اسرائيلالدور الإيراني والعلاقة الإيرانية ـ السّورية

لماذا يفضّلون نجاد في إسرائيل ؟

بقلم جوشوا ميتنيك
لو عمل الإسرائيليون وفقاً للمثل الشائع “عدو عدوي هو صديقي”، لاعتقدنا أنهم يؤيدون المرشح المعارض الإيراني مير حسين موسوي ومئات آلاف المتظاهرين الإيرانيين الذين يتحدّون إعادة انتخاب أحمدي نجاد.
لكن على الرغم من أن أحمدي نجاد هدّد بتدمير الدولة اليهودية، يفضّله عدد كبير من المسؤولين والمحللين في تل أبيب لأن عزله سيكون أسهل – من دون إسقاط نظام الحكم التيوقراطي في إيران. في المقابل، من غير المتوقع أن يغيّر القائد الإصلاحي، موسوي، في السعي الإيراني إلى امتلاك القوة النووية، لكنه سيفوز بتعاطف دولي.
يقول إفراييم إنبار، مدير مركز بيغين-السادات في جامعة بار إيلان “وصف موسوي بالمعتدل أو الإصلاحي لا يعني أنه رجل لطيف. لقد وافقت عليه القيادة الإسلامية. مع أحمدي نجاد، نعرف ما الذي ينتظرنا. أما مع موسوي، فلدينا أفعى في صورة جميلة”.
يوم الأحد، انضم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى النقاش مشجّعاً المتظاهرين الإيرانيين والنساء “الشجاعات” الذين قال عنهم إنهم يحاولون أن “يستعيدوا السيطرة” على مستقبلهم. وأضاف أن تغيير النظام في إيران أهم من وضع حد لبرنامجها النووي المثير للجدل. قال بيريز “لا تعرفون ما الذي سيختفي أولاً في إيران – الأورانيوم المخصّب أو الحكم الرديء. آمل أن يختفي الحكم الرديء أولاً”.
إيران هي التهديد الأول بالنسبة إلى إسرائيل
تُعتبَر إيران، وليس أي دولة عربية مجاورة لإسرائيل، التهديد الاستراتيجي الأكثر خطورة للدولة اليهودية. دفعت تهديدات أحمدي نجاد الكلامية ضد إسرائيل وتبنّيه نظريات نكران حدوث المحرقة بحق اليهود الأوروبيين في الحرب العالمية الثانية، ببعض المسؤولين الإسرائيليين إلى تشبيهه بقادة ألمانيا النازية. واعتبرت إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني لن يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط وحسب إنما في العالم بأسره. كما تتّهم إسرائيل إيران باستعمال “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في غزة لإطلاق صواريخ قصيرة المدى عبر الحدود.
على الرغم من أن موسوي انتقد أحمدي نجاد خلال الحملة الانتخابية لأنه ألحق ضرراً بصورة إيران عبر التكلّم جهاراً عن المحرقة، يقول المحللون الإسرائيليون إنه هو من بدأ البرنامج النووي الإيراني عندما كان رئيساً للوزراء في الثمانينات.
قال مناشي عمير- وهو إسرائيلي مولود في إيران يقدّم نشرة الأخبار اليومية باللغة الفارسية على الإذاعة الإسرائيلية – “موسوي وأحمدي نجاد من المدرسة نفسها، وقد سبق أن رأينا موسوي يتصرّف كعدو لإسرائيل ويدعم المجموعات الإرهابية. أعلن موسوي في المناظرات التلفزيونية أنه لن يغيّر السياسة النووية ولن يوقف الدعم الإيراني للفلسطينيين”.
ماذا يقول الجواسيس الكبار؟
الأسبوع الماضي قال رئيس الموساد، مائير داغان، وهو كبير الجواسيس في إسرائيل، إنه يتوقّع أن يتراجع الاحتجاج في طهران في غضون أيام بدلاً من أن يتفاقم ويتحوّل ثورة شاملة. وتوقّع أيضاً ألا يمتلك الإيرانيون سلاحاً نووياً قبل سنة 2014.  قال أمام لجنة من المشترعين الإسرائيليين الأسبوع الماضي “لو فاز المرشح الإصلاحي، لواجهت إسرائيل مشكلة أشد خطورة، لأنها كانت ستُضطر إلى أن تشرح للعالم خطر التهديد الإيراني”.
ليس أحمدي نجاد أفضل
في نظر كل الإسرائيليين
لا شك في أن بعض المحللين الإسرائيليين لا يوافقون رئيس الموساد الرأي بأن نجاد أفضل من موسوي.
يقول مائير جافيدنفار، وهو إسرائيلي – إيراني شارك في وضع كتاب عن أحمدي نجاد بعنوان “أبو الهول النووي في طهران”: “هذه النظرة غير دقيقة على الإطلاق”. يقر جافيدنفار أنه في المدى القصير، قد يخدم الرئيس المنتهية ولايته مصالح العلاقات العامة الإسرائيلية. لكنه يردف أنه في المدى الأطول، من شأن موسوي وحلفائه أن يعملوا من أجل سياسة خارجية أقل صداماً. ويضيف أن “الاصلاحيين يؤيدون تعزيز حقوق الإنسان داخل إيران، وخفض التوتر مع إسرائيل والبلدان الأخرى في المنطقة”.
لفت ألوف بن، المعلّق في صحيفة “هآرتس”، الذي وصف تفضيل المسؤولين الإسرائيليين لأحمدي نجاد بأنه مثال عن “الآفاق الضيّقة للتفكير الاستراتيجي الإسرائيلي”، إلى أن إيران واصلت سياستها من دون أي رادع على الرغم من الملاحظات المثيرة للجدل التي صدرت عن رئيسها المنتهية ولايته. وكتب “تتيح التظاهرات فرصة تغيير في إيران للمرة الاولى منذ 30 عاماً. من الأفضل لإسرائيل أن يكون هناك أشخاص في القيادة الإيرانية يستطيعون تهدئة الأمور في المنطقة لا إثارة النزاعات”.
(“كريستشان ساينس مونيتور” ترجمة نسرين ناضر)
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى