صفحات الشبابصفحات من مدونات سورية

نقطه ، من أوّل السطر ( I ) : الخوف !

ما قبل تونس و بعد مصر
قبل تونس :
الأوّل: جوعان !!
الثاني : وطـّي صوتك احسن ما يسمعونا
. . .
بعد مصر :
الأوّل: جوعان !!
الثاني : علّي صوتك !!! بركي يفهمونا  😉
. . .
منذ ُ مدّة ٍ و أنا أحاول ُ أن أكتب َ عن هذا الموضوع و لكن ّ حمـّى ضيق الوقت تلازمني في الفترة الأخيرة ، ففي البداية و بعد َ اسقاط النظام في تونس و هرب بن علي بيوم ٍ واحد  ، اي في صبيحة اليوم التالي ، و بينما كنت ُ في محاضرة الهندسة المدنيّة كتبت ُ على هامش إحدى الصفحات : “ مفهوم الخوف ، قبل تونس و ما بعد تونس “ كفكرة ٍ مبدئيّة ٍ  لمقالة لم ترى الضوء و لكن ّ مصر انتفضت و ثارت قبل َ أن أنتهي من كتابة مقالتي التي نسيتها تماما ً ، و لكن و منذ ُ أيّام  ٍ وجدت ُ نفسي أكتب : “ مفهوم الخوف ، قبل تونس و ما بعد مصر “ ، على هامش نفس الكتاب ، فمفهوم الخوف في الوطن العربي يتدحرج ُ كحبّات ِ مسبحة ٍ أتعبتها الصلاة بين يديّ النفاق .
. . .
سألني أحدهم منذ ُ أيّام ٍ و في حديث ٍ عابر ٍ ، “ ما بتخافي انتي ؟؟ “ و في الحقيقة لم أستطع أن أجد َ الجواب المناسب ، أميل ُ لأن أقول أنني لا أخاف و لكن هذا ليس َ صحيحا ً بشكل ٍ كلّي فالخوف جزء من الإنسان و جزء مما ربينا عليه ِ في البلدان العربيّة بشكل ٍ خاص و لكن ربما صحّ القول أنني لا أخاف ُ كفاية كي ألتزم َ بالخطوط الحمراء و أن أمتنع عن أن أقول َ رأي لمجرّد أنه ُ قد يسبب ُ لي مشكلة ً معيّنة ، لا أخاف ُ بما يكفي لأن أقول “ نحنا شو دخلنا 🙂 “ أو أدعي انه ُ من الجنون التفكير بالممنوعات . . . أو الحديث بها ( ؟؟ ) و لكنني أخاف ُ الظلم  و البطش اللذان اذا ما أرادا أن يطالان أحدهم فلن تمنعهما أيّ أسباب ٍ منطقيّة.
. . .
“ يا زين العابدين وردك يفتح عالطلب “
. . .
تروي المواقع الألكترونيّة قصّة القرود التي ربما باتت معروفة بالنسبة للكثيرين . قام َ مجموعة من العلماء ء بوضع خمسة قرود في قفص واحد و في وسط القفص وضعو سلم ، في أعلاه وضعوا بعض الموز . كانوا كلّما اقترب َ احد القرود الخمسة ليصعد السلّم و يأخذ الموز ،  يرشون باقي القردة بالماء البارد ، هكذا في كلّ مرّة حتى بعد َ فترة ٍ وجيزة بدأت القردة نفسها تمنع ايّ قرد ٍ من الإقتراب لصعود السلّم و أخذ الموز . و بعدها بمدّة لم يعد أحد من القرود يقترب من السلّم أو يفكر في أخذ الموز حتّى.
بدأ العلماء بعدها بتبديل القردة الموجودة بقردة أخرى عن طريق تبديلهم قردا ً قردا ً ، في كلّ فترة ٍ يبدلون أحد القرود الذي يحاول في البدأ الإقتراب من السلّم ليصل إلى الموز فتقوم ُ باقي القردة بضربه و منعه . هكذا حتى تمّ تبديل القردة الخمسة بقردة جديدة و مع ذلك لم يجرؤ أيّ من هذه القرود أو أبنائهم على صعود السلّم دون أن يعرفوا السبب وراء ذلك و دون أن يحاولوا اكتشافه ُ حتّى ، فالخوف ُ مرض ٌ معدي ينتقل ُ بالوراثة الإجتماعيّة .
. . .
أخيرا ً يقول كارل بوبر : “ علينا أن نخطط للحرية وليس للأمن فقط، وذلك على الأقل لأن الحرية هي الشيء الوحيد الذي يجعل الأمن آمنا.”


http://www.freesham.com/2011/02/i.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى