التفاوض السوري الإسرائيلي

تفوق اسرائيل عودة الصراع السوري الاسرائيلي

على مدار خمسة عقود من عمر الصراع العربي ـ الإسرائيلي وتحديداً منذ بدء بناء مفاعل ديمونا النووي في عام 1958 وحتى الآن، عملت ‘إسرائيل’ على انتهاج منطق الغموض والتضليل فيما يتعلق بمسألة امتلاكها للسلاح النووي. وبالرغم من سيادة منطق الغموض والتضليل على السلاح النووي ‘الإسرائيلي’، إلا أن خبراء دوليين كثيرين من بينهم بعض ‘الإسرائيليين’ أجمعوا على أن ‘إسرائيل’ ليست دولة نووية فحسب وإنما هي القوة النووية الخامسة في العالم. ولربما كان البروفيسور والخبير النووي مردخاي فعنونو أول ‘إسرائيلي’ تجرأ وكشف النقاب عن سر امتلاك ‘إسرائيل’ سلاحاً نووياً. ففي عام 1986 سرب فعنونو عامداً متعمداً سبعاً وخمسين صورة لمفاعل ديمونا النووي القائم في صحراء النقب وعدداً إضافياً من الوثائق الخاصة بالبرنامج النووي ‘الإسرائيلي’ إلى صحيفة ‘صنداي تايمز’ البريطانية، الأمر الذي أدى إلى كشف المستور الخاص بلغز الموقع رقم 2 الذي أُطلقت عليه تسمية وكر البلوتونيوم القاتل، والذي تسبب في إحراج كبير’لإسرائيل’ أمام الرأي العام العالمي لأنه لم يكن قد مضى في حينه سوى خمسة أعوام فقط على قيامها بالعدوان على مفاعل تموز النووي العراقي المخصص للأغراض السلمية. ومما لا شك فيه أن اعتراف رئيس الحكومة ‘الإسرائيلية’ الحالي أيهود أولمرت أثناء زيارته الرسمية لألمانيا في شهر كانون الأول (ديسمبر) بامتلاك بلاده سلاحاً نووياً وتراجعه عن ذلك باعتباره ‘زلة لسان’، فهذا الاعتراف الذي جاء في إطار سياسة التخويف والترهيب التي اعتمدها رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على حكم ‘إسرائيل’ أسلوباً ثابتاً لتحقيق ما ادعوه ردعاً ضرورياً وملحاً اكتسب أهمية خاصة لاعتبارين، أولهما أنه توافق مع نشر المجلة العسكرية الإسرائيلية ‘جينز’ ما نسبته إلى خبراء ذرة أفادوا ‘يوجد ما يقرب من 150 شركة صناعة عسكرية إسرائيلية، ومن بينها شركة آي أم آي التي تصنع الدبابة ميركافا، وشركة آي أيه آي التي كانت تشرف على صناعات الطائرات ثم تحولت بعد توقف مشروع الطائرة ليفي إلى أنظمة الطائرات الإلكترونية، وسلطة رفاييل لتطوير السلاح. ويوجد أكثر من 50 ألف عامل في تلك الصناعة، كما بلغت مبيعاتها 3.6 مليارات دولار أمريكي’ بعد كل ماذكر هل الموقف الإسرائيلي المعارض لقيام روسيا بتزويد سورية بأسلحة متطورة والتي من شأنها أن تحدث خرقاً في التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط ذا أهمية ؟
محمد البلعاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى