صفحات الشبابصفحات من مدونات سورية

القذافي.. حقيقة تتغلب على الخيال دوماً

شباط 2011

ياسين السويحة
لطالما ظهر مهرجون في الأعمال الأدبية (الكوميديا الفرنسية مثلاً) بصورةٍ قاتمة, كأدوات رعبٍ بدل أن يكونوا للتسلية, كقتلة غير مشكوكٍ بهم يتحوّلون أمام الضحية إلى عكس ما كانوا يبدون عليه في البداية من الظرافة, و من يرى ما فعل القذافي بشعبه طيلة عقود و ما يرتكب من جرائم الآن بحق الأبرياء العزل سيرى أن هذا التصوير الأدبي لم يبق حبيس الخيال.
إنه “الأخ القائد” معمرالقذافي, الزعيم الأممي و ملك ملوك أفريقيا و إمام المسلمين (كما يعرّف هو عن نفسه), صاحب أكبر “أنا” سرطانية في المعمورة, المهرج المقزز, المجرم السفّاح, الإرهابي القذر الذي نكّل بالأبرياء باسم قضايانا السامية ثم طلب الصفح و السماح من “الرجل الأبيض” و ناله بعد التفريط في ثروة شعبه (و كان خوسي ماريا أثنار, أحد عتاة اليمين الأوروبي و من أشرس أصدقاء الكيان الغاصب من أوائل من زاره بعد رفع الحصار عنه أوائل العقد الماضي و نال منه حصاناً عربياً أصيلاً كهدية و عقوداً مجزية للشركات البترولية), صاحب الكتب بالألوان (و عقبال نعوته السوداء).. و إن لم يكن ذلك كافياً فهو أيضاً المسؤول عن جعلنا نختبئ خجلاً كلّما تنزّه في أرجاء العالم بخدمه و حشمه و خيمته و حارساته و غرابة أطواره و غبائه و محاضراته (التي تحضرها الإناث فقط و يشترط فيهن معايير جمالية عالية)..
يرتكب القذافي في هذه اللحظات مجزرة رهيبة بحق الشعب الليبي المسالم و الأعزل, مجزرة استقدم لتنفيذها المرتزقة كي يضمن انعدام مشاعر لدى الجنود قد تدفعهم لرفض الأوامر, إن هذا المعتوه مستعدٌ لمسح الشعب بأكمله من الوجود ﻷن حماقته و تكبّره يجعلانه يعتقد أنه يستطيع شراء شعبٍ آخر بثروات ليبيا التي نهبها (نفس الثروات التي اشترت صفح الغرب عنه.. ياللأخلاق العالية للاستابلشمنت !).
الشعب الليبي يستحق كل التضامن و الدعم و المساعدة اللازمة من أشقائه لكي يتخلّص من هذا الطاغية الأرعن السفّاح, و نتمنى أن ينجح في ذلك بأسرع وقت ممكن و أن يدفع هذا المعتوه ثمن ما اقترفت يداه القذرتان.
(رواية أنصح بها: في بلد الرجال- هشام مطر)
..
أعطني حرّيتي (و إلا أخذتها عنوةً).. أطلق يديّ (و إلا كسّرتهما صفعاً على وجه عنجهيتك).
..
عندما نشهد كيف يجتمع شبابٌ مبدع و منفتح يعاني من اﻻحتلال ليهنئ, على طريقته, بمرح و دون تكلّف, شعباً شقيقاً على تحرره من الطاغية و يدعوه للقاء عندما تتحرر أرضه نرى كيف يبني الشباب عروبة جديدة متحررة من الهزيمة و الحزن و اﻻنغلاق لتكون رابط تضامن و أخوّة للمستقبل الحر الكريم للجميع.
..
البحرين
أثارت احتجاجات البحرين من الجدل ما لم تثره اﻻحتجاجات في دول عربية أخرى أجمع فيها الرأي العام العربي (أو كاد) على الوقوف في صف الشعوب أمام الطغاة و أدواتهم و عسسهم, و يعود ذلك لخصوصية يراها من يرافع عن اختلاف حالة البحرين عن حالة الدول العربية الأخرى بسبب التركيبة الطائفية. فالبعض يشير إلى أنها “انتفاضة شيعة” تحرّكها إيران لمصالحها الخاصة (أليس من المخجل أننا ما زلنا نركّب هوية و وﻻء الأشخاص طبقاً لانتمائهم الطائفي؟) و لذلك فإن الشعارات المطروحة حول دولة المواطنة و الملكية الدستورية ليست إلا تمويهاً لتوجهات الشيعة للسيطرة على البلاد.
الجدل حول هذه النقطة يطول و كل الآراء فيه محترمة.. ما ﻻ يمكن أن يكون محترماً هو تبرير الوحشية في التعامل مع متظاهرين عزل بالذخيرة الحيّة كما شوهد في الصور و مقاطع الفيديو التي انتشرت في الشبكات اﻻجتماعية, و إن كان تبرير الوحشية غير محترم فإن تبريرها لأسباب طائفية بحتة (صريحة كانت أم مموّهة) يزيد عدم اﻻحترام قرفاً..
..
بدل ضايع: غياب “الأجندات” ليس فضيلة ثوريّة- ياسين الحاج صالح
..
الأخ الأكبر..
الأخ الأكبر يراقبك, يتربّص بمن يرقبك, يشطب الهمزات من رسائل عشقك, يلعب بالنرد على أوراق ثبوتيتك, يحتفظ بنسخة من صلواتك, يأكلك إن أكلت و يشرب ألمك إن راقته حموضة دموعك.
الأخ الأكبر ﻻ ينام.. إنه يخاف أحلامك
الأخ الأكبر يصنع من إطارات الصّور قلاعاً, من المذياع و التلفاز مقلاعاً, من الرعب مدفعاً و من الكتاب المدرسي سمّاً زعافاً..
الأخ الأكبر ﻻ يخاف وينستون سميث, لكنه يموت رعباً من جورج أورويل..
حضّر حقيبتك و وصيتك أيها الأخ الأكبر فإورويل قد شفي من السّل و عاد..
..
صورة
انتهزت اليوم فرصة غياب المطر (المؤقت, فها هو قد عاد) للتمشّي قليلاً و لممارسة التصوير الفوتوغرافي بعد غياب قسري, و زرت حديقة جميلة كانت في السابق مقبرة و التقطت بعض الصور (لمشاهدة الصور اضغط هنا) .. أضع الصور هنا كمثال لما يمكن أن نفعل بكل هذه المعتقلات و السجون و مراكز مسح الأدمغة و حقن الرعب الموجودة من المحيط إلى الخليج في المستقبل (القريب؟)

http://www.syriangavroche.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى