صفحات ثقافية

رسامو الكاريكاتير العرب يشكلون جبهة ضد الرقابة

null
بيروت ربى كبارة – يطلق عدد من رسامي الكاريكاتور العرب من بيروت وثيقة تشكل “شبكة تواصل” في ما بينهم لمواجهة مقص الرقيب في بلدانهم، وذلك بعد ان عرضوا تجاربهم مع القمع السياسي والثقافي وشاركوا في معرض بعنوان “وتجري الرياح الكاريكاتور العربي في مواجهة الرقابة” فعالية نظمها “مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية-سكايز” على مدى ثلاثة ايام “لمواجهة ثقافة المنع والتهديد والتخويف والتخوين” سواء من قبل اجهزة الدولة او من قبل فئات او تيارات اهلية.
رسامو الكاريكاتير العرب يشكلون جبهة ضد الرقابة
في المعرض علقت على جدران قاعة صغيرة مئة لوحة تتصدى بروح ساخرة ناقدة محرضة على التأمل لمواضيع منها الفساد المالي والاداري والبطالة والتطاول على المال العام والبيروقراطية الادارية والحكومية وما يجري في فلسطين او العراق.
ويقول رئيس “سكايز” الكاتب الياس خوري “الكاريكاتور جزء من الصحافة وهدف للرقابة التي تخضع لها. جمعنا رسامين من عدة دول عربية تباحثوا وعرضوا خبراتهم في كيفية تشكيل حلقة وصل لعمل مشترك في مواجهة الرقيب”.
ويضيف خوري المسؤول عن الملحق الثقافي في صحيفة “النهار” اللبنانية الواسعة الانتشار “لقاؤهم ليتعرفوا على بعضهم البعض وليبحثوا الوسائل الفعالة للدفاع عن الثقافة والصحافة والفنانين في العالم العربي الذين يتعرضون لأسوأ أنواع القمع”.
ويصدر المشاركون “وثيقة تشكل صلة وصل ثابتة ودائمة للدفاع عن حرية الرسامين الذين يتعرضون للقمع في دولهم” كما يقول خوري موضحا بان البحث بدأ منذ عامين عن “اشكال غير تقليدية لمواجهة القمع لا تكتفي باصدار بيانات الاستنكار”.
ومن الوسائل غير التقليدية التي توصلت اليها الوثيقة “تعهد الموقعين على ان ينشروا في صحف اخرى اي رسم كاريكاتوري يتعرض للمنع” كما قال خوري لافتا الى ان التوقيع على الوثيقة مفتوح للمختصين الراغبين.
وشارك في النشاط ارمان حمصي (لبنان)، سعد حاجو (سوريا)، عمرو سليم (مصر)، خالد الهاشمي (البحرين)، عبد الرحمن ياسر (العراق) فيما منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الفلسطيني خليل ابو عرفة من مغادرة القدس لكنه “شارك بالصوت والصورة في سرد تجاربه عبر الانترنت”.
ويعتبر خالد الهاشمي الذي سبق لبعض رسوماته ان اثارت عام 2005 غضب ايران ومناصريها في البحرين “ان اللقاء مكسب كبير”.
ويقول “التقاء زملاء كنت تتواصل معهم عبر الانترنت فرصة مهمة. هنا نناقش قضايا تهمنا”.
ويروي الهاشمي ان رسوما ارادها للتعبير عن صعود تيار المحافظين في ايران تضمنت رسما للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي “اعتبرت اعتداء على رمز ديني وادت الى تظاهرات”.
ويقول “اضافة الى السلطات القمعية التقليدية واجهت قمع سلطة شعبية” لافتا الى “ان الناس هم رصيد رسام الكاريكاتور” وقال “شكواهم مؤلمة”.
كما قضت منذ سنوات الصحيفة التي يعمل فيها الهاشمي بوقفه عن العمل مدة شهر بسبب كاريكاتور اعترضت عليه الولايات المتحدة رسمها في ذكرى عممليات تفجير ابراج نيويورك.
ويقول سعد حاجو”اردنا ان نبدأ لقاءاتنا بالتركيز على فكرة محددة وهي الرقابة وكيف نتعاون في مواجهتها” معربا عن تفاؤله “بفعالية شبكة الوصل”.
ويطمح المشاركون الى تاسيس اتحاد او هيئة تضم المعنيين وتنظم الدفاع عن حقوقهم.
ويعتبر عمرو سليم ان الرسامين “يلتقون على ارضية موحدة ليقدموا لمجتمعاتهم ما يساعد على بلورة دور المثقف على ارضية الدفاع عن الحريات”.
ويلفت سليم الى ان السلطة الدينية تزداد تشددا ويذكر برسم للمصري صلاح الليثي ورد قبل عقود في مجلة روز اليوسف عن ارتفاع فواتير الهاتف وفيه ملاك يكلم ملاكا بقوله “هو موسى كلم ربنا كم مرة” لافتا الى “استحالة نشر رسم مماثل حاليا بسبب السلطة الدينة المتمثلة بالاخوان المسلمين”.
ويشدد الياس خوري على اهمية اجتماع الفنانين والصحافيين والمفكرين “لإنقاذ المجتمعات العربية التي يهددها خطرا القمع والإحتلال، ولمخاطبة الرأي العام وتنمية وعيه باهمية الحرية”.
ويقول “للقمع عدة مصادر السلطة الرسمية والسلطات الدينية وقمع الاحتلال. هذا القمع لا يدمر الثقافة فقط انما يقضي تدريجيا على مجتمعاتنا”.
ويضيف “منذ ان ضرب موقع بيروت الثقافي اصبح المثقفون العرب يلتقون في اوروبا ولاحقا في الخليج ونسعى الى اعادة بيروت موقعا للدفاع عن الديموقراطية”.
بين اللوحات توزعت رسومات لخليل ابو عرفة سبق ان منع الاحتلال الاسرائيلي نشرها.
كما خصص المعرض الذي يستمر حتى 22 اذار/مارس زاوية لرسام الكاريكاتور الفلسطيني الراحل ناجي العلي، الذي اغتيل في لندن عام 1987، ويعتبر المشاركون رسوماته نموذجا يقتدى به.
الاربعاء 18 مارس 2009
ربى كبارة
الهدهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى