صفحات مختارة

الإسلام (فين) والديمقراطية (فين) …؟

مصطفى حقي
كلمة الديمقراطية ليست لها أصول عربية وكما يقدمها السيد قاسم محمد عثمان ( كلمة ديمقراطية مشتقة من كلمتين يونانيتين (ديموس كراتوس) تعنيان حكم الشعب. وكانت كلمة ديمقراطية في اليونان القديمة تفهم ككلمة مناقضة للملكية، حيث يحكم شخص واحد، ولحكومات النخبة، حيث تحكم قلة من الناس. ومع أن الديمقراطية لم تصبح القاعدة في الأيام الغابرة لليونان، فإن أول براعم للديمقراطية الحقيقية ظهرت في مدينة أثينا اليونانية القديمة. واستمرت الديمقراطية هناك من العام 508 حتى العام 267 قبل الميلاد، وإلى أن يبلغ عمر الولايات المتحدة 241 عاما في العام 2017، ستظل مدينة أثينا القديمة أطول ديمقراطية حية في تاريخ العالم….) وعبر منتديات الجزيرة بوك ومن مقال بعنوان الديمقراطية و الإسلام ..ضدان لا يلتقيان؟؟ ننقل بعض ماورد فيها فالطرف الرافض يقول :”الديمقراطية هي أصل البلاء فهي التي اضطرت بعض البلدان العربية للسلام مع إسرائيل و هي التي أتت بالشركات المتعددة الجنسيات لتقوم بنهب خيرات بلادنا ” بينما الطرف الآخر ..”الديمقراطية المعدلة نحن بامس الحاجة إليها في وقتنا الراهن و لا قيام للإسلام بدونها ليعود لدوره الحضاري في العالم … أما رأي الشيخ القرضاوي هو الذي يعنينا من الديمقراطية هو الجانب السياسي منها، وجوهره أن تختار الشعوب من يحكمها ويقود مسيرتها، ولا يفرض عليها حاكم يقودها رغم أنفها. وهو ما قرَّره الإسلام عن طريق الأمر بالشورى والبيعة.. بينما للشيخ العلامة عبد القديم زلوم رأي صارم .. الديمقراطية التي سوَّقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب، ولا من بعيد. وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضاً كلياً في الكليات وفي الجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها. لذلك فإنه يحرم على المسلمين أخذها، أو تطبيقها، أو الدعوة لها تحريماً جازماً .. أما المقارنة اللطيفة فهي للشيخ وجدي غنيم عن الفرق بين ديمقراطيتنا و ديمقراطيتهم ..ديمقراطية الغرب هي : حكم الشعب للشعب بالشعب و ديمقراطيتنا (الشورى) : هي حكم الله للشعب بالشعب ..؟! ومابين التحريم والتحليل لهذه الديمقراطية المستوردة ضاعت لحانا وشواربنا .. كل ما قدمته أعلاه عن هذه الديمقراطية هو تحريض من أخ إسلامي طيب من أبناء الرحمن الذي خاطبني بمقدمة لطيفة ثم أبدى انزعاجه لأني قلت في مقالي المعنون الحوار العلماني إحترام وإفهام وليس إرغام …؟ والمنشور في الحوار المتمدن في 882009 لاديمقراطية في الإسلام ويبدأ السيد عباد الرحمن رسالته كالتالي : مساء الخير سيدى تعليقا على مقال سيادتكم قلتم أنه لا ديمقراطية فى الأسلام حيث أن المرجعية الأولى لله سبحانه و تعالى و نحن فى عصر ليس بيننا من يغفل معنى الديمقراطية فهل تعتقد أن خالقك عز و جل قد غفلها ألا إذا كان مفهومك أنت عن الديمقراطية مضمحل لا يتعدى أطراف قدمك و متمركزا فى نزعاتك الدنيوية أو إن شئت قل الدنية فأتقى الله …. ؟
أشكر الأخ المسلم على تحيته المسائية بالخير وبتهذيب … ولكن أيها الأخ أنا لم أقل لا ديمقراطية في الإسلام بل الذي قالها هو شيخ إسلامي مشهور وهذا ما كتبته عنه : والشيخ عمر عبد الرحمن المصري يرفض الديمقراطية بحجة أن في الديمقراطية السيادة للشعب ، وأما في الإسلام السيادة لله ومنه لا ديمقراطية في الإسلام …؟ ! ويكمل الأخ المسلم هذه المرة ولكن بغضب مع رفع العتب ..: و كيف لك بالأسم مصطفى أما يذكرك بشىء ألم تسأل والديك لماذا أطلقوا عليك هذا الأسم مع أنك لا تملك منه سوى حروفه .. ( أشكر الأخ المسلم على هذا التعبير الذي يدل على أخلاق إسلامية راقية ؟) وأخيراً يهددني السيد عبد الرحمن وفق الأسلوب التقليدي الإسلامي الذي لم يتغير : و أبشر بحرب غير متكافئة بالمرة فهى بينك و بين الله فقد تجرأت عليه و سولت لك نفسك أن العلمانية ند لله سبحانه و تعالى و الى اللقاء يوم الموقف العظيم الله ما بلغت الله فأشهد …المرسل: عباد الرحمن وأخيراً ياسيد عباد الرحمن لقد نقلت لك ماقاله شيوخ من المسلمين رفضهم للديمقراطية وأنت تريدها ديمقراطية وتهددني لأني أرى أن لا ديمقراطية في الإسلام … وأخيراً أسألك .. هل يمكنك أن توجه مثل هذه الرسالة الموجهة لي وبالأسلوب ذاته إلى حاكم عربي أو إسلامي وباسمك الحقيقي دون أن (يشرشحوك).. بينما المواطن الغربي يمكنه أن يوجه النقد اللاذع لحكامه شخصياً وبواسطة الإعلام دون أية مسؤولية … وكلنا شاهد منذ أعوام كيف أن رئيس أقوى دولة في العالم يُحاكم أم القضاء ( كلينتون) بسبب دعوى أقامته عليه مواطنة عادية .. وهذه عيّنة أخيرة للديمقراطية التي تدافع عنها من قول الشيخ فتحي منصور قاضي المحكمة الشرعية في القدس وهو يقارن بين الديمقراطية وحكم الشريعة الإسلامية من مقال بعنوان الإسلام والديمقراطية : الحاكمية لله؛ تعني أن مصدر التشريع هو الله سبحانه وتعالى وحده وأن الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى بالوحي. الحاكم منفذ لأحكام الله تعالى في الأمة مجتهد في استنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأساسية. طاعة الحاكم واجبة ما لم يخالف نصاً صريحاً. قال تعالى: ( أيا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً)
وقال تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).
وقال تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله اليك). قال تعالى( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)
أما النظام الديمقراطي، فإن حق التشريع للشعب، فالدستور وسائر القوانين هي من صنع البشر ويمثل على أفضل تقدير وفي لحظات مثالية تحكم الأكثرية بالأقلية.وشتان بين نظام وضعه خالق الإنسان والعالم بخفايا نفسه والقادر على وضع ما يصلها من القوانين التي توصل الإنسان إلى سعادته الحقيقية وبين نظام يستمد من الإنسان الذي هو في أفضل حالات نزاهته وتجرده عن اللذات عرضة للخطأ الذي يذهب ضحيته البشر.
اختيار الحاكم
حق اختيار الحاكم هو للأمة بواسطة أهل الحل والعقد، فالحكم بالإسلام هو عقد عن تراض بين الأمة والحاكم.
– البيعة تعني الطاعة والقبول
– الحاكم مقيد بتبني الأحكام الشرعية المستنبطة استنباطاً صحيحاً من الأدلة الشرعية ومقيد بالحلال والحرام.
– لا يخرج على الحاكم أو يعزل إلا إذا أظهر كفراً بواحاً.( انتهى)
وأخيراً أيها الأخ المسلم ( انت فين ياسيد ( عباد الرحمن ) والديمقراطية فين ) وآسف إذا بدر مني ما يزعج الديمقراطية من غير قصد وشكراً .. وأهدي مقطع من قصيدة جديدة للشاعر أحمد مطر وبعنوان .. أنا السبب ؟
أنا الزعيمُ المنتخَبْ .!؟
لم ينتخبني أحدٌ لكنني
إذا طلبتُ منكم
في ذات يوم ، طلباً
هل يستطيعٌ واحدٌ منكم
أن يرفض لي الطلبْ .؟
أشنقهُ
أقتلهُ
أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ
فلتقبلوني ، هكذا كما أنا
أو فاشربوا
“من بحر العرب”
ما دام لم يعجبْكم العجبْ
ولا الصيامُ في رجبْ
فلتغضبوا إذا استطعتم
بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ
وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ
وبعدما أقنعتكم
أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ
وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ
وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ
وبعدما أرهقتُكم
وبعدما أتعبتُكم
حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ
***
يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ
نعم أنا .. أنا السببْ
في كل ما جرى لكم
فلتشتموني في الفضائياتِ
إن أردتم والخطبْ
وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا
تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ
قولوا بأني خائنٌ لكم
وكلبٌ وابن كلبْ

الحوار المتمدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى