أحمد مولود الطيارثورة تونسصفحات العالم

سيناريو حتى الآن لم يحدث

أو
كيف نمنع انتقال العدوى التونسية الى السوريين
أحمد مولود الطيار
الرئيس السوري بشار الأسد وفور سماعه بهروب زميله زين العابدين بن علي اثر انتفاضة شعبية حار ماذا يفعل يتساءل في سره :” معقول. لا لا لا أصدق ” يمسك الريموت كونترول وهو يخاطب نفسه: “قناة الجزيرة غير صادقة وتضخم وتبالغ” يقلب الى محطة “العربية” يصعقه صوت المذيع السوري ابراهيم القاسم الذي لا يضحك للرغيف السخن وبصوته المتهدج يذيع القاسم الخبر الفاجعة بالنسبة للرئيس وزملائه من المحيط الى المحيط :
“.. نظرا للعادات العربية الأصيلة التي دأبت المملكة على السير فيها من اغاثة الملهوف واكرام الضيف قرر خادم الحرمين الشريفين السماح لطائرة الرئيس المخلوع الهبوط في مطار جدة الدولي وأوعز جلالته السهر على راحة الضيف الملهوف وتقديم كل ما من شأنه تهدئة روعه ” ويتابع القاسم البيان الملكي : ” واننا اذ نقوم بذلك فاننا نتابع ما قام به جلالتهم والسير على نفس النهج حيث عيدي أمين والرئيس الباكستاني من قبل وكانت المملكة عرضت كرمها للمخلوع شاه ايران السابق لكنه فضل الاقامة عند صديقه الراحل انور السادات” .
كان الرئيس السوري يحملق مشدوها في مواطنه السوري القاسم ولسان حاله يقول :” تتحدث على كيفك ايها القاسم عندما كنت مذيعا في تلفزيوننا الوطني كنت أخرسا .. ليتك الآن فيه لأخرستك نهائيا” .
بعد دقيقات عاد الرئيس السوري الى رشده، يذرع غرفته الفارهة طولا وعرضا، يصفن ، يحسبها، يقيسها، يتذكر سؤال لينين الكبير الذي لقنه له والده الراحل”ما العمل؟”؛ يصرخ بأعلى صوته: “أسماء أين أنت ” لا أحد يجيبه يبحث عنها في ردهات “قصر الشعب” يعثر عليها في أحد الأجنحة، يقف مصعوقا، يبادرها بالسؤال وهو غير مصدق: “هل جننت ماذا تفعلين؟!!” . كانت السيدة الأولى تضب حوائجها وتحاول أن تأخذ ما خف حجمه وغلا ثمنه ولم تنسى في اجواء هذه التراجيديا دموعها التي كانت تنسكب على خدوها  وهي تقول لزوجها: ” ضاع كل شئ يا حبيبي.. ضاع كل شئ يا بشار.” وتتابع ساخطة موجهة حديثها الى زوجها: “ورثت ملكا لم تستطع المحافظة عليه” . ينهرها، يصرخ فيها: “حتى أنت يا اسماء.. عودي الى رشدك، الانتفاضة في تونس في تونس ألا تفهين، ليست هنا ، ليست في سوريا، لقد أورثني والدي شعبا لن يتجرأ أن يقول لي ثلث الثلاثة كم. فكري معي كيف نمنع ارتدادات الزلزال التونسي من الوصول الى هنا؟”.
تمسح أسماء دموعها، تسترجع رباطة جأشها ثم تقول:” يجب أن تدعو الى اجتماع يحضره كل قادة الأجهزة الأمنية، اضافة الى وزير الاعلام لتدارس الوضع ويكون جدول الأعمال بند واحد فقط هو : “كيف نمنع انتقال العدوى التونسية الى السوريين”.
خاص – صفحات سورية –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى