صفحات سورية

خطاب مفتوح إلى الشعب السوري الباسل

null
المهندس غسان النجّار
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ أولا بتقديم جميل الشكر وعظيم الامتنان لجميع المواطنين من الإخوة والأصدقاء والزملاء والرفاق من جميع أطياف المجتمع السوري العظيم في الداخل والمهجر والّذين عبّروا عن صادق مشاعرهم وجميل عواطفهم وما فتئوا يسألون عنّي بكافة الوسائل المتاحة قبل المحنة وأثناء المحنة وبعدها .
كما أشكر جميع المنظّمات الحقوقية ولجان العفو الدولية السورية والعربية والدولية وعلى رأسها هيومن رايتس ووتش والأمنستي والّتي تابعت وضعي واعتقالي وطالبت بالإفراج عني وكذلك القنوات التلفزيونية المحترمة الّتي نشرت الحقائق عن اعتقالي ووضعي الصحي المتدهور .
كما أشكر الأهل والأقارب من آل النجّار في حلب وأبناء العمومة في كل من مناطق الباب ومارع وحوران والأردن واليمن ومصر وشمالي افريقية الّذين سألوا عنّي بكل قلق واهتمام وأخصّ بالشكر فضيلة الدكتور إبراهيم السلقيني المفتي العام لمحافظة حلب وكذلك شقيقي الدكتور حسّان نجّار الأمين العام لاتّحاد الأطباء العرب في أوربة المقيم في ألمانيا اللذين تابعا وضعي الصحي المتدهور أولا بأول .
وإنني من خلال رسالتي الأولى هذه لابدّ لي من شرح بعض الملابسات والحقائق الّتي رافقت الأزمة والّتي حصلت بمناسبة اعتصامات الخامس من شباط الماضي .
1. إنني لم أكن من الداعين أو من قيادات اعتصام 5/2/2011 بل كانوا هم الشباب السوري الّذين لا أعرفهم وقد أعلنوا عنها على الفيس بوك وأنني إذ أيّدتها تحت سقف القانون ومن خلال الدستور وضمن الضوابط الأمنية والوطنية الّتي تمنع الفوضى أو التخريب .
2. إن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية أثناء اعتقالي فجر يوم الجمعة تاريخ 4/2/ 2011 الساعة 3,30 فجراًَ ، وذلك من خلال انتهاك حرمة المنازل والبيوت وحرمة خصوصية نساء المجتمع السوري المحافظ وذلك أثناء اقتحام المنزل والعبث به واعتقالي هو مخالف للدستور وسيادة القانون والأعراف وانّ هذا الأسلوب في التعامل من خلال التذرع بحالة الطوارئ والأحكام العرفية المعلنة منذ عام ثلاث وستين وتسعمائة وألف هو المدخل لكل المشاكل والأمراض والاحتقان الّتي يعاني منها المجتمع السوري.
3. إن التهم الثلاث الموجهة إلي من قبل الأجهزة الأمنية وتابعت توصيفها ومسارها بصورة آلية عبر القضاء العادي دون تحوير أو تعديل أو شطب , هي عارية تماما عن الصحة وليس لها أي مستند في جميع مقالاتي وأفكاري الإصلاحية المعلنة على رؤوس الأشهاد وهذه التهم هي :
1- إضعاف الشعور القومي
2- إيقاظ النعرات الطائفية والمذهبية
3- تعكير صلات القطر بدول أخرى وذلك نتيجة تأييدي لثورتي الشعب في تونس ومصر
4. لابد لي من باب الأمانة من توجيه الشكر لبعض المسئولين الحكوميين المعنيين بقضيتي مباشرة والّذين أحاطوني بالرعاية الطبية والمعنوية أثناء معاناتي في مرحلة الخطر الصحية بسبب التجفاف الّذي رافقني مما نتج عنه إلى إصابتي بقصور كلوي شديد ، وأخصّ بالشكر سيادة المحامي العام الأول الأستاذ حسّان سعيد والسيّد العميد مدير سجن عدرا والسيّد الدكتور رئيس وحدة مشفى سجن عدرا .
5. إنني أحمّل السلطات الرسمية والجهات الأمنية الّتي أعطت الأوامر باعتقالي المسئولية عمّا آل إليه وضعي الصحي من إصابتي بالقصور الكلوي الحاد.
6. إن ما حصل في جلسة محكمة الجنايات الأولى في دمشق بتاريخ 27/2/2011 هو أمر يدعو إلى الريبة والشك في نيّة الجهات المسئولة إلى ممارسة التهديد والضغط علىّ حيث قامت المحكمة بتأجيل الجلسة للمرة الثانية إلى تاريخ 11/4/2011 بانتظار جواب ممثلة النيابة العامة ، وانّ هذا التأجيل الغير اعتيادي لمدة شهر ونصف واستمرار وضعي الصحي السيئ نتيجة القصور الكلوي الناجم عن فترة السجن ، كل ذلك يدعوني إلى سلوك خيار جديّ بالإضراب المفتوح عن الطعام من داخل منزلي حتى الموت والشهادة ، وسأعلن عن ذلك في حينه إذا لم يحصل تجاوب ايجابي من السلطات المسئولة في قضيتي المنظورة أمام محكمة الجنايات الأولى في دمشق وكذلك في قضية الإصلاح السياسي الموعود في بلدي العزيز سوريه .
7. إن ما يرد من أنباء من داخل سجون النظام السوري من إضراب بعض سجناء الرأي عن الطعام وأخصّ منهم الناشطة الحقوقية تهامة معروف والكاتب الصحفي كمال شيخو هو أمر يدعو إلى القلق الشديد في تعامل السلطة مع كافة سجناء الرأي وبناء عليه أناشد السيّد الرئيس بشّار الأسد إلى إصدار مرسوم رئاسي فورا يشمل العفو العام عن كافة المعتقلين والمحكومين السياسيين وعلى رأسهم الآنسة المدونة طل الملوحي والشيخ الحقوقي الأستاذ المحامي هيثم المالح والشروع في حوار مدني جاد مع مختلف أطياف المعارضة كما فعلت دولة البحرين وجمهورية اليمن ودولة الجزائر حيث ألغت مؤخرا إعلان حالة الطوارئ في البلاد ، كما أطالب السلطات المعنية برفع منع السفر عني كي يتسنى لي المشاركة في مراسم العزاء في وفاة أستاذي وصديقي البروفسور نجم الدين أربكان-رحمه الله- وكذلك عن جميع المواطنين الممنوعين من السفر إلى الخارج .
8. وأخيرا أشكر كافة القوى السياسية وناشطي المجتمع المدني والحقوقي الّذين استقبلوني في دمشق بتاريخ 26 و27 /2 بكل الحفاوة والترحيب وكرم الضيافة وأخصّ منهم الدكتور عارف دليلة والأستاذ ميشيل كيلو والأستاذ المحامي حبيب عيسى والدكتور عبد العزيز الخيّر والأستاذة المحامية دعد موسى وغيرهم كثير، معتذرا عن ذكر أسمائهم جميعا مما لا يتسع المجال .
9. إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، والله أكبر والعزّة للوطن والحرية للشعب الأبي .

حلب في 2/3/2011 المهندس غسّان النجّار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى