السوري.
لكن «معاريف» أشارت إلى أن ليبرمان قلق لأنه يعرف بصفته عضواً في هيئة «السباعية» الوزارية أنه تجري اتصالات سرية من وراء الكواليس من أجل استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافاً لإرادته.
ووفقاً للصحيفة، فإن أكثر ما أثار غضب ليبرمان كان تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، الذي حذر من أنه في حال عدم الشروع في مفاوضات مع سوريا، فإن الوضع قد يتدهور إلى حرب معها ستتطور إلى حرب إقليمية.
على أثر ذلك صرح ليبرمان بأن «رسالتنا للأسد يجب أن تكون واضحة وهي أنه في الحرب المقبلة ستخسر أنت وعائلتك الحكم».
ونقلت «معاريف» عن وزراء إسرائيليين قولهم إن تهديدات ليبرمان لسوريا نابعة من رغبته في إحباط أي احتمال للشروع في مفاوضات معها. ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو مرر رسائل خلال الأسبوع الحالي إلى الأسد بواسطة رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني ووزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس.
وقالت إن مسؤولاً في مكتب نتنياهو أكد ذلك، وقال إن هدف الرسائل إقناع الرئيس السوري بجدية نوايا نتنياهو في ما يتعلق بالمفاوضات شريطة عدم وضع شروط مسبقة في إشارة إلى تعهد بالانسحاب من هضبة الجولان.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو عبر عن استعداده لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع سوريا، واقترح «حلولاً مبتكرة» في ما يتعلق بالوساطة وبينها أن تتولى ذلك كل من إيطاليا وإسبانيا.
وفي هذه الأثناء قال الوزير يتسحاق هرتسوغ، من حزب العمل، لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم إن «ليبرمان يسعى منذ مدة طويلة إلى دق الأسافين بين باراك ونتنياهو»، وأنه «يجب النظر إلى تهديدات ليبرمان على أنها تأتي في سياق السياسة الحزبية الداخلية» في إسرائيل. وأثارت هذه التطورات حراكاً سياسياً في إسرائيل.
وأعلن عضو الكنيست عن حزب كديما، المعارض مائير شيطريت، خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة اليوم أن كديما سيكون مستعداً للانضمام إلى حكومة نتنياهو شريطة إجراء تغييرات في بنيتها وخفض عدد وزرائها في إشارة إلى إخراج حزب «إسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه ليبرمان وأحزاب اليمين الأخرى وبينها شاس.
وأشار المحلل السياسي في «يديعوت أحرونوت»، شمعون شيفر، إلى أن مواقف أعضاء «السباعية» حيال المفاوضات مع سوريا تبين أن وزيرين فقط هما باراك ودان مريدور، يؤيدان التوصل إلى سلام مع سوريا مقابل الانسحاب من هضبة الجولان، فيما يعارض الخمسة الآخرون وهم نتنياهو وليبرمان وموشيه يعلون وبيني بيغن وإلياهو يشاي الانسحاب.
وأضاف شيفر أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، يؤيد التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا والانسحاب من الجولان. وأن تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، تفيد بأن اتفاق سلام مع سوريا سيؤدي إلى حدوث «تغييرات إيجابية» في الشرق الأوسط.
ولفت المحلل إلى أن مصلحة الولايات المتحدة تقضي بانفراج العلاقات مع سوريا من أجل زيادة التعاون بين الدولتين عندما يتقرر سحب القوات الأميركية من العراق.
في المقابل حذرت صحيفة «هآرتس» من خطورة تهديدات ليبرمان. وذكّرت بتهديدات مشابهة أطلقها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين عشية حرب الأيام الستة في عام 1967، عندما قال إن «إسرائيل ستسقط النظام في دمشق بسبب الأنشطة الإرهابية في أراضيه».
وأضافت الصحيفة أن «الأداء الإسرائيلي وخصوصاً عدم قدرة نتنياهو الواضحة بالسيطرة على وزير خارجيته الجامح تثير الذهول، وحتى الاشمئزاز، في واشنطن». وأشارت إلى أنه «بالإمكان تخيل حرج الموظف المناوب في وزارة الخارجية الأميركية، الذي سيشرح لرؤسائه من أين انبثقت فجأة شبه الحرب الجديدة في المنطقة المتوترة من دون تصريحات كهذه وكيف أن كل هذا مرتبط، أو غير مرتبط، بلائحة الاتهام الآخذة بالاقتراب ضد وزير الخارجية الإسرائيلي» بشبهة ارتكاب مخالفات فساد بينها تلقي الرشوة وتبييض أموال وغيرها.
وكان رئيس الوزراء السوري، محمد ناجي عطري، قد أكد أمس أن من يهدد بلاده سيلقى الرد، ولن يكون مسروراً، في أول رد فعل رسمي سوري على تهديدات ليبرمان. وقال عطري «أقول لكم من يستفز سوريا حالياً فسيلقى إجابة على هذا الاستفزاز ولن يكون مسروراً» .
وأضاف «نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة، وهذا شيء نعتز به، ونملك شعباً مقاتلاً متمسكاً بثوابته الوطنية والقومية».

(يو بي آي)

ارتباك في تل أبيب ودمشق تهدّد مجـدّداً
شُغلت إسرائيل، أمس، بعوارض ما بعد «الصدمة السورية»، بعدما حذّرت دمشق من أنّ شنّ أي حرب على سوريا أو لبنان، ستسبّب «حرباً شاملة». واتّجهت التصريحات والتعليقات الإسرائيلية إلى الحدّ من تداعيات «التهديد السوري»، فيما شذّ وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، وهدّد بإسقاط النظام في سوريا
يحيى دبوق
رداً على حديث الرئيس السوري بشار الأسد، أول من أمس، وقوله إن «الوقائع تُثبت أن إسرائيل تريد جرّ المنطقة إلى حرب»، وتحذير وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالحرب الشاملة، سواء بدأت في جنوب لبنان أو في سوريا، أصدر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بياناً رسمياً، حاول التخفيف من حدّة التصريحات والتصريحات المتبادلة، من خلال تأكيد المفاوضات والمسار التفاوضي مع سوريا، وأشار البيان إلى أن «رئيس الوزراء (الإسرائيلي) صرّح أكثر من مرة في السابق، بأنّه على استعداد للبدء بمفاوضات مع سوريا في أي مكان وفي أي وقت، من دون شروط مسبقة»، وأضاف أن «إسرائيل لا ترفض الاستعانة بأي جهة ثالثة كوسيط نزيه، شرط أن تكون قادرة على تحريك العملية السياسية مع دمشق». وبحسب بيان مكتب نتنياهو، فإن «سوريا هي التي تعرقل المفاوضات وتمنع إجراءها والوصول إلى تسوية تؤدي إلى السلام والأمن والازدهار لكل الأطراف».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فأطلق جملة من التهديدات المباشرة باتجاه الرئيس السوري، محذّراً إياه من خسارة الحرب والسلطة في وقت واحد، في حال نشوب مواجهة مع إسرائيل. وأضاف ليبرمان في سياق كلمة ألقاها أمس في جامعة بار إيلان جنوب فلسطين المحتلة، إن «إقدام الرئيس السوري على مهاجمة إسرائيل يعني أنه سيخسر الحرب وسيخسر السلطة هو وعائلته»، مشيراً إلى أن «أقوال الأسد كانت بمثابة تغيير لقواعد اللعبة تغييراً دراماتيكيّاً، وتعدّ تهديداً مباشراً وتجاوزاً للحدود، وبالتالي لا يمكن أن نمرّ عليها مرور الكرام، لأنه هدد إسرائيل مباشرة».
وقال ليبرمان إن «كلام الأسد يعني أنه إذا هاجم حزب الله إسرائيل، وردّت هي عليه، فإن سوريا ستخوض الحرب وتهاجم الدولة العبرية ومدنها»، وشدد على أن «الرسالة الإسرائيلية إلى الأسد هي الآتية: في الحرب المقبلة لن تخسر الحرب، بل ستخسر السلطة، وستخسرها عائلتك، والأسد لا تهمّه أرواح الناس ولا القيم الإنسانية، بل يهتمّ فقط بالسلطة، وآمل استيعاب هذه الرسالة جيداً في دمشق».
وسارع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، في أول رد فعل رسمي سوري على كلام ليبرمان، إلى التأكيد أن «من يستفز سوريا حالياً سيلقى إجابة على هذا الاستفزاز، ولن يكون مسروراً». وأضاف «نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة، وهذا شيء نعتزّ به ونملك شعباً مقاتلاً متمسّكاً بثوابته الوطنية والقومية».
وطوال ساعات، رفض مكتب نتنياهو التعليق على تهديدات ليبرمان، إلا أنه عاد وأصدر بياناً حاول فيه التخفيف من حدة التهديدات، من دون شجبها. وبحسب مكتب نتنياهو، فإن «رئيس الوزراء تحادث هاتفياً مع ليبرمان، وأكدا مجدداً أن إسرائيل تسعى إلى تحقيق السلام مع سوريا، ومع ذلك فإنها ستردّ بحزم على أي اعتداء عليها»، الأمر الذي وصفه المحلّلون الإسرائيليون بأنه تخفيف من حدة التهديد ضد الرئيس الأسد، لكن من دون رفضه بالمطلق.
ورغم أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى كل وزراء الحكومة الإسرائيلية بعدم التعليق في الموضوع السوري، وأبلغ سكرتير الحكومة، تسفي هوزر، الوزراء هاتفياً بأنّ عليهم الصمت حيال المسألة، كما ورد في الإذاعة الإسرائيلية أمس، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك دعا في سياق كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العمل، الرئيس الأسد إلى وقف التلاسن والتهديدات المتبادلة بين الجانبين، وقال: «إننا نسعى إلى مفاوضات مع سوريا، والتوصل إلى تسوية مع دمشق هي هدف استراتيجي إسرائيلي».
أضاف باراك: «أقول للأسد إنه بدلاً من تبادل الضربات الكلامية، تعال نجلس إلى طاولة المفاوضات، وأنا لست متحمّساً للتصريحات التي أطلقت في اليومين الأخيرين»، وهي إشارة فهمت على أنها تراجع أمام السوريين، وتتوافق مع مساعي نتنياهو إلى وجوب فرض التهدئة الكلامية بين الجانبين.
ردود فعل شاجبة
وكانت تهديدات ليبرمان قد أثارت عاصفة ردود فعل مستنكرة في إسرائيل، وأصدر حزب كاديما بياناً هاجم فيه نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان. وبحسب بيان كاديما فإنه «بدلاً من تهدئة الخواطر، تعمل إسرائيل الرسمية على تأجيج النار، ويجب على نتنياهو التعالي فوق مشكلاته السياسية وائتلافه، والتحلّي بالمسؤولية تجاه مستقبل إسرائيل، التي هي أكبر وأقوى من التصريحات الساخنة وعديمة المسؤولية» لليبرمان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز، الشخصية القوية في حزب كاديما، إن «تصريحات ليبرمان عديمة المسؤولية وتؤدي إلى تصعيد كلامي وإلى واقع لا يريده أحد»، وأشار في مقابلة إذاعية أمس إلى أنه «يجب على القيادة الإسرائيلية أن تتحلّى بضبط النفس وموازنة كلامها جيداً، بعيداً عن إطلاق تصريحات كلامية ساخنة، والانجرار وراء محور المتطرّفين برئاسة إيران». وأضاف: «يجب على إسرائيل أن تعمل على إيجاد ردود على التهديدات، من دون الانجرار وراء أي تصعيد، ومن يرد السلام عليه أن يسعى لإيجاد الظروف الملائمة للحوار مع دمشق».
من جهته، قال عضو الكنيست عن حزب العمل، إيتان كابل، إنه «يجب على نتنياهو أن يوقف دعاية الحرب التي يطلقها ليبرمان، ويجب عليه أن يوقفه عند حدّه، إذ من المستحيل أن يبقى هذا الرجل في موقع حسّاس كوزارة الخارجية، وهو يتصرف بلا رادع ويفتقر إلى التعقّل، بل هو لا يدرك أهمية السلام مع سوريا وخطر الحرب معها»، مضيفاً أنه «لو كان رئيس الوزراء عاقلاً، لأودى بليبرمان إلى جهنم، بعدما تجاوز كل الحدود».
ودعا رئيس حزب ميرتس المعارض، عضو الكنيست حاييم أورون، نتنياهو إلى تنتحية ليبرمان من منصبه، وقال إنه «في وزارة الخارجية يجلس وزير حرب حوّل الدبلوماسية الإسرائيلية إلى صناعة إثارة الفتن، وبدلاً من تسوية أزمات يعمل ليبرمان ونائبه (داني أيالون) على افتعالها. وما دام ليبرمان يواصل أداء مهمات وزير الخارجية، فإن أقوال رئيس الوزراء عن السلام فارغة من أي مضمون».
عماد مغنيّة
في إطار التعليقات الإسرائيلية، توقفت صحيفة هآرتس عند «ربط وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على نحو استثنائي وغير عادي، بين الحرب في جنوب لبنان، وأي مواجهة مسلحة مع سوريا»، وأشارت إلى أن «تهديد المعلم يأتي في موازاة الطلب الأميركي بتعيين سفير جديد في العاصمة السورية، بعد قطيعة استمرت خمسة أعوام».
وقالت الصحيفة إن «كلام المعلم يأتي رداً على تصريحات وزير الدفاع باراك، رغم أن كلامه جاء في إطار الدعوة إلى استئناف المفاوضات مع سوريا، ولم يكن تهديداً بحرب». وبحسب الصحيفة، فإن «موقف باراك يأتي ضمن مسار الجهود التي يبذلها من أجل مباشرة المفاوضات مع دمشق، لأنه يعتقد أنّ خطوة كهذه قد تسبّب ضرراً خطيراً للمحور الراديكالي الذي تقوده إيران، فباراك يعتقد أنّ فرص نجاح التسوية مع سوريا جيدة بما فيه الكفاية» لاستئنافها.
وكتب معلّق الصحيفة للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، أن «موقف باراك المؤيد للتسوية مع سوريا، يلقى دعماً من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي (غابي) أشكينازي، إضافة إلى معظم ضباط هيئة الأركان في الجيش، وأيضاً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين»، مضيفاً أن «القيادة العسكرية الإسرائيلية تعتقد بأن اتفاقاً مع سوريا، حتى مع ثمن إعادة الجولان إلى دمشق، سيؤدّي إلى تداعيات إيجابية لإسرائيل، وسيضعف الموقف الإيراني».
وقالت الصحيفة إن «كلام المعلم يعكس وجود مستوى من التوتر في المنطقة الشمالية (مع لبنان)، وهو مرتبط بالذكرى السنوية الثانية لاغتيال (المسؤول العسكري في حزب الله) عماد مغنية، إذ يخشون في إسرائيل من أن يحاول حزب الله تنفيذ عملية مدوّية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى رد متسلسل في الشمال».
في الإطار نفسه، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية، آلون بن دافيد، إن هناك حالة من الأعصاب المشدودة في الذكرى السنوية لاغتيال مغنية، وهناك خشية فعلية من تنفيذ حزب الله عملية انتقامية ضد إسرائيل، مضيفاً أن «هناك سيناريو آخر للتصعيد، فإذا رأت إيران أن العقوبات الدولية ستتعاظم عليها، فقد تقدم على تفعيل حزب الله ضد إسرائيل، وجرّ المنطقة إلى حرب».
رغم ذلك، أشار بن دافيد إلى أن «كلام المعلم لا يشير في الواقع إلى تهديد من سوريا بالحرب، بل هو دعوة لاستئناف المفاوضات والمحادثات السلمية مع إسرائيل، علماً بأنه ليس لدينا من يريد تحمّل المسؤولية، رغم وجهة نظر وزير الدفاع ورئيس الأركان، الداعية إلى استئناف المفاوضات مع السوريين».
من جهته، أشار معلّق الشؤون العربية في القناة الأولى الإسرائيلية، عوديد غرانوت، إلى أن «وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يسمع أو لم يفهم ما قاله باراك، وبالتالي اكتفى بأن يسمع كلمة حرب كي يتحدث عن حرب شاملة». أضاف إن «حديث المعلم يأتي في الوقت الذي يفحص فيه الأميركيون النيات السورية، بعلم من تل أبيب، حيال تجديد مسار المفاوضات، علماً بأنه لا خلاف لدى أحد بعدم وجود نيّة دمشق للتوجه إلى حرب في هذه المرحلة، بل إنهم عندما يتحدثون عن حرب فهم لا يقصدونها».
أما معلّق الشؤون العربية في القناة الثانية الإسرائيلية، إيهود يعري، فأشار إلى أن «أهم ما ورد في كلام وزير الخارجية السوري، هو التهديد بأنه في أي حرب مقبلة سنستهدف المدن الإسرائيلية، والسوريون هم قادرون بالفعل على القيام بذلك، وأيضاً حزب الله قادر على استهداف المدن في إسرائيل»، مضيفاً أن «الخطير في كلام المعلم هو الربط بين سوريا وجنوب لبنان كجبهة واحدة، فدمشق تتحدث عن حرب شاملة في حال تدهور الأوضاع الأمنية بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، الأمر الذي يعدّ خروجاً عن السياسة السورية الثابتة تجاه إسرائيل منذ ثلاثين عاماً، والتي تنصّ على أنه لا التزام سورياً بالردّ على إسرائيل، إذا ما قامت بأي عملية عسكرية في لبنان».
قضم في ردع إسرائيل
من جهته، رأى محلّل الشؤون الأمنية في موقع «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن هناك اتجاهات عدة داخل المؤسسة الأمنية في «محاولة تحليل الدوافع التي تقف وراء التصريحات الحربجية التي توالت من الشمال الشرقي». ورأى الكاتب أن التفسير الأكثر ترجيحاً وسط الخبراء المعنيين في الملف السوري يرى أن خلفية التصريحات السورية ليست الخشية من هجوم إسرائيلي، بل شعورهم بأنهم «يركبون حصاناً ويريدون استغلال تصريحات باراك وتحويلها نحو الضغط على إسرائيل».
وأشار الكاتب إلى أنه وفقاً لهذه الفرضية التي «يوجد ما يؤيدها في المعلومات الواردة من دمشق» ترى القيادة السورية تصريحات باراك بشأن خطر اندلاع مواجهة شاملة «دليلاً على ضعف إسرائيل وخشيتها من قوة المنظومة الصاروخية الموجودة في حوزة كل من سوريا وحزب الله». وأوضح بن يشاي أن قادة سوريا يحاولون استغلال هذا الضعف، ولذلك يعمدون إلى زيادة تهديداتهم لإسرائيل. ونقل الكاتب عن خبراء في الشأن السوري قولهم إن باراك أخطأ في قول ما قاله بالطريقة التي «أدت إلى حصول قضم في الردع الإسرائيلي».
البيت الأبيض يتجنّب التعليق
واشنطن ــ محمد سعيد
أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها أبلغت سوريا بمرشحها لتولي منصب سفير الولايات المتحدة لديها، إلا أنها رفضت الإفصاح عن اسمه.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، فيليب كراولي إن واشنطن فعلت ذلك لاعتقادها بأهمية الدور الذي تقوم به وبضرورة إحراز تقدم في العلاقة بينهما، موضحاً أن إعلان اسم السفير المرشح سيأتي من جهة البيت الأبيض. وأضاف أنه عند لحظة معيّنة خلال هذا العام سيعاد السفير الأميركي إلى سوريا ليجري التواصل بانتظام معهاأ تحقيقاً للمصالح المشتركة ليتسنّى لسوريا أن تقوم بدور بنّاء في المنطقة.
ورفض تأكيد اسم روبرت فورد الذي كشفت وسائل إعلام أميركية وعربية عنه مرشحاً لمنصب السفير. وأوضح كراولي أنّ الحكومة السورية أُبلغت باسم السفير المرشح، إلا أن واشنطن لم تتلقّ بعد الرد. وقال: «نتطلّع إلى إعادة سفيرنا إلى دمشق لأننا نعتقد أنّ سوريا تقوم بدور حيوي وأن علاقاتنا الثنائية يجب أن تحرز تقدماً»، مضيفاً: «سنستمر في التواصل مع سوريا كي تقوم بدور أكثر إيجابية في المنطقة… لدينا أسئلة نوجّهها إلى سوريا في ما يتعلق بتأييدها للجماعات المتطرفة في المنطقة، لكننا ملتزمون بتعزيز علاقتنا».
وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، التي توقع فيها نشوب حرب بين إسرائيل من ناحية وكل من سوريا ولبنان من ناحية أخرى، قال كراولي إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وإن المناورات التي تُجريها تمضي في هذا الاتجاه، مؤكّداً أن واشنطن ملتزمة بمساعدة إسرائيل في الحفاظ على قدراتها المهمة والدفاع عن نفسها.
وقال كراولي إن الحكومة الإسرائيلية أوضحت علناً أنها ملتزمة بالسلام على كل المسارات وأن هذا هو محطّ تركيز الانخراط الأميركي حالياً، وأن هذا هو السبب في أن المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة جورج ميتشل توقف في دمشق خلال جولته لكي يرى أين يقف السوريون في هذه العملية
تحقير للدبلوماسية الإسرائيلية
قرر المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ألون ليئيل، التنازل عن جواز سفره الدبلوماسي احتجاجاً على «تحقير الدبلوماسية الإسرائيلية» الذي يمارسه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ونائبه، داني أيالون.
وقال ليئيل لموقع «يديعوت أحرونوت» أمس: «لقد قررت إعادة جواز سفري الدبلوماسي إلى وزارة الخارجية في أعقاب الأحداث التي حصلت في الدبلوماسية الإسرائيلية في الشهر الأخير، وأقصد إهانة داني أيالون للسفير التركي والتهديدات لسوريا من جانب أفيغدور ليبرمان». وأضاف: «يوجد هنا تراكم في تحقير الدبلوماسية الإسرائيلية من خلال الخطوات الأخيرة، وأنا لا أشعر نفسي كمن ينتمي إلى هذا التحقير، ولا أستطيع التجول في العالم حاملاً جواز سفر دبلوماسياً إسرائيلياً، وكل هذا الاستفزاز لجيراننا وأصدقائنا أيضاً، ليس مقبولاً لديّ». ووصف ليئيل الذي شغل منصب سفير إسرائيل في تركيا سابقاً، ويرأس حالياً «الحركة من أجل سلام إسرائيلي ـــــ سوري»، تصرفات ليبرمان وأيالون بـ«السياسة العدوانية والاستفزازية»، مشيراً إلى أنها تخالف سياسة «الاندماج في المحيط» التي تمثّل أحد أهداف دولة إسرائيل».
إسرائيل تطمئن سوريا… لن نحاربكم
وكالات
حاولت إسرائيل التقليل من أهمية تصريحات إفيغدور ليبرمان ونقلت رسائل مطئمنة إلى دمشق تؤكد عدم رغبتها في أي تصعيد بين البلدين، فيما أكد بشار الأسد أن الإسرائيليين مثل الأطفال، في وقت طالب فيه وزير الدفاع الإسرائيلي من دمشق بالجلوس إلى طاولة المفاوضات.
عواصم: أوردت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن إسرائيل نقلت الليلة الماضية إلى سوريا رسائل مطمئنة تؤكد عدم رغبتها في أي تصعيد بين البلدين. وكان بيان صدر عن ديوان رئاسة الوزراء في إسرائيل، قد أكد سعي تل أبيب لتحقيق السلام واجراء مفاوضات سياسية مع سوريا دون شروط مسبقة لكنه أوضح أن إسرائيل سترد بحزم وصرامة على أي اعتداء عليها. وصدر البيان بعد ان تحدث بنيامين نتانياهو بالأمر مع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي كان قد حذر علنًا الرئيس السوري بشار الأسد وأبناء عائلته من أنهم سيخسرون السلطة حال نشوب حرب جديدة في المنطقة .
وأوعز نتنياهو الى اعضاء الحكومة بعدم الادلاء بتصريحات علنية حول الملف السوري. وذكرت بعض وسائل الإعلام أن تصريحات ليبرمان جاءت في مسعى متعمد منه لإحباط اتصالات جس النبض التي يجريها وزير الدفاع إيهود باراك لدراسة احتمال المضي قدمًا في المسار السوري. كما عُلم أن الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل بتقديم توضيحات حول تصريحات ليبرمان.
كما حاول وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك تهدئة الاجواء في أعقاب التراشقات الكلاميّة الاخيرة بين دمشق وتل أبيب حيث انتقد بصورة مبطّنة تصريحات وزير الخارجيّة أفيغدور ليبرمان ضد الرئيس السوري بشّار الأسد وقال إنّه غير متحمس بتاتًا من التصريحات الاخيرة في ما يخص الموضوع السوري .
واضاف باراك أن إسرائيل تُعتبر اليوم دولة قويّة ورادعة بفضل حرب لبنان ال-2 وعملية الرصاص المصبوب في قطاع غزة ولكنّه اكد مع ذلك أنّه لا يجدر بنا ايهام أنفسنا لأن التحديات ما زالت ماثلة أمامنا، وعلينا العمل بإصرار من أجل التوصل الى تسويات إن كان على الصعيدين الفلسطيني أو السوري .
وزير الدفاع الإسرائيلي أوضح أيضًا أن إسرائيل تسعى الى إجراء مفاوضات مع سوريا وان التوصل الى تسوية معها يعتبر هدفًا استراتيجيًا بالنسبة إلى إسرائيل .
كما وجّه وزير الدفاع رسالة الى الرئيس الأسد دعاه فيها الى الجلوس الى طاولة المفاوضات بدل تبادل التراشق الكلامي .
وفي أول رد رسمي صادر من دمشق بهذا الخصوص هدد رئيس الوزراء السوري ناجي عطري إسرائيل برد قوي إذا شنت حربًا على بلاده قائلاً إن من يستفز سوريا لن يكون مسرورًا. كما اجتمع معاون وزير الخارجية السوري احمد عرنوس بالسفراء الاجانب المعتمدين لدى سوريا لاطلاعهم على ما وصفه بالتهديدات الاسرائيلية إزاء بلاده قائلاً ان سوريا جاهزة للدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان .
وقال الرئيس السوري بشار الأسد إن الإسرائيليين «لا يعرفون ماذا يفعلون»، ووصف القادة السياسيين الحاليين في إسرائيل بأنهم «كالأطفال يتعاركون مع بعضهم ويعبثون بالمنطقة». وأضاف الأسد في تصريحات للصحافي الأميركي سميور هيرش من مجلة «نيويوركر»، إن الإسرائيليين «لا يمكن أن يتوقعوا أني سأمنحهم السلام الذي يتوقعونه»، مضيفًا أن «الشيء الوحيد الذي يستطيع حماية إسرائيل هو السلام، لا شيء آخر… ليس بمقدور أي عدد من الطائرات أو الأسلحة حماية إسرائيل».
وقال إن وقوف الأميركيين إلى جانب الإسرائيليين «هو الوضع التقليدي»، مضيفًا: «نحن لا نتوقع منهم أن يكونوا حياديين في المستقبل القريب، لذا بمقدورنا التعامل مع هذا الأمر… ولكن الرؤية لا تبدو واضحة على الجانب الأميركي بشأن ما يريدون حقًا أن يحدث في الشرق الأوسط».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية لصحيفة الشرق الاوسط إن واشنطن «تعمل بجد لإعادة استئناف مفاوضات السلام فورا على كل المسارات»، بما في ذلك المسار السوري – الإسرائيلي، مشددة على أنه «ما زالت هناك قضايا عالقة محل قلق مع السوريين، وأن السفير الأميركي الجديد، روبرت فورد، سيبدأ فور أن يتم التصديق عليه من قبل مجلس الشيوخ بحث القضايا المثيرة للقلق مع السوريين».
في غضون ذلك، عبر لوتس غيلنر، الناطق باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، عن إعتقاده بأن التوترات الكلامية لا يمكن أن تتصاعد أكثر بين إسرائيل وسورية
واشار الناطق في رده على أسئلة وجهتها له وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الإتحاد لن يعلق على تصريحات تصدر من هنا وهناك ولكنه بالطبع يتابع تطورات الوضع عن كثب، وأضاف ” نحن نتعامل مع عملية السلام ككل وما سنفعله هو بذل كل جهد ممكن من أجل إعادة وضع هذه العملية على مسارها الصحيح سواء على المستوى الفلسطيني – الإسرائيلي أو على الإقليمي”، بحسب كلامه.
وعن الجهد الذي يبذله الإتحاد، أكد الناطق بأن مسؤولي أوروبا على إتصال دائم بالأطراف المعنية وبالطرف الأميركي لدفع الأمور باتجاه العودة إلى إستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أن بروكسل تؤيد بشدة عقد إجتماع على أعلى مستوى للأطراف الأعضاء في اللجنة الرباعية الدولية ( الإتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا).
كما أكد الناطق على نية الممثلة العليا للأمن و السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون زيارة المنطقة، ” ربما في آذار/ مارس المقبل، ولكن ليس لدينا تاريخ محدد حتى الآن”، بحسب تعبيره، مشيراً أنها ستزور معظم دول المنطقة في محاولة لدفع الأمور باتجاه الحل.
وبالعودة إلى التصريحات السياسية، أوضح غيلنر أن الإتحاد الأوروبي لا يحكم على الأطراف من خلال أقوالها و لكن من خلال أفعالها، مشيراً أن بروكسل تركز على محتوى المشكلة أي إمكانية التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة الشرق الأوسط بشكل عام
أما بالنسبة لسورية، فقد نفى الناطق وجود أي تنافر بين الدول الأوروبية بشأنها، وأضاف ” هناك تصريحات تصدر من قبل مسؤولين أوروبيين قد تفسر بشكل أو بآخر، أما الإتحاد الأوروبي ، فلديه مقاربة عامة ومشتركة تجاه المنطقة ككل وليس سورية بشكل خاص”، كما قال
ووصف غيلنر، الخط ا لأوروبي بشأن عملية السلام ب ” الواضح”، مؤكداً أن أوروبا تسعى للعب دور فاعل في إيجاد حل دائم وشامل للصراع في الشرق الأوسط، ” لا أرى توجه آخر بهذا الشأن” حسب تعبيره
كان الرئيس السوري بشار الأسد قال في تصريحات أول من أمس أن “الوقائع كلها تشير إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب” فيما حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الرئيس السوري من أنه “سيخسر الحرب والسلطة»، إذا ما شن حربا على إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي “رسالتنا يجب أن تكون واضحة للأسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط، بل ستخسر السلطة أيضا، أنت وعائلتك” على حد قوله.

الخارجية الأميركية: لا تصعبوا المفاوضات
تهديدات ليبرمان للأسد بـ«خسارة الحرب والسلطة» تثير انزعاجا في إسرائيل.. ونتنياهو يحاول التهدئة
وسط تصعيد في اللهجة بين سورية وإسرائيل، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الرئيس السوري بشار الأسد من أنه «سيخسر الحرب والسلطة» إذا ما شن حربا على إسرائيل. وقال ليبرمان إن «رسالتنا يجب أن تكون واضحة للأسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط، بل ستخسر السلطة أيضا، أنت وعائلتك».
وأدت تصريحات ليبرمان إلى ردود فعل فورية، فقد رأت أوساط سياسية سورية التصعيد الإسرائيلي وتهديد ليبرمان في إطار احتمالين «إما أنها رسائل موجهة للداخل الإسرائيلي» أو «للتغطية على عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية الحالية على الالتزام بمتطلبات عملية السلام العادل والشامل»، فيما دعت واشنطن كل الأطراف «إلى ضبط النفس، وعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تزيد صعوبة المفاوضات». وقالت وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن واشنطن «تعمل بجد لإعادة استئناف مفاوضات السلام فورا على كل المسارات»، بما في ذلك المسار السوري – الإسرائيلي، مشددة على أنه «ما زالت هناك قضايا عالقة محل قلق مع السوريين، وأن السفير الأميركي الجديد، روبرت فورد، سيبدأ فور أن يتم التصديق عليه من قبل مجلس الشيوخ بحث القضايا المثيرة للقلق مع السوريين».
وسعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ساعات إلى تخفيف حدة النبرة، فأعلن أن نتنياهو تحدث إلى ليبرمان في موضوع سورية.

تل أبيب وضعت الأسد بين “عصا” إسقاط حكمه في الحرب.. و”جزرة” التفاوض بدون شـروط
فيما يرزح لبنان تحت تأثير موجة صقيع غلّفت أجواءه واستحقاقاته.. كانت جبهة دمشق – تل أبيب تتبادل الرسائل “الدبلوماسية” على صفيح ساخن حمل أمس تهديدًا إسرائيليًا مباشرًا غير مسبوق إلى “نظام الأسد” حذّر في خلاله وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الرئيس السوري من أن ضريبة مهاجمته إسرائيل ستكون خسارته “وعائلته” الحرب “والسلطة”.. في وقت كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعبر عن “الأسف” لسماع التصريحات الصادرة عن دمشق، داعيًا في المقابل إلى إعادة إطلاق المفاوضات مع سوريا “في أي مكان في العالم شرط أن يتم ذلك بلا شروط مسبقة”، مع عدم استبعاد نتنياهو أن تقوم جهة ثالثة بدور الوساطة بين الجانبين.
تزامنًا، برز ما كشف عنه الصحافي الأميركي سيمور هيرتش عبر مجلة “نيويوركر” من أنّ مسؤولاً سوريًا رفيعًا أبلغه بأنّ دمشق إستأنفت منذ العام الماضي تبادل المعلومات الإستخباراتية مع وكالة الإستخبارات الأميركية “C.I.A” ووكالة الإستخبارات البريطانية “MI6” حول الإرهاب، الأمر الذي أكده الأسد شخصيًا للصحافي هيرتش خلال مقابلة أجراها معه في دمشق، موضحًا له أن موافقة سوريا على هذا التعاون الإستخباراتي جاءت بناءً على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما.
هيرتش تناول في مقابلته مع الأسد عدة محاور وملفات إقليمية ودولية.. لفت منها ما قاله الرئيس السوري في الملف اللبناني حيث أشار الأسد إلى أنّ “الحرب الأهلية في لبنان تحتاج إلى أيام لتنشب وليس إلى أسابيع أو أشهر”، ورأى في المقابل أنه “لا يمكن أن يطمئن أحد بشأن أي شيء في لبنان إلا إذا غيّروا (اللبنانيون) النظام برمّته”.

سوريا: نملك قوة مواجهة إسرائيل
قالت سوريا إن من يهددها سيلقى الرد، في أول رد فعل على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي وجه فيها تهديدات مباشرة لدمشق والرئيس بشار الأسد.
وذكر رئيس الوزراء محمد ناجي عطري مساء أمس أن “من يستفز سوريا حالياً سيلقى إجابة على هذا الاستفزاز ولن يكون مسروراً”. وأضاف “نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة.. ونملك شعبا مقاتلاً متمسكا بثوابته الوطنية والقومية”.
وكان ليبرمان قال في كلمة قرب تل أبيب أمس إن الرسالة الإسرائيلية للأسد واضحة فـ “لن تخسر فقط الحرب المقبلة، أنت وعائلتك، ستخسرون السلطة” معقبا على تصريح للأسد الأربعاء قال فيه إن الشرق الأوسط يُدفع نحو حرب جديدة بسبب إسرائيل التي تسلك حسب وزير خارجيته وليد المعلم سلوك “الزعران البلطجية”.
وأجرت إسرائيل قبل أيام مناورات في صحراء النقب تحاكي حربا على سوريا شملت غارات بطائرات أف 16 للوقوف على تنسيق سلاحي الجو والبر.
توضيح ليبرمان
وأعقب تصريحات ليبرلمان تأكيد من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبر متحدث باسمه بأنه ووزير خارجيته، اللذين اجتمعا لبحث “القضية السورية” أوضحا أن “إسرائيل تسعى للسلام والمفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقة”.
وطلب مكتب نتنياهو من أمين حكومته إبلاغ الوزراء بتجنب الحديث عن سوريا للإعلام.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أحد كبار مساعدي نتنياهو قوله لصحيفة إسرائيلية إن الأخير يساند تصريحات ليبرمان ضد سوريا لكنه لا يود -هو شخصيا- إطلاق مثل هذه التصريحات بالوقت الراهن.
وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن استياء أميركي من ليبرمان، وقالت إن مسؤولين أميركيين مرروا رسائل عاجلة لنظرائهم الإسرائيليين تطلب التهدئة ووقف التصريحات ضد سوريا، وهي رسائل تبعها مباشرة توضيح مكتب نتنياهو.
ونقلت معاريف عن وزراء إسرائيليين قولهم إنهم لا يستبعدون أن يكون ليبرمان يحاول إحباط اتصالات سرية سورية إسرائيلية لاستئناف محادثات سلام غير مباشرة لا يرغب فيها هو، وأكد أهميتها وزير الدفاع إيهود باراك الذي قال إن عدم إطلاق المفاوضات قد يسبب حربا ستتطور إلى حرب إقليمية.
رسائل أميركية
وتحدثت الصحيفة عن رسائل مررت إلى الأسد هذا الأسبوع عبر رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني ووزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس تفيد بجدية نتنياهو في استئناف المفاوضات لكن دون انسحاب مسبق من الجولان كما تريد سوريا، مقترحا وسطاء جددا هم إيطاليا وإسبانيا.
وأشرف باراك عندما كان رئيس وزراء على محادثات سلام مع سوريا عام 2000 فشلت بسبب خلاف على هضبة الجولان، تبعتها بعد ثماني سنوات مفاوضات غير مباشرة توسطت فيها تركيا عام 2008، وانهارت أيضا بسبب العدوان على قطاع غزة.

الناطق باسم آشتون لـ آكي: التوتر الكلامي بين سورية وإسرائيل لن يتصاعد
بروكسل ( 5 شباط / فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر لوتس غيلنر، الناطق باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، عن إعتقاده بأن التوترات الكلامية لا يمكن أن تتصاعد أكثر بين إسرائيل وسورية
واشار الناطق في رده على أسئلة وجهتها له وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الإتحاد لن يعلق على تصريحات تصدر من هنا وهناك ولكنه بالطبع يتابع تطورات الوضع عن كثب، وأضاف ” نحن نتعامل مع عملية السلام ككل وما سنفعله هو بذل كل جهد ممكن من أجل إعادة وضع هذه العملية على مسارها الصحيح سواء على المستوى الفلسطيني – الإسرائيلي أو على الإقليمي”،بحسب كلامه
وعن الجهد الذي يبذله الإتحاد، أكد الناطق بأن مسؤولي أوروبا على إتصال دائم بالأطراف المعنية وبالطرف الأمريكي لدفع الأمور باتجاه العودة إلى إستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما أن بروكسل تؤيد بشدة عقد إجتماع على أعلى مستوى للأطراف الأعضاء في اللجنة الرباعية الدولية ( الإتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا).
كما أكد الناطق على نية الممثلة العليا للأمن و السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون زيارة المنطقة، ” ربما في آذار/ مارس المقبل، ولكن ليس لدينا تاريخ محدد حتى الآن”، بحسب تعبيره، مشيراً أنها ستزور معظم دول المنطقة في محاولة لدفع الأمور باتجاه الحل
وبالعودة إلى التصريحات السياسية، أوضح غيلنر أن الإتحاد الأوروبي لا يحكم على الأطراف من خلال أقوالها و لكن من خلال أفعالها، مشيراً أن بروكسل تركز على محتوى المشكلة أي إمكانية التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة الشرق الأوسط بشكل عام
أما بالنسبة لسورية، فقد نفى الناطق وجود أي تنافر بين الدول الأوروبية بشأنها، وأضاف ” هناك تصريحات تصدر من قبل مسؤولين أوروبيين قد تفسر بشكل أو بآخر، أما الإتحاد الأوروبي ، فلديه مقاربة عامة ومشتركة تجاه المنطقة ككل وليس سورية بشكل خاص”، كما قال
ووصف غيلنر، الخط ا لأوروبي بشأن عملية السلام ب ” الواضح”، مؤكداً أن أوروبا تسعى للعب دور فاعل في إيجاد حل دائم وشامل للصراع في الشرق الأوسط، ” لا أرى توجه آخر بهذا الشأن” حسب تعبيره
كان الرئيس السوري بشار الأسد قال في تصريحات أول من أمس أن “الوقائع كلها تشير إلى أن إسرائيل تدفع المنطقة باتجاه الحرب” فيما حذر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الرئيس السوري من أنه “سيخسر الحرب والسلطة»، إذا ما شن حربا على إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي “رسالتنا يجب أن تكون واضحة للأسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط، بل ستخسر السلطة أيضا، أنت وعائلتك” على حد قوله

نتنياهو يؤيد تهديدات ليبرمان لسوريا
كشفت مصادر رسمية إسرائيلية أن رئيس الحكومة يؤيد تهديدات وزير خارجيته لسوريا والتي أرجعتها مصادر إعلامية إلى رغبة الوزير بإحباط مفاوضات سرية تجري مع دمشق التي قال رئيس وزرائها إن بلاده سترد على أي محاولة تستهدف أمنها.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله لصحيفة إسرائيلية إن الأخير يساند تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ضد سوريا لكنه لا يود -هو شخصيا- إطلاق مثل هذه التصريحات في الوقت الراهن.
وأضاف المسؤول أن على الجميع أن يدرك جيدا أن إسرائيل لا يمكنها أن تتجاهل أي تهديد موجه إليها، في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإسباني في دمشق ميخيل موراتينوس إن أي تحرش عسكري إسرائيلي بسوريا سيضع المدن الإسرائيلية في نطاق الرد السوري.
تهديدات ليبرمان
بيد أن مصادر صحفية إسرائيلية أرجعت تهديدات ليبرمان -التي أثارت غضب الولايات المتحدة– إلى قلقه بصفته عضوا في الهيئة السباعية الوزارية من وجود اتصالات سرية لاستئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافا لإرادته.
ووفقا لهذه المصادر فإن القسم الأكبر من غضب ليبرمان يعود أساسا إلى تصريح وزير الدفاع إيهود باراك الذي حذر من أن عدم الدخول في مفاوضات مع سوريا قد يدفع الوضع في المنطقة إلى حرب إقليمية.
ونقلت المصادر نفسها عن وزراء إسرائيليين أن تهديدات ليبرمان ليست سوى محاولة منه لإحباط أي مشروع للدخول في مفاوضات مع سوريا وتحديدا بعدما ترددت أنباء عن رسائل وجهها نتنياهو إلى السوريين -عن طريق رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الخارجية الإٍسباني- تؤكد جديته في استئناف مباحثات السلام دون شروط مسبقة
ووفقا لما ذكرته المصادر الإعلامية،
لا يوجد سوى وزيرين فقط في اللجنة السباعية، وهما باراك ودان مريدور، يؤيدان التوصل إلى سلام مع سوريا مقابل الانسحاب من هضبة الجولان التي احتلها إسرائيل في حرب 67، في حين يعارض ذلك الخمسة الآخرون وهم نتنياهو وليبرمان وموشيه يعالون وبيني بيغن وإلياهو يشاي.
سجالات داخلية
بيد أن الوزير يتسحاق هرتسوغ -من حزب العمل- وضع تهديدات ليبرمان في إطار السياسة الداخلية الحزبية ورغبة الأخير للإيقاع بين نتنياهو ووزير دفاعه باراك (رئيس حزب العمل) في ظل أجواء تتحدث عن انتقادات حادة للحكومة ومطالبات بإخراج حزب إسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان من الائتلاف الحاكم مقابل موافقة حزب كاديما على دخول الحكومة.
وكان باراك قد دعا الخميس الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجلوس على مائدة المفاوضات بدلا من التراشق الكلامي، ونقل عنه قوله خلال جلسة عقدها المكتب السياسي لحزب العمل إن تل أبيب تعتبر التوصل لتسوية سلمية مع سوريا هدفا إستراتيجيا.
وفي دمشق، قال رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري في تصريح له الخميس إن سوريا سترد على أي تهديد موجه لها، مشيرا إلى أن سوريا تمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة، وذلك في أول رد على تصريحات ليبرمان التي هدد فيها سوريا بخسارة أي حرب مقبلة والإطاحة بحكم الأسد.

ليبرمان: فلتتنازل عن الجولان كما تخلّت عن لبنان والاسكندرون
رغم حرص تل أبيب على لملمة الإرباك الذي أحدثته تصريحات وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية أمس هزات ارتدادية، ولا سيّما مع الدخول الأميركي على الخط لطلب توضيحات إسرائيلية
محمد بدير
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، أمس، أن الولايات المتحدة دخلت على خط القصف الكلامي بين إسرائيل وسوريا، وطلبت من تل أبيب تقديم توضيحات بشأن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وهدّد فيها بإسقاط النظام السوري في أيّ حرب مقبلة. توضيح تكفّل ليبرمان شخصياً بتقديمه عندما أعاد تمسكه بتهديداته لسوريا، مشيراً إلى أنه سبق لها أن تخلت «عن لبنان وعن لواء الاسكندرون، فلماذا لا تتخلى عن الجولان». وجدد ليبرمان، في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، رفضه المطلق للانسحاب من هضبة الجولان، معتبراً أن «سوريا تنازلت عن سوريا الكبرى ولبنان والاسكندرون، ولا يوجد سبب يمنع تنازلها، في حالتنا، عن الجولان».
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مسؤولين في الإدارة الأميركية نقلوا إلى نظرائهم الإسرائيليّين رسائل عاجلة، دعوا فيها إلى تهدئة الخواطر على الجبهة السورية. وبينما كان الأميركيون يحاولون خفض درجة التوتّر بين دمشق وتل أبيب، كان قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال آفي مزراحي، يدلي بدلوه في دوّامة المواقف المتخبطة التي شهدتها المنابر الإسرائيلية، ملوّحاً بالقدرة على اجتياح العاصمة السورية.
وفي كلمة أمام إحدى المدارس الدينية في مستوطنة «أفرات» في الضفة الغربية، ردّ مزراحي على تهديد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بنقل الحرب إلى المدن الإسرائيلية بالقول إن الجيش الإسرائيلي يمكنه أن يصل إلى دمشق. وأضاف «لقد اختار السوريون طريق الإرهاب والتسلح بالصواريخ، لكن في مقابل ذلك يمتلك الجيش الإسرائيلي ميزان ردع، وهم رأوا في لبنان عام 2006 قدراتنا، وكيف أننا دمّرنا ستة مبانٍ في الضاحية في أقلّ من دقيقة من دون أن نسبّب أضراراً في المحيط». وخلص إلى التشديد على أن الميزان الاستراتيجي ليس لمصلحة الجيش السوري، «وإذا اضطررنا فسنهزمهم هزيمة لا لبس فيها».
ويبدو أن إسرائيل، التي رأت في التصريحات السورية خروجاً عن المألوف، تحاول أن تصوغ ردودها بطريقة لا تبدو فيها منكفئة أمام الهجوم الكلامي السوري، من دون أن تسبّب تصعيداً إضافيّاً ترى أن لا مصلحة لها فيه. وهذا ما حرص البيان الذي أصدره رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، على إظهاره، حين شدد على مواصلة إسرائيل «التصرف بتصميم وحسم حيال أيّ تهديد»، رغم أنها «تسعى إلى السلام والمفاوضات مع سوريا».
واشنطن طلبت من تل أبيب توضيحات بشأن تصريحات ليبرمان

وأشار معلّقون إسرائيليون إلى أن موقف نتنياهو هذا كان نوعاً من المزاوجة بين التهديدات التصادمية، التي أطلقها وزير خارجيته، ليبرمان، والرسائل التهدوية التي أطلقها وزير دفاعه، إيهود باراك. وأوضحت مصادر مقربة من نتنياهو أنه «من المهم لرئيس الحكومة أن يفهم السوريون أن إسرائيل لديها بعد رادع ومكانة ردعية، ولذلك فإن نتنياهو لا يختلف مع ليبرمان وهو لم ينتقده». وأكدت المصادر أن «الرجلين متفقان تماماً على مضمون الأقوال، ولا يختلفان إلّا في مسألة التوقيت. فنتنياهو يريد الآن هدوءاً في الجبهة السورية، وهو معنيّ بخفض مستوى اللهيب في تصريحات الطرف الإسرائيلي».
وبالرغم من ذلك، توالت أمس موجة الانتقادات الداخلية ضد ليبرمان. ورأى الأستاذ الجامعي المتخصص في الشأن السوري أن «ليبرمان لن يكون قادراً على إسقاط النظام السوري، فإسرائيل جرّبت أن تسقط حزب الله، الذي هو أكثر ضعفاً، خلال حرب لبنان الثانية، وانظروا كيف انتهى الأمر». من جهته، طلب عضو الكنيست عن حزب «كديما»، آفي ديختر، من رئيس الحكومة لجم وزير الخارجية وتصريحاته المتطرّفة، داعياً إياه إلى إقالته من منصبه إن لم يتمكّن من فعل ذلك. ووصف رئيس «الشاباك» السابق الأقوال «العديمة المسؤولية» التي تفوّه به وزير الخارجية بأنها «مشكلة قومية».
أما الوزير العمالي، يتسحاق هرتسوغ، فاتهم ليبرمان بالسعي «منذ مدة طويلة إلى دقّ الأسافين بين باراك ونتنياهو»، داعياً إلى وجوب «النظر إلى تهديدات ليبرمان على أنها تأتي في سياق السياسة الحزبية الداخلية» في إسرائيل.
وكان هرتسوغ يشير بذلك إلى ما ذكرته صحيفة «معاريف» أمس من أن ما فعله ليبرمان إنما يهدف إلى إحباط اتصالات سرية غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا.
وأوضحت الصحيفة أن ليبرمان قلق لأنه يعرف بصفته عضواً في هيئة «السباعية» الوزارية أنه تجري اتصالات سرية من وراء الكواليس من أجل استئناف محادثات السلام غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا خلافاً لإرادته.
ونقلت «معاريف» عن وزراء إسرائيليّين قولهم إن تهديد ليبرمان لسوريا نابع من رغبته في إحباط أيّ احتمال للشروع في مفاوضات معها.

«يقظة» في الجبهة الشماليّة

أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي، على خلفية تبادل التهديدات بين دمشق وتل أبيب، شدد حالة «اليقظة» على الحدود الشمالية، من دون أن يرفع مستوى التأهّب أو الاستنفار وسط قواته هناك.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر عسكرية قولها إن جيش الاحتلال يتابع ما يجري على الجانب السوري، وإنه لم يشخص أيّ تغيير في التشكيلات العسكرية هناك في هذه المرحلة.
من جهتها، أشارت صحيفة «هآرتس» إلى أن هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي وقيادة المنطقة الشمالية «امتنعتا عن قصد عن رفع حالة التأهّب كي لا يفسّر تفسيراً خاطئاً في الطرف المقابل».
ووفقاً للصحيفة، فإن تقويم الوضع الاستخباري الأخير، الذي عُرض في بداية الأسبوع على طاقم القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، يفيد بأن وجهة سوريا في السنة القريبة المقبلة ليست نحو الحرب. وقالت الصحيفة إنه «بقدر ما هو معروف، فإنه لا توجد في هذه اللحظة معلومات استخبارية تشير إلى نوايا مغرضة بارزة من جانب دمشق، التي لا تبحث عن صدام مباشر مع إسرائيل».
من جهة أخرى، لفتت «هآرتس» إلى اقتراب الذكرى السنوية الثانية لاغتيال القائد العسكري في حزب الله، عماد مغنية (الصورة)، مشيرةً إلى أن المناسبة «تُعدّ موعداً محتملاً لعمل ثأري من جانب المنظمة». وأوضحت أن هذا الأمر، معطوفاً على التوتر الذي تعيشه طهران في ملفها النووي، يستدعيان اليقظة الاستخبارية.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشدد منذ فترة على ضرورة العمل على «إخراج سوريا من محور الشر»، عبر التوصل إلى تسوية سياسية معها.
الاخبار

الأسد: الإسرائيليون كالأطفال وعليهم ألا ينتظروا أن أمنحهم السلام الذي يتوقعونه
قدم نصيحة لأوباما بقبول العرض الإيراني
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الإسرائيليين «لا يعرفون ماذا يفعلون»، ووصف القادة السياسيين الحاليين في إسرائيل بأنهم «كالأطفال يتعاركون مع بعضهم ويعبثون بالمنطقة». وأضاف الأسد في تصريحات للصحافي الأميركي سميور هيرش من مجلة «نيويوركر»، إن الإسرائيليين «لا يمكن أن يتوقعوا أني سأمنحهم السلام الذي يتوقعونه»، مضيفا أن «الشيء الوحيد الذي يستطيع حماية إسرائيل هو السلام، لا شيء آخر… ليس بمقدور أي عدد من الطائرات أو الأسلحة حماية إسرائيل».
وقال إن وقوف الأميركيين إلى جانب الإسرائيليين «هو الوضع التقليدي»، مضيفا: «نحن لا نتوقع منهم أن يكونوا حياديين في المستقبل القريب، لذا بمقدورنا التعامل مع هذا الأمر… ولكن الرؤية لا تبدو واضحة على الجانب الأميركي بشأن ما يريدون حقا أن يحدث في الشرق الأوسط».
وعن إيران، رأى أن فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، بل سيسرعه، مضيفا أن الإيرانيين بإمكانهم إثارة مشاكل للأميركيين أكثر من المشاكل التي تقدر الولايات المتحدة أن تثيرها للإيرانيين. وقال: «لو أنني أحمدي نجاد، فلن أسلم كل اليورانيوم لأنني لا أملك أي ضمانات (استجابة للإصرار الأميركي والأوروبي أنه ينبغي إرسال معظم اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب للخارج للخضوع لمزيد من التخصيب وذلك لجعله قابلا للاستخدام في مفاعل الأبحاث، لكن ليس من أجل صنع قنبلة)… لذا، فالحل الوحيد هو أنهم يستطيعون إرسال جزء لك وتعيده إليهم مخصبا، ثم يرسلون جزءا آخر». وأضاف: «النصيحة الوحيدة التي أستطيع أن أقدمها لأوباما هي قبول هذا الاقتراح الإيراني لأنه صائب وواقعي للغاية».
ووصف الأسد الأوروبيين بأنهم مثل «ساعي البريد» لصالح واشنطن، في مقاربتهم لإيران. وقال: «إن المبادرة التي يتبناها الأوروبيون الآن ليست مبادرة أوروبية بل مبادرة طرحها بوش. فالأوروبيون مثل ساعي البريد؛ يتظاهرون بأنهم ليسوا كذلك، لكنهم يشبهون ساعي البريد؛ فهم سلبيون تماما وقد أخبرتهم بذلك. لقد أخبرت الفرنسيين بذلك عندما زرت فرنسا».
وعن الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال: «ورث أوباما عن بوش تركة مثقلة بالأعباء، التي لا تزال تلقي بظلالها، على المجتمعين المحلي والدولي. ولكن أوباما يجد صعوبة في كيفية التعامل معها». وأضاف: «تغير النهج الأميركي، فلم يعد هناك مزيد من الإملاءات بل مزيد من الإنصات ومزيد من الاعتراف بمشكلات أميركا حول العالم، لا سيما في أفغانستان والعراق. لكن، في الوقت نفسه، لا توجد نتائج ملموسة… ما لدينا هو فقط الخطوة الأولى».
وعن لبنان، قال الأسد: «من المحتمل أن تندلع الحرب الأهلية في لبنان في غضون أيام؛ إنها لا تحتاج أسابيع أو شهورا. من الممكن أن تحدث بين عشية وضحاها. ولا يستطيع الفرد أن يشعر بالاطمئنان بشأن أي شيء في لبنان ما لم يغيروا النظام برمته».
وأشار هيرش، نقلا عن أحد المسؤولين السوريين، إلى أن سورية «جددت خلال العام الماضي مشاركتها للمعلومات الاستخباراتية بشأن الإرهاب مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ومع خدمة الاستخبارات السرية البريطانية (إم آي 6) بعد طلب من أوباما نقله جورج ميتشل، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط». وقال إن البيت الأبيض رفض التعليق على ذلك. وقال الأسد إنه وافق على فعل ذلك، ثم أضاف أنه حذر أيضا ميتشل من أنه «إذا لم يحدث شيء من الجانب الآخر – (فيما يتعلق بالتقدم السياسي) – فسنوقف ذلك».

وهذا نص المقابلة باللغة الانكليزية
* نص الموضوع كاملا على موقع newyorker.com
Direct Quotes: Bashar Assad
Seymour M. Hersh
I spoke to Bashar Assad, the president of Syria, this winter in Damascus. Assad assumed the presidency after his father’s death, in 2000, when he was thirty-four years old, and he expressed some empathy for President Barack Obama, who, like Assad, was confronted with a steep learning curve.
One note: a transcript of our talk, provided by Assad’s office, was generally accurate but it did not include an exchange we had about intelligence. A senior Syrian official had told me that, last year, Syria, which is on the State Department’s list of state sponsors of terrorism, had renewed its sharing of intelligence on terrorism with the C.I.A. and with Britain’s MI6, after a request from Obama that was relayed by George Mitchell, the President’s envoy for the Middle East. (The White House declined to comment.) Assad said that he had agreed to do so, and then added that he also has warned Mitchell “that if nothing happens from the other side”—in terms of political progress—“we will stop it.”
Quotes from our conversation follow.
President Barack Obama:
Bush gave Obama this big ball of fire, and it is burning, domestically and internationally. Obama, he does not know how to catch it.
The approach has changed; no more dictations but more listening and more recognition of America’s problems around the world, especially in Afghanistan and Iraq. But at the same time there are no concrete results…. What we have is only the first step…. Maybe I am optimistic about Obama, but that does not mean that I am optimistic about other institutions that play negative or paralyzing role[s] to Obama.
If you talk about four years, you have one year to learn and the last year to work for the next elections. So, you only have two years. The problem, with these complicated problems around the world, where the United States should play a role to find a solution, is that two years is a very short time…. Is it enough for somebody like Obama?
Hillary Clinton:
Some say that even Hilary Clinton does not support Obama. Some say she still has ambition to be President some day—that is what they say.
The press conference of Hillary with [Israeli Prime Minister Benjamin] Netanyahu [in which she appeared to walk away from the Administration’s call for a freeze on settlements] was very bad, even for the image of the United States.
Israel and the United States:
To be biased and side with the Israelis, this is traditional for the United States; we do not expect them to be in the middle soon. So we can deal with this issue, and we can find a way if you want to talk about the peace process. But the vision does not seem to be clear on the U.S. side as to what they really want to happen in the Middle East.
Negotiations with Israel:
I have half a million Palestinians and they have been living here for three generations now. So, if you do not find a solution for them, then what peace you are talking about?
What, I said, is the difference between peace and a peace treaty? Peace treaty is what you sign, but peace is when you have normal relations. So, you start with a peace treaty in order to achieve peace…. If they say you can have the entire Golan back, we will have a peace treaty. But they cannot expect me to give them the peace they expect…. You start with the land; you do not start with peace.
The Israelis:
You need a special dictionary for their terms…. They do not have any of the old generation who used to know what politics means, like Rabin and the others. That is why I said they are like children fighting each other, messing with the country; they do not know what to do.
[The Israelis] wanted to destroy Hamas in the war [in December, 2008] and make Abu Mazen strong in the West Bank. Actually it is a police state, and they weakened Abu Mazen and made Hamas stronger. Now they wanted to destroy Hamas. But what is the substitute for Hamas? It is Al Qaeda, and they do not have a leader to talk to, to talk about anything. They are not ready to make dialogue. They [Al Qaeda] only want to die in the field.
Europe and the Iranian nuclear negotiation:
This is not European but Bush’s initiative adopted by the Europeans. The Europeans are like the postman; they pretend that they are not like this but they are like a postman; they are completely passive and I told them that. I told the French when I visited France.
Iran:
Imposing sanctions [on Iran] is a problem because they will not stop the program and they will accelerate it if you are suspicious. They can make problems to the Americans more than the other way around.
If I am Ahmadinejad, I will not give all the uranium because I do not have a guarantee [in response to American and European insistence that most of Iran’s low-enriched uranium be sent abroad for further enrichment to make it usable for a research reactor, but not for a bomb]…. So, the only solution is that they can send you part and you send it back enriched, and then they send another part…. The only advice I can give to Obama: accept this Iranian proposal because this is very good and very realistic. [Note: the Iranian position appeared to be shifting this week.]
Lebanon:
The civil war in Lebanon could start in days; it does not take weeks or months; it could start just like this. One cannot feel assured about anything in Lebanon unless they change the whole system.
Cooperating with the United States in Iraq:
They [American officials] only talk about the borders; this is a very narrow-minded way. But we said yes. We said yes—and, you know, during Bush we used to say no, but when Mitchell came [as Obama’s envoy] I said O.K.… I told Mitchell by saying this is the first step and when find something positive from the American side we move to the next level…. We sent our delegation to the borders and [the Iraqis] did not come. Of course, the reason is that [Nouri] al-Maliki [the Prime Minister of Iraq] is against it. So far there is nothing, there is no cooperation about anything and even no real dialogue.
George Mitchell:
I told him, you were successful in Ireland, but this is different…. [Mitchell] is very keen to succeed. And he wants to do something good, but I compare with the situation in the United States: the Congress has not changed…. But the whole atmosphere is not positive towards the President in general. And that is why I think his envoys cannot succeed.
Criticisms of some Israeli policies at the J-Street founding conference:
Ahh … that is new!… But we should educate them that if they are worried about Israel, then the only thing that can protect Israel is peace, nothing else. No amount of airplanes or weapons could protect Israel, so they have to forget about that.
Pakistan’s government:
They supported [Afghan President Hamid] Karzai and realized he cannot deliver. I do not know why they supported him and why—nobody knows why.
American power:
Now the problem is that the United States is weaker, and the whole influential world is weak as well…. You always need power to do politics. Now nobody is doing politics…. So what you need is strong United States with good politics, not weaker United States. If you have weaker United States, it is not good for the balance of the world.
http://www.newyorker.com/online/blogs/newsdesk/2010/02/direct-quotes-bashar-assad.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى