صفحات العالم

في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001: الأف بي آي أقامت شراكات مع جماعات جهاديّة منها الإخوان المسلمون

أشرف أبو جلالة
إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: بالتزامُن مع إحياء الولايات المتّحدة الذكرى الثامنة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تغيير كثير من ملامح السياسة الأميركيّة على الصعيدين الداخلي والخارجي، كشفت مجلة “هيومان إيفنتس” الأميركيّة الأسبوعيّة المقربة من اليمين الأميركي والمحافظين والحزب الجمهوري، النقاب عن أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” نجح منذ وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر في إقامة علاقات مع عددٍ من الجماعات الإسلاميّة التي ترتبط بإحدى المنظمات السرية التي تدعو إلى الاستيلاء المنهجي على الولايات المتّحدة، وفقا ً لما ورد في مذكرة مكوَّنة من ثماني صفحات وقام بكتابتها مسؤولون من مكتب واشنطن الميداني، الذي يحتفي بالطريقة التي أقام من خلالها الـ FBI تلك الشراكات.
ويكشف عميل سابق للمجلة في السياق ذاته عن أنّ مكتب التحقيقات الفيدرالي يتعامل مع جماعات تحتفظ بتحالف يخضع للمراقبة مع جماعة الإخوان المسلمين. ويسهب هذا العميل في حديثه ليقول :” تعتمد قيادة الإف بي آي على القادة المسلمين، الذين يعرفون جماعة الإخوان المسلمين، لتوجيههم بشأن طريقة ملاحقة العدو داخل المجتمع. وهؤلاء الأشخاص هم نفسهم الذين يتواجد لديهم دافع الإطاحة بالحكومة الأميركيّة”. وهنا تؤكد المجلة أنّ جماعة الإخوان المسلمين التي تلتزم بأعلى درجات السريّة، وتمتلك فروعا في جميع أنحاء العالم، هي أشبه بمادة “الغراء” لشبكة من الجماعات الإسلاميّة.
وفي محور ذي صلة، يقول منتقدون، بعضهم من داخل الإف بي آي، إنّ مكتب التحقيقات يُزيد عدد الجماعات التي يتعامل معها، والتي يكون هدفها الأيديولوجي طويل الأمد هو جلب الشريعة الإسلاميّة إلى الولايات المتحدة عن طريق الجهاد، أو النضال. وفي هذا الشأن، ينوه هذا العميل السابق بذلك البيان الخاص بجماعة الإخوان المسلمين في أميركا الشماليّة ( وهو عبارة عن مذكرة توضيحية للهدف الاستراتيجي العام للجماعة هناك )، وقد تم الكشف عنها في عام 2004 خلال عملية للإف بي آي استهدفت منزل أحد المتطرفين الإسلاميين المشتبه فيهم، وهو إسماعيل سليم الباراسي.
وخرجت تلك الوثيقة إلى الضوء للمرة الأولى في عام 2007 ، عندما أدرجها محققو وزارة العدل في القضية التي تم رفعها ضد مؤسسة الأرض المقدسة، وهي جبهة تابعة لحركة حماس الفلسطينية التي تقوم بتسريب الملايين من الدولارات إلى المجموعة الإرهابية الخارجة على القانون، وفقا ً للمجلة. وأشارت في الوقت ذاته إلى أن أعضاءً في جماعة الإخوان المسلمين قد قاموا بكتابة تلك المذكرة عام 1991، وهي الوثيقة التي تقول إنّ الجماعة بدأت “في مرحلة جديدة من مراحل النضال الإسلامي في هذه القارة “، وأنه قد تمت المصادقة على الأهداف قبل أربع سنوات خلال مؤتمرات سريّة للمسلمين في هذا البلد.
من جانبها، أجرت المجلة دراسة على الجماعات الإسلامية التي تولدت بينها وبين مكتب التحقيقات الفيدرالي علاقة صداقة، وكان يتم منحها جوائز، وتُوجه لها الدعوة لحضور مؤتمرات خاصة بالعملاء، وتشارك بكلمة على منصة المتحدثين – وهذا كله تحت قناع الرغبة في التواصل مع المجتمع الإسلامي.  وبحسب الوثائق الخاصة بوزارة العدل الأميركيّة، فإن الجماعة الإسلاميّة في أميركا الشماليّة والتي تُعرف اختصارا ً بـ “ISNA” – وهي أحد أفرع جماعة الإخوان البارزة –  كانت من أكثر الجماعات انتشارا ً. وفي هذا الإطار، تزيح المجلة النقاب عن أنّ الإف بي آي كان يمنح جوائز لمسؤولي جماعة “ISNA”، كما كان يقوم بنشر إعلانات في مطبوعتها الشهرية، يُطالب فيها المسلمين بالتقدم بطلبات ليصبحوا عملاء. وقد قامت الجماعة من جانبها بنشر إعلان، تهنئ فيه الإف بي آي بمناسبة مرور مائة عام من العمل في خدمة البلاد.
إلى هنا، مضت المجلة لتكشف أيضا ً – وفقا ً للوثيقة الداخلية التي تحصلت عليها – عن أنّ مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي سعداء بالفعل بتلك العلاقات التي تربطهم بتلك الجماعات الإسلاميّة، رغم أصوات المنتقدين التي طالتهم بعد الكشف عن ذلك الأمر. كما ورد في الوثيقة أنّ مسؤولي الإف بي آي يدافعون عن تلك العلاقات بقولهم إنّ تلك العلاقة معنية بتبادل الخبرات الثقافيّة واللغويّة والسياقيّة بين المكتب وأعضاء المجتمع الإسلامي “من أجل ضمان حماية أكبر لبلادنا وحرياتنا المدنية. ومن مهام الإف بي آي أيضا ً أن يُحقق توازنا ً بين الحريات الأساسيّة والأمنيّة”. وفي الختام، قال بيان صحافي قدمه جون ميلر، الناطق الأول باسم الإف بي آي، للمجلة :” يقوم المكتب بشكل عام باتباع منهجية للتقارب مع عددٍ من الجماعات المحترمة والقادة داخل مجتمعات الأميركييّن العرب والأميركييّن المسلمين. وبينما نبدي استعدادنا للتحدث إلى كثير من الجماعات، تكون هناك عملية فحص، عندما تتطور الأمور لأي نوع من أنواع الشراكات أو العلاقات الرسميّة”.
ايلاف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى