صفحات ثقافية

خـــشـــــبـــة نــــــــــار الــمــمــــثـــل

null
جواد الأسدي
منذ البروفات الاولى لمسرحية “حمّام بغدادي”، كان النزاع ضارياً حول روح النص وجسد الممثل والاشتغال على المكان. دائماً كانت تنتابني أحاسيس وعرة حول نسق التمثيل والنحت المكاني ودرجات التماس مع الجمهور. الممثل توقّد حارّ والنص قماشة صالحة للتأويل، والاضرحة في خدمة النبش أسفل الارواح المتوجعة للشخصيات، لاستظهار الوحشية المرتكبة في حق الانسان العراقي، إبان النظام الاستبدادي وخلال مرحلة الاحتلال.
إن الممثلين فايز قزق ونضال السيجري استذوقا رغيف الرؤيا نفسه، من حيث شهية التعبير عن واقع يشبه سيركاً دموياً نادر الوقوع في العالم.
“حمّام بغدادي” تكرّس كوميديا سوريالية، وكسوراً على تمثيل يرتقي على سلّم إرتجالات، فصحى وعامية، وزمن مهدد مرتج، وشهية تجديد جارفة سواء على صعيد البروفات أو خلال أيام العروض، حيث تم التشابك والتساكن مع لذة صارمة، وصادمة يرمي فيها الممثلان أقصى حدود النزيف ليتحول أحدهما الى ملاك مجروح ومرمي في حوض النوم، الى مركب آيل الى الغرق.
الممثلان والمخرج والموسيقى والألوان، كأننا كنا نحضّر لحفلة تنكرية مقاماتها العبث والوجع واللعب والطفولة المبتورة السرّة، وفرجة تتفاوت وتتباين. إن هذا الذي يلعبه الممثلان في “حمّام بغدادي” هو مقطع سوريالي من جحيم بانورامية، وجثة المرشح الثري (مرتكز النص) هي جثة عبثية، والموتى هنا يتحلقون جميعهم على طول حدود لاحتلال يطمس حتى ملامح الرضيع، او الفتيان، حطب القتل والخطف وعربات الجنازات الكبرى.
يُراد لـ”حمّام بغدادي”، متلقٍّ شغوف، يرمي مسطرته خارج بدلته، ليكون حاضراً، ومرجعيته الجمالية كفيلة التقاط المرئي أكثر من المسموع.
النهار

جواد الأسدي
منذ البروفات الاولى لمسرحية “حمّام بغدادي”، كان النزاع ضارياً حول روح النص وجسد الممثل والاشتغال على المكان. دائماً كانت تنتابني أحاسيس وعرة حول نسق التمثيل والنحت المكاني ودرجات التماس مع الجمهور. الممثل توقّد حارّ والنص قماشة صالحة للتأويل، والاضرحة في خدمة النبش أسفل الارواح المتوجعة للشخصيات، لاستظهار الوحشية المرتكبة في حق الانسان العراقي، إبان النظام الاستبدادي وخلال مرحلة الاحتلال.
إن الممثلين فايز قزق ونضال السيجري استذوقا رغيف الرؤيا نفسه، من حيث شهية التعبير عن واقع يشبه سيركاً دموياً نادر الوقوع في العالم.
“حمّام بغدادي” تكرّس كوميديا سوريالية، وكسوراً على تمثيل يرتقي على سلّم إرتجالات، فصحى وعامية، وزمن مهدد مرتج، وشهية تجديد جارفة سواء على صعيد البروفات أو خلال أيام العروض، حيث تم التشابك والتساكن مع لذة صارمة، وصادمة يرمي فيها الممثلان أقصى حدود النزيف ليتحول أحدهما الى ملاك مجروح ومرمي في حوض النوم، الى مركب آيل الى الغرق.
الممثلان والمخرج والموسيقى والألوان، كأننا كنا نحضّر لحفلة تنكرية مقاماتها العبث والوجع واللعب والطفولة المبتورة السرّة، وفرجة تتفاوت وتتباين. إن هذا الذي يلعبه الممثلان في “حمّام بغدادي” هو مقطع سوريالي من جحيم بانورامية، وجثة المرشح الثري (مرتكز النص) هي جثة عبثية، والموتى هنا يتحلقون جميعهم على طول حدود لاحتلال يطمس حتى ملامح الرضيع، او الفتيان، حطب القتل والخطف وعربات الجنازات الكبرى.
يُراد لـ”حمّام بغدادي”، متلقٍّ شغوف، يرمي مسطرته خارج بدلته، ليكون حاضراً، ومرجعيته الجمالية كفيلة التقاط المرئي أكثر من المسموع.
النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى