خلف علي الخلفصفحات سورية

أجندة وكتالوجات وأي بيات خارجية وراء أيام الغضب في المنطقة

null
خلف علي الخلف
العبرة التي يمكن استخلاصها من الدعوة ليوم الغضب السوري هي أن النظام يخاف من شعبه أن «يتهور» ويفك «التصاق» الجماهير بالقيادة الحكيمة؛ أكثر من خوف الشعب من هذا النظام.
ورغم أن أصدقاء في سوريا قد أكدوا أن «يوم الغضب السوري» الذي دعا إليه بعض «الغاضبين» الذين توخوا السير على خطى تونس ومصر؛ قد مرّ مروراً آمناً ولم يغضب أي سوري في ذلك اليوم على الأقل علناً، فإنهم رصدوا «غضبا» ملحوظا  لـ«قوات» حفظ النظام وعناصر أمن بلباس مدني حول أغلب المساجد في محافظتي حلب ودمشق، وإن الزحام الوحيد الذي حدث بعد خروج المصلين من المساجد هو على عربات بائعي الخضار؛ والذين هم عادة في مثل هذه الحالة من عناصر الأمن أو المخبرين الغاضبين من إحتمال غضب الناس.. فحقق نظامنا أرباحاً من بيع الخضار والفواكه على هامش الغضب الذي لم يحدث
حدث «غضب» الأجهزة الأمنية والإعلام الذي تديره؛ رغم أن الرئيس الأسد قال قبل ذلك؛ في تعليق على الاحداث في تونس ومصر واليمن أن (سوريا مستقرة) ولايمكن  أن تصل إليها الاحتجاجات «الغاضبة» التي تحدث في تلك الدول.! وسأل نفسه السؤال الذي توقع أن يسأله إياه الصحفي الذي أجرى االمقابلة معه، منعا لإضاعة الوقت: لماذا؟  مجيباً بتحليل عميق يوضح أنه يدرك تماما «لب المسألة» بقوله (عليك أن تكون ملتصقاً أكثر بقناعات الشعب.) موضحاً للصحفي الذي ربما لم يفهم ماذا يعني السيد الرئيس بـ «الإلتصاق» بقوله (هذه هي لب المسألة) ورغم أن «لب المسألة» بحسب السيد الرئيس أمراً محسوماً فإن جهازه الأمني لم يفهم تماما ماذا يعني بـ «قناعات» فحذفها  وقرر الالتصاق بالشعب بشكل ملموس لا مجازي. ولهذا فإنه حسب إحصائية منشورة فإنه قد وفر لكل 152 [مواطن] سوري عنصر أمن عدا عن المخبرين المأجورين والمتطوعين..
وقد كان أبرز ما تمخض عنه يوم الغضب السوري هو الغضب الأمني على غسان النجار واعتقاله كونه أحد الداعين له، مما دعا السيدة سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، التي فهمت على ما يبدو «لب المسألة»على طريقتها فاتهمت الرئيس الأسد بأنه «يغش» أو«ينقل» من كتاب الرئيس مبارك.
هناك علاقة «مكشوفة» للأنظمة المتبصرة، بين الغاضبين في أرجاء المنطقة، وهناك علاقة خفيّة بين هؤلاء الغاضبين وبين الخارج دائماً، ودائما تكتشفها أجهزة الأنظمة الأمنية والأعلامية.. اكتشف ذلك بن علي الذي أصبح مخلوعاً ولم يقه إكتشافه هذه العلاقة من «الخلع»  وتحدث الإعلام المصري ونائب الرئيس مبارك «الذي يعاند الخلع حتى الآن» عمر سليمان عن «أجندة» خاصة يحملها من بقي معتصماً في ميدان التحرير، وتوسع السيد «اللواء» شفيق رئيس الحكومة أكثر فتحدث عن «كتالوجات» لدى هؤلاء. السيد النائب عمم «مسألة» طباعة وتوزيع الأجندة على المحتجين على الخارج دون تخصيص، مع استدراكٍ بأن بعض هذه الاجندة قد طبعت في الداخل من [الفزاعة] «المحظورة» التي تحاور معها بعد ذلك..
وإذا كان «السيد النائب» المصري يعلم يقيناً أن تلك «الأجندة» التي تحدث عنها لا يمكن أن تطبعها إسرائيل، مع شغفه بنسبتها إليها، لأنها بحسب الأنظمة في منطقتنا هي المركز الرئيسي لطباعة وتوزيع كل الأجندة للشعوب الغاضبة على أنظمتها، فإن إعلامه قد احتار في تحديد  أين طبعت هذه الأجندة؛ الذي شاهدتها إحدى ربات بيوت فاتصلت بسرعة بإعلام النظام [بعد أن تداعت أجهزته الأمنية مركز هذه الأخباريات] مؤكدة أنها شاهدت أجندة لدى أحد المعتصمين في ساحة التحرير وكان على غلافها الأول علم حزب الله وعلى الغلاف الثاني علم حماس. بينما أكدت صحفية أنها تصفحت هذه الاجندة فوجدت صورا لشافيز وحسن وتارا وشعارا لدولة جنوب السودان الوليدة…
بينما الإعلام السوري [الممانع] نسب الدعوة ليوم الغضب لأي بي/ات (IPs) إسرائيلية شاهدها موقع سوري تديره أجهزة الأمن تتجول على الفيس بوك وتدعوا السوريين ليوم الغضب.! ونشر قصته الإخبارية تحت عنوان «القصة الكاملة للدعوة ليوم الغضب السوري».
أما كيف شاهد إعلامنا [الممانع] الأي بيات الاسرائيلية في الفيس بوك فهذا لا يمكن تفسيره إلا بكون موقع الفيس بوك موقعا سوريا وقد سلم مديره طائعا أو صاغراً كل الأي بيات التي دعت إلى يوم الغضب السوري وتم فرزها وترتيبها ليجدوا أن أغلب هذه الاي بيات هي اسرائيلية. أو أن هناك «عملاء» للمخابرات السورية التقنية في إدارة الفيس بوك استطاعوا أن يحددوا الأي بيات الإسرائيلية من بين مليار أي بي يتجول في الفيس بوك  فأرسلوا أرقامها لمركز القيادة ..
وبغض النظر عن «عمالة» الفيس بوك لمخابراتنا التقنية، فلم يخبرنا إعلامنا الممانع ماذا ستستفيد إسرائيل من نقل الغضب المصري والتونسي إلى سوريا لتزعزع نظامها المستقر «الملتصق بقناعات الشعب». فـ «لب المسألة» هنا غائب أو تم فقدانه مع الاي بيات. فحسب «اللب» فإن إسرائيل قد تكون أول المتضررين من فك الإلتصاق بين الشعب ونظامه. وكانت الدولة الوحيدة التي دافعت عن نظام مبارك علناً بالإضافة إلى السعودية التي كرستها الشعوب في هتافاتها ملجأً «للمخلوعين»
وإذا كان إعلامنا [الممانع] لم يخجل من قصة الأي بيات الإسرائيلية فإن رئيسنا أيضا لم يخجل من دعوة (الحكام العرب أن يفعلوا المزيد من أجل استيعاب الطموحات السياسية والاقتصادية الناشئة لشعوبهم) بل أضاف لذلك لاحقاً أنه يتمنى أن يحقق الشعب المصري طموحاته وتطلعاته…
موقع جدار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى